السؤال
أرید أن أدعو إلى الله، ولكن لا أعلم كيف؟ وعندي مشكلة، وهي التأتأة في الكلام. فأرشدوني لوسيلة أدعو بها إلى الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدعوة إلى الله تعالى من أعظم ما يتقرب به إلى الله سبحانه، وهي وظيفة الرسل عليهم السلام، ومن سلك سبيلهم، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}، وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}.
ووسائل الدعوة كثيرة جدا، فمن أهمها الدعوة بالقدوة والسلوك؛ فإنه كما قيل: فعل رجل في ألف رجل، خير من قول ألف رجل، في رجل. فلو كنت قدوة لغيرك في تمسكك بتعاليم الإسلام، وحفاظك على آدابه، فهذا منك دعوة إلى الله سبحانه.
ومن أساليب الدعوة، الدعوة بالطريق غير المباشر بإهداء كتاب، أو مطوية، أو دلالة على مجلس علم، أو نحو ذلك، والدال على الخير كفاعله.
والمقصود أنه لا يتعين إلقاء المحاضرات والدروس، وسيلة للدعوة إلى الله، بل سبل الدعوة كثيرة، وكل يدعو إلى الله بحسبه. كما أن النصيحة ولو قلَّت كلماتها، إن كانت صادرة عن حب للمدعو ورغبة في هدايته، فإنها تنفع بإذن الله، لكن عليك بالالتزام بآداب الدعوة من الرفق بالمدعو، والعلم التام بما تدعو إليه، والصبر على الأذى الذي يصيبك في طريق دعوتك إلى الله.
وأما تأتأتك، فلا ينبغي أن تصدك عن الدعوة، بل ادع إلى الله بحسبك، مستخدما الكلمات اليسيرة المعبرة، ويمكنك إن أردت إلقاء موعظة أو نحوها، أن تتدرب على ذلك جيدا بحيث تلقيها بطلاقة، كما ننصحك بالتداوي إن كان هذا الأمر ناشئا عن مرض.
وبكل حال، ففي وسائل الدعوة المختلفة سوى الموعظة والخطبة -إن كنت لا تحسنها- سعة، كما أن في تدربك على هذا ومجاهدة نفسك لتحسين تلك الوسيلة عندك، أجرا عظيما -إن شاء الله- وأخلص نيتك لله تعالى؛ فإنك بالإخلاص تنال مبتغاك بإذن الله، وكم من أناس ابتلوا بمثل ما تعاني منه، فلما استعانوا بالله تعالى وأخلصوا النية له، وقاموا بالدعوة إليه سبحانه، انطلقت ألسنتهم، وفتح الله تعالى لهم فتحا كبيرا.
وللفائدة، يراجع كتاب: أصول الدعوة، للدكتور عبد الكريم زيدان رحمه الله.
والله أعلم.
التعليقات