عناصر الخطبة
1/مكانة اللسان وأثره 2/حث الشرع على لين الكلام 3/آداب الكلام والحديث 4/وجوب حفظ اللساناقتباس
مَعرِفَةُ آدابِ المتكلم التي يَنبَغي أنْ يَتَحلَّى بها الإنسان أمرٌ مُهمٌّ؛ لأنَّ المسلمَ يحتاجُ هذهِ الآدابِ في مناجاتِهِ وكلامِهِ معَ ربهِ -عزَّ وجل-، ثمَّ كلامِه مع أهلِ العلمِ والأصحابِ.. والزوجِ والوَلَد وعامة الناس؛ فالكلام أعظم وسيلة يمتلكها الإنسان للتعبير عن نفسه أو عن الأشياء؛ فبالكلام يظهر رضاه أو سخطه، وبه يعبر عن عواطفه وأحاسيسه، وبه...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ للهِ نَحمدُهُ، ونَستعينهُ ونَستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ -تعالى- من شُرورِ أنفُسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَه، ومن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، جَلَّ عن الشبيهِ والـمَثيلِ والكُفْءِ والنظير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه، وصَفِيُّهُ وخليلُهُ، وخيرَتُهُ من خَلقِه، وأمينُهُ على وَحْيِه، أرسلَهُ رَبُّهُ رحمةً للعالَـمين، وحُجَّةً على العبادِ أجمعين، فصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن سارَ على نَهجِهِ، واقْتَفى أثَرَهُ، واسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إلى يَومِ الدِّين.
أما بعد:
أيُّها الإخوةُ المؤمنون: إن اللسانَ من نعمِ اللهِ الجليلةِ، التي امتنَّ اللهُ بها على عِبادهِ؛ ليشكروهُ ويَعبدوه، قال تعالى: (ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين)[البلد:8-9]، وقال سبحانه: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)[الرحمن:1-4].
وبه يتمايَزُ الكفرُ من الإيمانِ، ويفترقُ أولياءُ الرحمنِ عن أولياءِ الشيطانِ.. به يبلغُ العبدُ أعلى الجنانِ، وبه يهوي في دركاتِ النيرانِ؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ، ما يتبيَّنُ فيها، يَزِلُّ بها إلى النارِ أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ"(رواه البخاري).
وقد هَدانا الله إلى أرقى الأخلاق، وأرشدنا إلى أكمل الآداب، ونهى عن مساوئ الأفعال ومستقبح الأقوال، وإن مما أمر به الإسلام من الفضائل والآداب العناية بأدب الحديث، وحسنِ المنطق، وحفظِ اللسان عن اللغو وفضولِ الكلام؛ فلقد أكرم الله -تعالى- بني آدم؛ وميزهم بنعمة العقل والبيان.
واللسان من أعظم الجوارح أثرًا، وأشدها خطرًا؛ فإن استُعمل فيما يُرضي الخالق، وينفع الخلق كان من أكبرِ أسْبَابِ السَّعادة والتوفيق لصَاحِبهِ في الدنيا والآخرة، وإن استُعمِل فيما يسخط الله، ويَضرّ بالعباد ألحقَ بصحابه أكبرَ الأوزار وأعظمَ الأضرار.
أيُّها الأحبة الكرام: مَعرِفَةُ الآدابِ التي يَنبَغي أنْ يَتَحلَّى بها الـمُتكلِّمُ أمرٌ مُهمٌّ وعظيم؛ لأنَّ المسلمَ يحتاجُ هذهِ الآدابِ في مناجاتِهِ وكلامِهِ معَ ربهِ -عزَّ وجل-، ثمَّ كلامِه مع أهلِ العلمِ والأصحابِ.. والزوجِ والوَلَد وعامة الناس؛ فالكلام أعظم وسيلة يمتلكها الإنسان للتعبير عن نفسه أو عن الأشياء؛ فبالكلام يظهر رضاه أو سخطه، وبه يعبر عن عواطفه وأحاسيسه، وبه يُعرَف إيمانُه وعقلُه، وبه يعبد الله أو يعصيه، وبه يُصلِح ما بينهُ وبين الآخرين أو يُفسِده، وبه يكون هلاك الإنسان أو نجاته.
والناسُ يَتَجَالسون ويَتَآنَسونَ فإذا عُدِمَ بَينَهم أَدَبُ الكلامِ صارتْ لِقَاءاتُهم مَجْلَبَةً للشَّحناءِ والعداوةِ والبَغضاء.. تَضيعُ فيها الأوقاتُ وتُهَان فيها النفوس.
وقد أمر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِحفظِ اللسانِ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ"(رواه البخاري).
وقوله: "ما يتبينُ فيها"؛ أي: يُطلِقُ الكلامَ على عَوَاهِنِهِ دُونَ ضابِطٍ ولا تَفكيرٍ ولا تَأَنٍّ، فقد يكونُ في الكلمةِ اعتداءٌ على الدِّينِ أو على الرَّبِّ -تعالى-، أو على شخصٍ بَريءٍ فيَهوي بها في النارِ -والعياذُ بالله-؛ لذا قال عبدُالله بنُ مسعودٍ -رضي الله عنه-: "ما شَيءٌ أحوجُ إلى طولِ سِجنٍ من اللسان".
وقد حثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على لينِ الكلام وحُسنِ الحديث فقال: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ"(رواه أحمد).
أيُّها الأحبَّةُ الكرام: اهتم الإسلام بالكلام اهتماما كبيراً، واعتنى بآدابه عناية عظيمة ولا يكاد كتاب من كتب الأخلاق أو الآداب، أو مرجع من مراجع الفضائل والثواب إلا وقد ذكر ما جاء في الكتاب العزيز أو السنة النبوية؛ من آياتٍ وتوجيهات تهدي إلى طيّباتِ القول، وتأمر بحُسن استخدامِ اللسان، وترشد إلى ضَرورة تأدبه بالآداب الشرعية في نُطْقِه وصَمتِه، وتحذر من التهاون والتساهل في مراقبته، وقد جاءت الشريعةُ بآدابٍ مرعية وسنن للكلامِ والـمُحادَثَةِ مروية؛ فمنها:
خَفْضُ الصوتِ، والابتعادُ عن الضجيجِ والصُّراخ، فقد قال تعالى في وصية لقمان لابنه: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ)[لقمان:19]، وما ذاكَ إلّا لأنَّ رفعَ الصوتِ مُثِيرٌ للسامعِ مُزْعِجٌ له؛ إلّا إذا احتاجَ الشخصُ إلى رَفعِ صوتِهِ لحاجَةٍ.
ويَنبغي أن يكونَ المتكلمُ بعيداً عن الثَّرْثَرَةِ والتَّشَدُّدِ وتَكَلُّفِ الفَصَاحَةِ؛ فقد روى الترمذي عن جابر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالـمُـتَشَدِّقُونَ وَالمـُتَفَيْهِقُونَ"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ "(رواه أحمد والترمذي واللفظ له)؛ أي: يَلُفُّ كلامَه ويَتَشَدَّقُ فيه كما تَلُفُّ البقرَةُ الكَلأَ والعُشْبَ بِلسانِها.. فهو يُثرثِرُ بلا فائدةٍ، ويَجْتَرُّ الكلامَ دونَ اختيارِ المعاني النافِعَة.
ومن آدابِ الكلام: الإنصاتُ.. خاصةً إذا قُرِئَ كلامُ اللهِ -تعالى-، ثم إذا تكلَّمَ من لَهم تَقَدُّمٌ عليكَ كالوالِدَين وأهلِ العلم، والوُجَهاءِ العُقَلاء.
ومن آدابِ الكلام: الإخلاصُ فيهِ فقد يتكلمُ الإنسانُ أحياناً إظهاراً لنفسهِ أو انتِقاماً لها؛ لِصَرْفِ الأنظارِ إليه، فإذا كان الكلامُ لغيرِ وجهِ اللهِ فَليُمسِكْ العبدُ عنهُ ليَسْلَمَ لهُ دِينُه.
أيها الإخوة المؤمنون: من آدابِ الكلامِ: أنَّ الإنسانَ إذا تكلمَ مع قومٍ يَنبغي أن يختارَ ألفاظاً وعباراتٍ تُناسِبُ عُقولَهم، ويشرحُ لهم من أمورِ الدينِ ما تَستَوعِبُهُ أفكارُهم، وقد روى البخاريُّ عن علي -رضي الله عنه- قال: "حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ".
ومن آدابِ الكلام: ألّا يُسرِعَ الـمُتكلمُ به، بل يَتأنَّى بالكلامِ حتى يَستوعِبَهُ الســـامِعُ ولا يحتاجُ معه إلى الاستِفهام، وقد روى أبو داود عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَلَامًا فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ"، وروى عن جابر قال: "كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَرْتِيلٌ، أَوْ تَرْسِيلٌ" والترتيلُ: هو التأنِّي والتَّمَهُّلُ في الحروفِ والكَلِمات.
ومن آدابِ الكلام: الإقبالُ على الـمُتَحَدِّثِ بالوَجهِ، فبعضُ الناسِ يتحدثُ معهُ الشخصُ، فتجِدْهُ يَتلفَّتُ يميناً وشِمالاً أو يَنظرُ إلى هاتِفِهِ أو ساعَتِه وصاحبُهُ يَتَحدَّث، وهذا فِعْلُ أهلِ الكِبْرِ أو السَّفَه.
ومن آدابِ الكلام: البعدُ عن الكلامِ الفاحِشِ والألفاظِ البَذيئَةِ، بل الابتعادُ عن الألفاظِ الصريحةِ الواضِحَةِ إذا كان الأمر يُستحيا منه، وقد أدَّبَنا ربُّــنا -تعالى-؛ فإنَّه لما ذكرَ وَطْءَ الزوجِ زَوجَتَه قال تعالى: (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء)[المائدة:6]؛ فَكَنَّى عن الجِمَاعِ بالـمُلامَسَة.
أيُّها الإخوةُ الكرام: من الآدابِ المرعية والسنن المروية عند الكلام:
الابْتِداءُ بالسلامِ قبلَ الكلام؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ بَدَأَ بِالْكَلَامِ قَبْلَ السَّلَامِ فَلَا تُجِيبُوهُ" حديث حسن، رواه الطبراني في الأوسط.
وتجدُ بعضَ الناسِ اليومَ يَدخلُ المجلسَ فيقول: أينَ فلانٌ؟ مَن رَأى فُلاناً؟ فهذا يَنبغي ألّا يُجابَ حتى يَبْتَدِئَ بالسلامِ قبلَ السؤال.
ومن جميل آدابِ الكلام: ألّا يَتَناجى اثنانِ دونَ الثالثِ؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ"(رواه مسلم)؛ لأنَّه قد يظنُّ أنكما تغتابانه أو أنه دون مستوى الكلام أو أنه غيرُ ثقةٍ عندكم.
ويدخل ُفي ذلك ما لو تكلمَ في مجلسٍ ثلاثةٌ دونَ الرابعِ أو تِسْعَةٌ دون العاشرِ فإنَّ الـمَـفْسَدَةَ واحدةٌ، وكذلك لو اجتمعَ ثلاثةٌ فتَحدَّثَ اثنانِ بلُغةٍ لا يَعرفُها الثالث؛ فهذا لا يجوزُ أيضاً.
أيُّها الإخوةُ المؤمنون: مما جاءت به الشريعة في آدابِ الحديثِ والكلام: أن تَحفظَ سِرَّ الـمُتحدِّثِ إليك، سواءً طلبَ ذلكَ صراحةً أو صدرتْ منه إشارةٌ تَدُلُّ على أنه يريدُ أن تحفظَ سِرَّه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ"(رواه الترمذي وأبو داود).
ومعنى الالتِفاتِ هُنا: أنَّه يَتأكَّدُ من أنه لا يوجدُ في المجلسِ أحدٌ يَسمَعُه؛ فهذا لا يحتاجُ إلى أن يقولَ لك لا تُخبِرْ أحداً، وإنما إشارَتُه تَكفي؛ لتَفهمَ أنه سِرٌّ لا يُفشى؛ إلّا إذا كانَ في إفشاءِ سِرِّهِ قَضاءٌ على مُنكرٍ أو نُصرةٌ لمظلوم، فهذا لهُ أحكامٌ خاصَّة.
أسألُ اللهَ أنْ يُوَفِّقَنا وإياكم لكُلِّ خيرٍ، أقولُ ما تَسمعون وأستغفِرُ اللهَ الجليلَ العظيمَ لي ولكم من كُلِّ ذنبٍ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم....
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ على إحسانِهِ، والشُّكرُ لَهُ على تَوفيقِهِ وامتِنانِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه، تَعظيماً لِشأنِه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه الدَّاعي إلى رِضوانِه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آلهِ وصَحبِهِ وإخوانِه وخِلّانِه، ومن سارَ على نَهجِه، واقْتَفى أثَرَهُ، واسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إلى يومِ الدِّين.
أما بعد:
أيُّها الأحبة الكرام: إنَّ حِفْظَ اللسان عن المآثم والحَرام عُنوانٌ على استقامةِ الدين وكَمَال الإيمان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يَستقيمُ قلبُه حتى يستقيمَ لسانُه"(رواه أحمد)؛ بل إن جوارحَ الإنسان كلَّها مُرتبطة باللسان استقامةً وانحرافاً، جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاءَ كلَّها تُكَفِّرُ اللِّسَانَ؛ تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك؛ فإن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا؛ وإن اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا"(رواه الترمذي). ومعنى "تكفر اللسان"؛ أي: تَذِلُّ له وتخضع.
وحفظ المرء للسانه وقلة كلامه عنوانُ أدبه وزكاءُ نفسه ورجحانُ عقله، ومن يُطلقْ للسانه العنانَ لينطق بكلِّ ما يخطر له ببال فإنه يوردُه موارد العطب والهلاك، ويوقعُه في كبائر الإثم وعظيم الموبقات، من غيبة ونميمة، وكذب وافتراء، وفحش وبذاء.
ألا كُلُّ مَنْ رَامَ السَّلامَةَ فلْيَصُـنْ *** جَـوَارِحَهُ عَمَّا نَهَى اللهُ يَهتدي
يَكُبُّ الفَتى في النارِ حَصْدُ لِسانِهِ *** وإرسالُ طَرْفِ الـمَرء أنكى فَقَيِّدِ
ويَحْرُمُ بُهْتٌ واغْتِيابُ نَمِيمَــةٌ *** وإفـشـاءُ سِرٍّ ثُمّ لَعْنٌ مُقَيَّــدِ
وفُحْشٌ ومَكْرٌ والبَذَاءُ خَدِيعَـةٌ *** وسُخْرِيَةٌ والهُـزؤُ والكَذِبُ قَيِّدِ
وإفشاؤُكَ التَّسليمَ يُوجِبْ مَحَبَّةً *** مِن الناسِ مَجْهُولاً ومَعْرُوفاً اقْصِدِ
فَخُذْهَا بِدَرْسٍ لَيسَ بِالنوم تُدْرِكَنْ *** لأهْلِ النُّهَى والفَضْلِ في كُلِّ مَشْهَدِ
اللهمَّ أعِنَّا على حِفْظِ ألسِنَتِنا، وتَجميلِ عِباراتِنا، ووَفِّقْنا لـِمَا يُرضيكَ عنَّا..
اللهمَّ اجعلنا من الصادقين ووفِقنا لفعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ وحُبِّ المساكين، اللهمَّ اغفِرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا اللهمَّ من كانَ منهم حياً فمتِّعْهُ بالصحةِ على طاعتِك واخْتِمْ لنا ولَه بخير ومن كان منهم مَيِّتاً فَوَسِّعْ له في قَبْرِهِ وضاعِفْ له حسناتِه وتَجاوزْ عن سيئاتِه واجمعْنا بهِ في جنَّتِك يا رَبَّ العالمين اللهمَّ أصْلِحْ أحوالَ المسلمين في كُلِّ مكان.
اللهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الـمَهْمومين، ونَفِّسْ كَرْبَ الـمَكْروبين واقْضِ الدَّينَ عنِ الـمَدينين، واشْفِ مَرْضَى الـمـُسلِمين.
اللهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا ربَّ العالمين.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيد.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)[العنكبوت:45].
(سُبْحَانَ ربِّك رَبِّ العِزَّةِ عمَّا يَصِفُوْنَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ)[الصَّافَّاتِ:180-182].
التعليقات