عناصر الخطبة
1/الغاية من خلق الخلق 2/دعوة الرسل إلى التوحيد وعبادة الله وحده 3/جزاء من حقق التوحيد والإخلاص 4/ثمرات التوحيد 5/عواقب الشرك 6/وجوب الإيمان بالنبي محمد وطاعته واتباعه.اقتباس
والشرك بالله، هو أقبح الذنوب، وهو سوء ظن بالله؛ لأن المشرك قد ساوى المخلوق الناقصَ الضعيفَ بالخالق القويِّ الكاملِ في صفاته جلّ في علاه، فإن النافعَ الضارَّ الباسطَ القابضَ هو الله.. فأخلص عبادتك لربك في أقوالك وأفعالك، واحذر من الوقوع في الشرك، فإنه هلاك للعبد في الدنيا والآخرة...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله؛ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
أيُّها المسلمون: خَلَق الله الثقلين لعبادته، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لتحقيق ذلك، واهتم القرآن الكريم بهذا الشأن غاية الاهتمام، وبيَّن ضررَ عبادةِ غيرِ الله، وأنها سبب الهلاك في الدنيا والخلودِ في نار الآخرة، فغالب سُوَر القرآن الكريم إمّا صريحة في توحيد الله، وإما متضمنة له، كما في ذِكْر أحوال الهالكين من الأمم السابقة، كقوم نوح وعاد وثمود، أو أفرادٍ كفرعون وهامان وقارون، وقد كان سبب هلاكهم مخالفتَهم لدعوة رسلهم -عليهم السلام-.
ويظهر حرص رسل الله -عليهم السلام- في دعوة أقوامهم لتوحيد الله في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم بقولهم: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)[الأعرَاف: 59].
وقد أبرز القرآن الكريم ذكرَ حالِ إمام الحنيفية إبراهيم -عليه السلام- مع أبيه وقومه في أكثر من سورة في القرآن الكريم؛ كما في قوله -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لأَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ)[الشُّعَرَاء: 69-73].
ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- دعا قومه لتوحيد الله ثلاثة عشر عامًا قبل هجرته، وبعد هجرته قاتلهم عليها كما قال: "أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"(متفق عليه).
وأرسل -صلى الله عليه وسلم- رسله إلى الأقطار بذلك، كما في بعثه لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى اليمن فقال: "إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"(متفق عليه)، وعلّم النبي -صلى الله عليه وسلم- صغار الصحابة -رضي الله عنهم- ذلك، كما في قوله لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "إذا استعنت فاستعن بالله"(رواه الترمذي).
وفي الشدائد والملمات يتأكد ذلك، ففي غزوة بدر، لحق رجل من المشركين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها-: "أن رجلاً يُذكر منه جُرأةٌ ونَجْدة، فردَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "ارجع فلن أستعين بمشرك"، وعرض عليه ثانية وثالثة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك حتى أسلم، فقَبِله"، وفي غزوة أُحد حين رأى موالي يهودٍ لعبدالله بن أُبي بن سلول يريدون مناصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فردّهم وقال: "فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين"(رواه مسلم).
قال ابن تيمية -رحمه الله- في حقيقة التوحيد: "أن تعبد الله وحده، فلا يُدعى إلا هو ولا يُخشى إلا هو، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلا له، لا لأحد من الخلق، وأن لا تتخذَ الملائكة والنبيين أربابًا فكيف بالأئمة والشيوخ والملوك وغيرهم؟!".
ولأهمية إفراد الله بالعبادة، قد مَثَّل الله -سبحانه- بالكلمة الطيبة -أي كلمة التوحيد- بشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، الكلمة الطيبة لها أصل ثابت في قلب المؤمن، ولها فرع عالٍ وهي ثابتة في قلب ثابت: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)[إبراهيم: 27]؛ لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرةَ الطيبة تثمر الثمر النافع.
وقد رغَّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثواب من أخلص قلبه وقالبه من أجل تحقيق عبادة الله وحده، فعن عبادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمتهُ ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، والجنةَ حق، والنارَ حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"(رواه البخاري).
ولعظم جزاء من حقّق التوحيد قولاً وعملاً واعتقادًا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشُرُ عليه تسعة وتسعين سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مثل هذا، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتَبتِي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيُخرِج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فقال: إنك لا تُظلم قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثَقُلت البطاقة، ولا يثقُلُ مع اسم الله شيء"(رواه الحاكم).
وتوحيد الله سببٌ في رفع الكروب، قال ابن القيم -رحمه الله-: "ما دُفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد، ودعوة ذي النون -التي ما دعا بها مكروب إلا فرّج الله كربه- بالتوحيد، فلا يُلقي في الكرب العظام إلا الشرك، ولا ينجّي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها".
وكلمة التوحيد هي سبب لدخول الجنة و"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"(رواه أبو داود).
وضد ذلك ما حذّر الله منه، وهو الشرك، وبيّن عاقبته في الدنيا والآخرة، سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيحين- أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك"، وقال في الحديث القدسي: "من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه"(رواه مسلم)، وأول وصية وصى بها لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لقمَان:13]، وقال -سبحانه- في جزاء من أشرك به: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)[المَائدة: 72]، قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي ما له عند الله ناصر، ولا معين، ولا منقذ مما هو فيه".
وأصل ظهور الشرك في الأرض من قوم نوح، فقد أتاهم الشيطان بعد هلاك قوم صالحين فيهم، وزيّن لهم عملهم، فقال: "انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون عليها أنصابًا، وسمّوها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسخ العلم عُبدَت"(رواه البخاري).
أما بداية شرك العرب فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "العرب قبله -قبل عمرِو بنِ لُحَي- كانوا على مِلَّة أبيهم إبراهيم على شريعة التوحيد، فتشبه عمرُو بنُ لحيٍّ وكان عظيمَ أهل مكة يومئذ؛ لأن خزاعة كانوا ولاة البيت قبل قريش، وكان سائرُ العرب متشبّهين بأهل مكة؛ لأن فيها بيتَ الله، وفيها الحج، مازالوا معظَّمين من زمن إبراهيم -عليه السلام- فتشبه عمرو بمن رآه في الشام، واستحسن بعقله ما كانوا عليه". إلى أن قال: "فكان ما فعله أصلَ الشرك في العرب، أهلَ دين إبراهيم وأصلَ تحريم الحلال، وإنما فعله متشبهًا فيه بغيره من أهل الأرض، فلم يزل الأمر يتزايد ويتفاقم حتى غلب على أفضل الأرض الشركُ بالله -عز وجل-، وتغييرُ دينِه الحنيف، إلى أن بعث الله رسوله فأحيا ملة إبراهيم -عليه السلام- وأقام التوحيد".
وقد ورد ذكر مصير عمرو بن لحي في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث عائشة -رضي الله عنها- حين خسفت الشمس -: "ولقد رأيت جهنم يَحْطِم بعضها بعضًا حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها عمرَو بنَ لحي وهو الذي سيّب السوائب"، وفي رواية أخرى قال: "ورأيت عمرًا يجر قُصبه" أي: أمعائه.
والمشرك بالله تجده خائفًا مرعوبًا في ميدان المعارك قال -سبحانه-: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا)[آل عِمرَان: 151]، وبيّن الله ضعف من أشرك به بحال بيت العنكبوت (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[العَنكبوت: 41]، قال ابن كثير -رحمه الله-: "هذا مثلٌ ضربه الله للمشركين في اتخاذهم آلهةً من دون الله، يرجون نصرهم ورزقهم، ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه، وَوَهَنه، فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم، إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت، فانه لا يجدي عنه شيئًا".
ولخطورة الشرك بالله، دعا إمامُ الحنيفية خليلُ الرحمن أن يبعدَه الله ويصرفَه عن عبادة الأصنام؛ (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ)[إبراهيم: 35]، وكان من آخر ما قاله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"(متفق عليه).
والشرك بالله، هو أقبح الذنوب، وهو سوء ظن بالله؛ لأن المشرك قد ساوى المخلوق الناقصَ الضعيفَ بالخالق القويِّ الكاملِ في صفاته جلّ في علاه، فإن النافعَ الضارَّ الباسطَ القابضَ هو الله، ولذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين"(صححه الحاكم)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- اصطفاه الله بالرسالة ولا ينفع ولا يضر نفسه إلا بمشيئة لله، قال -سبحانه-: (قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ)[الأعرَاف: 188]، وقد أمره الله أن يُخْلِص العبادة له وحده لا شريك له: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعَام: 162-163].
فأخلص عبادتك لربك في أقوالك وأفعالك، واحذر من الوقوع في الشرك، فإنه هلاك للعبد في الدنيا والآخرة؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا وابْتُغِيَ به وجهه"(رواه النسائي).
رزقنا الله اتباع شرعه، واقتفاءَ سنة رسوله.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشُّكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى إله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أيُّها المسلمون: الشهادة تتضمن شِقين لا ينفك أحدهما عن الآخر، فالشهادة لله بالألوهية تتضمن الشهادةَ لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة، ومعنى شهادةِ أن محمدًا رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد اللهُ إلا بما شرع.
فطاعته من طاعة الله، قال -سبحانه-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)[النِّسَاء: 80]. وأما تصديقه فيما أخبر به، فيجب الإيمان به من أخبار الغيبيات وذكرِ الجنة والنار، ويكون اجتناب ما نهى عنه وزجر بترك المحرمات، قال -سبحانه-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[الحَشر: 7]، أي: وما آتاكم من أمر أو من خبر فخذوه امتثالاً للأمر، وتصديقًا بالخبر، وما نهاكم عنه فانتهوا، أي: يجب عليكم تركُ نهيه والبعدُ عن فعله طاعةً لله ولرسول الله، قال في الحديث الصحيح: "إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"، وأما عبادة الله -سبحانه- فلا تكون إلا بما ذكره الله في كتابه وما جاء به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا نعبد الله بالأهواء والبدع، قال الزهري -رحمه الله-: "مِنَ الله الرسالة، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم".
وقد بعثه الله الى الناس كافة، وافترض طاعته على جميع الثقلين، قال -سبحانه-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[الأعرَاف: 158]، وأكمل الله به الدين قال -عز وجل-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)[المَائدة: 3]، ولا يقبل الله دينًا سواه فإن الله -عز وجل- قال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)[آل عِمرَان: 85]، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَال: "والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة -يهودي، ولا نصراني-، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به إلا كان من أصحاب النار"(رواه مسلم).
وفي الحديث، أتى عمر -رضي الله عنه- فقال: إنا نسمع أحاديثَ من يهودٍ تُعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أمُتهوكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى؟! لقد جئتكم بها بيضاء نقيَّة، ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي"(رواه أحمد).
ثم اعلموا أن أي عبادة تُؤدَّى لابد لها من تحقق شرطين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله.
رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل، واقتفاء أثر رسول الله.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات