أهمية الصحبة الصالحة في هذا الزمن

خالد بن عبدالله الشايع

2024-05-28 - 1445/11/20
عناصر الخطبة
1/أهمية الصحبة الصالحة ومنزلتها 2/من فوائد الصحبة الصالحة ومنافعها 3/كيف تختار الصديق الصالح؟

اقتباس

إن الصاحب الصالح له صفات تدل عليه؛ فمن تلك الصفات: التقوى والورع؛ فالصديق الصالح يكون حريصًا على تقوى الله في كل أعماله، ويكون مثالًا يُحتذى به في الأخلاق الحميدة...

الخطبة الأولى:

 

أيها المؤمنون، إن للصحبة الصالحة أثرًا بالغًا في حياة المسلم؛ فهي تؤثر في عقيدته وسلوكه وتوجهاته، ومن هنا جاءت أهمية اختيار الصحبة بعناية وحرص، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وانتشرت فيه المؤثرات السلبية.

 

إن الصحبة الصالحة هي: تلك العلاقة القائمة على المحبة في الله والتناصح في الخير والتعاون على البر والتقوى؛ قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، وأخرج الترمذي في صحيحه من حديث أبي هريرة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ".

 

وأخرج أبو داود في سننه بسند حسن عن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ".

قال شيخنا ابن باز قدس الله روحه: "هذا عند أهل العلم طعام الصُّحبة، أما طعام الضيافة فلا يُشترط فيها التَّقي، لكن التَّزاور بين الناس والتَّواصل يكون بين المؤمنين وبين الأخيار، ويجتنب صحبة الأشرار والفُجَّار، ولا يكون طعامه إلا للأخيار والأتقياء، أمَّا ما يتعلق بالضّيفان: فالضيف يكون تقيًّا ويكون غير تقيٍّ؛ فالضيوف لهم حقّهم مطلقًا". اه

 

عباد الله: الصحبة الصالحة من الأهمية بمكان؛ فمن أهميتها أن الصحبة الصالحة تعين المسلم على الاستقامة والثبات على الدين، وتجنبه الوقوع في الفتن والشهوات.

 

ومنها أن الأصدقاء الصالحين يوجهون بعضهم البعض إلى الخير ويذكرونهم بالله، أخرج مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ" والله -جل وعلا- يقول: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، ويقول سبحانه: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

 

ومنها أن الصحبة الصالحة تكون عونًا في أداء الطاعات والعبادات، سواء في الصلاة أو قراءة القرآن أو غيرها من الأعمال الصالحة.

 

أيها الناس: إن الصاحب الصالح له صفات تدل عليه؛ فمن تلك الصفات: التقوى والورع؛ فالصديق الصالح يكون حريصًا على تقوى الله في كل أعماله، ويكون مثالًا يُحتذى به في الأخلاق الحميدة.

 

ومنها الصدق والإخلاص؛ فمن صفات الصديق الصالح أنه صادق في كلامه ومخلص في نواياه، لا يخون ولا يغدر.

 

وكذلك النصح بالمعروف؛ فالصديق الصالح ينصح صاحبه بالحسنى ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ويسعى به إلى معالي الأخلاق وينهاه عن سفاسفها.

 

واعلموا -عباد الله- أن للصحبة الصالحة تأثيرًا إيجابيًا على الفرد والمجتمع؛ فهي تساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي، قائم على مبادئ الدين والقيم الأخلاقية.

 

اللهم اهد شبابنا وردهم إليك ردا جميلا

 

أقول قولي هذا ……

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد -فيا أيها الناس- إذا كان الصاحب الصالح مهما خصوصا في هذا الزمن ، فلا بد من معرفة كيفية اختيار الرفيق الصالح، فيجب على المسلم أن يبحث عن الأصدقاء الذين يخافون الله ويتقونه في كل أعمالهم.

 

كما يجب عليه أن يتجنب الأصدقاء الذين يسلكون مسالك الضلال ويبتعدون عن طريق الحق..

 

أيها المؤمنون: إن الصحبة الصالحة نعمة عظيمة يجب أن نحافظ عليها ونشكر الله عليها؛ فهي تعيننا على طاعة الله وتجنبنا المعاصي؛ فلنحرص جميعًا على اختيار أصدقائنا بعناية فهم قرناؤنا في الدنيا والآخرة، والمرء يحشر مع من أحب قال سبحانه: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا ‌وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ)، والأصحاب يوم القيامة يتبرأ بعضهم من بعض إلا المتقين، يقول سبحانه: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).

 

نسأل الله أن يرزقنا الصحبة الصالحة التي تعيننا على أمور ديننا ودنيانا.

 

اللهم اهدنا للصحبة الصالحة التي تعيننا على الخير وتدلنا عليه

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life