توجيهات وإرشادات للساجد عند فتح المساجد الشيخ السيد مراد سلامة

الشيخ السيد مراد سلامة
1441/10/07 - 2020/05/30 12:47PM

Smiley face

توجيهات وإرشادات للساجد عند فتح المساجد
الشيخ
السيد مراد سلامة

أما بعد: أيها الإخوة في الله بعد إغلاق دام أكثر من شهرين تعطلت في الجمع والجماعات وتعطل فيها إقامة صلاة التراويح والاعتكاف وصلاة العيد سوف يتم فتح المساجد أمام الساجد لذا ينبغي علينا أن نلتزم بالتعليمات التي هي من صيم الدين الإسلامي بل ما عرف لدين على وجه الأرض وضع تلك الضوابط والقواعد عند انتشار الأوبئة والأمراض الفاتكة إلا دين الإسلام الذي جاء به نبينا الهمام صلى الله عليه وسلم وإليكم بيان ذلك:

أولا : تطهر في بيتك قبل أن تأتي إلى المسجد لأنه: سوف يتم غلق أماكن الوضوء و دورات المياه و ذلك حفاظا عليك و على إخوانك المصلين  و هذا التوجيه ينبثق من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لنا حيث أنه لو تم فتح أماكن الوضوء لربما ورد مصح على ممرض بمعنى ربما يكون البعض حامل للداء و لا يظهر عليه و بورد المصح مكانه سواء في ميضأة الوضوء أو الحمامات  فإنه يصاب بذلك الوباء، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدُ يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ)([1])

ثانيا: احمل معك مصليتك التي ستصلي عليها: ومن الأمور التي تحافظ على الفرد والجماعة في الصلاة أن يحمل معه مصليته الخاصة التي سيصلي عليها في المسجد على لا يصلي مكان أخر وحتى يحفظ نفسه وغيره من ذلك المرض

ثالثا: حاول قدر المستطاع ألا تمس الأبواب ولا الصواري – الأعمدة – ولا الحيطان لأن المرض من وسائل انتقاله الحوائط  و ذلك من أخذ الحذر و الحيطة التي أمرنا الله تعالى بها في قوله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } [النساء: 71]

رابعا: التزم بلبس الكمامة حتى لا تصاب و لا تصيب: و هذا أصل من قاعدة كلية نبوية تبين لنا أنه لا ضرر و لا ضرار كما في الحديث عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَضَى أَنْ لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ. ([2])

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لاَ ضَرَرَ ، وَلاَ ضِرَارَ مَنْ ضَارَّ ضَرَّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ ([3])

حكم وضع الكمامة في الصلاة :

فقد اتفق الفقهاء على كراهة التلثم في الصلاة للرجل والمرأة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يغطي الرجل فاه في الصلاة. رواه أبو داود وابن ماجه. ([4])

سالم بن عبد الله إذا رأى رجلا قد تلثم جذب ذلك جذبا شديد والعلة في ذلك انه لا يتمكن من إخراج الحروف فان كانت تلك لكمامات لا تؤثر في القراءة واخرج الحروف فلا باس بذلك

والتلثم عند الشافعية هو تغطية الفم،

وقال الحنفية والحنابلة: هو تغطية الفم والأنف،

 وهو عند المالكية ما يصل لآخر الشفة السفلى، وعليه فصلاة الرجل أو المرأة باللثام مكروهة،

وقال الخطيب الشربيني: وأن يصلي الرجل متلثما والمرأة متنقبة -أي يكره ذلك-ونص النووي في المجموع: أنها كراهة تنزيهيه لا تمنع صحة الصلاة. انتهى.

وقد أجاز الإمام احمد رحمه الله أن يضع اللثام على وجهه لشدة برد فكيف بوباء خطير كفيروس كورونا

لذا نرى أن ارتداء تلك الكمامات واجب من واجبات تلك النازلة ويأثم تاركه

خامسا: احذر من التسليم والتقبيل والمعانقة:

إن السنة أن يصافح المسلم أخاه إذا لقيه في الحالات العادية لقوله صلى الله عليه وسلم:  ..إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر. رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

وأما التقبيل والاعتناق... لغير مناسبة فقد نص أهل العلم على كراهته وذلك لما رواه الترمذي وحسنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم.([5])

 ولكن نازلة كورونا التي عمت كثير من دول العالم تبين أن ذلك الفيروس ينتقل من شخص إلى عن طرق كثيرة منها المصافحة والملامسة والتقبيل لذا فإن ينبغي على المسلم أن يتجنب ذلك حفاظا على النفس وحافظا على الغير والله تعالى يقول {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]

سادسا: التزم بتعليمات المسجد الذي ستصلي فيه من:

التباعد بين الصفوف وكذلك التباعد بين المصلين: وهذا أمر مشروع للضرورة وإليك تأصيل المسألة:

للعلماء في ذلك قولان:

القول الأول: أن تسوية الصفوف و التراص بينها سنة و هذا باتفاق الأئمة الأربعة و عليه جمهور العلماء بل حكى القرطبي رحمة الله تعالى الإجماع على ذلك و استدلوا على ذلك أَنَسٌ قَالَ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ فَقَالَ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي.([6])

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالأَعْنَاقِ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ ».([7])

عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاَةِ)([8])

 والمتمم للشيء ليس من واجبات واجباته

وعلى هذا فالتباعد بين الصفوف لا يؤثر على صحة الصلاة وخاصة إن كان لعذر شرعي وهو حفظ النفس

القول الثاني قال بوجوب التراص بين الصفوف 

وهو قول ابن حزم وابن تيمية وابن حجر وغيرهم من العلماء.

 واستدلوا بأدلة الجمهور ومن ذلك أيضا: عن النُّعْمَان بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ.([9])

 بوب البخاري: باب إثم من لم يتم الصفوف.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لَهُ مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مُنْذُ يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا إِلاَّ أَنَّكُمْ لاَ تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ.([10])

وعلى كل حال فالصلاة مع التباعد وعدم التراص صحيحة حتى عند من قال بوجوب التراص وعدم التباعد لما يلي:

1-كل واجب يسقط بالعجز فلا واجب مع العجز ولا حرام مع الضرورة

هذه قاعدة متفق عليها فجميع واجبات الصلاة تسقط بالعجز كالقيام والطهارة

2-درا المفاسد مقدم على جلب المصالح فدرء المفاسد من التراص مقدم على مصلحة التصاف والتراص

سابعا: احمل معك مصحفك إذا أردت أن تقرا القران بالمسجد

لأنه سوف يتم غلق مكتبة المسجد وجمع جميع المصاحف حتى لا ينتقل الفيروس من خلالها

ثامنا: إذا شعرت بأنك مريض بالبرد أو الإنفلونزا فالزم بيتك وصل فيه حفاظا على غيرك من الحاق الضرر بهم لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار

تاسعا: إذا دخلت المسجد فاحذر من التجمعات الحلقات التي كانت معهودة قبل حدوث الوباء اجلس بعيدا ولتكن المسافة بينك وبين أخيك المصلي لا تقل عن متر

عاشرا: التنسيق مع إمام المسجد على التعاون من أجل تعقيم المسجد كل صلاة من باب قوله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]

الحادي عشر :  احذر من جلب الأطفال إلى المساجد في تلك الفترة :حتى لا يتعرضوا للإصابة و الخطر  من باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهْيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلاَءِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.([11])

 

[1] -صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (7/ 180)

[2] - سنن ابن ماجة ـ محقق ومشكول (3/ 430)

[3] - سنن الدارقطني ـ تدقيق مكتب التحقيق (4/ 51)

[4] - سنن ابن ماجة ـ (2/ 112)

[5] - سنن الترمذي - شاكر + ألباني (5/ 75)

[6] - صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (1/ 184)

[7] - أخرجه أبو داود "667" في الصلاة: باب تسوية الصفوف، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" "813" ، والبيهقي 3/100

[8] - صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (1/ 184)

[9] - صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (1/ 184)

[10] - صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (1/ 185)

[11] - صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (3/ 197)

المرفقات

توجيهات-وإرشادات-للساجد-عند-فتح-المسا

توجيهات-وإرشادات-للساجد-عند-فتح-المسا

المشاهدات 1124 | التعليقات 0