عناصر الخطبة
1/مفهوم التربية الفكرية للطفل 2/أهمية التربية الفكرية للطفل 3/وسائل التربية الفكرية للطفل4/تنبيه وتوجيه للآباء والمربين.

اقتباس

إِنَّ الْفِكْرَ النَّيِّرَ السَّلِيمَ ثَمَرَةُ التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ، فَعَلَى قَدْرِ الْمُدْخَلَاتِ تَكُونُ الْمُخْرَجَاتُ، وَعَقْلُ الْإِنْسَانِ وَفِكْرُهُ جَوْهَرَةٌ ثَمِينَةٌ يَنْبَغِي الِاهْتِمَامُ بِهِ وَتَنْمِيَتُهُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهِ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: لَقَدِ اعْتَنَى الْإِسْلَامُ عِنَايَةً بَالِغَةً بِفِكْرِ الْإِنْسَانِ وَعَقْلِهِ، حَيْثُ دَعَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ إِلَى إِعْمَالِ الْعَقْلِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الْخَلْقِ وَالسَّيْرِ فِي الْأَرْضِ وَالنَّظَرِ إِلَى السَّمَاءِ وَالِاعْتِبَارِ بِمَا جَرَى لِلْأَفْرَادِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ وَالدُّوَلِ وَالْحَضَارَاتِ، فَقَالَ -تَعَالَى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[آلِ عِمْرَانَ: 190-191]، وَقَالَ -تَعَالَى-: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الرَّعْدِ:3].

 

وَلَمْ يَكْتَفِ الْقُرْآنُ بِبَيَانِ فَضْلِ الْعَقْلِ وَالتَّفَكُّرِ إِيجَابًا، بَلْ بَيَّنَ هَذَا الْفَضْلَ مِنْ خِلَالِ ذَمِّ حَالِ الَّذِينَ يُعَطِّلُونَ مَلَكَاتِهِمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلَا يَتَدَبَّرُونَ وَلَا يَتَفَكَّرُونَ، وَذَلِكَ كَقَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)[الْأَنْفَالِ: 22[، وَقَالَ -تَعَالَى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 170]، وَالْآيَةُ تُنَدِّدُ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَلْغَوْا عُقُولَهُمْ فَقَلَّدُوا آبَاءَهُمْ فِي الْعَقَائِدِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا زِمَامَ لَهَا وَلَا خِطَامَ، وَلَا أَصْلَ وَلَا فَصْلَ.

 

وَقَدْ تَعَدَّدَتْ أَسَالِيبُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي حَثِّ الْإِنْسَانِ عَلَى التَّفْكِيرِ وَاسْتِخْدَامِ الْعَقْلِ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَهَمِّيَّةِ الْعَقْلِ وَالتَّفْكِيرِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ حَتَّى بَلَغَتْ عَدَدُ الْآيَاتِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ الْفِكْرِ وَالْعَقْلِ وَالتَّدَبُّرِ وَالتَّبَصُّرِ وَالنَّظَرِ وَالِاعْتِبَارِ (624) آيَةً.

 

لِذَلِكَ كَانَتِ التَّرْبِيَةُ الْفِكْرِيَّةُ لِأَبْنَائِنَا وَأَطْفَالِنَا وَالَّتِي تَعْنِي إِمْدَادَهُمْ بِالْمَهَارَاتِ وَالْخِبْرَاتِ وَالْمَعْلُومَاتِ الَّتِي تُبَيِّنُ لَهُمْ مَنْهَجِيَّةَ التَّفْكِيرِ وَكَيْفِيَّةَ التَّعَامُلِ مَعَ الْمُشْكِلَاتِ، وَتُحَصِّنُ عَقِيدَتَهُمْ وَأَخْلَاقَهُمْ وَثَقَافَتَهُمْ، وَتَحُثُّهُمْ عَلَى الْإِبْدَاعِ وَالْإِنْتَاجِ مِنْ خِلَالِ إِعْمَالِ الْعَقْلِ فِيمَا يَعُودُ بِالنَّفْعِ وَالْفَائِدَةِ، مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ الْهَامَّةِ، وَالَّتِي يَنْبَغِي لِلْآبَاءِ وَالْمُرَبِّينَ أَنْ يَقُومُوا بِهَا فِي تَرْبِيَةِ أَطْفَالِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَطُلَّابِهِمْ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ مُشْكِلَاتِنَا التَّرْبَوِيَّةِ الْيَوْمَ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْهَا سَبَبُهُ ضَعْفُ التَّرْبِيَةِ الْفِكْرِيَّةِ لِلْفَرْدِ الْمُسْلِمِ، وَسُوءُ تَعَامُلِ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَعَ قَضَايَا الْفِكْرِ وَالْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْعَلَاقَاتِ وَالْحَيَاةِ، بِسَبَبِ غِيَابِ مَنْهَجِيَّةِ التَّفْكِيرِ وَثَقَافَةِ التَّفْكِيرِ، وَالَّذِي أَدَّى إِلَى مَشَاكِلَ اجْتِمَاعِيَّةٍ وَسُلُوكِيَّةٍ وَأَخْلَاقِيَّةٍ كَبِيرَةٍ.

 

عِبَادَ اَللهِ: إِنَّ الْفِكْرَ النَّيِّرَ السَّلِيمَ ثَمَرَةُ التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ؛ فَعَلَى قَدْرِ الْمُدْخَلَاتِ تَكُونُ الْمُخْرَجَاتُ، وَعَقْلُ الْإِنْسَانِ وَفِكْرُهُ جَوْهَرَةٌ ثَمِينَةٌ يَنْبَغِي الِاهْتِمَامُ بِهِ وَتَنْمِيَتُهُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ:

وَأَفْضَلُ قَسْمِ اللَّهِ لِلْمَرْءِ عَقْلُهُ *** فَلَيْسَ مِنَ الْخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ

إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ *** فَقَدْ كَمُلَتْ أَخْلَاقُهُ وَمَآرِبُهْ

يَعِيشُ الْفَتَى فِي النَّاسِ بِالْعَقْلِ إِنَّهُ *** عَلَى الْعَقْلِ يَجْرِي عِلْمُهُ وَتَجَارِبُهْ

يَزِيدُ الْفَتَى فِي النَّاسِ جَوْدَةُ عَقْلِهِ *** وَإِنْ كَانَ مَحْظُورًا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ

 

قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: "غَرِيزَةُ عَقْلٍ". قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: "أَدَبٌ حَسَنٌ". قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: "أَخٌ صَالِحٌ يَسْتَشِيرُهُ". قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: "صَمْتٌ طَوِيلٌ". قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: "مَوْتٌ عَاجِلٌ".

 

وَالتَّرْبِيَةُ الْفِكْرِيَّةُ لِأَبْنَائِنَا وَأَطْفَالِنَا تَصْقُلُ شَخْصِيَّاتِهِمْ وَتُنَمِّي مَدَارِكَهُمْ وَتَعُدُّهُمْ لِلْحَيَاةِ، فَتَحْفَظُ دِينَهُمْ وَأَفْكَارَهُمْ مِنَ الِانْحِرَافَاتِ الْفِكْرِيَّةِ وَالْعَقَدِيَّةَ، وَتُحَصِّنُ أَخْلَاقَهُمْ مِنَ السُّلُوكِيَّاتِ الضَّارَّةِ، وَتُوَجِّهُ اهْتِمَامَاتِهِمْ إِلَى الْعِلْمِ وَالْإِبْدَاعِ وَالِابْتِكَارِ وَالتَّمَيُّزِ.

 

وَالتَّرْبِيَةُ الْفِكْرِيَّةُ وَسِيلَةٌ لِاسْتِعْمَالِ الْعَقْلِ فِي كُلِّ مَا هُوَ نَافِعٌ، وَأَبْنَاؤُنَا فِي أَمَسِّ الْحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ فِي مُخْتَلَفِ مَرَاحِلِهِمُ الْعُمْرِيَّةِ، وَقَدْ ذَمَّ اللَّهُ مَنْ عَطَّلَ قَلْبَهُ وَبَصَرَهُ وَسَمْعَهُ عَنِ الْفِكْرِ وَالتَّأَمُّلِ وَالنَّظَرِ وَالتَّدَبُّرِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)[الْأَعْرَافِ: 179].

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ أَطْفَالَنَا يَتَعَرَّضُونَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى سَيْلٍ مِنَ الْأَفْكَارِ وَالشُّبُهَاتِ، مِنْ خِلَالِ وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ وَالْفَضَائِيَّاتِ وَالْإِنْتَرْنِتِ وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ، إِلَى جَانِبِ أَنَّ هُنَاكَ مَوْجَةً مِنَ التَّشْكِيكِ فِي ثَوَابِتِ الْأُمَّةِ، وَعَمَلِيَّاتِ غَسْلِ أَدْمِغَةٍ وَتَضْلِيلٍ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا تُؤَثِّرُ عَلَى حَيَاتِهِمْ وَمُسْتَقْبَلِهِمْ وَتَوَجُّهَاتِهِمْ وَطَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ، إِلَى جَانِبِ أَنَّ كُلَّ أَبٍ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَيَّزَ ابْنُهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالتَّرْبِيَةُ الْفِكْرِيَّةُ جُزْءٌ مِنْ هَذَا الْبِنَاءِ الْمُتَكَامِلِ لِهَذَا الْإِنْسَانِ.

 

وَمِنْ هُنَا كَانَ لِزَامًا عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَوْعِبَ وَسَائِلَ التَّرْبِيَةِ الْفِكْرِيَّةِ وَنُدْرِكَ أَهَمِّيَّتَهَا وَنُطَبِّقَهَا وَنُمَارِسَهَا وَنُكْسِبَهَا لِأَبْنَائِنَا، وَالَّتِي مِنْهَا: تَعْلِيمُهُمُ الْقِرَاءَةَ وَالْكِتَابَةَ؛ فَهُمَا مِفْتَاحُ الْفِكْرِ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[الْعَلَقِ: 1-5]، قَالَ الْقُرْطُبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "يَعْنِي الْخَطَّ وَالْكِتَابَةَ؛ أَيْ: عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْخَطَّ بِالْقَلَمِ"، وَقَالَ قَتَادَةُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الْقَلَمُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ -تَعَالَى- عَظِيمَةٌ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَقُمِ الدِّينُ، وَلَمْ يَصْلُحْ عَيْشٌ".

 

وَمِنْ هَذِهِ الْوَسَائِلِ: تَعْلِيمُ أَطْفَالِنَا وَأَبْنَائِنَا مَا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "مَنْ أَهْمَلَ تَعْلِيمَ وَلَدِهِ مَا يَنْفَعُهُ، وَتَرَكَهُ سُدًى، فَقَدْ أَسَاءَ إِلَيْهِ غَايَةَ الْإِسَاءَةِ، وَأَكْثَرُ الْأَوْلَادِ إِنَّمَا جَاءَ فَسَادُهُمْ مِنْ قِبَلِ الْآبَاءِ أَوْ إِهْمَالِهِمْ لَهُمْ، وَتَرْكِ تَعْلِيمِهِمْ فَرَائِضَ الدِّينِ وَسُنَنَهُ، فَأَضَاعُوهُمْ صِغَارًا، فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَنْفَعُوا آبَاءَهُمْ".

 

وَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ الْعِلْمَ وَأَهْلَهُ فَقَالَ -تَعَالَى-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[الْمُجَادَلَةِ: 11]، وَبَيَّنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَهَمِّيَّةَ طَلَبِ الْعِلْمِ وَفَضْلَهُ فَقَالَ: "... مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وَمِنْ وَسَائِلِ التَّرْبِيَةِ الْفِكْرِيَّةِ، التَّوْعِيَةُ وَالتَّثْقِيفُ وَالْمُعَاهَدَةُ الْمُسْتَمِرَّةُ لِسُلُوكِيَّاتِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ وَعَلَاقَاتِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ، وَتَعْرِيفُهُمْ بِالْأَفْكَارِ السَّيِّئَةِ وَنَقْدُهَا وَالتَّحْذِيرُ مِنْهَا، فَفِي ذَلِكَ ضَمَانٌ وَحِمَايَةٌ وَتَعْزِيزٌ وَتَقْوِيمٌ لِتَرْبِيَتِهِمْ وَبِنَاءِ شَخْصِيَّتِهِمْ.

 

فَالنُّصْحُ وَالتَّوْجِيهُ وَالتَّوَاصِي وَالتَّعَاهُدُ بَيْنَ الْآبَاءِ وَالْأَبْنَاءِ مَنْهَجُ الْأَنْبِيَاءِ، وَطَرِيقُ الصَّالِحِينَ الْأَوْلِيَاءِ؛ (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 132].

 

عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: "كَانَ الْغُلَامُ إِذَا أَفْصَحَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ الْآيَةَ سَبْعَ مَرَّاتٍ؛ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ)[الْإِسْرَاءِ: 111].

 

يَقُولُ الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-:

حَرِّضْ بَنِيكَ عَلَى الْآدَابِ فِي الصِّغَرِ *** كَيْمَا تَقَرَّ بِهِمْ عَيْنَاكَ فِي الْكِبَرِ

وَإِنَّمَا مَثَلُ الْآدَابِ تَجْمَعُهَا *** فِي عُنْفُوَانِ الصِّبَا كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ

هِيَ الْكُنُوزُ الَّتِي تَنْمُو ذَخَائِرُهَا *** وَلَا يُخَافُ عَلَيْهَا حَادِثُ الْغِيَرِ

النَّاسُ اثْنَانِ ذُو عِلْمٍ وَمُسْتَمِعٌ *** وَاعٍ، وَسَائِرُهُمْ كَاللَّغْوِ وَالْعَكِرِ

 

وَمِنَ الْوَسَائِلِ: إِكْسَابُهُمْ مَهَارَاتِ التَّفْكِيرِ وَالنَّقْدِ وَإِبْدَاءِ الرَّأْيِ وَالْحِوَارِ وَالْمُنَاقَشَةِ مَعَهُمْ، وَالْبُعْدُ عَنِ الْكَبْتِ وَتَكْمِيمِ الْأَفْوَاهِ، فَهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَى مَنْ يُحَاوِرُهُمْ وَيَسْمَعُهُمْ وَيُنَاقِشُ مَعَهُمْ رُؤَاهُمْ وَتَطَلُّعَاتِهِمْ، وَهَذَا يَجْعَلُ مِنْهُمْ أَقْوِيَاءَ وَيَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمُ الْجَيِّدَةَ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ الْحَيَاةِ وَمُشْكِلَاتِهَا.

 

وَمِنْ هَذِهِ الْوَسَائِلِ: تَكْلِيفُهُمْ بِإِنْجَازِ أَعْمَالٍ، وَالْقِيَامِ بِمَهَامَّ حَسَبَ مُسْتَوَيَاتِهِمْ وَمَرَاحِلِهِمُ الْعُمْرِيَّةِ، وَهَذَا يُسَاعِدُهُمْ عَلَى التَّفْكِيرِ فِي الْإِنْجَازِ وَاتِّخَاذِ الْإِجْرَاءَاتِ الْمُنَاسِبَةِ، وَعَلَى الْآبَاءِ مُلَاحَظَةُ طَرِيقَةِ أَدَائِهِمْ وَتَقْوِيمُ الْأَخْطَاءِ بِأُسْلُوبٍ تَرْبَوِيٍّ، وَتَعْزِيزُ الْجَوَانِبِ الْإِيجَابِيَّةِ، وَتَشْجِيعُهُمْ عَلَى ذَلِكَ.

 

وَمِنْ هَذِهِ الْوَسَائِلِ لِتَرْبِيَةِ أَبْنَائِنَا فِكْرِيًّا: اخْتِيَارُ الْبَرَامِجِ الْمُفِيدَةِ مِنَ الْأَعْمَالِ الْفَنِّيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ وَمُسَلْسَلَاتِ الْكَرْتُونِ وَالْقِصَصِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ النَّاجِحِينَ وَإِنْجَازَاتِهِمْ لِمُشَاهَدَتِهَا وَالِاسْتِفَادَةِ مِنْهَا، لِمُحَاكَاتِهِمْ وَتَقْلِيدِهِمْ وَالسَّيْرِ عَلَى طَرِيقِهِمْ وَلِرَبْطِهِمْ بِالْقُدْوَاتِ وَأَصْحَابِ الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ، وَلِهَذَا أَهَمِّيَّةٌ فِي نُضْجِ تَفْكِيرِهِمْ لِاسْتِفَادَتِهِمْ مِنْ تَجَارِبَ مُتَعَدِّدَةٍ وَمُخْتَلِفَةٍ وَفِي شَتَّى جَوَانِبِ الْحَيَاةِ، قَالَ -تَعَالَى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)[الْأَنْعَامِ: 90].

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ..

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْآبَاءُ: إِنَّ أَبْنَاءَنَا فَلَذَاتُ أَكْبَادِنَا تَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَتَنْشِئَتُهُمْ وَتَرْبِيَتُهُمْ وَإِعْدَادُهُمْ لِلْحَيَاةِ وَعِمَارَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الْعَظِيمَةِ، وَهَذَا يَتَطَلَّبُ فَهْمَ مَعْنَى التَّرْبِيَةِ وَجَوَانِبِهَا الْمُخْتَلِفَةِ وَأَسَالِيبِهَا الْمُتَعَدِّدَةِ، حَتَّى يَكُونَ نُمُوُّ أَطْفَالِنَا وَأَبْنَائِنَا نُمُوًّا مُتَكَامِلًا، وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّرْبِيَةَ الْفِكْرِيَّةَ جُزْءٌ هَامٌّ مِنْ هَذِهِ التَّرْبِيَةِ، وَعُنْصُرٌ رَئِيسِيٌّ فِي بِنَاءِ شَخْصِيَّاتِهِمْ وَتَمَيُّزِهِمْ.

 

وَعَدَمُ قِيَامِنَا بِوَاجِبِ التَّرْبِيَةِ الْفِكْرِيَّةِ السَّلِيمَةِ لِأَطْفَالِنَا وَأَبْنَائِنَا يُوقِعُهُمْ فِي الِانْحِرَافَاتِ السُّلُوكِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ، بَلْ يُؤَدِّي إِلَى الِاضْطِرَابَاتِ النَّفْسِيَّةِ لِلطِّفْلِ بِسَبَبِ عَدَمِ قُدْرَتِهِ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الْأَفْكَارِ وَالْمَشَاكِلِ وَعَدَمِ حُصُولِهِ عَلَى الْإِجَابَةِ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ تَسَاؤُلَاتِهِ الْيَوْمِيَّةِ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ يَتَعَرَّضُ لِلْكَبْتِ وَالْحِرْمَانِ وَعَدَمِ الْحِوَارِ وَالْمُنَاقَشَةِ مَعَ أَفْرَادِ أُسْرَتِهِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلِدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

أَيُّهَا الْمُرَبُّونَ: إِنَّ الْإِبْدَاعَ وَالتَّمَيُّزَ فِي حَيَاةِ أَبْنَائِنَا، فِي تَعْلِيمِهِمْ وَدِرَاسَتِهِمْ نَتِيجَةٌ حَتْمِيَّةٌ لِتَرْبِيَةٍ ذَاتِ إِيمَانٍ قَوِيٍّ وَخُلُقٍ حَسَنٍ وَهِمَّةٍ عَالِيَةٍ وَفِكْرٍ رَصِينٍ، فَالتَّرْبِيَةُ لَا تَعْنِي -كَمَا يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ- تَوْفِيرَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْمَلْبَسِ وَالْحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ لِأَوْلَادِنَا وَحَسْبُ، فَهَذِهِ رِعَايَةٌ وَلَيْسَتْ تَرْبِيَةً، قَدْ تَقُومُ بِهَا مُؤَسَّسَةٌ أَوْ جَمْعِيَّةٌ خَيْرِيَّةٌ أَوْ مَرْكَزٌ اجْتِمَاعِيٌّ، وَلَا تَعْنِي التَّرْبِيَةُ السَّبَّ وَالشَّتْمَ وَاللَّعْنَ وَالْحِرْمَانَ وَتَكْمِيمَ الْأَفْوَاهِ وَالتَّكْبِيلَ بِالسَّلَاسِلِ، وَالضَّرْبَ بِالْحَدِيدِ وَالسَّجْنِ فِي الْغُرَفِ الْمُظْلِمَةِ، فَيَخْرُجُ لَنَا جِيلٌ تَسِيلُ دِمَاؤُهُ، وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ، يَخَافُ مِنْ خَيَالِهِ، وَيَهْرُبُ مِنْ ظِلِّهِ، وَيَغْضَبُ وَيَثُورُ لِأَتْفَهِ الْأَسْبَابِ، فَيُكِنُّ الْعَدَاءَ لِأُمَّتِهِ، وَالْبَغْضَاءَ وَالْكَرَاهِيَةَ لِنَفْسِهِ وَلِمُجْتَمَعِهِ؛ فَيَعِيشُ مُحْبَطًا فَلَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا.

 

أَيُّهَا الْآبَاءُ، أَيُّهَا الْمُرَبُّونَ: لِنُحْيِ فِي نُفُوسِ أَبْنَائِنَا حُبَّ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَحُبَّ الْإِنْجَازِ وَالِابْتِكَارِ وَالْإِبْدَاعِ، وَحُبَّ التَّنَافُسِ فِيمَا يَعُودُ بِالنَّفْعِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمُجْتَمَعَاتِهِمْ بِالْخَيْرِ وَالنَّمَاءِ، وَلْنُحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْقِرَاءَةَ وَالِاطِّلَاعَ، وَلْنُكْسِبْهُمْ مَهَارَاتِ التَّفْكِيرِ وَالْحِوَارِ وَالْمُنَاقَشَةِ، وَلْنُحَصِّنْ أَفْكَارَهُمْ مِنَ الْغَزْوِ الْفِكْرِيِّ وَالتَّغْرِيبِ وَالتَّجْهِيلِ وَالتَّشْكِيكِ فِي ثَوَابِتِ دِينِهِمْ وَأُمَّتِهِمْ؛ بِهَذَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُسَاهِمَ بِجِدِّيَّةٍ فِي بِنَاءِ جِيلٍ يَكُونُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِوَالِدَيْهِ، نَافِعًا لِأُمَّتِهِ وَمُجْتَمَعِهِ وَوَطَنِهِ، مُبْدِعًا فِي حَيَاتِهِ، قَوِيًّا فِي حُجَّتِهِ.

 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْنَا وَأَصْلِحْ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَ الْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات
YyBwECIH9dZ7tjzX3rfBt4h5qpKgFGEf9TsXWRa0.doc
8iQKREPLx48HhBWQtlvAxRebO3Yrhenbrfo0bLeQ.pdf
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life