المثل الأعلى في الأخلاق – شَهْرُ رَجَب

محمد البدر
1441/06/26 - 2020/02/20 02:04AM

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (القلم:4) . النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان المثل الأعلى في الأخلاق فقد كان أحسن الناس سمتاً، وأكملهم خُلُقاً، وأطيبهم عشرة،قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا» متفقٌ عَلَيْهِ. ووصفه الله تعالى بلين الجانب لأصحابه فقال ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾فما من خصلة من خصال الخير إلا وله النصيب الأعلى من التخلق بها ، وقد وصف الصحابة حسن خلقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أحاديث كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ولأصحابه أو فر الحظ والنصيب من أخلاقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كان يتفقدهم ويعودهم، ويعطى كلَّ مَنْ جالسه نصيبه من العناية والاهتمام، حتى يظن جليسه أنه ليس أحدٌ أكرم منه فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: « لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَنَسًا غُلاَمٌ كَيِّسٌ، فَلْيَخْدُمْكَ قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي الْحَضَرِ وَالسّفَرِ فَوَ اللهِ مَا قَالَ لِي، لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هذَا هكَذَا وَلاَ لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هذَا هكَذَا » متفقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: « مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلاَ رَآنِي إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لاَ أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» متفقٌ عَلَيْهِ.فنحن في هذا الزمان نعاني ويعاني الكثير من تدني مستوى الأخلاق  ولتدني الأخلاق والقيم صور منها  عقوق الوالدين وعدم احترامهما والتطاول على العلماء الربانيين بالكلمات النابية وتزهيد الناس في فتاواهم وعدم توقير واحترام ولاة الأمر والتنقص منهم وسلوك منهج الخوارج والإخوان المفسدين وغيرهم ، ومنها تدني مستوى الأخلاق بين المدير والمعلمين ، وبين المعلمين  وتلاميذهم، وبين التاجر والمشتري، وبيْن الرَّجُل والمرأة وأولاده، وأرْحامه وجِيرانه، ومن الصور احتقار وازدراء بعض العمال إما للجنس أو اللون أو المهن وغيرها وكلّ هذا بسبب ضعف الوازع الدّيني. فينبغي  علينا - يا عِبَادَ اللَّهِ - أن نقتدي بخير البشر النبي صلى الله عليه وسلم ونقتفي أثر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قَالَ تَعَالَى:﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾.لقد كان لكم –ياعباد الله- في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها، فالزموا سنته، فإنما يسلكها ويتأسى بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره، وشكره في كل حال.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:  قَالَ تَعَالَى:﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ - ثُمَّ قَالَ - أَىُّ شَهْرٍ هَذَا » متفقٌ عَلَيْهِ.
واعلموا أن العبادة لا تقبل إلا بشرطان:أن تكون خالصة لله ؛ قَالَ تَعَالَى:﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾.وضد الإخلاص : الشرك و الشرط الثاني أن تكون موافقة لسنة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وضد السنة والإتباع : البدعة والابتداع.  فبذلك نعلم أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بعبادة معينة ، أو اعتقاد أنه له فضيلة على غيره إلا بدليل من كتاب أو سنة ، ومن خصص بغير دليل فقد ابتدع في الدين مالم يأذن به الله.
يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: (ولم يثبت عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل رجب حديث.. بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلها كذب)إلخ ...
 
الا وصلوا ...
المرفقات

المثل-الأعلى-في-الأخلاق-شَهْرُ-رَجَ

المثل-الأعلى-في-الأخلاق-شَهْرُ-رَجَ

المشاهدات 1174 | التعليقات 0