محمد حسن نور الدين إسماعيل
قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49][2]، وقال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]، وحديث جبريل - كما في الصحيح -: ((وأن تؤمنَ بالقدَر خيرِه وشرِه)، وقال تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، إلا في الشَّقاوة والسعادة، والحياة والموت.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الرجل لَيمشي في الأسواق وإن اسمَه لفي الموتى، وذُكر القدَرُ عند ابن عباس يومًا، فأدخل إصبعه السبَّابة والوسطى في فيه فرقَم بهما باطن يديه، فقال: أشهد أن هاتينِ الرَّقمتين كانتا في أم الكتاب.
رقَم: أي: ختَم أو علَّم علامة، والرَّقْم: التنقيط أو النقش، وقال ابن عمر رضي الله عنهما في حديث جبريل: لو أن لأحدِهم مِثلَ جبَلِ أُحُدٍ ذهبًا فأنفَقه في سبيلِ الله، ما قبِله اللهُ منه حتى يؤمنَ بالقدر.
وللإيمان بالقدر أربعُ مراتب، هي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخَلْق.
المرتبة الأولى: العلم، وهي الإيمانُ بعلم الله المحيط بكل الموجودات والمعدومات، والممكنات والمستحيلات؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾ [الحشر: 22]، وعن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغلامَ الذي قتَله الخَضِرُ طُبِع كافرًا، ولو عاش لأرهَق أبويه طغيانًا وكفرًا))[3].
فالله - عز وجل - علِم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، وأنه علِم ما الخلق عاملون قبل أن يخلُقهم، وعلِم أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم وأعمالهم في جميع حركاتهم وسكناتهم، وشقاوتهم وسعادتهم، ومَن هو من أهل الجنة ومَن هو من أهل النار مِن قبلِ أن يخلُقَهم، ومِن قبل أن يخلق الجنة والنار، علِم دِقَّ ذلك وجليلَه، وكثيره وقليله، وظاهرَه وباطنه، وسرَّه وعلانيته، ومبدأَه ومنتهاه، كل ذلك بعِلمه الذي هو صفته، ومقتضى اسمه: العليم الخبير، عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب؛ قال تعالى: ﴿ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ [الجن: 28].
المرتبة الثانية: الكتابة، وهي الإيمان بكتاب الله، الذي لم يفرِّط فيه من شيء؛ قال تعالى: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾ [4] [النبأ: 29]، وقال سبحانه: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]، وقال: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70].
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عُودٌ ينكُت به في الأرض، وقال: ((ما منكم من أحدٍ إلا وقد كُتِب مقعده من النار أو من الجنة))، فقال رجل من القوم: ألا نتَّكِل يا رسول الله؟ قال: ((لا، اعمَلوا فكلٌّ مُيسَّرٌ))، ثم قرأ: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10][5].
والإيمان بكتابة المقادير يدخل فيه خمسة تقادير:
1 - التقدير الأزلي، وهو قبل خَلْق السموات والأرض، عندما خلق الله القلم.
2 - كتابة الميثاق يوم: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الأعراف: 172، 173].
3 - التقدير العُمري عند تخليق النُّطفة في الرحم، فيكتب إذ ذاك ذكورتها وأنوثتها، والأجل والعمل، والشقاوة والسعادة، والرزق، وجميع ما هو لاقٍ، فلا يزاد منه ولا ينقص منه.
4 - التقدير الحولي (السنوي) في ليلة القدر[6]: يقدر فيها ما يكون في السنة إلى مثلها؛ قال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة، ورزق ومطر، حتى الحجاج يقال: يحج فلان، ويحج فلان.
5 - التقدير اليومي: وهو سَوْق المقادير إلى المواقيت التي قدرت؛ قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]، فمن شأنه تعالى أن يغفِر ذنبًا، ويفرِّج كربًا، ويرفع أقوامًا، ويضع آخرين، ثم إن التقدير اليومي تفصيل من التقدير العُمري الأول يوم الميثاق، وهو تفصيل من التقدير الأزلي الذي خطَّه القلمُ في الإمام المبين، والإمامُ المبين هو مِن عِلم الله، وكذلك منتهى المقادير إلى عِلمه سبحانه.
المرتبة الثالثة: المشيئة، وهي الإيمان بمشيئة الله تعالى النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء اللهُ كونَه فهو كائن بقدرته لا محالة، وما لم يشأِ الله تعالى لم يكن؛ لعدم مشيئته سبحانه إياه، ليس لعدم قدرته عليه؛ فالسبب في عدم وجود الشيء هو عدم وجود مشيئة الله، لا أنه عجَز عنه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ﴾ [الأنعام: 35]، وقال: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا ﴾ [البقرة: 253].
المرتبة الرابعة: الخَلْق، وهي الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء؛ فهو خالقُ كل عاملٍ وعمله، وكل متحرك وحركته، وكل ساكن وسكونه، وما من ذرة في السموات ولا في الأرض إلا والله سبحانه وتعالى خالقها، وخالق حركتها وسكونها، ولا خالق غيره، ولا رب سواه، وأنه سبحانه خلَق مِن العدم، وهذا من توحيد الربوبية التي هي من أفعال الله سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الرعد: 16]، وقال: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14]، وقال: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96].
قول أهل السنة في المشيئة:
إن للعباد مشيئة وقدرة على أعمالهم، ولكنها توافق مشيئة وقدرة الله تعالى، فلا يقدِر العبد على غير ما شاء الله وأراده، وليس معنى ذلك أن العبد خالق لعمله، بل الله هو خالق العامل والعمل الذي يعمله؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96]، وقال: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]، وأما أهلُ الضلال من القدَرية والجبرية فهم طرَفان متناقضان تمامًا في هذا الأمر:
فالقدرية: يغالون في إثبات مشيئة العبد وقدرته على عمله، وقالوا: لا قدَرَ، والعبد خالقٌ لعمله، والجبرية تقول: يسلب العبد من مشيئته وقدرته على عمله، حتى جعلوه كالريشة في مهبِّ الريح، ويقولون: إن العبد مُجبَرٌ على فعله.
أما أهل السنة فهداهم الله؛ فأضافوا الخَلْق الذي هو فعل الله القائمُ به له عز وجل حقيقةً، وأضافوا الكفر والإيمان الذي هو عمل العباد القائمُ بهم وكسبهم إليهم حقيقة؛ فالله خالق والعبد مخلوق، والله هادٍ،والعبد مهتدٍ أو ضالٌّ؛ فالهداية من الله، والاهتداء من العبد، ففرق بين خَلْق الفعل وأدائه واكتسابه، فلا يهتدي العبد ولا يَضِلُّ إلا بمشيئة الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الأنفال: 24]، وقال: ﴿ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأنعام: 39]، فإن الله تعالى أعلمُ بمواقع فضلِه ورحمته وهدايته، وأعلم بمواقع سخَطِه وعقوبته، فلا يُضِلُّ إلا مَن يستحق الضلال؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26]، وقال: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، وقال: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، ومن أدلة أهل السنَّة على مذهبهم: قوله تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 27 - 29].
القدَر السابق لا يمنع العمل:
فالله تعالى قدَّر الخير والشر، وأسباب كل منهما؛ فالأخذ بالأسباب من القدر المكتوب، وليس معارضًا له، وقد تنفع الأسباب بإذن الله، وفي الحديث: ((الدواء من القدر، وقد ينفع بإذن الله))[7]، وعلى العبد تحصيلُ الأسباب، وشأنُ مَن يترك الأسباب بحجة القدر المكتوب كشأنِ مَن يترك الطاعة، وسلوك سبيل الهداية بحجة القدَر السابق: ((اعمَلوا فكلٌّ مُيسَّر)).
وهناك اعتقادات جاهلية[8] تتعارض مع الإيمان بالقدر، منها:
1 - الكلام عن النَّوْء: وهو الاعتقاد في النجوم؛ أن لمطالع الكواكب ومغاربها وسَيْرها وانتقالها واقترانها وافتراقها تأثيرًا في هبوب الرياح وسكونها، ومجيء المطر وتأخره، وفي رخص الأسعار وغلائها، وغير ذلك؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ألم تروا إلى ما قال ربُّكم؟ قال: ما أنعمتُ على عبادي من نعمة إلا أصبح فريقٌ منهم كافرين، ويقولون: الكواكب الكواكب))[9].
2 - العَدْوى: فكانوا يعتقدون سَرَيَان المرض من جسد إلى جسد بطبيعته، فنفى الله تعالى ذلك فقال: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عَدْوى))؛ رواه البخاري؛ أي: لا تؤثِّر بذاتها، ولكنها سببٌ سبَّبه الله تعالى، وأما نهيُه عن المخالطة ووجوب الفرار من المجذوم، فلتجنُّب اعتقاد ثبوت العدوى التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإثبات أنها من الأسباب التي أجرى الله تعالى العادةَ بأنها تُفضي إلى مسبباتها، لا استقلالاً بطبعها.
3 - الطِّيَرة: وهي ترك الإنسان حاجتَه، واعتقاده عدم نجاحها؛ تشاؤمًا بسماع بعض الكلمات القبيحة، وكذلك ببعض الطيور إذا صاحت، والتشاؤم عند ملاقاة الأعور والأعرج، والتشاؤم ببعض الأيام والساعات؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الطِّيَرةُ شِرْك))[10]، وقال: ((لا طِيَرة، وخيرها الفأل))، قالوا: وما الفأل؟ قال: ((الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم))[11]، وإن كان الشؤم في ثلاثة: المرأة، والدار، والدابة، والشُّؤم ضد اليُمن، وهو - أي الشؤم -: عدم البركة، والمراد به الأمر المحسوس المشاهد، المرأة: العاقر، والدار الخربة، وهو ليس من باب الطِّيَرة، قال الألباني رحمه الله تعالى: وهو لفظ مختصر اختصارًا مخلًّا، وإنما أصل الحديث: ((إن كان الشؤم في ثلاثة، ففي الدار، والمرأة، والفرَس))، والحديث يعطي بمفهومه أنْ لا شُؤْمَ؛ لأن معناه: لو كان الشؤم ثابتًا، لكان في هذه الثلاثة[12]؛ انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
وخير الطيرة الفأل، كما ذكرنا، ومن شرط الفأل: ألا يعتمد عليه، وألا يكون مقصودًا، بل أن يتفق للإنسان ذلك من غير بالٍ، وأما كفارة الطِّيَرة وما يُذهِبها، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ردَّتْه الطِّيرة عن حاجته فقد أشرك))، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: ((أن تقول: اللهم لا خيرَ إلا خيرُك، ولا طيرَ إلا طيرُك، ولا إلهَ غيرُك))[13]؛[14].
4 - الغُول: هو واحد الغيلان، وهو مِن شر شياطين الجن وسحرتهم، والنفي لِما كان يعتقده أهل الجاهلية فيهم من الضر والنفع، وكانوا يخافونهم خوفًا شديدًا، ويستعيذون ببعضهم من بعض؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]، زاد الجن جرأة عليهم وشرًّا وطغيانًا، وزادتهم الجن إخافة وخبَلاً وكفرانًا.
5، 6 - الهامَةُ والصَّفَر: فقد كانت الجاهلية تقول: ليس أحد يموت فيدفن إلا خرج من قبره هامَة، والهامة: كل ذي سَمٍّ يقتُل سَمُّه، والجمع هوامُّ؛ (المعجم الوجيز)، أما الصَّفَر: فما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن في البطن دابة تهيج عند الجوع، وربما قتلت صاحبها، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب؛ (اللؤلؤ والمرجان ج 2 ص 253).
[1] القضاء: ما قضاه الله تعالى، فإذا وقع كان قدرًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يرد القدَرَ إلا الدعاء))؛ انظر: صحيح الجامع للألباني حديث رقم 154.
[2] قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: وهذا شاملٌ للمخلوقات والعوالم العُلوية والسُّفلية، أن الله تعالى وحده خلَقها، لا خالق لها سواه، ولا مشارِكَ له في خَلْقه، وخلقها بقضاء سبق به علمُه، وجرى به قلمُه، بوقتها ومقدارها، وجميع ما اشتملت عليه من الأوصاف، وذلك على الله يسير؛ فلهذا قال: ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 50].
[3] رواه مسلم رحمه الله تعالى.
[4] قال الشيخ السعدي في قوله تعالى: ﴿ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾ [النبأ: 29]؛ أي: أثبَتْناه في اللوح المحفوظ، فلا يحسَبُ المُجرِمون أنا عذَّبناهم بذنوبٍ لم يعمَلوها، ولا يحسَبوا أنه يَضيع من أعمالهم شيءٌ، أو يُنسى منها مثقالُ ذرة؛ اهـ.
[5] رواه البخاري رحمه الله تعالى.
[6] قال تعالى: ﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 1 - 5].
[7] رواه الطبراني وأبو نُعَيم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما - ص. ج رقم 3415.
[8] قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طِيَرةَ، ولا هامَةَ، ولا صَفَرَ، ولا غُولَ))؛ رواه أحمد ومسلم عن جابر رضي الله عنه.
[9] رواه مسلم رحمه الله تعالى.
[10] رواه أحمد في المسند، والبخاري في الأدب المفرد.
[11] متفق عليه.
[12] السلسلة الصحيحة للألباني ح 443.
[13] رواه أحمد رحمه الله تعالى - ص. ج رقم 6264.
[14] مختصر معارج القبول - هشام عقدة.
التعليقات