اغتصاب العراقيات من أفراد الحكومة

سامي بن خالد الحمود

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ اغتصاب صابرين الجنابي وغيرها كثير 2/ عزاؤنا بالله ناصر المكلومين 3/ واجبنا تجاه هذه الأحداث
اهداف الخطبة

اقتباس

وأمام هذه الأحداث المحزنة، يحق للمسلم الحر الأبي أن يتساءل؛ إلى متى .. إلى متى وأمتنا تسير في ظلمات التيه، وتتجرع العلقم المر الكريه؟ ماذا قدمنا لإخواننا في فلسطين والعراق وغيرها من البلاد؟ أليس المسلمون بنيان واحد، وجسد واحد، كما مثل صلى الله عليه وسلم، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟ هل خدرت أعضاء الجسد الواحد حتى لا تكاد تحس بالآفات والقوارع ..

 

 

أما بعد:

ومع أنباء الدم المسلم النازف على تراب الأقصى، وأخبار الجرح الغائر على أرض العراق - فجع المسلمون في العالم، خلال الأسبوع المنصرم، بتكرر حالات اغتصاب المسلمات في العراق.

شاهدنا على شاشات القنوات العراقية صابرين الجنابي، وهي تروي على الملأ قصة الاعتداء البهيمي على عفتها وشرفها، وتتحدث بلسان كل امرأة عفيفة شريفة طالتها يد الغدر والخيانة، وأخرسها خوف الفضيحة والعار.

وما إن اختفت صورة هذه المرأة المكلومة، حتى أشاح رئيس الوزراء العراقي المالكي بوجهه القبيح الكالح ليقول: بأنًّ ما ادعته صابرين كذب وافتراء، وأنه صدرت بحقها ثلاث مذكرات اعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، ويأمر الرئيس بمكافأةِ أبطال ذلك المشهد البهيمي القذر، بمنحهم مبلغ مليون دينار عراقي، وإجازة شهر بسبب ما زعم أنهم ضباط أكفاء حاولت المتهمة تشويهه سمعتهم.

وفي المقابل، يؤكد سليم الجبوري الناطق باسم (جبهة التوافق العراقية السنية) وقوع الحادثة بأدلة وتقارير طبية من مستشفى ابن سينا، كما أكد مستشار نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لحقوق الإنسان أن تقريراً طبياً مستقلاً من مستشفى يخضع لإشراف القوات الأمريكية أيد (مبدئياً) ادعاءات السيدة.

وبعيداً عن الجدل في قضية صابرين.. هل هي القضية الوحيدة حتى يقال إنها ربما تكون ملفقة؟

الجواب: بالتأكيد، لا.

قبل يومين، أكد رئيس ديوان الوقف السني في العراق، أن عشرات النساء وبعض أئمة المساجد من السنة تعرضوا للاغتصاب في الفترة الماضية، وأن حادثة صابرين الجنابي ليست الوحيدة، وقال: قابلت نساءَ سنيات، وأقسمن بالقرآن أنهن تعرضن للاغتصاب، لكنهن لا يستطعن التصريح بذلك لوسائل الإعلام؛ تحاشيا للفضيحة.

وعن قضية صابرين، قال: لا يعقل أن تظهر سيدة في وسائل الإعلام، لتعلن أنها اغتصبت.

هي الوحيدة التي وافقت على ذلك بعد إلحاح كبير وبعد أن غيّرنا اسمها.

وأضاف "كنت أبارك الخطة الأمنية لو بدأت بتطهير الشرطة والجيش من العناصر السيئة التي تغلغلت في هذه الأجهزة".

وفي استمرار للجرائم البشعة النكراء, أقدم جنود قوات حفظ النظام على اغتصاب امرأة سنية بعد اختطافها من منزلها في "حي العامل" ببغداد.

وقالت "هيئة علماء المسلمين" في العراق إن القوات الحكومية العراقية قامت في سياق ما تسمى بـ"الخطة الأمنية الجديدة" بالهجوم على المنطقة المحيطة بجامع "أبي بكر الصديق" في حي العامل ببغداد صباح يوم الأحد، واعتدت على الأهالي وسرقت ما غلا ثمنه وخف وزنه من ممتلكاتهم.

وفي خطوة يندى لها جبين الإنسانية وتقشعر لها الأبدان قامت هذه القوات باختطاف امرأة متزوجة, وتم إطلاق سراحها بعد أربع ساعات من الاختطاف؛ إثر مداهمة قوات الاحتلال الأمريكي لموقع القوات الخاطفة بعد مطالبات الأهالي.

وتبيّن أن المرأة قد تعرضت لاغتصاب جماعي من قِبل قوات (حفظ النظام)، مما جعلها في حالة خطيرة بين الحياة والموت.

وقبل ثلاثة أيام، كشفت مصادر عراقية عن حادث اغتصاب جديد تعرضت له سيدة في مدينة تلعفر على يد خمسة من الجنود العراقيون الصفويين، وقد ظهرت المرأة في القنوات الفضائية وتحدثت عن هذه الحادثة البشعة.

فيا لله لأعراض المسلمات التي اغتصبت.. ويا لله لأمة كاملة اغتصب الأعداء عزتها وكرامتها.

صرخت تنادينا و لكنا نيـام *** صرخت تنادينا و يصفعهـا اللئـام
هتكوا كرامتها وغالوا عرضها *** فمضت تصيح أمابكم بعض الكرام
أوليس تجمعنا شريعـة أحمـدٍ *** أوليس فيكم من يعيد لنا احتـرام
أواه كم ذقت الأسى يا إخوتى*** ولكم سقيت من المهانة والسِقـام
لو كنتـمُ في قريتي لرأيتـمُ *** أمرا غريبـا ليس يوفيـه الكـلام

نعم.. هذا ما علماناه، وما خفي فهو أعظم, وما سكتت عنه نساء مسلمات عفيفات أكثر.

ألا لعنة الله على هؤلاء الفجرة الذي لا يردعهم دين ولا ملة.. ونسأل الله أن ينتقم للمؤمنات ممن أهانهن واعتدى عليهن..

اللهم إنهم لا يعجزونك فعاجلهم بعقوبتك، واشدد عليهم وطأتك، وارفع عنهم عافيتك، وأحلًّ بهم نقمتك.. اللهم افضحهم على رؤوس الأشهاد، واجعل الذل والصغار عليهم إلى يوم التناد.. اللهم اضرب المحتل البغيض بالرافضي الخبيث، واجعلهم وقودا للنار التي أشعلوا في بلاد المسلمين يا قوي يا عزيز.

وإن كان لنا من عزاء ورجاء، فإن عزاءنا ورجاءنا ليس بالمالكي وحكومته، بل -والله- بالعدالة الربانية، من رب المكلومين، والمظلومين، والمستضعفين، نسأل الله أن يرينا هؤلاء المجرمين كالفئران يداسون بالأقدام.. وما هي من الظالمين ببعيد.

عباد الله: ليس غريباً أن يقوم الروافض بمثل هذه الأعمال.. فهكذا هم أبناء المتعة حين تكون القوة في أيديهم, وهذه هي لغة الحوار عندهم، وبهذا المنطق البهيمي يتعاملون مع نساء أهل السنة.

وليس غريباً من الحكومة الموالية للاحتلال، أن تقف مع المجرم ضد الضحية، وهي التي وقفت مع المحتل ضد شعبها ولا سيما أهل السنة، حتى أصبحت أداة من أدواته الخبيثة.

ليس غريباً، أن يكون كما يقال: حاميها حراميها، فقد أثبتت التقارير والتصريحات دخول الميليشيات الرافضية، كجيش المهدي وقوات بدر، في سلك قوات الشرطة وقوات حفظ النظام، بل رأينا أفراد هذه الميليشيات في استعراض مسجل، أمام قادة الميليشات وهم بلباس القوات الحكومية. نسأل الله أن يكف بأسهم، ويرد كيدهم في نحورهم.

عباد الله: وأمام هذه الأحداث المحزنة، يحق للمسلم الحر الأبي أن يتساءل؛ إلى متى .. إلى متى وأمتنا تسير في ظلمات التيه، وتتجرع العلقم المر الكريه؟ ماذا قدمنا لإخواننا في فلسطين والعراق وغيرها من البلاد؟ أليس المسلمون بنيان واحد، وجسد واحد، كما مثل صلى الله عليه وسلم، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟ هل خدرت أعضاء الجسد الواحد حتى لا تكاد تحس بالآفات والقوارع التي لا تزال تنزل بالجسد حيناً بعد حين؟

وبعض الناس يقول: ماذا بيدي؟ وماذا أعمل؟ هل تريد مني النفرة إلى فلسطين أو العراق، وجهاد الكفار؟

سبحان الله.. وهل انتهت القضية إلى هذين الخيارين؛ إما الجهاد، وإما الرقاد.

يا أخي: لا شك أن الجهاد هو ذروة سنام الدين، وسبيل عز المؤمنين، ودرجات المجاهدين وكراماتهم عند ربهم أمر لا يحصر بكلام، وحق على أهل فلسطين والعراق -وقد احتلت بلادهم- أن يجاهدوا في سبيل الله، وأن يقاتلوا أعداء الله، نسأل الله أن ينصرهم ويسدد رأيهم ورميهم.

ومع هذا؛ فنحن لا نطالبك الآن بالنفرة إلى الجهاد؛ لأن الجهاد منوط بالاستطاعة والنظر إلى المصالح والمفاسد، حتى يكون الجهاد حقاً عزاً لأهل الإسلام، وإعلاء لكلمة الله، وتحقيقاً لمصالح الأمة.

الذي نطالبك به، أن لا تكون سبباً في هزيمة الأمة، وتأخر النصر.

وحتى لا تكون كذلك، أوصيك بهذه الوصايا السريعة:

1- حاول جاهدا الآن وفورا الإقلاع عن المعاصي التي ترتكبها، واسأل الله عز وجل أن يعينك على الإقلاع عنها.

2- حافظ على الصلاة جماعة في المسجد خمس مرات في اليوم.. وخاصة صلاة الفجر.

3- احرص على تربية أولادك تربية إيمانية حقة؛ ليكونوا مثل أولاد الصحابة ويكونوا جيلا أفضل من جيلنا.

4- اؤمر أصحابك وأهلك بالمعروف بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، وذكرهم أن الأمة في حاجة إليهم.

5- احرص على الإخلاص في عملك؛ سواء كان دراسة أو صناعة أو زراعة، وتَعَلَّمْ فقهَ أي شيء تعمله؛ فليتعلم الزارع فقه الزراعة، وليتعلم التاجر فقه التجارة، وليتعلم الطالب فقه طلب العلم؛ فالأمة بحاجة إلى كل هذه الأعمال.

6- شارك في الدعوة إلى الله ونشر الخير بأي وسيلة تستطيعها؛ فالأمة التي ينتشر فيها الخير جديرة بالنصر والتمكين.

7- أكثر من الدعاء أن يثبتك الله على هذا الطريق وتضرع إلى الله عز وجل، ولا تنس إخوانك في فلسطين والعراق وفي كل مكان بالدعاء الصالح، فهو أقل الواجب في مواساتهم.

8- ثق في نصرة الله عز وجل لعباده المؤمنين الصادقين.. ولا تيأس ولا تقنط من طول الطريق ومشقته.

استقم على طاعة ربك، واثبت إلى دينك، وادع إلى ربك، واصبر وصابر ورابط واتق الله، تفلح -بإذن الله-؛ كما قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران:200].

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

عباد الله: هل بقي لعاقل أدنى شك، من أن سبب استمرار مآسينا، ونزول المصائب بأمتنا، هو ُبعد الأمة عن حقيقة دينها والالتزام بشرائعه وأوامره.

لقد كان أجدادنا المسلمون إذا تسلط عليهم أعداؤهم، أخذوا يفتشون في أنفسهم، ويبحثون عن سبب هذه الهزيمة التي حلت عليهم، فإذا وجدوا في أنفسهم مخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم سارعوا بتغييرها والتحول عنها، وسرعان ما ينصرهم الله مع أنهم كانوا أقل من أعدائهم عدداً وعدة، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7].

ينبغي أن يشعر المسلمون أنهم مسؤولون عن استمرار مآسي الأمة من هذا الجانب؛ لأنهم بتقصيرهم واستمرارهم في الذنوب وتركهم الجدَّ في الدعوة إلى الله والإصلاح يكونون سبباً في ضعف الأمة وعجزها عن حماية أبنائها.

لما تركنا الهدى حلت بنا مِحنٌ *** وهَاج للظلم والإفساد طوفانُ

فإلى متى يا أبناء الإسلام؟ إلى متى تستمر غفلتنا ويستمر لهونا وسط ألمنا.. إلى متى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان في مجتمعاتنا؛ في المنازل والأسواق, في الجرائد والمجلات, في الشاشات والإذاعات, في المؤسسات والمعاملات, بل في شتى جوانب حياتنا. ألم ندرك بعد ونتيقن أن ذلك هو أساس ذلنا وضعفنا وهواننا؟.

ألا فلنعُد إلى ربنا، قبل أن تأتينا الطامات، وتحل علينا العقوبات!!

دم المصلين في المحراب ينهمر *** والمستغيثون لا رجـع ولا أثـر
يا أُمة الحق إن الجُرحَ متسع *** فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبرُ
ماذا سوى عودةٌ لله صادقةٌ *** عسى ُتغير هذي الحال والصورُ

إن عودة المسلمين إلى الالتزام بدينهم، هو السبيل إلى نصر الأمة وتمكينها في الأرض, ونجاتها وفوزها يوم القيامة.. قال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ).. وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

وإذا وجدت أن المسلمين يجتمعون لصلاة الفجر في المسجد كما يجتمعون لصلاة الجمعة، وأنه قد فشا فيهم العلم وساد الدين.. فاعلم أن النصر قاب قوسين أو أدنى بإذن الله.. والعاقبة للمتقين.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

 

 

المرفقات
994.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life