وقفات مع زيارة بابا الفاتيكان وحرمة بناء الكنائس

شبيب القحطاني
1440/06/03 - 2019/02/08 11:23AM

الحمد لله الواحدِ الأحد،الفرد الصمَد،الذي لم يلِد ولم يولَد،ولم يكن له كفوًا أحد،تفرّد بالخلق والتدبير،وتعالى عن الشبيه والنظير،فاستحقَّ وحدَه أن يُعبد،أحمده تعالى وأشكره،خلقنا ورزقنا وكفانا وآوانا،وهدانا للإسلام،واختصَّنا ببعثةِ سيّد الأنام،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن لربِّه تعبَّد، أما بعد فيا أيها المؤمنون:إن عقيدة التوحيد هي عقيدة الأنبياء والمرسلين كلِهم لا يختلفون فيها،كما قال سبحانهوَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِفعقيدة التوحيد هي أن تعتقد أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته كما لا شريك له في ألوهيته كما لا شريك له في أسمائه وصفاته.عباد الله:طالعنا الإعلام الفضائي في هذا الأسبوع بزيارة ما يسمى بابا الفاتيكان وهو زعيم النصارى الضالين لدولة الإمارات الشقيقة وما حدث هناك مما يسمى دعوة للتسامح وحرية الأديان وما تبع ذلك من تناقل بين الناس في شبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومتردد وغير مهتم ولكن ولله الحمد فطائفة كثيرة أنكرت هذا الأمر،ولنا مع هذا الحدث وقفات أذكر فيها نفسي وإخواني لأن هذا الأمر خطير جدا لأنه يمس أصل الدين الأساس وهو الإيمان بالله عزل وجل ويمس الركن الركين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.فأول هذه الوقفات:قولهم الأديان السماوية الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام،هو قول يراد به تصحيح دين اليهود ودين النصارى،وهو قول مناقض لأصول الإسلام،ومن اعتقده فهو كافر مرتد عن الدين بإجماع أهل العلم،فيكون المسلم على حذر من ذلك،وقد جاءت النصوص من القرآن والسنة على أن الدين عند الله هو الإسلام كما قال تعالىإِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُوقالوَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَثانيا:لو تنزلنا وقلنا بصحة دين اليهود ودين النصارى لأنها أديان أنبياء،مع التذكير باعتقادنا بأنها دخلها التحريف والتبديل،فإن من وجوب الإيمان بالإسلام دينا اعتقاد أن دين موسى ودين عيسى بل الأديان كلها منسوخة ببعثة نبينا محمدوينه خاتم الأديان كلها وهو المهيمن عليها،وتأملوا عباد الله:لو كان أحد من الأنبياء حيا حين بعثة رسول اللهما وسعه إلا إتباع النبييقول الله جل وعلاوَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ*فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَويقول"لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي"رواه أحمد وصححه الألباني.وكتابه القرآن العظيم هو الحاكم على الكتب كلها يقول تعالىوَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِثالثا:أن من ينادي بهذا الأمر الغالب فيهم إتباع عقيدة الصوفية،وهو ضلال جهال حتى ولو تسمى بعضهم بأنه من أهل العلم وحفظ القرآن،والعجب أنهم يدعون محبة النبيويحيون الموالد ويغلون بحجة محبته حتى يدعونه مع الله،لكن لضلالهم أجازوا لليهود والنصارى دينهم واتقدوا صحته بل جعلوهم إخوانا لهم وترحموا على من مات منهم.ثم هم لبسوا على الناس وعلى بعض ولاة أمر المسلمين هذا الأمر الخطير بدعوى التسامح،وهذا التسامح المزعوم مردود عليهم لأنه تبين أن هذا التسامح يقصدون به التسامح في أعظم الحقوق حق الله عز وجل،ولو نظرت لهم في جانب حقوقهم في عرض أو مال لنازعك  فيه بالقوة والتحاكم إلى القانون والنظام،فاللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.رابعا: يجب اعتقاد كفر اليهود والنصارى وذلك لأدلة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين،قال الله تعالىإِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِوقاللَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَوقاللَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌخامسا:خطورة اعتقاد النصارى في الله جل وعلا حيث ادعوا له الصاحبة والولد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وادعوا أن عيسى ابن الله ولقد كبر هذا الادعاء وعظم على أعظم المخلوقات قال تعالىتَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا*أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًاوكيف لمؤمن بالله ربا أن يعتقد صحة دين من يدعي لله الزوجة والولد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ويجعلهم أخوانا له ويترحم على من مات منهم.اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعلنا ضالين ولا مضلين واختم لنا بالإسلام والإيمان،بارك..

الخطبة الثانية:الحمد لله،لم يتخذ صاحبة ولا ولد،وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له،جعل الإسلامَ طريق الجنّة الأوحَد،وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله،من أطاعه فقد اهتدى ورشد،ومن عصاه فلن يضرَّ إلا نفسه،ولن يضرَّ الله شيئًا.أما بعد فاتقوا الله عباد الله:سادسا:حرمة بناء الكنائس في بلاد المسلمين عامة وفي جزيرة العرب خاصة:أجمع علماء الإسلام على حرمة ذلك وهو المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم،صح أن الرسولقال"لا يجتمع في الجزيرة دينان"وصح عنه أيضًا أنه أمر بإخراج اليهود والنصارى من الجزيرة،وأمر أن لا يبقى فيها إلا مسلم،وأوصى عند موتهبإخراج المشركين من الجزيرة،فهذا أمر ثابت عن رسول اللهوليس فيه شك.وممن حكى الإجماع أبو بكر الطرطوشي المالكي رحمه الله:ونقل عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز أنهم أمروا بهدم الكنائس وحكى الإجماع السبكي الشافعي وشيخ الإسلام ابن تيمية،وقال الإمام محمد بن الحسن صاحب أبوحنيفة:ليس ينبغي أن تترك في أرض العرب كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار.وأمَّا الإمام مالك وأصحابه،فقال في الجواهر:إن كانوا في بلدة بناها المسلمون،فلا يُمكَّنون من بناء كنيسة.وقال الإمام الشافعي:ولا يحدثوا في أمصار المسلمين كنيسة،ولا مجتمعًا لصلواتهم.وقال الإمام أحمد: ليس لليهود ولا للنصارى أن يحدثوا في مِصْرٍ مَصَّرَهُ المسلمون بيعة ولا كنيسة،ولا يضربوا فيه بناقوس.فجزيرة العرب حرم الإسلام،وقاعدته التي لا يجوز السماح أو الإذن لكافر باختراقها،ولا التجنس بجنسيتها،ولا التملك فيها،فضلا عن إقامة كنيسة فيها لعباد الصليب،فلا يجتمع فيها دينان،إلا دينا واحدا هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه ورسوله محمدا.نسأل الله أن يوفق ولاة المسلمين للحفاظ على عقيدة المسلمين وإيمانهم وتوحيدهم لربهم واتباع سنة نبيهوالاعتزاز به.

المرفقات

مع-زيارة-بابا-الفاتيكان-وحرمة-بناء-الك

مع-زيارة-بابا-الفاتيكان-وحرمة-بناء-الك

المشاهدات 994 | التعليقات 0