اقتباس
في يناير 1499م أبحر كمال ريس مِن إسطنبول بقوة مِنِ 10 قوادس و4 سفن من أنواعِ أخرى وفي يوليو 1499 اجتمعَ بالأسطولِ العُثمانيِ الضخمِ الذي أُرسَله إليه الصدر الأعظم داود باشا حيث تولى قيادتِه لكي يشن حربا واسعة النطاق ضدّ جمهوريةِ البندقية التي أعلنت الحرب الصليبية على الدولة العثمانية. وتكون الأسطول العُثماني من 67 قادس و20 غليوط وحوالي 200 سفينة أصغر. .
الدولة العثمانية في بدايتها كانت دولة حبيسة (أي ليس لها سواحل أو ثغور)، محاطة بالإمارات التركمانية في الأناضول من كل اتجاه، لذلك كان من الطبيعي ألا يكون للدولة قوة بحرية؛ لعدم الحاجة إليها، حتى استطاع الأمير عثمان الأول أن يجد لدولته منفذًا على بحر مرمرة، وفي سنة 758هـ اجتاز الأمير سليمان بن أورخان مضيق "الدردنيل" ليلاً مع أربعين رجلاً واستولوا على أسطول بيزنطي صغير كان راسيًا على الضفة الغربية وعادوا به إلى الضفة الشرقية وكان ذلك أول أسطول يمتلكه العثمانيون، وقد استخدم الأمير سليمان هذا الأسطول في فتح ميناء قلعة "ترنب" و "جاليبولي" وكان ذلك الفتح أول انتصار بحري حققه العثمانيون.
الدولة العثمانية قامت على أساس هدف استراتيجي شديد الأهمية وهو فتح مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية التي جاءت الآثار النبوية المخبرة بفتحها والثناء الكبير على فاتحيها، والقسطنطينية مدينة بحرية تطل على البحر الأسود، وتقع في البرين الأوروبي والآسيوي، ولها تحصينات دفاعية بحرية متينة وقوية، لذلك بدأ العثمانيون في التفكير في بناء قوة بحرية قادرة على اختراق تلك التحصينات القوية. وبعد سنوات من التعب والجهد والسعي المتواصل والابتكار والإصرار على تحقيق الهدف، امتلك العثمانيون أسطولاً بحرياً قوياً استطاعوا به فتح مدينة القسطنطينية سنة 857 هـ، وبعدها توالت الانتصارات البحرية للدولة العثمانية. وهذه الطموحات البحرية للدولة العثمانية جعلها تصطدم مع أكبر قوة بحرية موجودة في هذا الوقت، وهي قوة جمهورية البندقية التي كانت المسيطرة والمهيمنة على البحر المتوسط، خاصة البحر الأدرياتيكي -أحد فروع البحر المتوسط الذي يفصل شبه الجزيرة الإيطالية عن شبه جزيرة البلقان وسلسة جبال الأبينيني عن سلسلة جبال الألب الدينارية.
جمهورية البندقية عبر التاريخ:
البندقية أو فينيسيا مدينة قديمة نشأت عام 800 قبل الميلاد في بيئة (نهرية تنتشر بها المستنقعات) ويعتقد أنه كان هناك تجمعات بشرية منذ عصور ما قبل التاريخ نظراً لغناها بالثروات. فقد كانت المدينة قائمة على الصيد البري والبحري.كانت الحضارة في عصر ما قبل الحضارة الرومانية، أي في عهد الفينيقيين القدماء، راسخة بشكل جيد في منطقة شعبها قائم على صيد الأسماك وإنتاج الملح والنقل البحري وأنشطة أخرى ذات صلة بالتجارة. كما كانت المدينة مركزاً للاتصال التجاري الذي يربط المدينة بوسط وشمال أوروبا. وهذه الطبيعة البحرية لأهل البندقية أكسبتهم مهارة وشهرة في ركوب البحر وأعماله.
سعى سكان المنطقة اليابسة للفرار في أعقاب موجات مختلفة من غزوات البربر التي كانت تتم في القرن الخامس من قبل الهون عام 452. حتى بدت البندقية وكأنها مجموعة من المستوطنات الصغيرة غير المتجانسة. ثم اتحدت المدينة مرة ثانية مع جميع إيطاليا عام 554 تحت إمبراطورية أغسطس وظهر من جديد غزو اللومبارديين عام 568، وفقد البيزنطيون أجزاء كبيرة من المدينة واحتفظوا فقط بالشريط الساحلي. في هذا الوقت أصبح اسم فينيسيا، الذي كان يشير إلى جميع أنحاء المدينة تقريباً، يشير فقط إلى منطقة البحيرة. في عام 697 نشأت (البندقية) كدولة مستقلة على يد الحاكم البيزنطى لرافينا.
أدى التقارب مع الإمبراطورية الفرنسية والعلاقات المتميزة مع الشرق البيزنطي، والقسطنطينية إلى جعل المدينة واحدة من البوابات الرئيسية للتبادل بين الشرق والغرب، كما سمح بنمو الطبقة التي تعمل بالتجارة، والتي حولها على مدار أربعة قرون من مستعمرة بعيدة إلى سيدة البحر ومستقلة تماماً. وسيطرت البندقية (فينيسيا) في القرن الثالث عشر على جزء كبير من ساحل البحر الأدرياتيكى وعلى أقاليم دالماتسيا وأستريا وكثير من جزر بحر إيجه، وكريتا، وتشيبرو، وكورفو، وكانت أهم قوة عسكرية ومن بين القوى التجارية الرئيسة في الشرق الأوسط. كما امتدت أراضى الجمهورية في القرن الخامس عشر ليشمل نهر أدا بالنمسا، وجزء من إقليم بيلونو (بولندا).
خلال الحملة الصليبية الرابعة التي دعا لها بابا الفاتيكان أنوسنت الثالث في عام 1189 م قام حاكم البندقية الدوق إنريكو داندولو صفقة مع الصليبيون فوافق على تدبير سفن لهم إذا هم ساعدوا البنادقة في احتلال بلدة زارا في إقليم دالماتيا الكرواتي فقبل الصليبيون وتم الاستيلاء على زارا وفي عام 1202م عاد الدوق لاستغلال الصليبيون؛ لتحقيق أغراضه فبدلاً من نقلهم إلى القدس عاصمة فلسطين اتجه بسفنهم إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حيث كان الإمبراطور إسحاق أنجليوس قد خلع عن العرش؛ لأنه كان يشجع تجارة البندقية مع الشرق وقد نجح الدوق إنريكو داندولو في إعادة الإمبراطور إلى العرش، وقد نجح داندولو في الاستيلاء على أفضل المواقع التجارية للبندقية، فبعد احتلاله أهم الجزر في بحر إيجة، وسيطرته على مضيق البوسفور ومضيق الدردنيل جعل جمهورية البندقية واحدة من أقوى الدول بأساً في أوروبا.
كانت فتح العثمانيين للقسطنطينية إيذاناً بالاصطدام مع جمهورية البندقية التي تضررت كثيرا من هذا الفتح، إذ فقدت امتيازاتها البحرية في المضايق البحرية وجزر بحر إيجة، لذلك كان من الطبيعي أن يبدأ التحرش بين الجانبين، جانب يسعى لتوسيع ممتلكاته ونفوذه، وجانب يريد الحفاظ على ما تبقى من هيبته ومكانته البحرية.
مولد نجم البحرية العثمانية:
في هذه الأجواء الجهادية المشجعة على البروز والتألق، ظهر العديد من الأسماء اللامعة في سماء البطولات البحرية، ومنهم القائد العظيم (كمال ريس) أول وأبرز القادة البحريين الكبار في الدولة العثمانية. وُلد كمال ريس في جاليبولي في العام 1451م، واسمه الكامل هو أحمد كمال الدين، وكان والده تركياً اسمه (على) من كارامان بوسط الأناضول وقد صار يعرف في أوروبا وخصوصاً في إيطاليا وإسبانيا بأسماء مثل كمالى وكماليكيو. ومنذ الصغر التحق كمال ريس في العمل بالبحر، وتدرج في أعمال البحر حتى صار ربانا لإحدى السفن العثمانية في الأسطول المكلف بحماية إحدى الولايات العثمانية المطلة على بحر مرمرة، وقد علا صيته، وذاعت شهرته حتى وصلت لمسامع السلطان العثماني (بايزيد الثاني)، فقرر تكليفه بمهمة في غاية الأهمية، وهي إنقاذ مسلمي الأندلس.
دولة الإسلام بالأندلس في هذه الفترة كانت في طور الاحتضار، حيث تقلصت هذه الدولة العظيمة الشاسعة الأرجاء حتى صارت منحصرة في إمارة غرناطة في أقصى الجنوبي الشرقي للأندلس، وقد وصلت إمارة غرناطة للحضيض في عهد آخر أمرائها (أبي عبد الله محمد الثاني عشر الملقب بالصغير)، الذي أرسل برسائل استغاثة متتالية للسلطان العثماني (بايزيد الثاني) الذي قرر الاستجابة لنداء الإسلام، فأرسل أسطولاً بحرياً بقيادة البطل (كمال ريس) سنة 1487م، وكلفه بمهمة الدفاع عن أراضي غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس، فأبحر كمال ريس إلى إسبانيا وأنزل حملةً عسكريةً من القوات العثمانية في مالاجا، حيث تم الاستيلاء على المدينة والقرى المحيطة وأخذ العديد من الأسرى. ومِنْ هناك أبحر إلى جزر البليار وكورسيكا حيث هاجم القرى الساحلية، قبل أن ينزل قواته قرب بيزا في إيطاليا. من بيزا أبحر كمال ريس مرةً أخرى إلى الأندلس وفي عِدّة مناسبات بين عامي 1490-1492م، قام بنقل المسلمين واليهود الذين رغبوا في الهروب من إسبانيا إلى محافظات الإمبراطورية العثمانية التي رحبت بهم. قام مسلمو ويهود إسبانيا بالمساهمة في القوة المتصاعدة للإمبراطورية العثمانية بتقديم الأفكار الجديدة ومهارة الصنعة. واصل كمال ريس إنزال قواته في الأندلس محاولاً إيقاف التقدم الإسباني.
المناوشات العثمانية في البحر المتوسط:
في عام 1495م عُين كمال ريس أميراً للبحريةِ العُثمانيةِ مِن قِبل السلطان بايزيد الثاني، الذي أمر ببناء قادساً -نوع من السفن الكبيرة تستخدم كنقالة جنود للسلطان- الذي يُمْكِنُ أَنْ يَحْملَ 700 جندي، وكَانَ مسلحاً بالمدافعِ الأقوى في تلك الفترةِ. تم بناء قادسين كبيرين مِنْ هذا النوعِ، واحد لكمال ريس، والآخر لبيري ريس. في أكتوبر عامِ 1496م، وبقوة مكونة مِنْ 5 قوادس كبيرة، 5 غليوطات وسفينة شراعية وسفينة أصغر، أبحر كمال ريس مِن إسطنبول وهاجمَ خليج تارانتو. وفي يناير 1497م هَبطَ في مودون وأَسرَ عِدّة سُفن تابعة للبندقية في البحر الأدرياتيكي وقام بنَقلها مع كامل شحنتها إلى إسطنبول.
في مارس 1497م كلفه السلطان بايزيد الثّاني بمهمّةِ حِماية السُفنِ التي تحمل سلعَاً ثمينةً تَعُودُ إلى مؤسساتِ دينيةٍ بمكةٍ المكرمة والمدينة المنورة مِنْ الهجماتِ المتكرّرةِ لفرسان القديس يوحنا الذين كَانوا يتخذون من جزيرة رودس مقرا لهم. فأبحر كمال ريس نحو رودس بقوة مِنْ قادسين كبيرين و3 غليوطات وقام بأَسر سفينة شراعية تابعة لفرسانِ القديس يوحنا، ونشر الرعب في قلوبهم بحيث لم يجرؤوا على مواجهته، ثم عادَ إلى إسطنبول.
في يونيوِ 1497م تم إعطاؤه قادسين كبيرين آخرين وفي يوليو من نفس العام اتخذ من جزيرة خيوس (مدينة) قاعدةً لعملياته في بحر إيجة ِضدّ البنادقة وفرسانِ القدّيس يوحنا. في أبريلِ 1498م قام بقيادة أسطول مكون مِنِ 6 قوادس كبيرة و12 سفينة غليوط مسلحة بمدافع كبيرة و4 سفن شراعية و4 سفن من نوع أصغر مبحراً مِن الدردنيل متجهاً جنوباً نحو جُزُرِ بحر إيجة التي كَانتْ تَحْتَ سَيْطَرَة جمهورية البندقية. في يونيوِ 1498م ظَهر كمال ريس في جزيرةِ باروس وأبحرَ لاحقاً نحو كريت حيث أنزلَ قوَّاته في سيتيا حيث تم الاستيلاء على البلدة مع القُرى المجاورة قَبْلَ أَنْ يرسل كشافتِه لفَحْص خصائصِ القلعةِ الفينيسيةِ القريبةِ. في يوليو 1498م أبحر إلى رشيد في مصر بقوة من 5 سفن و6 غليوطات وسفينتان شراعيتان لنقل 300 حاج مسلم متجهينَ إلى مكة المكرمة والذين كان بحوزتهم أيضاً 400,000 دوكات من الذهب كانت مرسلة من السلطان العثماني بايزيد الثاني إلى سلطان مصر المملوكي. تمكن كمال ريس قرب ميناء أبو قير من أَسر سفينتين برتغاليتين بعد قتال عنيف دامَ يومين. من هناك أبحر كمال ريس نحو سانتورينى وأَسرَ سفينةً شراعيةً تابعةً للبندقية قبل أَسْر سفينةٍ برتغاليةٍ في بحر إيجة. هذه الأعمال الجريئة جعلت البندقية تقرر الدخول في صدام شامل مع الأسطول العثماني قبل فوات الأوان، وضياع سيطرة البنادقة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط. وقد طلبوا من بابا روما إعلان الحرب الصليبية على الدولة العثمانية؛ لكسب مزيد من الزخم للعدوان ضد العثمانيين.
معركة زونيكو الأسطورية:
في يناير 1499م أبحر كمال ريس مِن إسطنبول بقوة مِنِ 10 قوادس و4 سفن من أنواعِ أخرى وفي يوليو 1499 اجتمعَ بالأسطولِ العُثمانيِ الضخمِ الذي أُرسَله إليه الصدر الأعظم داود باشا حيث تولى قيادتِه لكي يشن حربا واسعة النطاق ضدّ جمهوريةِ البندقية التي أعلنت الحرب الصليبية على الدولة العثمانية.وتكون الأسطول العُثماني من 67 قادس و20 غليوط وحوالي 200 سفينة أصغر.
في أغسطس 1499م اندلعت معركة زونكيو البحرية الشهيرة والتي تعرف كذلك بِمعركة سابيينزا أَو معركة ليبانتو الأولى وكَانَت جزءاً من الحربِ العُثمانيةِ الفينيسيةِ 1499-1503م لقد كَانتْ المعركة البحرية الأولى في التأريخِ التي استعملت فيها المدافع على السُفن، وكان القائد كمال ريس قد استفاد من خبرة الأندلسيين في هذه المعركة، ذلك لأن الأندلسيين كانوا أول من اخترع المدفع البحري، ونقله كمال ريس منهم. وقد فاجَأ كمال ريس أسطولَ البندقيَّة بسلاحه الأخطر على الإطلاق، الذي عمل على إعداده طِيلة حروبه السابقة، وجرَّبه أول مرة في هذه المعركة الهامَّة، حيث جهَّز سفنَه البحريَّة بسلاح مدفعية حارقة، وجعل لها قمرات في السفن استطاع بها مباغتة الأسطول البندقِي وتشتيت شمله في أول هجوم.
حَدثتْ المعركة في أربعة أيامِ منفصلةِ: في 12 و20 و22 و25 أغسطس عام 1499م بعد وُصُول كمال ريس إلى البحرِ الأدرياتيكي بأسطولِه الكبيرِ، اصطدم كمال بالأسطول البندقي المكون مِنْ 47 قادساً و17 غليوطاً وحوالي 100 سفينة أصغر تحت قيادةِ أنطونيو جريمانى قُرْب رأسِ زونكيو حيث أحرز نصراً مهماً أثناء المعركةِ غَرقت سفينة أندريا لوريدان (أحد أفراد عائلة لوريدان المسيطرة في البندقية)، وغرق فيها كثير من الأسرة الحاكمة، وتم اعتقال أنطونيو جريمانى في 29 سبتمبر ولكن تم إطلاق سراحه في نهاية الأمر بعد دفع فدية ضخمة. وقد قام السلطان العُثماني بايزيد الثاني بإهداء 10 مِن سفنِ البندقية المَأْسُورَة إلى كمال ريس الذي ركّزَ أسطولَه في جزيرةِ كيفالونيا بين أكتوبر وديسمبر 1499م.
حاول البنادقة في ديسمبر 1499م احتلال ليبانتو بأملِ اسْتِعْاَدة أراضيهم المفقودةِ في البحرِ الأدرياتيكيِ. فأبحر كمال ريس مِنْ كيفالونيا وأعادَ أخذ ليبانتو مِنْ البنادقة. بَقي كمال في ليبانتو بين أبريلِ ومايو 1500م، حيث قام بإصلاح سُفنه بجيشِ مِنْ 15.000 حرفي عُثماني، جَلبوا مِنْ المنطقة. مِنْ هناك أبحر كمال ريس وقَصفَ موانئ البندقية على جزيرةِ كورفو وفي أغسطس من العام 1500م استطاع هَزيمَة أسطول البندقية في معركةِ مودون والتي تعرف كذلك بِمعركة ليبانتو الثانية. كما قَصفَ كمال ريس قلعة مودون مِن البحرِ وتمكن من أخذ البلدةَ.
وكانت هذه المعركة بداية تغلُّبٍ وسيطرة واضحَين لأسطول "كمال ريس" على ساحل البحر المتوسط؛ حيث استولى على أغلب إمارات البندقيين أو كما كان يطلق عليهم "الفينيسيين"، وأضاف كثيرًا من الموانئ البحريَّة من أملاك الإيطاليين إلى حَوزة العثمانيِّين، حيث ظلَّ (كمال ريس) سيد البحر الأدرياتيكي طِيلة قيادته الأسطول العثماني بدون منازع. في حين أن البنادقة لم يستطيعوا -قط-التغلُّب على الأسطول العثماني بسلاح مدفعيَّته الرهيب رغم مهارتهم الفائقة في ركوب البحر والقتالِ فيه.
ظلَّ كمال ريس يجوب البحارَ فارضًا سلطَته على الأوروبيِّين وفرسان القديس يوحنا وقراصنة البحر الذين كانوا يهاجمون السفنَ العثمانيَّة وقوافل الحُجَّاج حتى أوائل عام 1511م، حيث شوهد لآخر مرة بعد المرور بأراضي دوقية Naxos؛ حيث هبَّت عاصفة شديدة تحطمت فيها 27 سفينة من الأسطولِ البحري العُثماني في البحر الأبيض المتوسطِ، وكان من ضمنها سفينة القائد "كمال ريس" الذي مات مَع رجالِه، والذي لطالما أقضَّ مضاجِع الأوروبيِّين وأَثَار فزعهم على مدى خمسة عشر عامًا كاملة، فمات شهيداً سعيداً فيما نحتسبه عند الله -عز وجل.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم