فَإِنِّي قَرِيبٌ

هلال الهاجري
1440/06/15 - 2019/02/20 13:18PM

الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تَتمُّ الصالحاتُ، جَعلَ الأرضَ قرارًا وأحاطَها بسبعِ سمواتٍ، جعلَ فيها أنهارًا وفِجاجًا وجِبالًا راسياتٍ، أخرجَ منها نباتَ كلِّ شيءٍ وقَدَّرَ فيها الأقواتَ، وأَنزلَ الغيثَ مباركًا والفُلكَ في البحرِ جَارياتٍ، نحمَدُه حمدًا يَليقُ بكَمالِ الصِّفاتِ، ونعوذُ بنورِ وجهِه الكريمِ من الهَفواتِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ ذو العرشِ رفيعُ الدَّرجاتِ، حَكيمٌ خبيرٌ خلقَ الكائناتِ وما لها من حركاتٍ وسكناتٍ، سميعٌ بصيرٌ تَستوي في كمالِ سمعِه الأصواتُ، ولا تختلفُ عليه اللغاتُ، ولا تَحجبُ رؤيتَه الظلماتُ، عليٌّ كبيرٌ لا تَضره المعاصي ولا تنفعُه الطاعاتُ، وأشهدُ أن سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، مغلاقُ الشُّرورِ كلِّها ومفتاحُ جِماعِ الخَيراتِ، شمسُ الدُّجى وقَمرُ الليالي الحَالكاتِ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آلِه وصحبِه النُّجومِ الزَّهراتِ، عددَ ما في الكون من ذرَّاتٍ، ومِدادِ ما خَطَّه القلمُ من كلماتٍ، أما بعد:

أيُّها العبادُ ..

مَن منكم له حاجةٌ دينيةٌ أو دُنيويةٌ يُريدُها من ربِّه جلَّ وعلا؟.

ولكنْ أخبرني .. إذا رفعتَ يديكَ وبدأتَ تُحرِّكُ لِسانَك .. ما هو الشُّعورُ الذي يكونُ في قلبِكَ؟.

اسمع إلى هذه الآيةِ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)، أَعِدْ: (فَإِنِّي قَرِيبٌ)، كرِّرْ: (فَإِنِّي قَرِيبٌ)، قِفْ: (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) .. ولنصارحْ أنفسَنا، هل استشعرنا هذا القُربَ عندَ دُعائنا؟.

اسمعوا إلى نبيِّ اللهِ زكريا عليه السَّلامُ عندما استشعرَ قُربَ اللهِ تعالى: (إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا)، نداءً خفيَّاً لا يسمعُه إلا القريبُ سُبحانَه، وماذا يطلبُ؟، يطلبُ الولدَ معَ كِبرِ السِّنِّ وزوجةٍ عاقرٍ، ولكنْ .. عندما استشعرَ القُربَ والإجابةَ، جاءتهُ الإجابةُ: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).

وهكذا يكونُ اللهُ تعالى مع من يدعوهُ وهو مستيقنٌ بقُربِه وإجابتِه، وصدقَ القائلُ:

ما ضَرَّنا بُعدُ السَّماءِ وإنْ عَلَتْ *** ما دُمْـتَ يا رَبَّ الـسَّماءِ قَرِيبُ
أتَضُـرُّنا أبْـوابُ خَــلْقٍ أُغْـلِقَـتْ؟ *** واللهُ نَـطْـرُقُ بَـابَـهُ ويُـجِــيـبُ

يا أهلَ القُرآنِ، متى نَصلُ إلى مرتبةِ الإحسانِ؟، متى نعبدُ اللهَ كأننا نراهُ، فإن لم نصلْ إلى هذه المنزلةِ، فنعبدُه عبادةَ المؤمنِ برؤيتِه لهُ في كلِّ حِينٍ .. عندها سترفعُ يدَك مُستشعراً قُربَ اللهِ تعالى لكَ، وكأنَّكَ تراهُ أمامَك، وسيكونُ للدُّعاءِ حَتماً طعماً آخرَ، ولذلكَ قدَّمَ اللهُ تعالى قولَهُ: (قَرِيبٌ)، على كلمةِ: (أُجِيبُ)، لإنَّ استشعارَ القربِ هو سببٌ من أسبابِ الدُّعاءِ الخالصِ، وعندَها تأتي الإجابةُ كما وعدَ اللهِ تعالى.

يَقولُ أَبو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضيَ اللهُ عَنهُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وسَلَّمَ، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وسَلَّمَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ).

أخبرني ما هو أثرُ قولِه تعالى: (فَإِنِّي قَرِيبٌ) على قلبِك؟ .. هل أحسستَ بحلاوةِ المُناجاةِ؟ .. هل شعرتُ بالأمانِ والطُّمأنينةَ؟ .. هل سيبقى في قلبِكَ خوفٌ أو فزعٌ؟ .. ما رأيكم في رجلٍ في وسطِ الماءِ، بل هو في قاعِ المُحيطِ، وفي داخلِ بطنِ حوتٍ عظيمٍ، فأيُّ جِهازٍ يرصدُ مكانَ التَّحركاتِ؟، وأيُّ وسيلةِ اتِّصالٍ تنقلُ الاستغاثاتِ؟، وأيُّ أداةِ إنقاذٍ تنتشلُه من قاعِ المُحيطاتِ؟، وإنما هو القريبُ السَّميعُ المُجيبُ الدَّعواتِ .. (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فهل النَّتيجةُ: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، إي واللهِ، (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)، الذينَ يؤمنونَ بقربِ اللهِ تعالى وأنَّه يَستجيبُ دعاءَهم.

ها هو موسى عليه السَّلامُ يعودُ من غُربةِ سنينَ، وكانَ قد خرجَ فارَّاً من قتلِ رجلٍ من الأقباطِ، وأرادَ أن يَدخلَ المدينةَ مُتخفِّياً حتى لا يعلمَ برجوعِه أحدٌ، فإذا هو مع موعدٍ مع النُّبوةِ والوحيِّ والنُّورِ والهُدى، ثُمَّ يقالُ له ولأخيهِ هارونَ عليهما السَّلامُ: (اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)، سُبحانَ اللهِ .. من ذا الذي يستطيعُ أن يُواجهَ فِرعونَ بأفعالِه الأثيمةِ، كيفَ وموسى مطلوبٌ لديه في قضيةِ قتلٍ قديمةٍ، (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ)، فماذا أجابَهم القريبُ؟، (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ)، اللهُ أكبرُ.

وَإِذا العنايةُ لا حَظَتكَ عُيونُها *** نَمْ فَالمَخاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمانُ

أيُّها الأحبَّةُ ..

اللهُ قريبٌ وهذا لا شكَّ فيه، ولكن أحياناً قد يكونُ البعدُ مِن جِهتِنا .. فنحتاجُ نحنُ أن نَتقرَّبَ إليه، كيفَ؟، بالمُحافظةِ على الفرائضِ، والازديادِ من النَّوافلِ .. كما جاءَ في الحديثِ: (إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)، وهكذا يتقرَّبُ العبدُ إلى ربِّه، قُربٌ مع قُربٍ، حتى يكونَ وليَّه ومن يستحقُّ الحبَّ .. فطوبى لمثلِ هذا العبدِ.

ومع قُربِ اللهِ تعالى، فإنَّه يكونُ أقربَ لعبادِه في وقتٍ من الأوقاتِ .. ألا وهو في آخرِ اللَّيلِ .. كما جاءَ في حديثِ عَمْرِو ابنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ العَبْدِ في جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ في تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ)، لا إلهَ إلا اللهُ .. فهل نحن ممن يذكرُ اللهَ تعالى في تلكَ السَّاعةِ؟ .. (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

دَعوني أُناجي مَولىً جَليلا *** إذا الليلُ أَرخى عليَّ السُّدولا
نَظرتُ إليكَ بقلبٍ ذَليلٍ *** لأرجو به يا إلهي القَبولا
لكَ الحمدُ والمجدُ والكِبرياءُ *** حَميداً كَريماً عَظيماً جَليلا
تُميتُ الأنامَ وتُحيي العِظامَ *** وتُنشي الخلائقَ جِيلاً فجيلا
خزائنُ جُودِكَ لا تَنقضي *** تُعمُّ الجوادَ بِها والبَخيلا
حبيبُ القلوبِ غفورُ الذُّنوبِ ***  تُواري العيوبَ تُقيلُ الجَهولا

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذَنبٍ فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القَريبِ من التَّائبينَ، النَّاصرِ للمستضعفينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ الأتَّمانِ الأكملانِ على المبعوثِ رحمةً للعالمينَ، وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، أَما بعدُ:

وكما أنَّ اللهِ تعالى يَقربُ من عبدِه في جوفِ الليلِ الآخرِ، فكذلكَ العبدُ يستطيعُ أن يقربَ من ربِّه أيضاً، وذلكَ عندما يسجدُ، قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ)، فكيفَ إذا اجتمعَ قُربُ اللهِ تعالى وقربُ العبدِ في آخرِ الليلِ .. عندَها تُجابُ الدَّعواتِ، وتُنزلُ الرَّحماتِ، وتُغفرُ العَثراتِ، فماذا تنتظرُ والله سبحانَه وتعالى يُناديكَ بقولِه: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).

وهناكَ قربٌ للهِ تعالى من التَّائبينَ .. كما قالَ نبيُّ اللهِ صالحٌ عليه السَّلامِ لقومِه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)، فأمرَهم بالاستغفارِ والتَّوبةِ، وأخبرَهم أنَّ اللهِ تعالى قريبٌ من المستغفرينَ والتَّائبينَ.

فتقرَّبْ إلى اللهِ تعالى يتقرَّبُ اللهُ منكَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى في الحَدِيثِ القُدُسيِّ: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).

وقد يقولُ قائلٌ: كيف أعرفُ قُربي من اللهِ تَعالى؟.

يُجيبُكَ ابنُ القيمِ رحمَه الله تعالى بقولِه: فعلى قَدرِ القُربِ من اللهِ، يكونُ اشتغالُ العبدِ بِهِ.

وصدقَ القائلُ: (إذا أردتَ أن تَعرفَ عندَ اللهِ مقامَك، فانظرْ فيما أَقامَك).

اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنَى، اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا، اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ، اللهم من أرادنا وأرادَ الإسلامَ والمسلمينَ بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدُّعاءِ، اللهم وفِّق إمامَنا ونائبَه وأعوانَه لما تُحبُّ وتَرضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا ربَّ العالمينَ، اللهم وفِّق جميعَ وُلاةِ أمورِ المُسلمينَ للعملِ بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا أرحمَ الرَّاحمينَ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

المرفقات

قريب-3

قريب-3

قريب-4

قريب-4

المشاهدات 3909 | التعليقات 1

ماشاء الله لاقوة الا بالله

خطب تكتب بمداد الذهب
رفع الله قدرك يا شيخ هلال الهاجري وأعلى منزلتك وغفر الله لنا ولك
والله إن خطبك تلامس القلب
جعلها الله في موازين أعمالك الصالحة