عناصر الخطبة
1/نعمة الإسلام 2/نعمة الهداية إلى السنة 3/ المقصود بالسنة 4/بعض نصوص القرآن الحاثة على لزوم السنة 5/التحذير من مخالفة طريقة رسوله 6/بعض الأحاديث الآمرة بالتمسك بالسنة 7/أشد الناس تمكسا بالسنة 8/حث السلف على لزوم السنة 9/بعض البدع المنتشرة في زماننا 10/الوصية بالتمسك بالسنة والحذر من البدعاهداف الخطبة
اقتباس
يا أهل السنة: تميزوا بها حقاً، وعظموها حق تعظيمها، وتعلموها، واسألوا عنها، وإن رأيتهم عملاً أو سمعتهم قولاً، فاسألوا هل هو موافق للسنة أم لا؟ هل فعله أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أم لا؟ هل هو على مثل ما كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟ فإنه لا نجاة إلا بلزوم هذا المنهج والطريق، قال...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الناس: احمدوا ربكم واشكروه على ما من به عليكم من نعمة الهداية للإسلام.
فو الذي لا إله غيره ما أنعم الله على عبد نعمة أجل ولا أعظم من أن يمن عليه بأن يجعله من أهل الإسلام، وأهل التوحيد الخالص، والبراءة من الشرك؛ لأنه لا نجاة أبدية يوم القيامة إلا لمن أتى الله بقلب سليم من الشرك، وجاء بالإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد، قال الله -تعالى-: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85].
أيها المسلمون: ونعمة أخرى عظيمة مرتبطة بنعمة الإسلام، وهي أخص من نعمة الإسلام لا تحصل لأهل الإسلام النجاة من النار في دار القرار إلا بالأخذ والاستمساك بها، والعض عليها بالنواجذ.
هذه النعمة هي نعمة الهداية إلى السنة، سنة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-
وليس المقصود بالسنة هنا الأمور المندوبة المستحبة التي تقابل الواجبة؛ كما اصطلح عليه الفقهاء، بل المقصود بالسنة هنا: طريقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيرته ومنهجه في العقيدة والعبادة، قوليةً كانت أو عملية، واجبةً كانت أو مندوبة.
قال ابن رجب: "والسلف قديماً لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله، وروي معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفضيل بن عياض"[جامع العلوم والحكم 2/120].
فلفظ السنة الوارد في كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكلام الصحابة والتابعين إذا كان في سياق المدح والاستحسان، فإنما يراد بها هذا المعنى الشرعي العام الشامل للأحكام الاعتقادية والعملية واجبة كانت أو مندوبة أو مباحة.
وإليكم- أيها المسلمون- بعض النصوص الحاثة على لزوم السنة، والمبينة لفضيلة ذلك.
فمن القرآن:
قال الله -تعالى-: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف: 156- 157]
فجعل الله اتباع السنة سبيلاً للفوز برحمته التي وسعت كل شيء، وسبيلاً للفلاح، وقال تعالى: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 158].
فاتباع سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- هو سبيل الهداية التي يرضاها الله.
وقال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31].
قال الحسن: "كان علامة حبه إياهم اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم –"[رواه اللالكائي والطبري].
فمحبة المؤمن لله ومحبة الله له علامتها: اتباع سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].
قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله وأحواله"[3/483].
ولقد حذر تبارك وتعالى من مخالفة طريقة رسوله -صلى الله عليه وسلم - وسيرته ومنهجه، فقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النــور: 63].
قال ابن كثير: "أي -يخالفون- عن أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله كائناً من كان"[التفسير 3/318].
فمعنى الآية: ليحذر وليخش من خالف شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- وطريقته باطناً أو ظاهراً من أن تصيبه فتنة في قلبه من كفر أو نفاق أو بدعة، أو يصيبه عذاب أليم في الدنيا بقتل أو حد أو حبس، أو عذاب في الآخرة.
وكل الآيات الآمرة بطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنما هي دليل من أدلة وجوب اتباع السنة والسير عليها. وإنما اخترت من الآيات ما ورد فيها لفظ الاتباع.
وأما الأحاديث:
فمن أشهرها وأصرحها حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا؟ فقال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"[أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم وهو حديث صحيح].
فتأملوا هذا الحديث- عباد الله-: فقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم - بأن الذي ستطول به الحياة سيرى في الغالب اختلافاً كثيراً، ثم بين المخرج من هذا الاختلاف وهو التمسك بسنته -صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده.
قال ابن علان: "فعليكم بسنتي" "أي طريقتي وسيرتي القديمة التي أنا عليها، مما فصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية الواجبة والمندوبة". اهـ
وقال ابن رجب: "السنة هي الطريق المسلوك فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقاد والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة". اهـ
ثم بالغ صلى الله عليه وسلم في الحث على التزام السنة والتمسك بها، فقال: "تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ" أي الأضراس.
ثم حذر من المحدثات وأعطانا قاعدة عامة نافعة وهي أن: "كل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة".
فلا يقبل من أحد أن يقول هناك بدعة حسنة.
وفي رواية اللالكائي لحديث العرباض قال صلى الله عليه وسلم: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يرجع عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين".
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته: "أما بعد: فأحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة"[أخرجه مسلم].
وفي صحيح البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: "من رغب عن سنتي فليس مني".
فاتقوا الله -عباد الله-: واستمسكوا بسنة نبيكم وسيرته ومنهاجه وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة.
فـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ) [الأنفال: 20- 21]
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * َمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)[النــور: 51-52]
الخطبة الثانية:
حمد وثناء...
أما بعد:
فيا أهل السنة: أشد الناس وأقواهم تمسكاً بطاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأكثرهم تعظيماً لسنته، هم الصحابة -رضوان الله عليهم-، وكان يشتد نكيرهم على من خالف الأحاديث النبوية.
واسمعوا -رعاكم الله- إلى هذه الشواهد الثلاثة:
أخرجه مسلم في صحيحه عن سالم بن عبد الله بن عمر: أن أباه عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنَّكم إليها" قال: فقال بلال بن عبد الله: والله لمنعهن، قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سباً سيئاً ما سمعته سبه مثله قط، وقال: "أخبرك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقول: والله لنمنعهن".
الله أكبر! تعظيما لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مغفل: أنه رأى رجلاً يخذف، فقال له: لا تخذف فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف، أو كان يكره الخذف، وقال: "إنه لا يُصَاد به صيدٌ ولا يُنْكَأ به عدو لكنها قد تكسر السن وتفقأ العين " ثم رآه بعد ذلك يخذف، فقال له: "أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن الخذف أو كره الخذف، وأنت تخذف؟ لا أكلمك كذا وكذا!".
ومن أعجب ما روى في طاعة الصحابة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه وأرضاه-: وذلك: أنه أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد وهو يخطب، وكان عبد الله يمشي خارج المسجد، فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو يخطب: "اجلسوا" فجلس عبد الله بن رواحة، فكان خارج المسجد، حتى فرغ النبي -صلى الله عليه وسلم- من خطبته، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "زادك الله حرصاً على طواعية الله ورسوله" [أخرجه البيهقي قال ابن حجر: بسند صحيح].
أما ما جاء عن السلف الصالح في الحث على لزوم السنة فأمر لا يحصر، من ذلك:
قول أبي بن كعب -رضي الله عنه-: "عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار أبداً، وإن اقتصاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة" ا. هـ
وقال الأوزاعي: "اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم"ا. هـ.
وقال سفيان: "لا يستقيم قول وعمل إلا بموافقة السنة" ا. هـ
وقال ابن شوذب: "إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يوافي صاحب سنة يحمله عليها" ا. هـ
وقال أبو بكر بن عياش: "السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان"
عباد الله: يا أهل السنة: سلوا أنفسكم لم تتسمون بأهل السنة؟.
ما ذاك إلا لأنكم تتميزون عن الطوائف الأخرى بالتمسك بسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولزوم منهجه وسيرته.
فيا أهل السنة: تميزوا بها حقاً، وعظموها حق تعظيمها، وتعلموها، واسألوا عنها، وإن رأيتهم عملاً أو سمعتهم قولاً، فاسألوا هل هو موافق للسنة أم لا؟ هل فعله أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أم لا؟ هل هو على مثل ما كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟
فإنه لا نجاة إلا بلزوم هذا المنهج والطريق، قال صلى الله عليه وسلم : "ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
واحذروا البدع، فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا أماتوا مكانها سنة.
وقد ظهر وشاع في زمانكم بدع متنوعة:
صلاة الرغائب، صلاة الألفية، الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، الاحتفال بليلة النصف من شعبان، الاحتفال بالمولد النبوي؛ كل ذلك وأمثاله من بدع الضلالة التي لم يكن عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا صحابته الكرام ولا من تبعهم بإحسان.
واحذروا -يا أهل السنة-: من القنوات الفضائية التي تدعوا إلى مثل هذه البدع وتروجها وتزينها للناس، وتلقي الشبه لتقنع الناس بها، فيظنونها حججاً، فقلوبكم -يا عباد الله- ضعيفة قابلة لقبول وتشرب تلك الشبه.
ووالله إن ضرر هذه القنوات الصوفية أشد من ضرر قنوات الشهوات.
فعليكم -يا أهل السنة-: بما عرفتم من سنة نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، واسألوا عما أنكرتم مما سمعتم.
اسألوا العلماء الكبار والربانيين الذين يحافظون على الأمر الأول، وما كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه من بعده.
وليس كل عليم لسان، فصيح البيان يسمع له، فقد كثر المتحدثون في زماننا، وقل الأثريون المستمسكون بنهج السلف الصالح.
وما دمتم في زمن المهلة والإعذار تذكروا أن طاعة الرسول هي أمنية أهل النار، قال الله عنهم: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا)[الأحزاب: 66-67]
ويقول القائل من أهل النار ممن صحب أهل السوء الذين أضلوه عن طاعة الرسول: (يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً)[الفرقان: 27- 29]
فأنقذوا أنفسكم من النار بالعض بالنواجذ على سنة المصطفى المختار.
التعليقات