عناصر الخطبة
1/منة الله على الأمة ببعثة نبي الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-2/ حكم طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومحبته 3/علامات ومظاهر محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- 4/حكم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم 5/هل احتفل الجيل الأول بمولده صلى الله عليه وسلم؟ 6/كل بدعة في الدين ضلالةاهداف الخطبة
اقتباس
أيها المؤمنون: لقد افترض الله -جل وعلا- على العباد طاعة هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومحبته، واتباعه، ولزوم نهجه. وأوجب جل وعلا تقديم محبته على محبة الأهل والولد والعشيرة والتجارة، والناس أجمعين. وهذه المحبة التي افترضها الله -جل وعلا- على العباد ليست مجرد كلمةٍ تدَّعى، أو أمرٍ يتظاهر الانسان به؛ دون تحقيقٍ لصدقٍ في هذه المحبة. وقد جعل الله -عز وجل- علامةً عظيمة، وبرهانًا واضحا على صدق محبة هذا الرسول -عليه الصلاة والسلام- ألا، وهي:...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الكريم المنَّان؛ منَّ علينا بالإسلام، وجعلنا من أمة خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له الملكُ العلَّام، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله إمام الورى وقدوة الفضلاء الكرام؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-، فإنَّ في تقواه خلَفًا من كل شيء، وليس من تقوى الله خلَف.
وتقوى الله -جل وعلا-: عملٌ بطاعة الله، على نورٍ من الله، رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله، على نورٍ من الله، خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون -عباد الله-: لقد منَّ الله علينا -معاشر المؤمنين- بمنَّةٍ عظمى، وعطيةٍ كبرى؛ مبعث النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فأنار الله -عز وجل- ببعثته الأرض بعد ظلماتها، وجمع ببعثته القلوب بعد فرقتها وشتاتها، يقول الله -جل وعلا-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[آل عمران: 164].
ويقول جل وعلا: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الجمعة: 2].
ويقول جل وعلا: (قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)[الطلاق: 10-11].
ويقول جل وعلا: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128].
ويقول سبحانه: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[الفتح: 8-9].
أيها المؤمنون -عباد الله-: لقد افترض الله -جل وعلا- على العباد طاعة هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومحبته، واتباعه، ولزوم نهجه.
وأوجب جل وعلا تقديم محبته على محبة الأهل والولد والعشيرة والتجارة، والناس أجمعين، قال الله -سبحانه وتعالى-: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[التوبة: 24].
وفي الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قلت: "يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي" قَالَ: "لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ" فَقَالَ عُمَرُ: "فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي" قَالَ: "الآنَ يَا عُمَرُ".
أيها المؤمنون -عباد الله-: وهذه المحبة التي افترضها الله -جل وعلا- على العباد ليست مجرد كلمةٍ تدَّعى، أو أمرٍ يتظاهر الانسان به؛ دون تحقيقٍ لصدقٍ في هذه المحبة.
وقد جعل الله -عز وجل- علامةً عظيمة، وبرهانًا واضحا على صدق محبة هذا الرسول -عليه الصلاة والسلام- ألا، وهي: العناية الدقيقة باتباعه، ولزوم نهجه، وترسُّم خطاه، قال الله -تبارك وتعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[آل عمران: 31].
فهذه الآية -معاشر المؤمنين-: حاكمةٌ على كل من ادَّعى محبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- دون لزومٍ لنهجه، واتباعٍ لهديه؛ بأن دعواه كاذبة ما لم يتَّبع هديه -عليه الصلاة والسلام-.
أيها المؤمنون: إن العلامة الصادقة التي يتحقق بوجودها في العبد صدق محبته للرسول -عليه الصلاة والسلام-، هي: الاتباع لنهجه القويم، واللزوم لصراطه المستقيم، والبُعد عن البدع والمحدثات التي ما أنزل الله -تبارك وتعالى- بها من سلطان.
ولقد ضرب الجيل الأول من هذه الأمة جيل الصحابة أروع الأمثلة في تحقيق هذه المحبة للرسول المصطفى والنبي المجتبى -صلوات الله وسلامه عليه-، فترجموا عن هذه المحبة باتِّباعٍ صادق ومتابعةٍ عظيمة، واهتداءٍ بهدي الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-.
أيها المؤمنون -عباد الله-: وعندما تتحرك هذه المحبة في قلب الإنسان دون أن يزمَّ نفسه بزمام الشرع فإنه يبدر منه أمورًا ليست من هدي الله ولا من هدي رسوله -صلى الله عليه وسلم-، بل إنها تكون من ركوب البدع، واتباع المحدثات.
فالحذر الحذر -عباد الله-: من المحدثات بأنواعها، وإن كان الحامل عليها إظهار المحبة للنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ إنَّ تحقيق هذه المحبة لا يكون بالابتداع في دين الله، ولا بإحداث شيءٍ ما أنزل الله به من سلطان.
عباد الله: ولقد رام أقوامٌ إظهار محبتهم للنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، فاتخذوا يوم مولده -صلى الله عليه وسلم- محتفلا؛ وهذا أمرٌ لم يفعله الجيل الأول، ولم توجد هذه الاحتفالات بإجماع أهل السيَر والتاريخ إلا بعد القرن الثالث، وتصرُّم القرون المفضلة.
عباد الله: إن الشهر الذي وُلد فيه صلوات الله وسلامه عليه هو بعينه الشهر الذي مات فيه، واليوم الذي وُلد فيه عليه الصلاة والسلام هو اليوم الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم، فليس الفرح بيوم مولده بأوْلى من الحزن على وفاته وفقْده -عليه الصلاة والسلام-، ولكن لم يُشرع لا هذا ولا هذا، لم يُشرع اتخاذ يوم مولده محتفلا، ولا يوم موته -صلى الله عليه وسلم- مأتما، ولم يفعل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم وأرضاهم- شيئا من ذلك.
أيها المؤمنون: وإذا كان مراد العبد تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإظهار محبته -عليه الصلاة والسلام-، فليكن هذا التعظيم، وليكن هذا الإظهار لمحبته بالطريقة التي مضى عليها الصحابة الكرام.
أيها المؤمنون -عباد الله-: لم يحتفل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة -رضي الله عنهم-، ولم يحتفل أهل القرون المفضلة بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهل يقول قائل: إن هذا خيرٌ حُرِم منه الصحابة وهُدي إليه من بعدهم؟! أو أنَّ الحق أن ذلك ضلالة وقى الله -جل وعلا- منها تلك القرون المفضلة التي لزمت هديه -صلى الله عليه وسلم- وسلكت سبيله القويم!.
أيها المؤمنون -عباد الله-: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها؛ ألا وهو اتباع هدي النبي -عليه الصلاة والسلام-، والبُعد عن المحدثات التي ما أنزل الله -تبارك وتعالى- بها من سلطان.
عباد الله: اتقوا الله -جل وعلا- وراقبوه في أعمالكم كلها؛ فإن الله -عز وجل- لا يقبل من العمل أيًّا كان ومهما كان إلا إذا كان لله خالصا، ولسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- موافقا.
اللهم ارزقنا أجمعين الإخلاص في الأقوال والأعمال، ووفقنا أجمعين لاتِّباع النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وأعذنا أجمعين من البدع والمحدثات يا ذا الجلال والإكرام.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله كثيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
أيها المؤمنون -عباد الله-: روى الإمام أحمد في مسنده وغيره من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فقلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا؟" فقال عليه الصلاة والسلام: "عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا؛ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".
وكان صلوات الله وسلامه عليه إذا خطب الناس، قال: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".
وكان صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذا الأمر تأكيدًا عظيما نصحًا للأمة -فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه-.
أيها المؤمنون -عباد الله-: إن الواجب علينا معاشر المؤمنين أن نعظِّم هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- التعظيم اللائق به، وأن نحبَّه -صلى الله عليه وسلم- محبةً مقدَّمةً على محبتنا لأنفسنا وأهلينا والناس أجمعين، وأن نكون صادقين مع الله في هذه المحبة بحُسن اتباعه، ولزوم نهجه، والبُعد عن البدع والمحدثات التي حذَّرنا منها -صلوات الله وسلامه عليه-.
هدانا الله أجمعين إليه صراطًا مستقيما، وأصلح لنا شأننا كله.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد ابن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعنَّا ولا تُعِن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، إليك أواهين منيبين، لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبَّل توبتنا، اللهم تقبل توبتنا، وثبِّت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدِّد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا.
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، ونسألك شكر نعمتك وحُسن عبادتك، ونسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقا، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا.
اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا.
اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يقربنا إلى حبك.
اللهم إنَّا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللهم يا ربنا يا ذا الجلال والإكرام يا غفور يا رحيم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دِقَّه وجِلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسرَّه، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا مَن وسعت كل شيء رحمةً وعلما أن تنزِّل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نسألك غيثًا مُغيثا، هنيئًا مريئا، سحًا طبقا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا غرق، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم أعطِنا ولا تحرمنا، وزِدنا ولا تنقُصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا. ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].
التعليقات