الأعمال الباقية بعد الموت (2) الوقف عمل يبقى

د. منصور الصقعوب

2022-10-09 - 1444/03/13
عناصر الخطبة
1/ العاقل يعلم أن حياته قصيرة 2/ فضل الوقف على حاجات المسلمين 3/ قصص وغرائب الوقف في تاريخ الإسلام 4/ صور من حرص المسلمين على إقامة الأوقاف 5/ قدم لنفسك في حياتك 6/ حرص أهل الباطل على المشاريع الخيرية وضعف إنفاق المسلمين.
اهداف الخطبة

اقتباس

إن لم توقف اليوم وتنفعْ نفسك, وإلا فلا تنتظر من وارث يتصدق عنك, ولا تنتظر من أحد أن ينفعك, فانفع نفسك أنت, ولا ترج الإحسان من غيرك؟! يا ذا القدرة والمال: اذكر أن الإنسان عمرهُ قصير, وأن المال ذاهب, والشيطان يعد الفقر, والأولاد قد يبخّلون ويعوِّقون عن البذل, والله يعدك الأجر ببذلك ووقفك, واعتبر بغيرك ممن مضى فتقاسم الناس ماله, وبقي هو حبيس قبره, ورهين عمله, لا ينفعه إلا ما قدّم أمامه, ولا خيرَ في مالٍ لا ينجّي صاحبه من العذاب, ويرفعه في الجنة ويدوم له به الثواب, وما المال إلا وديعة يوشك أن تردها لغيرك, فقدم ليومك قبل غدك...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

العاقل يعلم أنه لن يعيش طويلاً, فالآفاتُ تعرض له, والأمراضُ تتعاقب عليه, وإن سلِمَ من كل هذا فالهرم عاقبته, والموت ينتظره, ولن يدَعَه حتى يُجْهِز عليه, وفي الحديث عند الترمذي وغيره "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْظُرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ".

 

قال ابن الجوزي: "فإذا علم الإنسان -وإن بالغ في الجد- بأن الموت يقطعه عن العمل، عَمِل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته, فإن كان له شيء من الدنيا، وقّف وقفاً, وغرس غرساً، وأجرى نهراً، ويسعى في تحصيل ذُرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له, أو أن يصنّف كتاباً من العلم، فإن تصنيف العالم ولده المخلد, وأن يكون عاملاً بالخير، عالماً فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به, فلذلك الذي لم يمت, وقد مات قوم, وهم في الناس أحياء".

 

وحين تأتي أبواب الخير الإنفاق والبذل؛ فإن كثيراً من أهل الثراء اليوم لا يردّهم عن الإنفاق شحٌّ ولا بخل, بل يريدون أن يضعوا مالهم حيث يبقى أثره ويدوم أجره.

 

وإذا كان الحديث قد مضى عن جملة مما يبقى من الأعمال فإن ثمة عملاً يدوم أجره ربما إلى مئات السنين وأكثرَ من ذلك, عمل ندب له الرسول -عليه الصلاة والسلام- وتتابع عليه الصحابة الكرام, ومَن بعدهم من خيار أهل الإسلام؛ الوقف, سُنّة درج عليها السابقون وعملٌ يعتني به الموفقون.

 

الوقف - أيها الكرام - من أفضل الصدقات وأجلّ الأعمال وأبرّ الإنفاق، وكلما كان الوقف أقرب إلى رضوان الله وأنفع لعباد الله كان أكثرَ بركة وأعظمَ أجراً.

 

الوقف في الدنيا برٌ بالفقراء والأصحاب، وفي الآخرة تحصيلٌ للثواب وطلبٌ للزلفى من رب الأرباب, الوقف عمل صالح ومسلك رابح, فما هو الوقف وما مزيته؟

 

الوقف: أن يأتي من يملك مالاً من عقار أو أدوات أو غيرها فيحبس أصل المال في يده, وما ينتج منه من ريع وأجرة يجعلها لله تبذل لجهة برّ تقرباً لله ما بقي الوقف.

 

ومزيته أن فيه ضماناً لحفظ المال ودوامِ الانتفاع به واستمرارِ الصدقة ولو رحل صاحب المال, وتحقيقِ الاستفادة منه مُدداً طويلة وأزمنة بعيدة.

 

إنك ترى من الناس من إذا مات وُجد في وصيته أمرٌ بالتصدق, وربما حال بين تنفيذها خصام وشقاق, بين ورثة المال, ربما دام سنين متطاولة, وكم من وصايا إلى الآن في ردهات المحاكم لم تنفذ منذ سنين, وربما نُفِّذَت وكان القائم عليها ليس بأهل, وربما نُفذت على وجهها لكنها لن تكون كما تخرجه في حياتك, ترعاه وتغتبط بالبذل له في وجوه الخير, وإذا ذهبْتَ جرى على وجهه, وذلك كله لا يتأتى إلا بالوقف, وفرق بين من يقدم زاده بين يديه, وبين من يقول عند سفره الحقوني بزادي.

 

هذا الوقف -يا كرام- عني به الصحابة منذ أوائل الإسلام, في الصحيح أن عمر رضي الله عنه جاء إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: "إني أصبت مالاً بخيبر لم أُصب مالاً أنفس عندي منه فما تأمرني؟ فأوصاه النبي –صلى الله عليه وسلم- بأبر الصدقات وأبقاها وهو الوقف فقال: "إن شئت حبّست أصلها وتصدقت بها غير أن لا يُباع أصلها ولا يوهب ولا يورث".

 

وتبارى المحسنون على الوقف, وتتابعوا على وضعه, وما زالت بعض أوقافهم ينتفع بها إلى اليوم, ونقل العلماء أن أبا بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعلياً، وعائشةَ، وفاطمةَ، وابن العاصِ، وابن الزبير، وجابراً، كلهم أوقفوا الأوقاف، وأوقافهم بمكة والمدينةِ بعضها معروفة إلى الآن, ووقْفُ أبي طلحة لأحبِّ أمواله وبستانه مشهورة, وقال الشافعي: بلغني أن ثمانين صحابياً من الأنصار تصدقوا بصدقات محرَّمات ويقصد بذلك الوقف, بل قال جابر –رضي الله عنه- : " لم يكن أحد من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-  ذا مقدرة إلا وقّف".

 

وفي تاريخ الإسلام صورٌ لا تُحصَر لأوقاف في كل باب من أبواب الخير والإحسان, كان لها أثرٌ ظاهرٌ في انتشار الدين وتراثه, وفي نهضة العلم وشيوعه, وتوسُّعِ نشاطه, وقد حُصِرَت الأوقاف في بعض الأزمان في بعض البلاد فبلغت ثلثي المزارع تقريباً.

 

كانت هناك أوقافٌ عديدةٌ في جلّ البلدان على مدارس العلم, ومآوي طلبته والغرباء, عُرفت بما يسمى بالمدارس, والأربطة, كان من تلاميذها ابن القيم وابن رجب وغيرهم من علماء الإسلام.

 

 يصف ابن جبير أحد هذه الأوقاف بقوله: "إن الوافد من الأقطار النائية يجد مسكنا يأوي إليه، ومدرّساً يعلّمه الفن الذي يريد تعلمه, وجُعِلت لهم حماماتٌ يستحمّون فيها, ومستشفياتٌ تعالج مرضاهم, ولقد عين لهم السلطان خبزتين لكل إنسان في كل يوم، حاشا ما عينه من زكاة العيد لهم".

 

 وكل هذا مما كان له الأثر في النهضة العلمية, حتى قال ابن جبير واصفاً من يبقون في تلك الأماكن والأوقاف: "إن هؤلاء الطلبة قد استصحبوا الدعة والعافية، وتفرغوا لما هم بشأنه من عبادة ربهم وطلبهم للعلم، ووجدوا في ذلك كلَّ معين على الخير الذي هم بسبيله".

 

ومن ذلك: الأوقاف الكثيرة على الأيتام, تلك التي لم تكن تخلو منها بلدة, وقد أنشأ السلطان الظاهر بيبرس بجوار مدرسته مكتباً للسبيل، وقرّر لمن فيه من أيتام المسلمين الخبز في كل يوم، بالإضافة إلى الكسوة في فصلي الشتاء والصيف، ووقفٌ آخر عبارةٌ عن مكتبٍ لتعليم الأيتام, ورُتب لكل طفل بالمكتب جراية في كل يوم، وكسوة في الشتاء وأخرى في الصيف.

 

بل إن دار الأيتام القائمةِ حالياً في المدينة المنورة تُعد من الأوقاف التي أنشأها حجاج القارة الهندية قبل قرابة تسعين عاماً لأيتام المدينة النبوية.

 

ومن غرائب الأوقاف أن أحد التجار أوقف وقفاً ريعه يُصرَف في تطييب المساجد, يوزع منه على كل مسجد بالسوية.

 

وحتى الغرباءُ وأبناءُ السبيل الذين يأوون للديار, كان المسلمون يوقفون لهم دوراً يأوون لها, بل أوقف بعضهم وقفاً للنساء المطلقات أو الأرامل أو اللاتي هجرهن أزواجهن يجلسن فيه حتى يتزوجن, وجعل عندهن من تعظهن وتعلمهن, وظل هذا الرباط والوقف قائماً حتى القرن التاسع.

 

ولهم أوقاف عديدة يصرف ريعها في الإنفاق على الجهاد.

وعُرف عندهم ما يسمى بالمطاعم الخيرية, وكان أحدها في عهد الأيوبيين يقدِّمُ أكلاً مجانياً لعددٍ يبلغ آلاف الأشخاص يومياً مجاناً, وبعض هذه المطاعم إلى الآن ومنذ مئات السنين يوزع منها على الفقراء في كل يوم.

 

ومن الأوقاف وقف الشيخ أبي عمر ابن قدامة في فلسطين كان ريعه يُصرَف في أمورٍ كثيرة منها: "وقف للخبز يفرق فيها كل يوم ألف رغيف... ووقف للأطعمة اليومية, وأضحية في العيد, وحلوى في المواسم, ووقف على قمصان توزع كل سنة".

 

بل لقد كانت هناك أوقافٌ خيرية تُنفَق على أسر السجناء وأولادهم, وأوجه أخرى كان يعتني بها الواقفون من مثل كسوة العرايا والمقلّين وستر عورات الضعفاء، والعاجزين، وإرضاع الأطفال عند فقد أمهاتهم أو عجزهن عن إرضاعهم، ووفاء دين المدينين، وفِكاك المسجونين المعسرين، وفك أسرى المسلمين العاجزين، وتجهيزِ من لم يؤد الحج من الفقراء لقضاء فرضه، ومداواة المرضى غير المقتدرين, والمستشفيات والملاجئ, والمقابر واليتامى.

 

كل هذا فضلاً عن الوقف على طباعة القرآن أو على كتب معينة تُطبع من ريع الوقف,

ومن غرائب الأوقاف ما وضعه صلاح الدين مِنْ جعلِ ما يسمى بوقف الميزاب، حيث جعل في أحد أبواب قلعة دمشق ميزاباً يسيل منه الحليب، وميزاباً يسيل منه الماء المذاب فيه السكر، تأتي إليه الأمهات الفقيرات يومين في كل أسبوع ليأخذن لأطفالهن وأولادهن ما يحتاجونه من الحليب والسكر.

 

 بل ومن أغرب الأوقاف أن أحد الموسرين المسلمين أوقف وقفاً يصرف ريعه على الإحسان إلى الحيوانات والبهائم المريضة والمسنة, ولم يكن ذلك ترفاً, بل انطلاقاً من باب "في كل كبد رطبة أجر", ولم يترك هذا باباً أهم لأن كل بابٍ كان فيه كثير من الأوقاف.

 

كل هذه الصور من الأوقاف تجلّي حرص المسلمين على إقامة الأوقاف, وتتابعَ الناسِ عليها, وتبين لك تعددَ مصارف الأوقاف, فليس الوقف مسجداً أو برادة مياه فقط كما يتبادر للبعض, بل مصارفها كثيرة, تكون حيث وجد الخير, وما تقدم من أوقاف المسلمين ما هو إلا نموذج لذلك, وإلا فأبواب الوقف لا تُحصَر, فطوبى لمن كان له سهمٌ فيها. اللهم صل وسلم على محمد.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله وحده أما بعد: فإذا أردت أن تعرف بقاء الوقف فدونك الشاهد؛ في أحد المدن القديمة في هذا البلاد أوقف رجلٌ مزرعة قبل ما يقرب من سبعمائة سنة -حسب ما كُتب في تاريخها-, وما زالت تُرعى وتريع على مسجدٍ بجوارها, في حين أن غيرها من الصدقات قد انتهى, وفي كلٍّ خيرٌ, لكن الباقي أولى, فهنيئاً لمن وُفق لذلك.

 

أيها الموفق: الوقف ليس حكراً على الأغنياء, فرُب درهم من قليل ذات اليد سبق مائة ألف درهم, ورُبَّ وقف منك ولو قلّ يبارك الله فيه, قبل قرابة مائة سنة أوقفت امرأة قدراً آنذاك للطبخ, وبعد سنوات وُضع في متحف فاشتري مِن قِبَلِ معتنٍ بالآثار, فاشتري بقيمة القدر أرضٌ, وبعدها زادت قيمتها, فاشتُري به أخرى, اليوم وقف القدر يريع مائة ألف ريال في السنة, فهل رأيت بركة الوقف؟!

 

كلنا قادرون على الوقف, أرضٌ, أو عمارة, أو بستان, أو الشيء من مقتنياتك, أو جهاز يبقى الانتفاع به, أو مصحفٌ, أو كتابٌ ينتفع به, فإن عجزت كل هذا لقلة مالك, فانوِ الخير لو وُجد عندك, ودُلّ موسراً ورغِّبه في الوقف, يكتب الله لك مثل أجره وأجره تامٌ له, وأوقف جزءاً من وقتك تهبه لله في أمور الخير, تخدم دينك في أي مجالٍ من مجالات الخير.

 

يا أيها المُوقِف: إذا رغبت في التوقيف فتحرّ أحوج أبواب الخير فأوقف عليها, فكم من بابٍ كُفي, وما زال الناس يوقفون فيه, فالبلد هنا –وعلى سبيل المثل- لا يشكو قلّة المساجد برغم أن إنشائها خير, ومع هذا فالتسابق له كبير, في حين أن بعض أبواب الخير محتاجة, وربما كان الوقف عليها أفضلَ من المسجد, لأجل مراعاة الحاجة, وما أكثر أبواب الخير التي تحتاج لموقف موفق, يضع ماله حيث يبقى أثره.

 

يا تجار البلد: يا أهل الثراء والجدة, يا من ملكتم الأموال, وفتح الله عليكم من عنده, إني لسائلكم-فمشدد في المسألة- وقائلٌ -وربما قسوت في المقال- أين مشاريعكم الوقفية, جميل أن تتصدق, وأجمل من ذلك أن توقف.

 

يا تجار هذه المدينة, أليس من المؤسف أن تشكو مراكز الدعوة, وحلقات القرآن, ودور التحفيظ النسائية في هذا البلد, ويبحثون عمن يساهم معهم ويوقف لهم من تجار المناطق الأخرى, وربما تجار الخليج, وهم من هذه البلدة التي عرفت بالثراء وبالتدين؟!

 

لقد بقيت بعض المشاريع الوقفية لبعض مراكز الدعوة في هذه المدينة سنواتٍ حتى سدّت بالصعوبة, وبعضها لم يقضِ إلى الآن, ولقد والله وقفت على أعمالٍ دعوية وعلمية متميزة خبت وضعفت لأجل قلة الدعم, وعدم التوقيف عليها, فأين أصحاب الأموال؟!

 

أليس من الغبن أن ننفق في حفلات نجاح, وحفلات تخرج, وحفلات زواج, المبالغ الطائلة, فإذا ما جاءت مشاريع الخير والبر أحجمت كثير من الأيادي؟!

 

أليس من الحرمان أن يبذل البعض ماله للرياضة, وللسياحة, وللترفيه, فإذا ما جاءه أهل هذه المشاريع يطلبون منه دعمهم تلكأ وتردد وتباطأ, وإن أعطى منّ وآذى؟!

 

أليس من القصور أن نرى النصارى يوقفون لمشاريعهم الباطلة, في حين أن مشاريعنا الدعوية والعلمية والتربوية تئن وتشتكي هجران عددٍ كبيرٍ من التجار لها, فأين مشاريعكم الوقفية التي تنفعون بها أنفسكم عند ربكم, وتسندون من بذلوا من أوقاتهم وجهودهم لنشر الخير في هذا البلد, ويطلبون لا لأنفسهم بل لأجلكم؟!

 

نعم في الأمة خير, وفي الموسرين اليوم من الصور الرائعة الشيء الكثير, لكن المؤمل من تجار البلد أكبر.

 

وإن لم نوقف على حلقات القرآن, ومراكز الدعوة, وجمعيات الإحسان, ودور التحفيظ, وعلى غيرها من أبواب الخير فحق لنا أن نسأل أين مشاريعنا الوقفية يا تجارنا الكرام؟!

 

إن لم توقف اليوم وتنفعْ نفسك, وإلا فلا تنتظر من وارث يتصدق عنك, ولا تنتظر من أحد أن ينفعك, فانفع نفسك أنت, ولا ترج الإحسان من غيرك؟!

 

يا ذا القدرة والمال: اذكر أن الإنسان عمرهُ قصير, وأن المال ذاهب, والشيطان يعد الفقر, والأولاد قد يبخّلون ويعوِّقون عن البذل, والله يعدك الأجر ببذلك ووقفك, واعتبر بغيرك ممن مضى فتقاسم الناس ماله, وبقي هو حبيس قبره, ورهين عمله, لا ينفعه إلا ما قدّم أمامه, ولا خيرَ في مالٍ لا ينجّي صاحبه من العذاب, ويرفعه في الجنة ويدوم له به الثواب, وما المال إلا وديعة يوشك أن تردها لغيرك, فقدم ليومك قبل غدك.

 

روي أن رجلاً أوصى ببناء مسجدٍ إذا مات, وحين قام من مجلسه حمل غلامه السراج من وراءه, فقال التاجر ما دهاك, ضع السراج أمامي, كي تنير به طريقي, فقال: مَثَلك في نفقتك ووقفك, مثل الذي يضع السراج خلفه, فقدمه أمامك, فتنبه من حاله, وأعتق غلامه, وأنفذ وقفه في حياته.

 

اللهم قنا شح أنفسنا, وأعنا على الخير, واجعل المال رفعة لنا في الدنيا والآخرة.

 

 

المرفقات
الأعمال الباقية بعد الموت (2) الوقف عمل يبقى.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life