عناصر الخطبة
1/ فضائل شهر الصوم 2/ كيف تجدد في رمضان هذا العام 3/ المسلمون بين التسابق في الخيرات والسقوط في بحار الشهوات 4/ العابثون بحرمة الزمان في رمضان 5/ الغفلة عن المفطرات المعنوية 6/ الغبن في الأعمار والأوقات 7 / مناسبة تستدرك فيها ما فات من عمركاهداف الخطبة
اقتباس
هل لك في مناسبة تستدرك فيها ما فات من عمرك؟! هل لك في ساعات تضاعف الأعمال فيها بالآلاف والمئات؟! هل لك في أمسية تصافحك فيها الملائكة، وسيد الملائكة جبريل عليه السلام، فيسلمون عليك ويدعون لك ويؤمّنون على دعائك؟! هل لك في لحظات إن وافقتها أخرجتك من ذنوبك التي قدمتها؟! هل لك في ليلة لا تدرك قدرها العقول ولا تفي بوصفها الألسنة؟! إنها ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر!!
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد: أيها المسلمون: قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].
من المعاني التي لأجلها سمي شهر الصيام بشهر رمضان، أنه شهر ترتمض فيه الذنوب، أي تحترق، ومنه الرمضاء وهي بقايا الحريق. قال الإمام القرطبي -رحمه الله-: "قيل: إنما سُمي رمضان لأنه يرمض الذنوب، أي: يحرقها بالأعمال الصالحة".
فشهر الصوم فيه تلك الخصوصية لذاته، فإن مجرد صيامه إيماناً واحتساباً يحرق الذنوب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
أيها المسلمون: إنها مواسم تتكرر كل عام (لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان: 62]، شهر الصيام الذي عظّمه الله وكرّمه، وشرّف صوّامه وقوّامه، وخصهم فيه من الأجور ما ليس لغيره من الشهور، حتى جعل أجر صائميه متجاوزاً العشرة أمثال، والسبعمائة ضعف، إلى ما يزيد على ذلك مما لا يُحدّ ولا يُعد، فقال عليه الصلاة والسلام متحدثاً عن ربه عز وجل: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".
فكل الأعمال يمكن أن تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه عند حد، ولا يتوقف عند عدد؛ لأن الصيام تعبّد بالصبر، و(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
وقد شرع الصيام لأجل الترقي في أعمال التقوى، فكان رمضان مضماراً للمتسابقين فيها، وميداناً للمتنافسين على أجورها، فتحصل التقوى بنياتها وأعمالها وأخلاقها.
إن رمضان يحل علينا ضيفاً مضيافاً، يكرمنا إذا أكرمناه، فتحل بحلوله البركات والخيرات، يُقدِم علينا، فيقدّم إلينا أصنافاً من الإتحافات والنفحات، ضيف لكنه مُضيف، وربما يكون الواحد منا في ضيافته للمرة الأخيرة! أو ربما ينـزل هو في ضيافة غيرنا بعد أعمار قصيرة، فهلا أكرمنا ضيفنا؟! وهلا تعرضنا لنفحات مضيفنا!.
يقول ابن رجب -رحمه الله-: "بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرُئي في النوم سابقاً لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه، فو الذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض" رواه أحمد وابن ماجه وهو صحيح.
نصوم رمضان في كل عام، وهَمُّ أكثرنا أن يبرئ الذمة، ويؤدي الفريضة فليكن همّنا لهذا العام تحقيق معنى صومه إيماناً واحتساباً ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وهي كثيرة.
نحرص كل عام على ختم القرآن مرات عديدة، فلتكن إحدى ختمات هذا العام، ختمة بتدبر وتأمل في معانيه، بنية إقامة حدوده قبل سرد حروفه.
يتزايد حرصنا في أوائل الشهر على عدم تضييع الجماعة مع الإمام، فليكن حرصنا هذا العام طوال الشهر على إدراك تكبيرة الإحرام.
نخص رمضان بمزيد من التوسعة على النفس والأهل من أطايب الدنيا الدانية، فليتسع ذلك للتوسعة عليهم بأغذية الروح العالية، في كتاب يُقرأ، أو شريط يُسمع، أو لقاء يفيد.
نحرص على اكتساب العمل النافع لأنفسنا، فليكن النفع متعدياً هذا العام بنصائح تُسدَى، أو كتب تُهدَى، لعل الله يكتب في صحائفنا حسنات قوم دللناهم على الخير، فالدال على الخير كفاعله.
لنفسك وأهلك من دعائك النصيب الأوفى كل عام في رمضان، فلتتخل عن هذا البخل في شهر الكرم، فهنالك الملايين من أهليك المسلمين يحتاجون إلى نصيب من دعائك الذي تؤمّن عليه الملائكة قائلين: "ولك بمثل".
إن للقرآن مذاقًا خاصًّا في رمضان، ولقيام ليالي رمضان خصوصية عن بقية ليالي العام لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".
إن للقيام روحاً، كما أن للصيام روحاً، وروح القيام هي الخشوع والخضوع والإخبات، وقد كان صلى الله عليه وسلم في صلاة القيام لا يمر بآية تخويف إلا وقف وتعوّذ، ولا بآية رحمة إلا وقف وسأل. استحضِر عند قيامك أنك تمتثل لقول الله تعالى: (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]، فالقيام وحده بالصلاة لا يكفي ما لم يكن القلب قانتاً لله فيه، وتذكّر وأنت تطيل القيام بين يدي الله وقوف الناس في القيامة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وقيامك يوم قيامتك سيقصر ويسهل بمقدار طول قيامك لله في حياتك.
إن الله تعالى ينـزل إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه إلى سماء الدنيا كما ثبت في الحديث فيقول: "هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصبح".
وليل المسلمين تحول في عصرنا إلى نهار بعضه عمار وأكثره دمار، فلا تفوّت ساعات التنـزل الإلهي في ليالي رمضان كفواتها في بقية ليالي العام، وسل نفسك يا أخي الحبيب أين ستكون في ثلث الليل هذا؟ هل في لقاء مع الله؟ أم في نوم عن مناجاة الله؟ أم في سهر على معصية الله؟!
لقد ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام حتى أصبح فقال عليه الصلاة والسلام: "ذاك الرجل بال الشيطان في أذنيه"، فإذا كان هذا فعل الشيطان فيمن نام عن الطاعة، فما هو فعله فيمن سهر على المعصية؟!
وإذا كان البعض يستثقل السهر في عبادة الله، فما بال هذا السهر يطول في الغفلة عن الله؟! قيل لابن مسعود رضي الله عنه: "ما نستطيع قيام الليل!" قال: "أقعدتكم ذنوبكم". وقال الفضيل بن عياض: "إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم، قيدتك خطيئتك".
إن رمضان ميزان ومقياس نقيس به مدى الغبن الحاصل في الأعمار والأوقات، فهناك من يُغبن في العشر الأوائل من شهره، على أمل أن ينشط في أوسطه أو آخره، فيقصر في نوال الفضل، وهناك من ينشط في أوله ويكسل في أوسطه وآخره، فيقصر في نوال الفضل، انشغالاً عن الطاعات أو استثقالاً لها، وهناك من يغبن نفسه في الشهر كله، فيخرج منه كما دخل فيه، بل ربما أسوأ مما دخل فيه؛ لأنه هجر القرآن في شهر القرآن، وأفطر قلبه وإن صام بجسده، ونام عن القيام والعبادة، وأقام شهر الطاعة في سهر الغفلة.
يا مذهباً ساعات عمرٍ مَا لهَا *** عوض وليس لفواتها إرجاع
أنفقتَ عمرك في الخسار *** وإنه وجع ستأتي بعده أوجاع
أيها المسلمون: إن شياطين الجنّ رغم تصفيد مردتها وسلسلتهم في رمضان، يتحالف بقيتهم من غير المردة مع شياطين الإنس، لإفساد ذلك الشهر على عباد الله، فهم يتسابقون حتى قبل أن يبدأ الشهر بشهور لكي يملئوا الأيام والليالي الرمضانية بما يمرض القلوب. وبدلاً من الاستكثار من خصال الخير والتسابق فيها يستكثرون من الأفلام والمسلسلات والفكاهات والمسابقات واللقاءات الموجهة القميئة غير البريئة، التي لا تفسد في الأرض فقط، بل تملأ الفضاء بالغثاء الغث والخلق الوضيع.
ومن عجيب أمر العابثين بحرمة الزمان في رمضان، أنهم يغررون بالأمة، فيضاعفون أمامها في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وجبات حافلة بالمفطرات المعنوية من مغريات الشهوات، فيتقلب المرء في أيام رمضان وهو يظن أنه صائم، وقد تسحر بالشرور وأفطر على الفجور، وتقلب في مساخط الله بين سحوره وفطوره.
والمفطرات المعنوية من الشهوات المحرمة في رمضان، ليست مقصورة على تلك المتعلقة بشهوات العيون والآذان والفروج، بل إن منها ما يتعلق بشهوات البطون.
مسؤوليتك أيها المسلم أن تقوم بدور في رمضان للتصدي لحملات تصدئة الأرواح، التي يقوم عليها لصوص مهمتهم سرقة القلوب أيام الطاعة، حتى لا ترقى بتلاوة أو صيام، ولا تصبر على ذكر أو طول قيام، ولا ترعوي بحفظ سمع ولا بصر ولا فؤاد، اسمع قول الله (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36]، لتعلم أن كلا منا سيُسأل عن هذا السمع والبصر والفؤاد، سواء عن نفسه أو عمن استرعاه الله من رعية، وما استحفظه من أمانة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].
أرأيت إلى من ترك أهله في الشهر الكريم يضيّعونه ويفوّتون أيامه، ويضحون بلياليه أمام المفسدات، هل وقى أهله النار؟! أرأيت إلى من أهمل طاعتهم فيه كما يهملها في غيره، هل اتقى الله فيهم؟!
باشِر أحوال أسرتك وأولادك في حفظ الصيام، واصحبهم في الذهاب للقيام، وتفقد أحوالهم مع القرآن، وراقب ترقيهم في مراتب الطاعة والإيمان، وبخاصة في الصلاة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه: 132].
انتبه فإنك فرد في جماعة كبيرة، وكل فرد في جماعة المسلمين تلك له عليك حقوق، كما أن لك تجاهه واجبات، وأولى لك وأحرى بك أن تتحرى أحوال إخوانك في شهر الجود، وتتفقد احتياجاتهم في شهر الكرم.
فمن إخوانك من قد لا يجد تمرات يفطر عليها، أو مذقة لبن يبل ريقه بها، بينما قد تتزاحم الأصناف على مائدتك، فلا تدري أي صنف تأخذ وأي نوع تدع. قد تتقلب في مراتع الراحة آمناً، وفي منازل الهدوء والسكينة مطمئناً، وفي إخوانك من ينامون تحت مطارق القلق، ويصحون على هجوم المخاطر، في بلدان تتلون فيها البلاءات، خوفاً وجوعاً وبرداً وحراً، مع نقص في الأموال والأنفس والثمرات.
وقد تتعدد مراكبك، وتتنوع مفارشك، وتتلون أصناف متاعك وأقسام أموالك، ومن إخوانك من لا يجد مثوى يؤويه، أو مسكناً يداريه، أو مركبا يحمله إلى مسيس حاجته وعاجل ضرورته.
وقد تهنأ بالعافية والصحة في رفاه وسعد، وطمأنينة ورغد، وغيرك من الإخوان يقارعون الشدائد ويقاسون المرض ويتشوقون إلى كرام يباشرون أحوالهم، أو أوفياء يتذكرون معاناتهم.
أخي الكريم: عندما تجود على إخوانك فإنك تجود على نفسك، وأنت بعطائك تقرض رب العالمين قرضاً حسناً، سوف يوفيه لك في يوم يفر المرء فيه من أخيه، وأمه وأبيه، سوف تلقى عطائك، وتقطف ثمرة جودك في يوم فقرك وظرف ضرورتك (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245].
بارك الله لي...
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أما بعد: أيها المسلمون: ما من موسم من مواسم العام يُعان فيه الإنسان على أعدائه مثل شهر الصيام، فعدو الإنسان الأكبر وهو الشيطان الرجيم وذريته، يقيَّدون في رمضان، ويمكّن المؤمن من إلحاق الهزيمة بهم في هذا الشهر، ليكون في ذلك دُربة له على مواجهتهم في بقية العام، والمعركة الكبرى للإنسان مع الشيطان لا تنتهي، ولعل في هدنة رمضان فرصة لالتقاط أنفاس الإيمان، لجولات أخرى يرغم فيها أنف اللعين، وتُعان النفس على الصمود أمام نزعه ونفثه ونفخه.
ويبقى عدوان للإنسان بعد عداوة الشيطان وهما: النفس الأمارة بالسوء والهوى المضل، وللإنسان أيضاً عليهما أعوان في رمضان وفي غير رمضان، فالنفس الأمارة بالسوء، يستعان عليها بالقلب الحي السليم الذي ينازعها في منازعها، ويوجهها إلى وجهات المعالي، بترفعه عن سفاسف الأمور.
وأما الهوى فيغالب بالعقل، فما أنعم الله تعالى على الإنسان بالعقل، إلا أنه عقال للهوى، يمنعه من الخفة التي تطير به إلى الهاوية، فما سمي الهوى بالهوى إلا لأنه يهوي بصاحبه إلى كل هاوية ويقوده إلى كل داهية (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) [الفرقان: 43- 44].
وأخيراً هل لك في مناسبة تستدرك فيها ما فات من عمرك؟!
هل لك في ساعات تضاعف الأعمال فيها بالآلاف والمئات؟!
هل لك في أمسية تصافحك فيها الملائكة، وسيد الملائكة جبريل عليه السلام، فيسلمون عليك ويدعون لك ويؤمّنون على دعائك؟!
هل لك في لحظات إن وافقتها أخرجتك من ذنوبك التي قدمتها؟!
هل لك في ليلة لا تدرك قدرها العقول ولا تفي بوصفها الألسنة؟!
إنها ليلة القدر (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) [القدر: 2]، فإن فزت فيها فأنت الفائز، وإن حُرمت منها فأنت المحروم (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 3- 5]، فقد سألت عائشة -رضي الله عنها- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: يا رسول الله إذا شهدت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني".
يا رب عبدك قد أتاك *** وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه من *** سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على الذنوب *** الموبقات وأسرفا
وقد استجار بذيل عفوك *** من عقابك ملحِفا
رب فاعف عنه وعافه *** فلأنت أولى من عفا
عن الحسن -رحمه الله- قال: "إن الله جعل رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون".
وفي آخر الشهر! يا ليت شعري من المقبول فتقدم له التهاني، ومن المحروم فتقدم له التعازي؟!
أيها المقبول هنيئاً لك، أيها المحروم جبر الله كسرك.
اللهم...
التعليقات