خطبة الاختبارات

د. ماجد بلال
1440/03/29 - 2018/12/07 11:31AM

خطبة الاختبارات

د. ماجد بلال شربه جامع الرحمن بتبوك ‏الجمعة‏، 29‏/ربيع الأول‏/1440

أيها المؤمنون: هذه الأيام هي أيام الاختبارات، والتي تشكل هاجسا عند كثير من أولياء الأمور، وعلينا أن نركز على أسباب الهداية والصلاح، أشد من معالجتنا لظواهر الانحراف.

  • الأولاد هم رأس المال وهم ثمرة الحياة، فكل كد الانسان وشقاؤه وعناؤه من أجل أولاده، ولا خير في المال إذا لم يلق أولادا صالحين، واحرص أن تترك من بعد أولادا صالحين يدعون لك، أكثر من حرصك على ترك مال قد لا يلحقك منه شيء.
  • وإن من أعظم وسائل صلاح الأولاد

تعليمهم تقوى الله سبحانه وتعالى، ولنسمع إلى وصية ذلك الرجل الحيك الذين احتار في العلماء هل هو نبي أو رجل صالح، والاظهر أنه رجل صالح، لكن العجيب أن الله خص سورة في القرآن باسمه، وسطر في هذا الكتب وصاياه العظيمة لابنه وجعلها قرآنا يتلى إلى يوم القياما

وكان من جملة هذه الوصايا، أنه يعلم ابنه تقوى الله ومراقبته والخوف منه بأسلوب رفيع كله حب وعطف وحنان وكلمات حانية، أسلوب يخلوا من السباب والشتام ورفع الصوت ونبرة الغضب، أسلوب كله هدوء وشفقة ورحمة، تجعل من السامع مستمتعا بهذه النصيحة الابوية، يناديه بالطف عباره يا بني، يا ابني، يا حبيبي، فلا تسأل بعد هذا الأسلوب الرائع عن حسن الاستماع وحسن الإجابة يقول الله حاكيا وصية لقمان: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَل) ذرة من غبار صغيرة لا تكاد العين تراها ومع ذلك هذه الذره الصغيرة ٍ (يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَل فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) لا تخفى عليه خافيه، لا يعزب عنه مثقال ذرة ({ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]

{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس: 61] ماذا قال الله بعدها؟ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63]

ومن أعظم وسائل تحقيق التقوى ومراقبة الله، تذكيرهم بصفات الله لأنه كلما زاد علمك الله، زادت خشيتك من الله، لأنه{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]

 

  • الوصية الثانية أن يكون شغلنا الشاغل هو أن نأمر أولادنا بالصلاة

اسمع كيف يثني الله على نبيه إسماعيل عليه السلام ويذكر صفة تميز بها وينبغي لكل ولي أمر أن يتميز بها وأن تكون هي وظيفته الأساسية في أهله

{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا } [مريم: 54، 55]

ولم ينس لقمان الحكيم هذه الوصية العظيمة لابنه فقال له (يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) } [لقمان: 16 - 18]

وهي وصية الله لنبيه محمد r أن يأمر أهله بالصلاة {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]

أمر الله نبيه r بأن يشتغل بوظيفته الأساسية التي خلق من أجلها وهي أن يأمر أهله بالصلاة ولا ينشغل بالرزق أكثر من انشغاله بتربية أولاده ودعوتهم إلى الصلاة والتذكير بها، حتى تكون هي شغله الشاغل، وظيفة الاب والام هي امر الأولاد بالصلاة ، ما ان يبلغ الابن او البنت سبع سنين الا وتؤمر بالصلاة لأمره r {   (مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين ، } رواه أحمد وأبو داود ) . 

ومن أكثر أسباب ترك البعض للصلاة أنهم لم يجدوا في صغرهم من يأمرهم ويحثهم عليها

وكما قال الله {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ ........... إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة: 45]

  • هل سألنا أولادنا إذا رجعوا من المدارس هل اديتم صلاة الظهر؟

هل نحرص على صلاتهم للفجر معنا في المسجد

أن أننا لا نوقضهم إلا للمدارس، وصلاة الفجر تكون أيام الاختبارات فقط لمزيد وقت للمذاكرة وأحيانا جزءا من الليل .

وأخيرا الدعاء لهم فدعوة الوالدين مستجابة، ولنجعل سبنا لأولادنا دعاءا لهم، فلنتعود ولنوص أزواجنا إذا غضبوا على أولادهم أن يجعلوا سبهم لأولادهم، دعاءا لهم بالصلاح والهداية.

فهذا طفل صغير يحمل في يديه الرمل ويجعله في قدر اللحم، فما كان من إمه إلا أن سبته ودعت له وقالت: ( الله يجعلك إماما للحرم) تعيدها وتكررها صابرة محتسبة ذلك اللحم، فابنها أغلى عندها من الف طبخة وذبيحة، فكان إماماً للحرم، إنه الشيخ عبد الرحمن السديس رئيس الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى.

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]

ربنا حبَّبَ إِلَيْنا واليهم الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِهم، وَكَرَّهَ إِلَيْهم الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَواجعلهم منُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7]

أقول قولي هذا .....

 

 

 

الخطبة الثانية:

الوصية الرابعة:

اجعل مجلسك احب المجالس الى اولادك، اجلهم يحبون الجلوس معك اكثر من حبهم الجلوس مع اصدقائهم ، وذلك بالابتسامة والضحك معهم والمزاح ومناداتهم بالكنى، وتشجيعهم، ووعدهم بالهبات والعطايا على انجازاتهم، لا حرج لو اخذتهم في نزهة أو مطعم أو مقهى مما تتطلع انفسهم اليه وحتى لا تكون نلك وسيلة اغراء لهم من اصداق السوء

الوصية الخامسة

لا تعطه السيارة مهما لزم الامر، السيارة تكون فقط في المرحلة الجامعية

الوصية السادسة:كن دائم الاتصال به للاطمئنان عليه.

اللهم احفظ أولادنا واجعلهم صالحين مصلحين يارب العالمين

صلو وسلموا ......

المرفقات

الاختبارات-3

الاختبارات-3

الاختبارات-4

الاختبارات-4

المشاهدات 1299 | التعليقات 0