عناصر الخطبة
1/ للمعلم مكانته واحترامه 2/تساؤلات للطلاب من الواقع المعاش 3/الطلاب ليسوا سواء 4/توصيات وتوجيهات للطلاب 5/نصائح وإرشادات للآباء 6/دور المجتمع تجاه المعلم 7/رسالة للمعلم.اهداف الخطبة
اقتباس
لماذا -أيها التلميذ- تتعمد إيذاء المعلم ونقد المعلم والسخرية من المعلم؟, أي مجتمع سنكون إذا أصبح المربي فينا والمعلم عندنا عرضة لهذا وهذا وذاك؟, أي مجتمع سنكون إذا حضرنا لمحاضن العلم والتعلم تلاميذنا يحملون الإهانة والازدراء والأذى لمعلميهم؟, أي مجتمع سنكون إذا كان أولادنا بمعلميهم لا يأبهون, وفي فصول الدراسة لا ينتظمون, وللدروس ولمعلميهم لا ينصتون؟...
الخطبة الأولى:
الحمد لله حمداً كثيراً كثيراً, حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده, الحمد لله هدى من شاء بمنه فكان هادياً مهدياً, وأضل من شاء بعدك وحكمته فكان نسياً منسيا, أشهد ألا إله إلا الله وحده خلق من الماء بشر فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, صلوات ربي وسلامه عليه كثيراً كثيراً كثيراً.
اللهم أنت خلقتنا ولا قوة لنا, ورزقتنا ولا حبل لنا وأنت على كل شيء قدير, اللهم أنت ربنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا, نعوذ بك من شر ما صنعنا نبوء لك بنعمتك علينا, ونبوء بذنوبنا؛ فاغفرلنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين.
اتقوا الله فإن تقوا الله عليها المعوَّل, وعليكم بما كان عليه سلف الأمة والصدر الأول (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) [الحج: 1] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -عز وجل- فاتقوا الله -رحمكم الله- فقد ابتدأكم بإحسانه, وأتم عليكم نعمه وإفضاله, واعلموا أن من التفريط القدوم على الله من غير حجة الورود عليه؛ من غير زاد (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197], من وقف في غير باب الله طال هوانه, ومن أمل غير فضل الله خابت آماله, ومن ابتغى غير وجه الله ضاعت أعماله (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [الزخرف: 80], (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 3].
عباد الله : انطلقت رحلة التعليم ليحمل أولادنا أنفسهم ومستلزماتهم إلى محاضن التعليم, فماذا عسى أن يكونوا حملوا معهم من احترام لمعلميهم وتقدير لمرشديهم وثناء لمديريهم وصحبة لزملائهم؟!.
فالمعلم له مكانته واحترامه وتقديره علمك كثيراً أو قليلاً علمك حرفاً أو حروفاً. فماذا حملت له أيها التلميذ وأنت جالس بين يديه تتعلم؟, كيف نظرك إليه؟, مدى رفعك لمكانه وإجلالك لكلامه؟.
فالمطلوب منك: تركيز واستيعاب في الدراية, وأدب جم في السلوك واحترام وافر في التعامل. لماذا المعلمون من التلاميذ يشتكون, ولسلوكهم ينتقدون, ولأدبهم يرفضون, ولتصرفاتهم يستغربون؟! (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف: 66].
لماذا -أيها التلميذ- تتعمد إيذاء المعلم ونقد المعلم والسخرية من المعلم؟, أي مجتمع سنكون إذا أصبح المربي فينا والمعلم عندنا عرضة لهذا وهذا وذاك؟, أي مجتمع سنكون إذا حضرنا لمحاضن العلم والتعلم تلاميذنا يحملون الإهانة والازدراء والأذى لمعلميهم؟, أي مجتمع سنكون إذا كان أولادنا بمعلميهم لا يأبهون, وفي فصول الدراسة لا ينتظمون, وللدروس ولمعلميهم لا ينصتون؟ (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) [الكهف: 70].
ومتى كان المعلم حازماً أو للمسيء ضارباً؛ فانظر إلى آباء يغضبون وآخرون في الإدارة يشتكون, متنكرين لسلوكيات أولادهم ناسين سوء أدبهم وقلة أخلاقهم, هاهم بعض المعلمين يواجهون تلك الأخلاقيات من بعض أولدنا، أولادٌ مسلمون وآباؤهم مسلمون, يواجهون منهم الألفاظ النابية والإشارات الملفتة.
متى ألتفتَ المعلم حضي منهم بالآهات والإشارات, وإن غفل وجد منهم الشواذ من العبارات. خلافاً لأيام الامتحانات وأذاهم في بيوتهم والسيارات, وقسمعت مرة معلماً يقول: "لا ينفع أيام الامتحانات الحضور بجديد السيارات, خشية الانتقام وما يقع من التلاميذ من عثرات". فيا لله العجب!! هل وصل بنا الحال إلى هذا المستوى.
وربما يطلب بعض الأولياء لحل المشكلة والتعاون مع المدرسة؛ ولكن لا مجيب ولا رقيب, لكن ولله الحمد والمنة لا يأس فثمة صور مشرقة من أولادنا وبناتنا, طلابنا وطالباتنا فثمة احترام وتقدير واهتمام, وتوقير وأدب جم, وتعامل رفيع وسلوك منضبط. (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [القلم: 35، 36], وإن أخطأ فلسان حاله (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا) [الكهف: 73].
فما أجمل ذلك الطالب الأديب الأريب, هدوء في ممشاه, سكينة في تعامله, وقار في أخلاقه, تراه صغيراً لكنه كبير, كبير في عقله, كبير في أدبه, كبير في سلوكه.
يا أيها الطالبُ الآدابً مبتدراً *** لاتسْهُ عن حَمْلكَ الأوراقِ للأدبِ
فحملها أدبٌ تحوي به أدباً *** وسوفَ تنقلُ مافيها إِلى الكتب
وليس في كُلِّ وقْتٍ ممكناً قامٌ *** ودفترٌ ياعديمَ المثلِ في الحسبِ
أيها الطالب المبارك: عليك بالعلم ودع السفه والجهل, فكم من وضيع رفعه العلم وكم من شريف خفضه الجهل؟.
خيرُ المحادثِ والجليسِ كتابُ *** تخلو به مَلَّكَ الإصحابُ
لا مفشياً سراً إِذا استودعْتَه *** وتنالُ منه حكمةٌ وصوابُ
وقال آخر وأحسن إذ قال:
إِذا ما خلوْتُ من المؤنس *** ين جعلْتُ المحدثَ لي دفتري
فلم أخلُ من شاعرٍ محسنٍ *** ومن مضحكٍ طيبٍ مندرٍ
ومن حِكَمٍ بين أثنائِها *** فوائدُ للناظرِ المفكرِ
وإِن ضاقَ صدري بأسرارهِ *** وأودعتُهُ السرَّ لم يُظهرِ
فلست أرى مؤثراً ماحييتُ *** عليه نديماً إِلى المحشرِ
وقال آخر:
ولكل صاحب لذة متنزه *** أبدا ونزهة عالم في كتبه
وقال آخر:
مداد مثل خافية الغراب *** وقرطاس كراقراق السراب
وألفاظ كألفاظ المثاني *** وخط مثل وشيم يد الكعاب
كتبت ولو قدرت هوى وشوقا *** إليك لكنت سطراً في كتاب
أيها الطالب المفضال: متى رأيت من معلمك خطأ فليس بمعصوم, فاستر الخطأ وأسدِ النصيحة بالمعروف والأدب والأسلوب الأمثل بين المعلم والتلميذ, وإياك ونهر المعلم, أو رفع الصوت أمامه.
أيها الطالب المبارك: أفعل اليوم ما تحب أن يهدى إليك عندما تكون معلماً غداً, فالدنيا مبنية على المداينة, كما تدين تدان.
ولربما ابتسم الوقور من الأذى *** وضميره من حره يستأوه
ولربما خزن الحليم لسانه *** حذر الجواب وإنه لمفوه
أيها الطالب الموفق: أخلص النية واشحذ همتك للعلم, ثم نم مبكرا واستيقظ نشيطاً مركزاً, وكن بالعلوم الشرعية معتنياً ولها محصلاً, احفظ القرآن بإتقان, واجعل حفظه ذخراً لدار الفضل والامتنان.
اكتسب من المعلم أخلاقه قبل علمه وأدبه قبل شرحه, اجعله قدوة فيما صلح من أمره, ولا تتبع ما زلَّ من فعله, واحفظ له من العين ما رأت, ومن الأذن ما سمعت, لا تشمت به فغداً تجد من يشمت بك.
أيها الطالب : غداً تصبح معلما ً فما ترضاه لنفسك غداً فأفعله لمعلمك اليوم, يهيئ الله طالباً يفعله لك غداً.
أيها الطالب المتميز: لا نكتفي منك بكف الأذى عن المعلمين, بل ننتظر منك الذب عن مربيك والدفع عن معلميك؛ لتحضى بالفضل وتنال الأجر, فعن أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار" [رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني] وفي حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
أيها التلميذ واعلم أن عرض المعلم عليك حرام (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ) [الحجرات: 12], فكم من معلم تحدثت في عرضه خلال حياتك, والله المستعان.
واعلم -أيها التلميذ الموفق- أن لمعلمك عليك حقوقاً كثيرة, قرنها بعض أهل العلم بحق الوالد على والده, والزوج على زوجته, والسلطان على رعيته, قالوا: والأستاذ على تلميذه.
إننا نتشوق منك لخدمة معلمك ورفع مكانه, وربما اليوم يكتفي المعلم بكف الأذى عنه وحفظ كيانه. واعلم أن كف الأذى صدقة من الصدقات, روى أبو ذر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان والجهاد في سبيله" قلت : فأي الرقاب أفضل قال: "أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً" قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعاً أو تصنع لأخرق" قلت: يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: "كف شرك عن الناس فإنها صدقة" [رواه الشيخان].
اللهم وفق أولادنا للهدى والصلاح وخذ بأيديهم للفلاح. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) [هود: 17]. (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول ما سمعتم وتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
أيها الآباء: أين دوركم؟ أين وقوفكم إلى جانب معلمي أولادكم؟, إن تذمر ولدكم لم تؤيدوه, وإن أساء لم توافقوه, وإن استهزاء زجرتموه, وإن أخطأ قومتموه, وإن استعلى واضعتموه, وإن انحرف سلوكاً وجهتموه.
إياك -أيها الأب المفضال- أن تقر ابنك أو ابنتك على نقد المعلم, أو التطاول على المعلم, أو اللمز للمعلم, والمصلحة لك ولهم, فإصلاح سلوك ولدك وألفاظ ولدك وتعامل ولدك -ولو أخطأ المعلم- فلاح لك وله, وتربية لك وله. اعتذر للمعلم بأسلوب رفيع, ووجه ابنك بحكمة ارفع. إن مجتمع التعليم ليس مجتمعاً ملائكياً معصوماً, ولا شيطانياً مخذولاً, ولكنه بشري, أفعالهم صواب تحتمل الخطأ.
أيها الناس: علم ابنك أدب التعلم وأدب الحوار وأدب السؤال فأخلاق أولادك في المدرسة صورة لتربيتك، وعلامة إما لتميزك أو ترديك ولك الخيار. كن موصياً لابنك وأنت تودعه في الصباح بالأدب والأخلاق, مع إداراته وإرشاده ومعلميه وزملائه.
فما أجمل ابنك أو ابنتك وهما في الفصل مؤدبين, وفي الفسح خلوقين محترمين, مُلؤا علماً وحملوا أدباً, ما أجمل الإدارة والمعلمين وهم على أولادك يثنون, ولهم يحترمون, ولأخلاقهم يشكرون, وبك يشيدون, ولرقيك في التعامل يذكرون, (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 36], (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا) [يوسف: 46], (ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) [يوسف: 54], (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا) [يوسف: 91].
أيها المجتمع: أين دفاعكم عن المعلمين أمام النقد في المجالس والمنتديات؟ وإلا فماذا سيكون الحال بعد سنوات وسنوات؟.
أيها المعلم الموفق: يبقى أن هذا تلميذ ربما جاهل أو , ويبقى أنك حليم وقلبك كبير, ومقامك رفيع؛ فليكن شعارك التسامح والعفو والصفح, كما كان قدوتك رسول الله -صلى الله عليه و سلم-.
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى *** ودينك موفوراً وعرضك صين
فلا ينطق منك اللسان بســــــوأة *** فكلك سوءات وللناس أعين
وعينك إن أبدت إليك معايبـــاً *** فصنها وقل ياعين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
اللهم أغفر لنا أجمعين, وهب المسيئين منا للمحسنين, يا رب العالمين.
التعليقات
hamid
03-10-2018يال الروعت استفدة منه جدا جدا شكرا شكرا
مستخدم إنترتت
03-12-2018ڜگرا
مريم
05-10-2020هذي خطبة محفليه تعتبر؟؟
زائر
02-09-2023كلام بالقمه