عناصر الخطبة
1/ الاستدراج معناه وأدلته 2/ عطاء الله ليس دليل محبته 3/ الحكمة من استدراج الله للكافرين والمجرمين 4/ عاقبة الاستدراج.اقتباس
من تدبر التاريخ وحوادث الزمان فإنه يلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن سنة الاستدراج، سنة قاصمة ماحقة مهلكة، بحق الأفراد والجماعات والدول والحضارات، أين عاد وثمود، وأين فرعون وهامان والنمرود، أين دولة الفرس والرومان...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُن إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا الناسُ اتقُوا رَبكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن معرفة السنن الإلهية وإمعان النظر فيها واستحضارها من أعظم أسباب حياة القلب وإيمانه وإجلاله للخالق -سبحانه-؛ ففيه تلوح الحكمة ظاهرة في أمر تدبير الكون ونظامه وإن التأمل فيه مما يسقي نبت المعرفة ويحيي نور البصيرة، ويقوي روح اليقين في وعد الله ووعيده وقدرته وانتقامه، إنها سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير؛ (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا) [فاطر: 43]؛ فهي سنة لا تحابي أحدًا، ولا تجامل أحدًا، فليس هناك حصانة لفرد أو مجتمع، (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) [آل عمران:28]؛ فمن أتى ما يستوجب العقوبة العامة، فلا يلومن إلا نفسه، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ به غيره، (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [آل عمران:137].
وإن من سنن الله، سنة الاستدراج للكافرين والمجرمين والظالمين، والاستدراج: هو أن الله -عزَّ وجلَّ-يفيض نعمه على العبد على الرغم من استمرار ذلك العبد على الكفر والطغيان واقترافه للذنوب والمعاصي؛ فيغتر بها ويظن أنه إنما أعطاه الله إياها لأنه راضٍ عنه فلا يلتفت العبد –والحال هذه- إلى ذنوبه؛ فينشغل بالنعم ما يجعله مستحقاً للعذاب الإلهي بسبب تماديه في المعاصي وتعدي حدود الله، قال تعالى: (والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف:182]، وقال -سبحانه-: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [القلم:44].
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ"، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الألباني)؛ قال سفيان الثوري: "نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر"، وقال ابن عباس: "سنمكر بهم، وقيل: هو أن نأخذهم قليلا ولا نباغتهم".
وقال الحسن: "كم مًستدرَج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه، وقال أبو روق: أي كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار".
عباد الله: كثيرٌ من الناس يظنُّ أنَّ العطاء دليلُ المحبَّة؛ كما يتوهم الكثير وهذا خطأ عظيم، وإن كان مُحْسِنَ الظنِّ، فإنَّ الله لَم يَحجب الرزق عن الكفَّار لكفرهم، أو الفجار لفجورهم، وإنما يُعطي ويَرزق، ويَحلُم ويَصبر؛ كما قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "ما أحد أصبرَ على أذًى يَسمعه من الله تعالى؛ إنهم يجعلون له ندًّا، ويجعلون له ولدًا، وهو مع ذلك يَرزقهم ويُعافيهم ويُعطيهم" (متفق عليه).
ومن هنا يتَّضح أنَّ العطاء ليس دليلَ المحبَّة دائماً إذا كان العبد قائم على مبارزة الله بالمعاصي حتى وان لم يتعدى ضررها إلى الآخرين، وقد قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه -:"إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يعطي الدنيا مَن يحبُّ ومَن لا يحبُّ، ولا يعطي الدِّين إلاَّ لِمَن أحبَّ، فمَن أعطاه الله الدين، فقد أحبَّه" (رواه أحمد).
فهذا عطاء إمهال وإملاء واستدراج، لا عطاء محبَّةٍ كما يظنُّون؛ قال تعالى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ) [المؤمنون:54-56].
وروى عبد الله بنُ الْمُبارك أنه سمع عُقْبة بن مسلم يقول: "إذا كان الرجل على معاصي الله فأَعطاه اللهُ ما يُحبُّ على ذلك، فَلْيَعلَمْ أنه في استدْراج منهُ".
ولله دَرُّ مَن قال:
أَحْسَنْتَ ظَنَّكَ بِالأَيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ **** وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَا يَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ
وَسَالَمَتْكَ الليَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَا **** وَعِنْدَ صَفْوِ الليَالِي يَحْدُثُ الْكَدَرُ
معاشر المسلمين: قد يتساءل الكثير لماذا هؤلاء الكفار والعصاة، فُتحت لَهم أبواب الدنيا، ما يريدونه في متناولهم! وما سعوا إلَى شيء من أمر الدنيا إلا وكان من نصيبهم؟! وإذا نظرت إلَى ظاهر حالهم خرجت بما يوحي أن القوم يعيشون السعادة بطولهَا وعرضها، وعندهم الأموال والسلاح والعتاد، ووسائل التطور الحديث والتكنلوجيا، ويتمتعون بالنصيب الأكبر من الراحة والدعة والاطمئنان والإمهال، قال تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) [الرعد: 26].
وقد تستمر نعم الله على بعض العصاة؛ حتى يعتقدوا أنهم نالوا الرضا، ويرون أنه كلما ازدادوا معصية شاهدوا زيادة نعمة؛ فشعروا باستقرار النفس، ولسان حالهم نَحن مرضي عنا، ومن جهة بعض المؤمنين الذين من لَم يتمكن الإيمان من قلبه يؤثر فيه ما يراه من مَشهد العصاة، وتعرضُ كثير من أهل الإيْمان لأنواع الاختبارات والْمحن، وينطلق الشيطان يلبس على الْمُؤمنين، ويشكك بطريقتهم الْمُثلى، ويشمت بهم، فالْخيراتُ فُتحت لاتباعه، وَضُيّقَت على من أعرض عن خطواته وترك سبيله، قال تعالَى: (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) [الزخرف: 37].
والعلة والحكمة في ذلك -يا عباد الله- أن هؤلاء مُستدرجون إلَى النار، والْمؤمنين مفتَّحة لَهم أبواب الْجنان، إن ما يعيشه أولئك من حياة وعيش يراه الناسُ جميلا هو نوع من العقوبة يقع فيه من يستحقه، عقوبة بسبب الإعراض عن دين الله، قال -عز من قائل-: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة:55].
فاللذين بسطت لَهم الدنيا عقوبة من الله لن يستطيعوا رفع رؤوسهم ليبصروا حقيقة، ويعرفوا زيفاً، ويكشفوا باطلاً، قال تعالَى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ -أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ) [المؤمنون:56ـ54].
وفي الآية: أي: هل يعتقدون أن ما نُمدهم به من مال وبنين وخيرات خير لَهم، ونوع من الإكرام والتفضيل على باقي خلق الله وقوله: (أَنَّمَا نُمًدُّهُمْ) أي يُملي لَهم ويزيدهم، وَبَيَّنه في قوله تعالَى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آلعمران: 178].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد:
عباد الله: فإن من تدبر التاريخ وحوادث الزمان؛ فإنه سيلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن سنة الاستدراج؛ سنة قاصمة ماحقة مهلكة بحق الأفراد والجماعات والدول والحضارات، أين عاد وثمود، وأين فرعون وهامان والنمرود، أين دولة الفرس والرومان وأين ذهب التتار؟! أين الظلمة والطغاة في الماضي والحاضر، أين أموالهم وقصورهم وأولادهم؟! أين جيوشهم، أين ذلك المتاع؟! أين من حارب دين الله وصد عن سبيله بالمال والجاه والسلطان والسلاح والاعلام ومكر الليل والنهار، ونعم الله تتنزل عليه من بين يديه ومن خلفه، أعطاهم الله كل شيء واستدرجهم إلى الهلاك؟! قال تعالَى: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم:45ـ44]، وقال تعالَى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) [الأنعام:44].
فهذا قارون أنعم الله عليه بالمال والجاه وكثرة الأتباع فتكبر على الله؛ فظن إنما حصل عليه من مال ومن كنوز الذهب والفضة إنما كان بسبب ذكاءه وحنكته وبم يدرك أنه استدراج، فقال تعالى مبيناً عاقبة الغرور والكبر محذرأ كل مسلم ومسلمة من عواقبه: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:76-77]؛ فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساه غروره وإمهال الله له مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه فكانت نهاية الاستدراج: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) [القصص:81].
وقال تعالى: (واضرِبْ لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتينِ من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً * كِلتا الجنتينِ آتتْ أكُلَها ولم تظلم مِّنهُ شيئاً وفجَّرنا خلالهما نَهَراً) [ الكهف:32-33]؛ أي: نعمة هذه .. منظر بديع وثمار يانعة وماء جارٍ .. الأصل بعد هذه النعم أن يكون هناك شكر للمنعم -سبحانه- لكن المال والمتاع بدون إيمان يصبح غروراً وتكبراً وترفاً فكان الاستدراج، قال تعالى: (وكانَ لهُ ثمرٌ فقالَ لصاحبِهِ وهو يُحاورُهُ أنا أكثرُ منك مالاً وأعزُّ نفَراً) [الكهف: 34].
ولم يكتفي بل ظن أن الله لما أنعم عليه في الدنيا وفرضاً كانت هناك آخرة فلابد أن ينعم عليه في الآخرة! ولا تلازم بين هذا وذاك، بل هو سوء فهم وانطماس بصيرة ذلك أن الغالب أن الله يزوي الدنيا عن أوليائه وأصفيائه، ويوسِّعها على أعدائه الذين ليس لهم في الآخرة من نصيب، قال تعالى: (ودخلَ جنتَهُ وهوَ ظالِمٌ لنفسِهِ قالَ ما أظنُّ أن تبيدَ هذهِ أبداً * وما أظنُّ الساعةَ قائمةً ولئِن رُدِدتُّ إلى ربي لأجدنَّ خيراً منها مُنقلباً) [الكهف: 35-36]؛ وفجأة بين عشية وضحاها تحول كل شيء وهلك كل شيء .. أين ذهب المال ؟ .. أين الأتباع والعشيرة ؟ قال تعالى: (وأحيطَ بثمرِهِ فأصبحَ يُقلِّبُ كفَّيهِ على ما أنفقَ فيها وهيَ خاويةٌ على عروشِها ويقولُ ياليتني لم أشرِكْ بربي أحداً * ولم تكُن لهُ فِئَةٌ يَنصرونَهُ مِن دونِ اللهِ وما كان منتَصِراً) [الكهف:42-43].
فاتقوا الله -عباد الله- واثبتوا على دينكم، ولا تغتروا بحلم الله وإمهاله، ولا يغرنكم تقلب الذين كفروا والظلمة والطغاة في هذه الحياة فمصيرهم إلى الهلاك والصغار والعذاب قال تعالى: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران:196-197].
هذا وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطبين الطاهرين.
التعليقات