خطبة مختصر / متماشية مع تعمييم الوزارة / السلامة المرورية والتهور

عبدالله منوخ العازمي
1440/05/07 - 2019/01/13 23:12PM

الخطبة الأولى:

 الحمد لله الذي دلّنا على الخير والرشاد، وحذَّرنا من الظلم والفَساد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ العباد، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله دلَّنا طريقَ السداد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأمجاد وسلم تسليماً إلى يومِ الحشر والمعاد.

أما بعدُ: فاتقُوا الله -أيُّها العباد- ايه المؤمنون قال تعالى

(وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ)، كان الإنسان يقطع للشام أو اليمن شهراً بكل عناء، فسخّر الله لنا هذه المراكبَ، من سياراتِ مريحةِ وسريعةِ تقطعُ المسافاتِ الطويلة بوقتٍ قصير، نعمةٌ من الله لنا أن هيّأَ لنا مركباً تغدُو به وتروح وتقضي به مصالحَك،

وتخيَّل حالَك وقد فقدْتَ هذه النعمةَ فأصبحتَ تحتاجُ إلى هذا وذاك، فللِّه وحدَه الحمدُ والشكر.

والسيارةُ وسيلةٌ يُنتفع بِها للجوانب الإيجابية، وحَرِيٌ بصاحبها أن يجعلَها مجلبةً للخير والنفع، لا أن تكون مفتاحَ شرٍّ أو مصدرَ قلقٍ وإزعاج أو أذى يضرُّ بِها نفسَه وغيرَه، فهي لم تُصَنع إلا لخدمةِ الإنسانِ ونفعهِ، وهي كذلك إن أحسنَ استعمالَها والتزمَ الطريقةَ المثلُى في قيادتِها، والمنهج السليم في استخدامِها، والأدبِ المروري في تنقلاتِه عليها.

 

أيُّها المسلم: السيارة نعمة من الله، لماذا تجحدُها وتستعملُها في المعصيةِ والإيذاء أو للاستعراضِ والإزعاجِ ورفعِ الصوت والمعاكسات وغيرها؟! أهكذا تعاملُ نعمةَ اللهِ عليك؟!

 

عباد الله: هناك نوعٌ من التهور تمارسه فئة من الشباب، والجميع يرى بعضاً من صور ذلك التهور غير المحمود، ففي بعض الإشارات تجد من يأتي مسرعاً ثم يقطع الإشارة متعمداً، وقد يؤدي ذلك إلى وقوع صدام عنيف بين من فتحت له الإشارة وهو يظن أنه يمر آمناً ثم يفاجئ بمن يصطدم به دون وجه حق فيسبب ذلك خسارة في الأرواح والممتلكات.

 

ومنهم من يأتي مسرعاً وقد فتحت الإشارة ثم يمسك فرامل سيارته فيدور دورة سريعة تصدر على إثرها أصوات مزعجة توقع الفزع في قلوب من حضر هذا الموقف، وربما يصطدم بأحد السيارات المارة بجواره بسبب تلك الحركات،

والبعض منهم يكون واقفاً في الإشارة فإذا فتحت داس على البنزين بقوة فتجد عجلات سيارته تدور دورة سريعة تشم على إثرها روائح العجلات من شدة السرعة، فتُصدر على إثر ذلك صوتاً مفزعاً يخيف الكبير والصغير.

وفي بعض الأحيان تجد سيارتين تتنافسان على السباق في الطريق العام، فيسرعون سرعة مخيفة تسبب الارتباك لكل من يكون على نفس طريقهم.

والصور مما يحدث من هؤلاء الشباب كثيرة جداً، والشيء المفزع في ذلك هو وجود شباب صغار يركبون سيارات جديدة وغالية الأثمان، فلا يهتمون بها، ولا يحسنون ركوبها، فيتسببون في كثير من الحوادث المؤلمة.

 

عباد الله اقول قولي هذا واستغفر الله ......

 الخطبة الثانية:

اما بعد : ايه المؤمنون

 

إنَّ الحوادثَ المروريةَ مشكلةٌ كبيرةٌ تعاني منها غالبُ البلاد، والسبب في ذلك ضعف وازع الإيمان في القلوب، ولهثُ كثيرٍ من الشباب بالجري وراء حب الظهور والثناء،

 وعدم حرصهم على ملء فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، فظهرت تلك الحوادثُ المخيفةُ التي تُحزِنُ القلوب، وتُدمي العيون.

إن بعض الشباب -هداهم الله- ممن يتخذ سيارته أداة للفساد والإفساد، يقوم بالتفحيط في الشوارع، وإصدار أصوات من حركة السيارات تسبب الأذى للمسلمين،

وتعرضهم للخطر، ومثل هؤلاء العابثين السفهاء طائشي العقول يجب الأخذ على أيديهم ونزع السيارات من تحت تصرفهم، وتأديبهم التأديب الرادع؛ حتى يرجعوا إلى عقولهم، ويذوقوا وبال أمرهم.

 

وإن كان الذي مكّن لهؤلاء هم أولياؤهم فيجب أن يؤدبوا معهم؛ لأنهم لا يقلون جرماً عنهم حتى يعلم الجميع أن للمسلمين حرمة، وأن للعابثين عقوبة، وأن لكل مجرم جزاءً، وأن هناك سلطةً عادلة تنتصر للمظلوم من الظالم.

هذا وصلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم .......

 

المرفقات

المرورية-والتهور

المرورية-والتهور

المشاهدات 2935 | التعليقات 0