ثَمَانِيَةُ ذُنُوبٍ تَسْتَوْجِبُ اللَّعْنَةَ 29 صَفَر 1442هـ

محمد بن مبارك الشرافي
1442/02/27 - 2020/10/14 22:01PM

ثَمَانِيَةُ ذُنُوبٍ تَسْتَوْجِبُ اللَّعْنَةَ 29 صَفَر 1442هـ

الْحَمْدُ للهِ الوَاحِدِ الأَحَد الصَّمَد, الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد, لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَد, تَعَالَى عَنِ الأَنْدَادِ وَالشُّرَكَاء, وَتَنَزَّهَ عَنِ السَّمِيِّ وَالنُّظَرَاء, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، الْمُتَفَرِّدُ بِالْمَلَكُوتِ وَالْمُلْك، فَهُوَ أَغْنَى الأغْنِيَاءِ عَنِ الشِّرْك، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ الْمُبَرَّئِينَ مِنَ الْخِيَانَةِ وَالإِفْك، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرا.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ, وَاحْذَرُوا مَعَاصِيَهُ وَمُخَالَفَةَ أَمْرِهِ أَوِ الْوُقُوعَ فِيمَا نَهَى عَنْهُ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَاسْتَمِعُوا لِهَذَينِ الْحَدِيثَينِ الْمُخِيفَينِ فِي ثَمَانِيَةٍ مَلْعُونِينَ: عنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْض) رَوَاهُ مُسْلِمٌ, وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ) ([1])

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللَّعْنَةَ مِنَ اللهِ هِيَ الطَّرْدُ وَالْإبْعَادُ عَنْ رَحْمَتِهِ, وَاللَّعْنَةُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُعاءٌ بِأنَّ اللهَ يَطْردُ ذلكَ الملعُونَ مِنْ رَحمتِه, ومَا أَحْرَى أَنْ يُجيبَ اللهُ دعوةَ نبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَكُلُّ ذَنْبٍ فِيهِ لَعْنَةٌ فَهُوَ كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ وَصَاحِبُهُ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ مِنْ دُخُولِ النَّارِ وَالتَّعْذِيبِ فِيهَا, فَتَعَالَوْا بِنَا نَنْظُرْ فِي الْحَدِيثَينِ وَنَعْرِفُ هَؤُلاءِ الْمَلْعُونِينَ, لِنَحْذَرَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَنُحَذِّرَ مِنْهَا غَيْرَنَا.

الْأَوَّلُ (مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ), وَهَذَا مَلْعُونٌ سَوَاءٌ لَعَنَهُمَا مُبَاشَرَةً أَوْ تَسَبُّبًا, وَسَوَاءٌ كَانَ أَبَوْيِهِ الْقَرِيبِينَ أَوِ الْبَعِيدِينَ, أَيْ : أَجْدَادُهُ وَجَدَّاتُهُ, وَإِنَّمَا كَانَتْ عُقُوبَتُهُ اللَّعْنَةَ : لِأَنَّ الْوَالِدَيْنِ لَهُمَا الْفَضْلُ عَلَى أَوْلادِهِمْ, فَهُمُ السَّبَبُ فِي وُجُودِهِمْ, َوَقْدْ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ فِي تَرْبِيَتِهِمْ وَهُمْ صِغَارٌ, وَلِذَلِكَ جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمْ فِي  كِتَابِهِ فِي مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَةٍ, كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}, وَانْظُرُوا كَيْفَ عَلَّمَنَا اللهُ كَيْفِيَّةَ الدُّعَاءِ لَهُمْ, وَكُلَّ هَذَا يُوجِبُ بِرَّهُمْ وَالْعِنَايَةَ بِهِمْ, فَكَيْفَ يَنْقَلِبُ الْأَمْرُ حَتَّى يَصِلَ الْقُبْحُ إِلَى سَبِّهِمْ وَلَعْنَتِهِمْ ؟ وَلا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَسُبَّهُمْ مُبَاشَرَةً أَوْ يَتَسَبَّبَ فِي لَعْنِهْمْ, فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ : وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ (نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

الثَّانِي مِنَ الْمَلْعُونِينَ : (لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ), أَيْ : مَنْ ذَبَحَ ذَبِيحَةً وَنَوَى بِهَا التَّقُرُّبَ لِغَيْرِ اللهِ مِنْ صَنَمٍ أَوْ وَثَنٍ أَوْ قَبْرٍ, وَهَذَا شِرْكٌ أَكْبَرُ, لِأَنَّهُ صَرْفُ عِبَادَةٍ لِغَيْرِ اللهِ, وَسَوَاءٌ ذَبَحَ وَسَمَّى غَيْرَ اللهِ, أَوْ ذَبَحَ وَسَمَّى اللهَ لَكِنْ نَوَى التَّقَرُّبَ لِغَيْرِ اللهِ فَكُلُّهُ مَمْنُوعٌ, وَهُوَ مُشْرِكٌ مَلْعُونٌ, قَالَ اللهُ تَعَالَى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين}, وَلا تَظُنُّوا أَنَّنَا بَعِيدُونَ عَنِ الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللهِ, فَقَدِ انْتَشَرَ قَبْلَ مُدَّةٍ قَرِيبَةٍ مَقْطَعٌ لِشَخْصٍ يَنْحَرُ إِبِلًا إِكْرَامًا لِآخَرَ - بِزَعْمِهِ – وَيَقُولُ: وَاللهِ لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ قَبْرَ أَبِيكَ وَجَدِّكَ لِنَحَرْتُ عَلَيْهَا الْإِبَلَ كَرَامَةً لَهُمْ, وَهَذَا قَدْ يَكُونُ شِرْكًا أَكْبَرَ, أَوْ عَلَى الْأَقَلِّ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.

الثَّالِثُ (مَنْ آوَى مُحْدِثًا), وَالْمُحْدِثُ هُو المبْتَدِعُ فِي الدِّينِ، وَإيواؤُهُ : هُو الرِّضَا بِهِ وَنُصرتُهُ والوقوفُ مَعه أَو قَبُولُ بِدعَتِه, وَهَذا يدلُ علَى شَنَاعَةِ البِدْعةِ, وأكثَرُ الناسِ اليومَ ليس عندهم حَساسيةٌ مِنَ البَدَعِ ولا كُرْهٌ لهَا, ورُبَّما دَافَعُوا عَنها وَاغْتَرُّوا بَأَصْحَابها لِصَلاحِهمْ الظَّاهِرِ.

وَالحديثُ يَشملُ إِيَواءَ المجرمينَ والدفاعَ عَنهم, كَمَا تَفعلُ بَعضُ القَبائلِ, حيثُ إذا جاءَهم المجرمُ ودَخلَ دَيارَهم وَقفُوا مَعه, ونَاصَرُوه ودَافَعوا عنه, ويقولون : هَذا دَخَلَ عِندنَا فَلا نُسَلِّمُه أَبداً, وَهذا حرامٌ ومن كبائر الذنوبِ, لَكنْ مَنْ آوى المحْدِثَ حَتَّى يُسلِّمُه للدَّولةِ لِتَأَخُذَ منه الحقَّ فَلا بَأس.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الرَّابِعُ مِنَ الْمَلْعُونِينَ : (مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْض , أَيْ : مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ), وَهُوَ الذِي يُغَيِّرُ الْعَلامَاتِ التِي بَيْنَ الْأَمْلَاكِ فِي الْأَرَاضِي, سَوَاءٌ كَانَتْ مَزَارِعَ أَوْ بُيُوتًا أَوْ غَيْرَهَا, وَهَذَا مَلْعُونٌ لِأَنَّهُ يَأْخُذُ حَقَّ غَيْرِهِ, وَيَظْلِمُهُ, وَسَوْفَ يَأْتِي بِمَا أَخَذَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعَذَّبُ بِهِ, فَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

والَّلعْنَةُ تَشْمَلُ كَذَلِكَ مَنْ يُغَيرُ اللَّوحَاتِ الإِرْشَاديَّةَ الدَّالَةَ علَى طُرُقِ الْمُدنِ, خَاصَّة فِي الصَّحَارِي والطُّرقِ الْمَجْهٌولةِ.
الْخَامِسُ مِنَ الْمَلْعُونِينَ : (مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ), وَالْمُرَادُ هُنَا أَنَّ الْعَبْدَ الْمَمْلُوكَ إِذَا أَعْتَقَهُ سَيِّدُهُ تَوَلَّى غَيْرَهُ وَتَرَكَ سَيَّدَهُ الذِي أَعْتَقَهُ, وَهَذَا فِيهِ كُفْرٌ بِنِعْمَةِ الْإِعْتَاقِ وَتَرْكٌ لِلْوَلاءِ وَتَضْيِيعٌ لِحُقُوقِ الْإِرْثِ.

السَّادِسُ مِنَ الْمَلْعُونِينَ : (مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ), وَالْمُرَادُ هُنَا أَنْ يَأْتِيَ شَخْصٌ إِلَى رَجُلٍ أَعْمَى لا يَعْرِفُ أَنْ يَذْهَبَ ثُمَّ يُضِيُّعُهُ الطَّرِيقَ, بَدَلًا مِنْ أَنْ يَهْدِيَهُ الطَّرِيقَ, وَهَذَهِ إِسَاءَةٌ فِي مَوْضِعِ الْإِحْسَانِ, وَعَمَلُ سُوءٍ لا دَاعِيَ لَهُ, وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى خُبْثِ هَذَا الشَّخْصِ وَبُعْدِهِ عَنْ عَمَلِ  الْخَيْرِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرِّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمَينَ, الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ, أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وُرَسُولُهُ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ السَّابِعَ مِنَ الْمَلْعُونِينَ : (مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ), أَيْ : مَنْ فَعَلَ الْفَاحِشَةَ بِالْحَيَوانِ أَيًّا كَانَ فَإِنَّهُ مَلْعُونٌ لِهَذَا الْحَدِيثِ, ويَسْتَوْجِبُ التَّعْزِيرَ بِمَا يَرَاهُ الْقَاضِي, أَمَّا الْبَهِيمَةُ فَإِنَّهَا تُقْتَلُ وَلا يُنْتَفَعُ بِهَا, اسْتِقْذَارًا لِمَا حَصَلَ بِهَا, فَإِنْ كَانَتْ لِلْوَاطِئِ فَهِيَ هَدَرٌ, وَإِنْ كَانَتْ لِغَيْرِهِ لَزِمَهُ ضَمَانُهَا بِأَنْ يَدْفَعَ لَهُ قِيمَتَهَا.

الثَّامِنُ مِنَ الْمَلْعُونِينَ : (مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ), أَيْ : مَنْ فَعَلَ الْفَاحِشَةَ بِذَكَرٍ مِثْلِهِ, وَهَذَا الْعَمَلُ فِي غَايَةِ الْقَذَارَةِ وَالنَّتَنِ وَالْقُبْحِ, وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْعُقُوبَاتِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ, وَقَدْ أَهْلَكَ اللهُ قَوْمَ لُوطٍ بِسَبَبِ فِعْلَتِهِمُ الْقَبِيحَةِ, وَجَعَلَهُمْ عِبْرَةً عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَالْعُصُورِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَذَا بيانٌ مُبَسَّطٌ لِهذه الذُّنوبِ التي اسْتَحقَّ أَصْحَابُها اللعنةَ والطّردَ عَنْ رَحْمَةِ الله, فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَوَقَّاهَا ونُحذِّرُ غَيرنَا مِنْها.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدِّنْيَا وَالآخِرَةِ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِنِا وِدُنْيَانَا وَأَهَالِينَا وَأَمْوَالِنَا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنْ بَينِ أَيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنَا، وَعَنْ أَيْمَانِنَا وَعَنْ شِمَائِلِنَا وَمِنْ فَوْقِنَا، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنَا, اللَّهُمَّ إنا نَعَوذُ بك مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاء, اللَّهُمَّ إنا نَعَوذُ بك مِنْ زَوالِ نِعمتِك وتَحوُّلِ عَافِيتِك وفُجْأَةِ نِقمَتِك وجَميعِ سَخطِكِ, اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ, اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ, سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ, وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

([1]) أصحاب الفضيلة : هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده وجميع جمله ثابتة إلا ما يتعلق بالبهيمة, ومع ذلك فله ما يشهد له, قال محقق المسند شعيب الأرناؤوط  رحمه الله : صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيِّء الحفظ، إلا أنه قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب. وانظر (2098)

المرفقات

ثَمَانِيَةُ-ذُنُوبٍ-تَسْتَوْجِبُ-ال

ثَمَانِيَةُ-ذُنُوبٍ-تَسْتَوْجِبُ-ال

المشاهدات 2315 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا