عناصر الخطبة
1/ الأمر بلزوم الجماعة 2/ الحذر من التفرق والاختلاف 3/ تشديد الشريعة في أمر الدماء والأموال والأعراض 4/ ضرورة الحذر من مخططات الأعداء 5/ عواقب تفرق الأمة وضياع أمنها.اهداف الخطبة
اقتباس
إن من الاستغلال السيئ لما حدث: التشكيك في قدرة الدولة على بسط الأمن وحفظه، والحديث بالباطل والزور والبهتان عن مناهج التعليم ومنابر الدعوة، فأجهزتنا الأمنية بحمد الله -عز وجل- قادرة وبجدارة وكفاءة على حفظ الأمن وتتبع المجرمين والضرب على أيديهم،.. ومناهجنا التعليمية كل ما فيها بحمد الله -عز وجل- مستمَد من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والقائمون عليها –والله- من أحرص الناس على تلافي أي خطأ يتعارض مع فهم صحيح لكتاب الله أو سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وستبقى هذه البلاد بحمد الله -عز وجل- وفضله وتأييده ستبقى قوية بعقيدتها القوية، قوية بثوابتها قوية...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أيها الإخوة في الله: من أعظم ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- الأمر بإخلاص الدين لله وإفراده بالعبادة، وألا يُعبَد إلا الله وحده لا شريك له (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ) [الزمر:11]، (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام:161].
بهذا المبدأ العظيم وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوته وأقام دولته، وكان مما جاء به هذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- الأمر بلزوم الجماعة والحذر من التفرق والاختلاف (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران: 103]، وفي الحديث "وآمركم بالجماعة؛ فإنه من فارق الجماعة فمات فميتة جاهلية".
وكان من نعمة الله علينا في هذه البلاد المباركة قيام هذه الدولة في وحدتها واجتماع كلمتها، وانضمام أقاليمها قامت على أساسيين عظيمين ومبدأين مهمين؛ أولهما العقيدة الصحيحة القائمة على توحيد الله وإفراده بالعبادة، وألا يُعبَد أحد مع الله -عز وجل- كائنًا من كان، وهذه هي حقيقة دعوة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
وثانيهما الشريعة التي بها تُحفظ الحقوق، وتُرد المظالم، وتُصان الحقوق مع الناس أجمعين، الموافق منهم والمخالف بل المسلم وغير المسلم.
لقد عشنا في هذه البلاد بحمد الله -عز وجل- ونعمنا ونعم كل مَن عاش على أرضها من أهلها أو المقيمين فيها بأمن وأمان واستقرار، ووحدة صف، واجتماع كلمة، وصارت هذه البلاد هي الداعية إلى التوحيد الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- في أنظمتها ومناهجها فتحقق لهذه البلاد بفضل الله -عز وجل- من جراء لزوم التوحيد والدعوة إليه تحقق الأمن المشار إليه في قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام:82]، والمراد بالظلم هنا هو الشرك كما جاء في الآية الأخرى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام:82].
وتحقق من جراء تطبيق الشريعة حفظ الحقوق لكل أحد؛ لأن هذه الشريعة السمحة شريعة العدل شريعة الحق لا يمكن أن تتضمن في شيء من تشريعاتها وأحكامها ومبادئها ونظمها شيئًا من الظلم أو الدعوة إليه، وفي الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا".
ومن أعظم ما جاءت به هذه الشريعة المباركة تشديدها في أمر الدماء والأموال والأعراض، وأن الأصل في هذه الأمور كلها العصمة، ولا يمكن زوالها إلا بموجب شرعي حتى مع غير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم ممن ليسوا في حرب مع المسلمين، لا يجوز انتهاك ولا استحلال دمائهم ولا أموالهم وأعراضهم، بل جاء النهي الشديد والتحذير الأكيد في أبلغ صورة عن ذلك كله يقول -صلى الله عليه وسلم- "من قتل معاهدًا لم يرح ريح الجنة"، وفي الذكر الحكيم يقول الله -عز وجل- في آية عظيمة (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32]، وتأمل التعبير القرآني (مَن قَتَلَ نَفْسًا) أي نفس بغير وجه حق من قصاص ونحوه أو فساد في الأرض (فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).
هذه هي شريعة الإسلام، هذه هي شريعة العدل والحق والإنصاف، هذه نصوص القرآن يتقبلها من ليس في قلبه هوى ولا جهالة، ولهذا حرم الله -عز وجل- الاعتداء وهو فعل ما لا يجوز شرعًا، حرَّمه مع كل أحد حتى مع الحيوان، حرم الله -عز وجل- الاعتداء مع كل أحد من المسلمين وغير المسلمين من الموافقين من أهل القبلة ومن المخالفين بل وحتى مع الحيوان.
يقول الله -عز وجل- في آيات كثيرة منها: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة: 8]، (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ) [المائدة: 2]، أي لا يحملنكم بغضكم لأقوام لمخالفتهم لكم في الدين والمعتقد لا يحملنكم بغضكم لهم على الاعتداء عليهم وإلحاق الظلم بهم.
بل ذهبت الآية الكريمة آية المائدة إلى ما هو أبعد من هذا، ألا وهو الأمر بالتعاون على الخير والهدى والصلاح والتقوى وكل ما فيه مصلحة لبني الإنسان مع كل أحد حتى مع المخالفين.
ولهذا في الآية السابقة يقول الله -عز وجل-: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) من هم القوم؟ إنهم كفار قريش الذين صدوا محمدًا وأصحابه عن البيت المسجد الحرام (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ) لا يحملكم بغضكم لهم وصدهم لكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا عليهم.
بل قال الله -عز وجل- (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) فهو ليس خطاب للمؤمنين فحسب، بل هو حتى مع غير المسلمين أو المخالفين يأمر الله -عز وجل- بتحقيق التعاون على كل ما فيه خير وصلاح وبر وتقوى للإنسانية جميعا.
ولهذا جاء في الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- عن كفار قريش وهم الذين طردوه وأخرجوه وأذوه وصدوه عن المسجد الحرام يقول: "أما وَاللَّهِ لَا يَدْعُونِي الْيَوْمَ –أي يوم الحديبية– إِلَى خُطَّةٍ –أي إلى اتفاقية- يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرْمَةً، وَلَا يَدْعُونِي فِيهَا إِلَى صِلَةٍ إِلَّا أَجَبْتُهُمْ إِلَيْهَا..".
ويقول -صلى الله عليه وسلم- عن حلْفٍ وقع في الجاهلية اتفق المتحالفون فيه -وهم كفار- على نصرة المظلوم ورد الحقوق يقول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك الحلف: "والذي نفسي بيده لَقَدْ شَهِدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حِلْفًا يَعْنِي حِلْفَ الْفُضُولِ، أَمَا لَوْ دُعِيتُ إِلَيْهِ الْيَوْمَ لأَجَبْتُ، لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، لا يَزِيدُهُ الإِسْلامُ إِلا شِدَّةً".
أيها الإخوة في الله : قدرنا في هذه البلاد المباركة بلاد التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين بلاد المسجد الحرام ومسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدرنا أننا معاشر السنة يشاركنا في الوطن فئات من الناس يجمعنا بهم وطن واحد، حقهم علينا حفظ حقوقهم الشرعية، وحماية أموالهم وأنفسهم، وتلبية احتياجاتهم الحياتية وجميع ذلك بحمد الله محفوظ في أنظمة هذه البلاد المباركة لكل مواطن ومقيم، محفوظ في أنظمة هذه البلاد المباركة التي قامت على العدل والإنصاف.
ووالله إن كل عاقل وكل منصف يدرك هذا ويقر به، وكل من يتأمل حال بعض البلاد التي توجد فيها بعض الفئات يدرك عظيم الفرق بين حالنا وحالهم.
انظروا إلى حال السنة في إيران وهم يمثلون نسبة كبيرة في هذه البلاد كم هي حقوقهم المهدرة، لا مساجدَ لهم ولا أماكن يتعبدون الله -عز وجل- فيها، في عاصمة إيران طهران لا يوجد ولا مسجد واحد لأهل السنة يصلون فيه ويتعبدون الله -عز وجل- فيه.
غير مسموح لأهل السنة بأن يمارسوا أي ألوان من الألوان الذين يدعون أنها من أمور السياسة والسيادة، وفي الوقت ذاته الذي يجب فيه حفظ حقوق هذه الفئات التي تعيش بيننا فإن حقًّا على هذه الفئات التي تعيش بيننا وإن واجبًا عليها إظهار الولاء الحقيقي لهذه البلاد، والحرص على مصالح البلاد العليا من اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والحذر من التفرق والاختلاف، والبعد كل البعد عن الارتباط بأجندة خارجية، والعمل على تفويت الفرصة على كل عدو وحاقد ومتربص يخطط ويدبر للنيل من هذه البلاد وتعريض وحدتها وتماسكها للخطر.
إن من الاستغلال السيئ لما حدث: التشكيك في قدرة الدولة على بسط الأمن وحفظه، والحديث بالباطل والزور والبهتان عن مناهج التعليم ومنابر الدعوة، فأجهزتنا الأمنية بحمد الله -عز وجل- قادرة وبجدارة وكفاءة على حفظ الأمن وتتبع المجرمين والضرب على أيديهم، والحوادث لا يمكن أن يخلو منها مجتمع من المجتمعات الإنسانية، وكم ضحى ويضحي رجال الأمن بأنفسهم وأرواحهم من أجل حراسة الأمن وتتبع مثيري الفتنة والشغب.
ومناهجنا التعليمية كل ما فيها بحمد الله -عز وجل- مستمَد من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والقائمون عليها –والله- من أحرص الناس على تلافي أي خطأ يتعارض مع فهم صحيح لكتاب الله أو سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وستبقى هذه البلاد بحمد الله -عز وجل- وفضله وتأييده ستبقى قوية بعقيدتها القوية، قوية بثوابتها قوية بمبادئها الإسلامية، ستبقى هذه البلاد -إن شاء الله- حامية للحرمين الشريفين خادمة للحجاج والمعتمرين والزوار.
ستبقى هذه البلاد داعية إلى التوحيد والسنة، داعية إلى التوحيد الذي دعا إليه محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنها تدرك يقينا أن ذلك مصدر عزها ومصدر قوتها ومنعتها، ستبقى هذه البلاد بأجهزتها الأمنية المختلفة قادرة على حفظ الأمن وبسطه بمشيئة الله -عز وجل-.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41]، ويقول -عز وجل- (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].
بارك الله لي ولكن في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي من علينا بالدين الحق وهدانا بفضله للعقيدة الصحيحة، أحمده سبحانه على نعمه العظيمة، وأشكره سبحانه على آلائه ومننه الوفيرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلما تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين ومن شذ عنهم شذ في النار.
عباد الله: إن ما حدث قبل أسبوع في مدينة القديح من اعتداء آثم يُعد جريمة شنيعة في نظر الشرع والنظام والأخلاق، فهو جريمة بكل المقاييس، وقتل للنفس بغير حق من تلك العصابة الباغية الظالمة التي تنفّذ أجندة خارجية وقودها -وللأسف الشديد - وحطبها بعض أبنائنا وشبابنا المغرر بهم وللأسف الشديد.
فنسأل الله -عز وجل- أن يرحم موتى المسلمين، وأن ينزل بأسه ونكاله بأعداء الدين من هذه الفئة الباغية ومن شايعها وبايعها وآزرها.
إن هذا الحديث الأثيم لا يقتصر ضرره على تلك البلدة، بل هو ضرر عام لنا جميعا في هذه البلاد وهو وسيلة من وسائل الأعداء للنيل من وحدتنا وأمننا واستقرارنا، وإذا أردت أن تعرف من يقف وراءه فابحث عن المستفيدين من هذا الحادث، ولن يستفيد منه إلا كل عدو لهذه البلاد يريد أن يؤجج الصراع والفتن فيها.
إن هذا الحادث يؤكد على ضرورة التعاون بين أهل هذه البلاد كلهم لتحقيق المصالح العليا للبلد، والتي يأتي في مقدمتها المحافظة على وحدة البلاد وتماسكها، وقطع الطريق أمام الأعداء والمتربصين بها، وقطع الصلة بكل عدو متربص في الداخل والخارج، والسعي للمحافظة القوية على أمن هذه البلاد واستقرارها؛ فإن الأمن نعمة يتمتع بها الجميع ويتفيأ ظلالها الجميع، ولو فُقدت أو اهتزت فلن تقتصر المأساة على فئة دون أخرى بل سيكتوي الجميع بذلك ويتضرر الكل بذلك.
والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
ليس من المحافظة على الأمن ووحدة البلاد رفع الشعارات الاستفزازية المعارضة لعقيدة البلد وهويته، ليس من المحافظة على الأمن تجييش الناس وإثارتهم وتسيير المظاهرات.
كل هذا لا يحقق المصلحة العامة بل هو إيقاظ للفتنة وتأجيج لها.
فنسأل الله -عز وجل- أن يوفّق العقلاء عامة للمحافظة على أمن البلاد واستقرارها ووحدتها، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يأخذ على يدي كل ظالم ومجرم وباغٍ يريد تعريض ديننا وأمننا ووحدتنا للخطر.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك...
التعليقات