اليوم الوطني بين سنن الأمن، وسنن التمزيق، وتعليق على حادثة الاعتداء على معامل ال

الفريق العلمي
1441/01/19 - 2019/09/18 15:30PM

اليوم الوطني بين سنن الأمن، وسنن التمزيق، وتعليق على حادثة الاعتداء على معامل النفط السبت الماضي.

الحمد لله الذي جعل في خلقه سننا، وناموسا متصلاً، وميزانا مؤتَمَنَاَ، لاتحابي إنسا ولا جِنَّا، لا تُرشى بمالٍ، ولاتأخذُ ثمنا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله حذرنا اختلافاً وفتنا، كقطع الليل المظلم، لا تترك دولاً ولا مُدُناً، ولا بيتاً ولا سكَنَاً، فمن لم يصبه منها شيئ أصابه غبارُها دَرَناً، إلا من عصم الله وأذنا، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله: بتقوى الله صلاحُ الحال والمآل، والعاجل والآجل، والحاضر والمستقبل بإذن الله.

معاشر المؤمنين: يقول الله جل وعلا: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ، وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا، وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ، فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ، وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ)، التمكين وحده لا يكفي، انتهى كل شي بقوله "فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ".

وإنها والله  لترتعش المشاعر، وتنتفض القلوب، خوفاً ووجلاً عند قول الله جل جلاله عن قوم سبأ: (ومزقناهم كل ممزق)، ولا تجد أدلَّ دلالة، ولا أقوى تعبيراً، من هذه الآية، أن هناك شيئاً كان مجتمعاً فتفرق، وملتماً فتمزق، ومترابطا فتقطَّع، ومنتظما فتشتت، وآمنا فصار مخيفا، إنهم قوم سبأ، الذين قال الله فيهم : "ومزقناهم كل ممزق".

بلاد آمنٌ عيشها، وافرٌ رزقها، هانئٌ نعيمُها، رغيدٌ طعامُها، باردٌ ظلها، وكانت بلاداً في سفوح الجبال، في منعة وتحصين، فأرشدهم ربهم لبناء سدٍ كبير بين جبالهم، ليجتمع الماء، فصارت بلادهم آيةً في الجمال، خلَّد الله وصف نعيمها بقوله : (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)، حتى ذهبت مشقةُ الأسفار والانتقال، وانتهى عناء الارتحال، فصارت كل الطرق آمنة، وكلها مليئة بالفواكه والأشجار، والخيرات والثمار، فلا يحتاج المسافر لزاد، ولا يحمل معه متاع، فتوافدت النعم نحوهم، وتهافتت إليهم الخيرات ، فقصُرت عليهم المسافاتُ، فأصابهم الفكرُ الخبيث، فكر الترف والتنعم، بعدما انغمسوا في غمرات اللذات والمتع، وظهرت فيهم علامات المترفين الفاسقين، ونسوا الله ولم يشكروه، بل أعرضوا عنه وتركُوه، ثم طغَوا وبغَوا، حتى ظهرت فيهم مقالة عجيبة، تدل على أن الترف بلغ مبلغَه، والنعيمُ وصلَ منتهَاه، فدَعَوا اللهَ أن يحسسهم آلامَ السفر، وأن يرجع إليهم مشاقَه ليذوقوه، وهذا اهتمام عجيب، وميل غريب، ولذا خلد الله هذا الطلب في كتابه، فقال: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ () فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا)، وبه تكامل فجورهم، وإعراضهم، فجاءهم العذاب، وتحوَّلت النعم لنقم، وحلت بهم سنة التبديل، فقال الله: (فأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)

وقال: (وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ)

فسلبهم الله هذا الرخاء الجميل الذي يعيشون فيه، وختم قصتهم بأدق وصف تتناقله القرون والأجيال: (ومزقناهم كل ممزق) شُردوا ومزقوا، وتفرقوا في أنحاء الجزيرة، مبددي الشمل، وعادوا أحاديثَ يرويها الرواة، وقصةً على الألسنة والأفواه، بعد أن كانوا أمةً ذات قوة ومنعة، وأمن وحياة.

عباد الله: إن أعظم درس نستلهمه من قصة سبأ،  أن سنن الله لاتحابي أحدا قال الله تعالى: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)، وأضافها الله لنفسه في سورة الإسراء فقال: (وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا)، وهكذا يُسلب الأمن، وتذهب النعم إذا أعرض القوم عن ربهم.

 

وإنها لترتعد النفوس، وتنتفض الأفئدة، عند قول الله جل جلاله عن قوم فرعون الذين قال الله فيهم: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ).

 

 ووالله إننا نخشى أن تنزل حجارةٌ من السماء، حين يُرد نصح الناصح، الأمين، تكبراً وتغطرسا، كما فعل قوم عاد مع نبيهم هود لما صدقهم النصيحة، وحذرهم سنن الله في كونه،فردوا عليه بأقبح رد: "قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ، إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138).

 فجاء الجواب مزلزلاً، مدمراً،  (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140).

زال الأمن، وزالت النعم، وسُلِبوا النعيم، لما أعرضوا عن الله وشكره.

 

سنن الله لاتحابي أحدا، قال الله تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).

    عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُص وَفُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا فَبَكَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، جَالِسًا وَحْدَهُ يَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللَّهِ إِذَا هُمْ تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ، قادرة، لَهُمُ الْمُلْكُ، تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى".

 

    والبرامكة وما أدراك ما البرامكة، كانوا في عهد هارون الرشيد، لهم بين الناس صولة وجولة، وظلم وسطوة، وما شكروا نعمة، وما خافوا نقمة،  فانقلب عليهم هارون الرشيد، وسجنهم وشردهم، وقتلهم، حتى ذكر المؤرخون أن أولاد يحيى بن خالد البرمكي- قالوا لأبيهم وهم في القيود مسجونين: "يا أبانا صرنا بعد العز إلى هذا الذل؟! قال: " يا بَنِيَّ دعوةُ مظلوم، غَفلنا عنها، لم يغفَلِ اللهُ عنها".

ولما كانت سنن الله لا تحابي أحدا، مهما كان ثراؤه، ومهما كان حذره، ومهما كان مكانه وزمانه،فكلها لا تكفي لإيقاف الابتلاء الرباني، فلماذا نذهب بعيداً، هذه دولة العراق الآن، دولة قوية، وشعب متقدم، ومن أكثر بلاد العرب نفطاً، وأخصبها أرضا، ومن أذكاهم عقولاً، وأرغدهم عيشا، وأهنئهم نعمة، انظروا لحال أهل السنة الآن، لقد ذهلوا عن أمرهم، فشردوا، وأوذوا، وقتلوا، ومزقوا كل ممزق، حتى سئل بعضهم أيُّ عام هذا، فلم يعرفوه، من شدة الذهول بين الخوف والفقر، وذهاب الأمن، وقلة ذات اليد.

ثم تسلطت عليهم الطوائف الرافضية، فخربوا العراق، وأفسدوه، وصار أهل السنة بعد العزة في ذلة، وبعد الاجتماع في فرقة، وبعد القوة في ضعف، وصارت بلادهم بين ناهب ونهوب، وما هي من الظالمين ببعيد، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه.

فالله المستعان، وعليه التكلان، وإنا لله، وإنا إليه راجعون.

 

أقول ما تسمعون ....

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله الواحد القهار، يحكم ما يشاء، ويقضي ما يريد، وأشهد ألا إله إلا الله حده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خيرُ من خاف ورجا، وأحبَّ ربَه ودعاه، فنجا، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، من سار على نهجه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: يمر بهذه البلاد اليوم الوطني، فرصةٌ للكلمة الطيبة، والعبارة الحسنة، والتذكير الصادق، والنصيحة الثمينة، بأننا خلق من خلق الله، ليس بيننا وبين الله سبب، ونسب، وأن سنن الله لن تحابيَنا، وسيجري علينا ما جرى على غيرنا، إذا نحن كفرنا النعمة، وبطرنا على خلق الله، فكثير من الدول تفلَّت حكمُها، وتفرق جمعُها، وتزعزع أمنها، لما عاقروا المحرمات، وسارعوا إلى الموبقات، خصوصاً في أيام الحفلات والاحتفالات.

فالله الله يا عباد الله، لا نُؤتى من قبل أحد منكم، لا أحدَ يخرقُ سفينتنا، فيُغرقَ بلادنا ببحار التيه والضلالات، ويدخلَها في دوامات الفوضى والاضطرابات.

 نعم نخشى، وحُقَّ لنا ذلك، أن يقع فينا ما وقع بقوم سبأ، الذين قال الله فيهم تلك العبارة الشديدة: (ومزقناهم كل ممزق)، فليس بيننا وبين الله ضمانة إذا نحن نبذنا دينه، ونقضنا عهوده.

عباد الله: هذه البلاد الإسلامية المباركة، مات دونها الآباء والأجداد، مع الملك المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله، حتى أقاموها، وشيدوها، تعبوا في بناء كيانها، تعبوا في تجميع شملها، تعبوا في تحصينها من الأعداء.

  والآن الأمانة في أيديكم، فالله الله أن تضيع وفيكم عين تطرف، ارعوها حق رعايتها، حافظوا على أمنها وأمانها، وتعزيز هويتها الإسلامية، وخصوصيتها الشرعية، فهي قبلة المسلمين، ومهبط الوحي على الرسول الأمين، صلى الله عليه وسلم، ومدفن الصحابة الكرام، ومهوى أفئدة كل المسلمين.

عباد الله: لن يروق للأعداء المتربصين، ولن يقر لهم قرار حتى يثيروا القلاقل، ويوقظوا الفتن، ويشعلوا الأزمات والمحن، وآخرها الاعتداء الآثم الذي وقع بمحافظة بقيق، وهجرة خريص، يوم السبت الماضي، حيث الصواريخ المعتدية التي ضربت بعض معامل النفط، مما تسبب بخسائر كبيرة، لا يليق أن نعيش دور اللامبالاة بما يجري حولنا، والصواريخ تأتي من الحدود الجنوبية، وأخرى من الحدود الشمالية، كل هذا يستدعي مراجعة الحسابات، والحفاظ على هذه المكتسبات، والدفاع عن هذه الحرمات، فنحن في حالة حرب، نعم حرب فكرية، وحرب أمنية، وحرب عسكرية، وحرب ضد دعوات تخريبية، وشبهات تشكيكية، ويستغل الأعداء اليوم الوطني؛ لبث سمومهم، والتشجيع على التمرد، واللامسؤلية.

  عباد الله: لا ترخصوا بلادكم لأعدائكم المتربصين، فكلٌ على ثغر، فكما أن الحرمين الشريفين ثغر نحميه بدمائنا وأموالنا، فكذلك حجاب  المرأة المسلمة ثغر من ثغور الإسلام، وإن الاعداء يشتغلون عليه الليل والنهار، تشويها له، وتنفيراً عنه، وهو ثغر من ثغور الإسلام، يجب أن نحاميَ دونه، ونفضحَ كلَّ مكيدةٍ حوله، لا نرخِصُه لتشويه مُشوِّه، ولا نتنازل عنه لتمويه مُمَوِّه، فهو فريضة محكمة، كتبه الله بكتابه، وفرضه على نساء المسلمين رسولُه صلى الله عليه وسلم..

عباد الله: كل الدعوات المغرضة ضد الحجاب يجب أن تتهاوى، يجب أن تتهافت، لأنه لا بقاء لحصانة المجتمع وعفته، وحجابُ المرأة المسلمة كل يوم يُظلم، ويُهضم، ويُهان ويُنتقص، فاتقوا الله عباد الله وانتصروا للحجاب، فإنه أول الحصون، فإن سقط هذا السور، فما بعده أسهلُ منه، كافحوا الشر، وافضحوا المندسين، ومن لم يستطع قطع الشرور من دابرها، فليخفف منها قدر مستطاعه، ولن نعدم من نتيجةٍ مثمرة ولو قلّت، والقليل مع القليل كثير.

ونذكِّرُ مراكز الشرطة وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل جهاز له علاقة بأمن بلادنا، نذكرُهم بتحملهم المسؤليات الكبيرة بهذا اليوم أعني اليوم الوطني، في حفظ الأمن، وضبط النظام، وألا تنفلت الأمور، وتقع المحظورات، ويصبحَ الشبابُ والشاباتُ فوضى مختلطين، بلا زمام، ولا خطام، ولا أدب ولا احتشام.

 فإننا لا نرضى أبدا أن تكون صورةُ بلادنا أضحوكة للعالمين، ومرتعاً للعابثين، بسبب تصرفٍ من طائش، أو طائشة، أو متهورٍ ومتهورة، أو تمردٍ، واستهبال من سفيهٍ أو سفيهة، فأطروهم على الحق أطراً، واقصروهم على الحق قصرا، فالنظام معكم، والدولة وفقها لكل خير، منحتكم الصلاحيات، فقوموا بما يحفظ الأمن، ويردع من تسول له نفسه الإخلال، والتجاوز، وعلى كل من لقي مخالفة أو تجاوزا أن يبلغ الجهات المسؤولة، فأمننا وأعراضنا خط أحمر، وهو مسؤلية الجميع.

وإن من الغبن والخسار أن يحمل الرجلُ أهلَه وعيالَه بقصد الفرجة، والتمشية؛ ليشهد بهم مواضع تجمعاتٍ فوضويةٍ، يُعصى الله فيها، فرُب عِرضٍ خُدِش، وموبقةِ وقَعَت، ومَعصية تمَّت، ومجاهرةٍ حدثت.

    فإذا كان لا يُحمل الأصحاء، لمواقع المرض، خشية العدوى، فمرضى القلوب والنفوس أخطر، وأسرع تأثراً، وتأثيراً، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة» رواه مسلم.

فالنجاء النجاء، والله الله بحماية الأهل والعيال، وإبعادهم عن أماكن السفهاء، وتصرفات الطائشين والحمقى.

عباد الله: صلوا على من أمركم الله .....

المشاهدات 1118 | التعليقات 0