نحن أُمَّة إعلام وإبلاغ وإخبار ودعوة، نحن أمة (اقرأ)، فأوَّل آية نزلت على الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - هي: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق:1]، ونبيُّنا المرتضى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - جاء مبلِّغًا؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة : 67]، ونحن أمة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكلَّفون بالدعوة إلى الله؛ لقول ربِّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج : 67]، ويقول الله - عز وجل-: ﴿ ولا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [القصص : 87]، إلى غير ذلك من الآيات البيِّنات التي تحثُّنا على العلم والإعلام والإبلاغ والدعوة، لكننا ربما لم نفقه بعدُ قيمة هذه العبارات القرآنية الجليلة التي تقرعُ آذاننا في كل وقت وحين بهذه الأوامر الإلهية التي لو وعيناها حق الوعي، وعملنا بها كما ينبغي، لحققنا مرادنا، ولاستدركنا ما فاتنا، ولاسترجعنا ما سُلِبَ منا.
لو وعينا جيدًا قيمة (اقرأ)، وحقيقة (بلغ)، ومعنى (ادعُ)، ومَغزى (وأمر)، والجدوى من (وانْه) - لعرفنا قصد وحقيقة الآية الكريمة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ ﴾ [آل عمران : 110]، ولكن - للأسف الشديد – لم يستوعبْ بعدُ قوَّادنا وأمراؤنا خطاب رب العالمين الذي يحثُّهم على شيء واحد إن قاموا به، قامت قائمتهم، وإن أغفلوه أصبحوا من القاعدين الميئوس منهم، ألا وهو الإعلام.
نعم الإعلام، فلا تبليغ، ولا إخبار، ولا دعوة، ولا أمر، ولا نهي بدون الإعلام، خاصة مع ما أصبح يكتسبه هذا المفهوم من أهمية علمية، وحُمولة معرفية كبيرتين في هذا العصر، الذي اتسعت فيه رقعةُ الإعلام باتساع دائرة تأثير وسائله الحديثة العديدة والمتعددة، فقد كانت العملية الإعلامية فيما مضى تَقتصرُ على الكلمة المسموعة (الخطبة)، التي لا يتجاوز صداها حدود القبيلة في أغلب الأحيان، والكلمة المكتوبة (الرسالة)، التي كانت تحتاج إلى وقت طويل من أجل تبليغها من المرسل إلى المرسل إليه، أما ونحن في زمن العولمة، فقد تعددت وسائل الإعلام وتنوَّعت آليات الاتصال، وأصبح بإمكان أي شخص كان تبليغ رسالته أنَّى شاء، من الشرق إلى الغرب، أو من الجنوب إلى الشمال - والعكس صحيح - في ظرف ثوانٍ معدودة عبر الهاتف الخلوي، أو الإنترنت، أو الفضائيات، دون مواجهة أي صعوبات، وذلك بفضل التطور التكنولوجي الذي حققته البشرية في القرنين الأخيرين.
ولما كانت الأمة الإسلامية هي أمة القرآن، والقرآن هو الرسالة الإعلامية الخاتمة والخالدة التي أُرْسِل بها حبيبنا محمد المعلم، وإمام الدعاة، والرسول الخاتم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجب علينا نحن الأمة الخاتمة أن نبلِّغَ هذا الدين إلى العالمين؛ حتى لا يبقى بيت مَدَرٍ ولا وبر إلا ودخله هذا الأمر، بعز عزيز أو بذل ذليل، ولكن لتبليغ هذا الدين العظيم وهذه الرسالة الصادقة، لابدَّ من إعلام عظيم وإعلاميين صادقين مع الله ومع أنفسهم، يحملون على عاتقهم عبء الدعوة وهمَّ الأمة، ويستشعرون حجم المسؤولية الملقاة عليهم.
يجب على كلِّ مسلم أن يعي جيدًا أنه صاحب دعوة، وأنه مأمور بتبليغ الإسلام؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بلِّغوا عني ولو آية))، والتبليغ هنا - كما يقول أحدهم - تكليف، وعَنِّي تشريف، ولو آية تخفيف، ودعوة الناس إلى ما يحييهم بالحكمة والموعظة الحسنة مُهمَّة كلِّ مُنتسب إلى الإسلام؛ لقوله - جل وعلا -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل : 125].
لكن هل يمكن أن نتحدثَ في هذا العصر عن تبليغ بدون وسائل إعلامية متطورة وجادة، ذات مصداقية، وسمعة طيبة؟ أم هل يستقيم عود الدعوة بدون إعلاميين موهوبين، ومتخصصين يجيدون علوم الدين وفنون الاتصال؟ لا طبعًا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
إذًا؛ فما الذي ينبغي فعله في ظل هذا الواقع الإسلامي العليل، الذي يفتقرُ إلى وسائل إعلام متطورة ومؤثِّرة تخاطب العالمين بكل اللغات الحيَّة؟!
لا شكَّ أن تقدُّمَ الأمم اليوم أصبح يقاس بتطور علومها، لكنَّ هذه العلوم لا تستطيع أن تؤتي أُكلَها، ولا يمكن جني ثمارها بدون إعلام متطور، فالإعلام هو محور العلوم في هذا العصر، ويجب أن نسلِّمَ اليوم أن العالم بمشارقه ومغاربه أصبح قرية صغيرة، أو بالأحرى حاسوبًا صغيرًا بفضل وسائط الاتصال المتعددة ووسائل الإعلام المتنوعة، والمعركة التي تجري رحاها اليوم بين الإسلام وأعدائه، معركة إعلامية بالأساس، فكلُّ الحروب الأخرى - الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية - لا تستطيع تحقيق مآربها في غياب آلة إعلامية فتَّاكة تُحسن اختيار الأوقات المناسبة؛ لتوجيه ضرباتها وهجماتها بإتقان.
لقد فطن قادة الحركة الصِّهيونية إلى الأهمية التي يكتسبها الإعلام في العالم، واعتبروه أفضل وسيلة لنشر حركتهم العنصرية، وتحقيق هدف خلق الدولة اليهودية في فلسطين، منذ أول مؤتمر للحركة الصِّهيونية عام (1897) في سويسرا، فراحوا يخطِّطون لبسط نفوذهم وسيطرتهم على وسائل الإعلام؛ من أجل تنفيذ مخططاتهم الجهنَّميَّة، وتحقيق أهدافهم الإبليسيَّةعن طريق الحرب الإعلامية التي تعتمد بالدرجة الأولى على التضليل وتزييف الوقائع وتزوير الحقائق، وقد نجحوا بالفعل في مسعاهم هذا نجاحًا لم يسبقهم أحدٌ إليه، ولا يَخفى على أحدٍ اليوم، يَتحكم اللوبي الصِّهيوني بالقرار الإعلامي في أمريكا وأوربا الغربية، بحيث استطاع أن يتغلغلَ في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، ومؤسسات الدعاية والمعلومات، ووكالات الأنباء وشبكات التلفزيون، ودور النشر الأمريكية.
والملاحظ أنَّ الصِّهيونية تعتمد على الصحافة بالدرجة الأولى في عملية التأثير الدعائي، وهو يَعكس ما جاء في البروتوكول الثاني عشر من "بروتوكولات حكماء صهيون": "وستكون لنا جرائد شتى تؤيد الطوائف المختلفة من أرستقراطية وجمهورية وثورية، بل وفوضوية أيضًا، وسيكون ذلك طالما أن الدساتير قائمة بالضرورة، وستكون الجرائد مثل الإله الهندي فشنو... ها مئات الأيدي، وكل يد ستجسُّ نبض الرأي العام المتقلب"، وجاء في بروتوكول آخر: "ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذًا، وبقينا نحن وراء الستار"، ويلمِّحُ البروتوكول الثاني عشر إلى أهمية السيطرة على وسائل الإعلام، حيث نصَّ على القول و القنوات التي تجد فيها التفكير الإنساني تُرجمانًا له: "ستكون هذه الوسائل خالصة في أيدي حكومتنا"[1].
وتعتبر منظمة (إيباك) - المسؤولة عن الدعاية الصِّهيونية، والتخطيط لعمليات التغلغل في الأجهزة المهمَّة في الولايات المتحدة الأمريكية - بمثابة الأخطبوط الذي يسيطر على الإعلام الأمريكي، ويتحكَّم في كلِّ التفاصيل الدقيقة التي من شأنها إضفاء بصمة صهيونية خالصة على الخط التحريري، والإخراج الصحفي، في هذه المؤسسات الإعلامية الأمريكية المتصهينة، حيث تقوم هذه المنظمة (إيباك) باقتراح المواضيع والزوايا الخاصة للصحف، ومراقبتها، وتزويدها بالعمليات والمواضيع التي تتفقُ ووجهةَ النظر الصِّهيونية، كذلك تعمل مع المنتجين والكُتَّاب، وتقوم بعقد الصداقات مع الصحفيين البارزين وتزويدهم بالمعلومات، وقد شكَّلت هذه المنظمة منذ الأربعينيات مجلس الطوارئ، واختارت (وازمن) لرئاسته، حيث أعلن هذا المجلس الخطوط العامة في مجال الإعلام مؤكِّدًا عدة نقاط، منها:
- يجب أن نركِّزَ اعتمادنا على قاعدة عريضة من الرأي العام.
• نذكِّركم بالحكمة القديمة: "لا تضع ثقتك بالأمراء، ولا تضعوا مستقبل حركتنا تحت رحمة الأشخاص، مهما كانت صداقتهم وأهميتهم".
- اكسبوا أصدقاء في كل مكان[2].
وقد ذكر الدكتور إياس خضير البياتي في كتابه "يورانيوم الإعلام" حقائق خطيرة وأرقامًا مفزعة، عن سيطرة الصهاينة على معظم مؤسسات الإعلام بالغرب، وهذه بعض تلك الأرقام التي تجعلنا نتساءل عن موقع أمة "اقرأ" من هذه المعادلة الصعبة:
كان لليهود حتى عام 1965 في أوربا سبع وكالات للأنباء، و(114) صحيفة دوريَّة، منها (3) صُحف يومية، وجريدة شبه يومية، و(14) جريدة أسبوعية، ومجموعة من أنصاف الشهريات، وفي بريطانيا مثلاً: (5) وكالات أنباء، منها (جويش كرونيكل نيوز)، و(6) صحف أسبوعية؛ منها (الجويشن أوبذوفر) و(الجويشن كرونيكل)، و(3) نصف شهرية، و(6) كل شهرين، و(9) فصليات، و(5) دوريات، و(5) سنويات؛ أي: مجموع الصحف (45) صحيفة.
تسيطر الصِّهيونية في أمريكا على أبرز الصحف وأهمها تأثيرًا على الرأي العام الأمريكي، وهي نيويورك تايمز، وناشرها اليهودي (سالزبيرجر)، وواشنطن بوست، ورئيس تحريرها اليهودي (كاثرين جراهام)، وصحيفة وول ستريت جورنال، التي يتكون كادرها من اليهود، وخاصة الرئيس التنفيذي، وصحيفة نيويورك ديلي نيوز، ومجلة التايمز، وناشرها اليهودي (جون مايرس)، وصحيفة كريستين نيانس مونتور، وهي صحيفة يومية مسائية تصدر في مدينة بوسطن منذ عام 1908 عن جمعية (العلم المسيحي)، وصحيفة (بالتيمورصن) المرتبطة بالأوساط المالية، إضافة إلى الصحف الأخرى، مثل: لوس أنجلوس تايمز، وسان فرنسيسكو كرونيكل، ومجلات أمريكية، مثل: لايف، ونيوزويك، وبيرتس، وفورين افيرز.
ومن الشبكات التلفزيونية المهمَّة التي تسيطر عليها الصِّهيونية في أمريكا: شبكة (إن بي سي) التي تأسست عام (1926)، وهي تُهيمنُ على (200) محطة بَثٍّ تلفزيونية مَحليَّة، و(299) محطة للبث الإذاعي، ويتكون معظم كادرها من اليهود، وهناك شبكة (سي بي إس) التي تُعدُّ من أقوى الشبكات التلفزيونية الأمريكية، ويصل نفوذها إلى كندا وأوربا وأستراليا ونيوزلندا، حيث تأسست عام (1927)، حيث تسيطر على أكثر من (300) محطة للبثِّ الإذاعي، وأكثر من (200) محطة تلفزيونية، ويديرها الرئيس التنفيذي اليهودي (توماس وايمان)، أما شركة (بي بي إس)، فهي شبكة للإذاعة والتلفزيون ترتبط بها (200) محطة في (43) ولاية أمريكية، ويرأسها اليهودي (فرانك مانكي ديلس)، إضافة إلى أبرز الشبكات الإخبارية، وهي (سي إن إن)، وشبكة (فوكس) لميردوخ اليهودي.
كما يسيطر اللوبي الصِّهيوني على أبرز الوكالات الأمريكية للأنباء، مثل: وكالة (أسوشيتد برس)، التي تعدُّ من أكبر وكالات الأنباء في العالم، والتي تأسست عام (1948)، ومركزها مدينة نيويورك، ولها مكاتب إخبارية في مائة بلد، إضافة إلى وكالة أنباء (يونايتد برس إنترناشيونال)، الوكالة الثانية في أمريكا، والتي تأسست عام (1958)؛ نتيجة لاندماج وكالتي "يونايتد برس" و"إنترناشيونال نيوزسيرفس"، حيث تعود ملكية هذه الوكالة إلى شركتي سكريبس هاوارد (75%)، وهيرست (25%)، ولها (260) مكتبا إخباريًّا في أقطار العالم، أما الوكالة الأخرى التي تسيطر عليها الصِّهيونية، فهي وكالة (يوبتين) للأخبار المصوَّرة تابعة لوكالة اليونايتدبرس الأمريكية، حيث تملك هذه الوكالة شبكة واسعة من المراسلين في العالم، وتزوِّد مئات الشركات التلفزيونية العالمية بالأخبار المصوَّرة.
والملاحظ أن اللوبي الصِّهيوني له شبكة واسعة من العناصر الصِّهيونية، والمؤيدة في الإذاعات الأمريكية التي تبلغ (8253) محطة إذاعية، أهمها الشركة الأمريكية للبثِّ الإذاعي (سي بي سي)، وشبكة إذاعة كولومبيا (سي بي إس)، وشركة الإذاعة الوطنية (إن بي سي)، والشبكة المشتركة للبثِّ الإذاعي (إم بي إس)، وتُعدُّ إذاعة (صوت أمريكا) الإذاعة الحكومية الأساسية في مجال البثِّ الإذاعي، حيث تُشرفُ على نشاطها وكالة أنباء الولايات المتحدة (يوسيا)، وقد تأسست عام (1942)، وتعد أقوى المحطات الإذاعية في أمريكا؛ لأنها تمتلك مراكز عديدة لتقوية البثِّ في مختلف أنحاء العالم، مثل: ألمانيا وبريطانيا والمغرب واليونان والفلبين وليبريا وغيرها، وهذه الإذاعة التي تبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من أربعين مليون دولار، يسيطر عليها اللوبي الصِّهيوني من خلال قيادته للأقسام الإذاعية، ووجود أعداد كبيرة من اليهود في مجالات الكتابة الإذاعية المختلفة، والعاملين في مجال الأخبار والتعليقات والبرامج[3].
إنَّ نفوذ اليهود الصهاينة وسيطرتهم على وسائل الإعلام الأمريكية تَفُوقُ كل تصور، حيث يسيطرون على أغلب دور النشر والإنتاج السينمائي والمكتبات العامة...إلخ.
ويبلغ عدد الصُحف المستقلة عن سيطرة الإمبراطوريات الإعلامية اليهودية حوالي 25% فقط، من بين 1600 صحيفة تصدر في أمريكا.
وإلى جانب سيطرة الصهاينة على أهم وسائل الإعلام في الغرب، فإنهم استطاعوا أن يؤسِّسوا مؤسسات إعلامية في (إسرائيل) لا تقلُّ أهميتها عن الوسائل الإعلامية التي تحدَّثنا عنها آنفًا، ولعلَّ الأرقام التي يحويها الجدول التالي تختزل لنا أهمية هذه الوسائل، وتغنينا عن الكلام الكثير.
الصحف الصِّهيونية الرئيسة[4]:
اسم الصحيفة
معناها
التأسيس
المؤسسة
أعداد التوزيع
يديعوت أحرونوت (يومية)
آخر الأخبار
1939 م
ملكية خاصة لعائلة موزيس الإعلامية
300 ألف يوميًّا و600 ألف نسخة للعدد الأسبوعي (الجمعة)
هاآرتس (يومية)
الأرض
1919 م
كتلة الإعلام (شوكين)
(65 ألف نسخة لليومي)، و(75 ألف نسخة للأسبوعي).
معاريف (يومية)
صلاة الغروب
1948 م
عائلة نمرودي الإعلامية
(160 ألف نسخة لليومي)، و(270 ألف للأسبوعي).
هاتسوفيه (يومية)
المراقب
1938 م
المفدال
(الحزب الديني القومي)
(60 ألف نسخة لليومي).
جيروزاليم بوست (يومية)
بريد القدس
1932 م
مجموعة جريشون أجررون
(30ألف نسخة لليومي)، و(50 ألف نسخة للأسبوعي)، (كما توزع يوميًّا طبعة دولية في أمريكا الشمالية، وطبعة أسبوعية باللغة الفرنسية في أوربا ).
هذا طبعًا دون أن ننسى دور القنوات التلفزيونية العبرية، والإذاعات، ومواقع الإنترنت، التي تعمل إلى جانب هذه الصحف في إطار منظومة إعلامية متكاملة، والتي تصبُّ اهتمامها على خدمة سياسة الكيان الغاصب (إسرائيل)، وذلك وفق نهج إستراتيجية الموازين المقلوبة والمفاهيم المغلوطة، التي تجعل من الإرهابي الصِّهيوني ضحية، ومن المقاوم الفلسطيني إرهابيًّا.
وبعد كل هذه الأرقام الكبيرة والحقائق الخطرة، التي نعتبرها غيضًا من فيض، لأنَّ ما خفي كان أعظم، أستطيع القول: إن الصهاينة نجحوا في ما لم ينجحْ فيه غيرهم، واستطاعوا أن يوجِّهوا الرأي العام العالمي وفق نظرياتهم ومخططاتهم المرسومة بإتقان عن طريق سياسات المكر والخداع، وفن التضليل، من خلال امتلاكهم لوسائل الإعلام والسيطرة عليها.
يقول هربرت شيللر في كتابه (المتلاعبون بالعقول): "إن امتلاك وسائل الإعلام والسيطرة عليها، شأنه شأن أشكال الملْكِيَّة الأخرى، متاح لمن يملكون رأس المال والنتيجة الحتمية لذلك هي أن تصبح محطات الإذاعة، وشبكات التلفزيون والصحف والمجلات، وصناعة السينما ودور النشر - مملوكة جميعًا لمجموعة من المؤسسات المشتركة والتكتُّلات الإعلامية، وهكذا يصبح الجهاز الإعلامي جاهزًا تمامًا للاضطلاع بدور فعَّال وحاسم في عملية التضليل"[5].
ولا شكَّ في أن الجهاز الإعلامي الصِّهيوني أكبر مضلِّل وأعظم متلاعب بالعقول في هذا العصر، ويكفينا برهانًا على ذلك ما نقرؤه من مقالات على صفحات الصحف والمجلات الغربية، التي تزكي أطروحة (صراع الحضارات) التي تحدث عنها صامويل هنتغتون في كتبه كثيرًا، وتنظر إلى الإسلام باعتباره دينَ التخلف وعدوَّ الحضارة، كما نجد في السينما الغربية التي تصور الإنسان المسلم بأبشع الصور، وتصفه بأقذر الصفات - أعظم دليل على التضليل الإعلامي الذي تمارسه الأجهزة الصِّهيونية المسيطرة على السياسة الإعلامية الدولية.
فأين إعلامنا الإسلامي من هذا التقدم الذي حازه الإعلام الصِّهيوني على عدة مستويات؟! وأين أمَّة الإعلام من الإعلام؟! متى سنمتلك أسلحة العصر ونلتحق بالركب الحضاري؟! ألم يَحنِ الوقت بعدُ لنُسمعَ العالم صوت الحق؟! إن لم يكن ذلك اليوم فمتى؟!
يجب علينا كأمَّةٍ إسلامية أن نسعى إلى خلق مؤسسات إعلامية مقاومة ومجاهدة، وحينما أقول: مقاومة، فإنني أتحدث عن المقاومة كمفهوم واسع وشامل، تتبنى المواجهة الإيمانية والعقلانية على جميع الجبهات، وتقف سدًّا منيعًا ضدَّ تسربِ أي شكل من أشكال التطبيع والغزو الثقافي أو الاقتصادي، اللذينِ يمهدان للغزو العسكري الاستدماري، وعندما أقول: مجاهدة، فإنني أتحدث عن الجهاد كمنظومة شاملة ومتكاملة، لا تُفرِّط في أي جانب من جوانب الحياة: جهاد بالنفس، جهاد بالمال، جهاد بالعلم، بكل الوسائل المتاحة، وهذا لا يتأتَّى إلا بوجود إرادة صادقة، وعزيمة قوية، واتحاد كلمة الأمة، وتكاتف جهودها، رجال الأعمال بتمويلهم، والعلماء بعلمهم، والإعلاميون بأقلامهم وآلاتهم ومنابرهم، والعُمَّال بسواعدهم، والشباب بحيويَّتهم وطاقاتهم، والشيوخ بتجاربهم ونصائحهم، كلٌّ يعمل على شاكلته.
فتعالوا يا جنود الإسلام إلى كلمة سواء، فقد آن الأوان لنطرحَ الأسئلة بجُرْأة ونجيب عنها بشجاعة، حان الوقت لندبِّرَ في صمت ونعمل في العلن، أو كما قال المجاهد المغربي الكبير عبد الكريم الخطَّابي - رحمه الله -: "فكِّر بتأنٍ واضربْ بقوة"، فتعالوا نفكِّر بتأنٍ ونضربُ بقوة قبلَ أن يفوتَنا الأوان، ونُضربُ نحن بقوة.
[1] د. إياس خضير البياتي، يورانيوم الإعلام: حروب الأعصاب بالتقنيات الرقمية، ط: 2008، ص: 198.
[2] المرجع نفسه،ص: 198.
[3] ديفيد ديوك، الصحوة: النفوذ اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، ترجمة د.إبراهيم يحيي الشهابي ط:1 ص: 170 - 171.
[4] عمرو توفيق، أرقام تحكي العالم، الطبعة الأولى (2008) ص: 111
[5] هربرت شيللر، ترجمة عبد السلام رضوان، المتلاعبون بالعقول، سلسلة (عالم المعرفة)، ع: 106 (مارس 1999)،ص: 9.
التعليقات