نِعْمَ زَمَانُ المؤمِنِ الشِّتَاءُ

نِعْمَ زَمَانُ المؤمِنِ الشِّتَاءُ

                                                                       للشيخ / أبوزيد السيد عبد السلام رزق الأزهري

الحمد لله قضى ألا تعبدوا إلا إياه، لا يكشف السوء سواه، ولا يجيب المضطر إلا إياه، نعوذ من سخطه برضاه، وننزل فقرنا بغناه، نستغفره ومن يغفر الذنوب إلا الله، نحمده والحمد من إنعامه، إذْ ذكْرُنا إياه من إلهامه، سبحانه أحصى كل شيء عدداً، ووسع كل شيء علماً، وأحاط بكل شيء رحمةً وعلماً، فلق البحر لموسى الكليم، وجعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا شيء مثلُه، ولا شيء يعجزُه، ولا إلهَ غيرُه، أولٌ بلاَ ابتداء دائمٌ بلا َانتهاء لايفنى ولا يبيدُ، ولا يكونُ إلا ما يريد، لا تبلغُه الأوهامُ ولا تدركُه الأفهامُ، ولا يشبهُ الأنامَ، حيٌّ لا يموت، قيومٌ لا ينامُ، وأشهدُ أنَ محمداً عبدهُ ورسولهُ وصفيهُ منْ خلقهِ وحبيبهُ وخليِلُه صلَّى عليه بارئُ العباد، ما جرت الأقلام بالمداد، وما أمطرت سحبٌ وسال وادِ وآله وصحبه ومن سلك سبيلهم ما دار نجم في فلك ثُمَ أمَا بعد:

                                                                                                 في الشتاء عظة وعبره

جاء فصل الشتاء ببركة مطره وبرودة طقسه الذي يشق على المؤمن أداء الطاعات، في الشتاء، يتساقط المطرُ فيغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب، في الشتاء، ترعدُ السماءُ فتذكر كل طاغٍ بقدرة الجبار، في الشتاء، يدركُ كل قاسٍ أن البرودة قاسيةٌ جداً ، و في الشتاء عظة والشتاء بحد ذاته موعظة ففي شدة برده عبرة وعظة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، والبرد الشديد من زمهرير جهنم كما أن الحرَّ الشديد من سمومها إن البرد والحر ما هو إلا تذكير بالآخرة أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ) ( [1] ) وقد وصف الله سبحانه وتعالى أهل النار وما يتعرَّضون له من عقاب أليم بقوله: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا ﴾ [النبأ: 24 - 26]، وقال الله تعالى: ﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ [ص: 57] ، وفي معنى الغسَّاق قال ابنُ عباس رضي الله عنهما هو: "الزَّمهرير البارد الذي يَحرِق مِن برده"، وقال مجاهدٌ - رحمه الله -: هو "الذي لا يَستطيعون أن يَذوقوه من برده) وروى ابنُ أبي الدنيا في كتابه "صفة النار" أنَّ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "يستغيث أهلُ النار من الحر، فيُغاثون بريح باردةٍ يصدِّع العظامَ بردُها فيَسألون الحرَّ) وأخرج أبو نُعيم في كتابه "حِلية الأولياء" عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ كعبًا رضي الله عنه قال: "إنَّ في جهنم بردًا هو الزمهرير، يُسقط اللحمَ حتى يَستغيثوا بحرِّ جهنم"! يقول أحد الزهاد :- ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ) .

قَامَ زُبَيْدٌ اليامي ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلتَّهَجُّدِ، فَعَمَدَ إِلَى مَطْهَرَةٍ لَهُ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي الْمَطْهَرَةِ، فَوَجَدَ الْمَاءَ فِيهَا بَارِدًا شَدِيدًا كَادَ أَنْ يَجْمُدَ، فَذَكَرَ الزَّمْهَرِيرَ، وَيَدُهُ فِي الْمَطْهَرَةِ، =ذكر الزمهرير فنسي يده في المطهرة= فَلَمْ يُخْرِجْهَا مِنْهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَالِ، فَقَالَتْ: (مَا شَأْنُكُ؟! لَمْ تُصَلِّ اللَّيْلَةَ كَمَا كُنْتَ تُصَلِّي؟!) قَالَ: (وَيْحَكِ! إِنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي هَذِهِ الْمَطْهَرَةِ، فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَرْدُ الْمَاءِ، فَذَكَرْتُ بِهِ الزَّمْهَرِيرَ، فَوَاللَّهِ! مَا شَعَرْتُ بِشِدَّةِ بَرْدِهِ عَلَيَّ حَتَّى وَقَفْتِ عَلَيَّ، انْظُرِي لَا تُخْبِرِي بِهَذَا أَحَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا]. قَالَ: فَمَا عَلِمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ، حَتَّى مَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ). ( [2] ) .

                                                                مشهد مع الحبيب صلى الله عليه وسلم في الشتاء

أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند حسنه الألباني عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ زَمَنَ الشِّتَاءِ وَالْوَرَقُ يَتَهَافَتُ، فَأَخَذَ بِغُصْنَيْنِ مِنْ شَجَرَةٍ، قَالَ: فَجَعَلَ ذَلِكَ الْوَرَقُ يَتَهَافَتُ، قَالَ: فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللهِ، فَتَهَافَتُ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا يَتَهَافَتُ هَذَا الْوَرَقُ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ) ( [3] ).

                                                                                                 آيات الله في الشتاء

 الصواعق: قال تعالى: {وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ} [الرعد:13]. وقد جاء في سبب نزولها أنّ رجلاً من عظماء الجاهلية جادل في الله تعالى فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيش ربّك الذي تدعوني إليه؟ من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته.

الرعد والبرق: عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: «ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله». قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر». قالوا: صدقت ) ( [4] ).

المطر والبرد: قال تعالى: {أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَبصَارِ} [النور:43]. يقول ابن عباس: "كانت السماوات رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات".

                                                            الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ ، قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ ، وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ

قال ابنُ رجب رحمه الله: "إنما كان الشتاءُ ربيعَ المؤمنِ؛ لأنه يَرتَعُ فيه في بساتينِ الطاعاتِ، ويسرحُ في ميادينِ العباداتِ، ويُنـزِّه قلبَه في رياضِ الأعمالِ الميسَّرةِ فيه"  فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة  تحصل له من جوع و لا عطش فإن نهاره قصير بارد فلا يحس فيه بمشقة الصيام ، روي الترمذي بسند صحيح عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ  )) ([5] ) و معنى كونها غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت بغير قتال و لا تعب و لا مشقة فصاحبها يحوز هذه الغنيمة بغير كلفة ، فالصوم في الشتاء البارد لا يحس فيه الصائم بالعطش لبرودة الجو ولا بألم الجوع لقصر النهار، فحقاً إنها لغنيمة باردة، فأين أصحابها؟ و عن الحسن قال : نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه و نهاره قصير يصومه و عن عبيد بن عمير أنه كان إذا جاء الشتاء قال : يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرأوا و قصر النهار لصيامكم فصوموا قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف ، و لهذا بكى معاذ عند موته و قال : إنما أبكي على ظمأ الهواجر و قيام ليل الشتاء و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

                                                                                                 القيام في ليل الشتاء 

قيام الليل في الشتاء له فضائل عظمى، ينالها من تخلى عن لذة نومه، ودفء فراشه وإسباغ الوضوء بماءٍ بارد ليتضاعف أجره، مع إدراك ورده من القرآن، ليشهد عليه قرآن الفجر يوم القيامة

والقيام في الشتاء يشق على النفوس من وجهين أحدهما :  من جهة تألم النفس بالقيام من الفراش عند برودة الجو يترك زوجته الحسناء وفراشه اللين ويتخلي عن لذة النوم ليناجي مولاه عن قتادة : أن عامر بن عبد الله لما حضر  جعل يبكي ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : « ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليالي الشتاء » فليل الشتاء طويل كان السلف يعمرونه بقيام الليل روي البيهقي بسند صححه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ عزّ وجلّ ، ويضحكُ إليهم ، ويستبشرُ بهم : الذي إذا انكَشَفتْ فئةٌ ؛ قاتلَ وراءَها بنفسِه لله عزّ وجلّ ، فإمّا أنْ يُقتلَ ، وإمّا أن يَنصُرَه اللهُ و يكفِيَه ، فيقولُ اللهُ : انظرُوا إلى عبدِي كيف صَبَرَ لي نفسَه؟!والذي له امرأة حسناء ، وفراش لين حسن ، فيقوم من الليل ، [ يقول :] فيذر شهوتَه ، فيذكُرني ويناجيني ، ولو شاءَ رقَدَ ! والذِي يكونُ في سَفَرٍ ، وكانَ معَه ركْبٌ ؛ فسهِرُوا و نصِبُوا ثمّ هَجَعُوا ، فقامَ من السّحرِ في سرّاءَ أو ضرّاءَ) ( [6] ) .

ويضحك رب العالمين لهم عند الطبراني في الكبير بسند حسن  موقوفا  عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ألا إن الله عزَّ وجَلّ يضحك إلى رَجُلَين ؛ رَجُل قام في ليلة باردة مِن فراشه ولحافه ودثاره ، فتوضأ ثم قام إلى صلاة ، فيقول الله عز وجل لملائكته : ما حَمَل عبدي هذا على ما صنع ؟ فيقولون : ربنا رجاء ما عندك ، وشفقة مما عندك ، فيقول : فإني قد أعطيته ما رَجَا ، وأمَّنْته مما خَاف ، وَرَجُلٍ كَانَ فِي فِئَةٍ فَعَلِمَ مَا لَهُ فِي الْفِرَارِ ، وَعَلِمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ : مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ ، فَيَقُولُ : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا ، وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ . أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَا ) ( [7] ) .

وفي صحيح ابن حبان قْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: لا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "رَجُلانِ مِنْ أُمَّتِى يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلِ فَيُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ، فَيَتَوَضَّأُ فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِى هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ مَا سَأَلَنِي عَبْدِى هَذَا فَهُوَ لَهُ ) ( [8] ) .

ثانيا القيام في الشتاء يشق على النفوس  : بما يحصل بإسباغ الوضوء في شدة البرد من التألم و إسباغ الوضوء في شدة البرد من أفضل الأعمال ، أعشق الشتاء لأن تلك القوة التي تجعلك تتخلّص من أغطيتك الدافئة في جنح الليل لتتحمّل برودة المياه، تشعرني بدفء حب الله  في صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ :« أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ » وفي رواية مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " لما نام عمر رضي الله عنه علي فراش الموت وصي إبنه قائلا يا بني عليك بخصال الإيمان قال : و ما هي ؟ قال : الصوم في شدة الحر أيام الصيف و قتل الأعداء بالسيف و الصبر على المصيبة و إسباغ الوضوء في اليوم الشاتي .

في كتاب الزهد للإمام احمد عن عطاء بن يسار قال: قال موسى عليه السلام: يا رب! من هم اهلك الذين تظلهم في ظل عرشك ؟قال: هم البرية أيديهم، الطاهرة قلوبهم، الذين يتحابون لجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم، الذين يسبغون الوضوء في المكاره، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها، ويكفلون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حُرِبَ".

                                                                         قصص عن قيام السلف في الشتاء

وروي عن داود بن رشيد قال: قام رجل ليلة باردة ليتوضأ للصلاة فأصاب ماء باردا فبكى، فنودي: أما ترضى أنا أنمناهم وأقمناك حتى تبكي علينا؟! نعم ، إن الوضوء في جوف الليل موجب لرضا الرب سبحانه ومباهاة الملائكة وفي شدة البرد يتأكد ذلك.

وقال أبو سليمان الداراني:" كنت أصلي في ليلة باردة فأقلقني البرد، فخبأت إحدى يدي من البرد، وبقيت الأخرى ممدودة فغلبتني عيني وأخذتني سنة من النوم فهتف بي هاتف يقول : يا أبا سليمان ، قد وضعنا في هذه ما أصابها ( أي استجبنا لدعائك باليد الممدودة) ولو كانت الأخرى لوضعنا فيها، قال أبو سليمان : فآليت على نفسي ألا أدعو إلا ويداي خارجتان ، حراً كان أو بردا.

وكان صفوان وغيره من العباد يصلون في الشتاء بالليل في ثوب واحد ليمنعهم البرد من النوم، ومنهم من كان إذا نعس صب على رأسه الماء ويقول : هذا أهون من صديد جهنم.

وكان عطاء الخراساني ينادي أصحابه بالليل يقول: يا فلان ، ويا فلان، ويا فلان قوموا فتوضأوا فصلوا ، فقيام هذا الليل وصيام هذا النهار أهون من شرب الصديد، ومقطعات الحديد غدا في النار.

                                                                                                     صدقة الشتاء

هل أحسست يوما بجوع الفقراء والمساكين  ، هل خطر على بالك يوما أنك تلبس أثمن الثياب وغيرك عارٍ لا يملك سترة تستره من حر الصيف وبرد الشتاء  هل تذكَّر أهلُ الجِدَةِ واليسار إخوانهم الفقراء وذوي الحاجة ممن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ممن لمس البرد الشديدُ أجسامَهم واخترقت شدتُه عظامهم رأى مسعر أعرابيا يتشرق في الشمس و هو يقول :

          جاء الشتاء و ليس عندي درهم ... و لقد يخص بمثل ذاك المسلم

          قد قطع الناس الجباب و غيرها ... و كأنني بفناء مكة محرم

 فنزع مسعر جبته فألبسه إياها .

خرج صفوان بن سليم في ليلة باردة بالمدينة من المسجد فرأى رجلا عاريا فنزع ثوبه و كساه إياه فرأى بعض أهل الشام في منامه أن صفوان بن سليم دخل الجنة بقميص كساه فقدم المدينة فقال : دلوني على صفوان فأتاه فقص عليه ما رأى،  

رفع إلى بعض الوزراء الصالحين أن امرأة معها أربعة أطفال أيتام و هم عراة جياع فأمر رجلا أن يمضي إليهم و حمل معه ما يصلحهم من كسوة و طعام ثم نزع ثيابه و حلف : لا لبستها و لا دفئت حتى تعود و تخبرني أنك كسوتهم و أشبعتهم فمضى و عاد فأخبره : أنهم اكتسوا و شبعوا و هو يرعد من البرد فلبس حينئذ ثيابه  الراحمون يرحمهم الرحمن ، وهكذا المؤمنُ يتعاطفُ ويرحمُ إخوانَه المؤمنينَ، فإذا جلستَ أنت وأبناءَك على مائدةِ العشاءِ السَّاخنِ في الليلةِ الباردةِ، قد آواكم بيتٌ دَافئ، وفِراشٌ ناعمٌ، فتذكَّرْ أنَّ لكَ إخواناً أُخرجوا من بيوتِهم قَهراً، فهم نُزلاءُ الخيامِ دهراً، لباسُهم العَراءُ، ولِحافُهم السَّماءُ، فَرُّوا من موتِ السَّلاحِ والحروبِ، فقتلَهم البردُ في الملاجئ والدُّروبِ ، كَانَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى إِذَا أَمْسَى تَصَدَّقَ بِمَا فِي بَيْتِهِ مِنَ الفَضْلِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ مَنْ مَاتَ جُوْعًا فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ، وَمَنْ مَاتَ عُرْياً فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِه).

                                                                    لطف الله تعالى بعباده الصالحين في الشتاء

أن الله تعالي يلطف بعباده  الصالحين في الشتاء فلا يجدون حرا ولا يتألمون من برودة الجو روي ابن ماجه في سننه ضمن كرامات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ فَقُلْنَا لَوْ سَأَلْتَهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ. فَتَفَلَ فِي عَيْنِي ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ)) قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلَا بَرْدًا بَعْدَ يَوْمِئِذٍ ) ( [9] )

كذلك يلطف الله تعالي في الشتاء بالأشعث الأغبر الذي تغلق الأبواب في وجهه تراه في الطرقات عاريا جائعا  ليس له شأن عند الناس لكن مكانته عند الله تعالي عظيمه رب مجهول في الأرض مذكور في السماء ، نسأل الله تعالى أن يلطف بمن الأرض فراشه والسماء لحافه وأن ينزل دفئه على إخواننا المشردين في سوريا وفلسطين وفي مجاهل أفريقيا .

                                                                                        وصية عمريه في فصل الشتاء

كانَ عمرُ بنُ الخطابِ رَضِيَ اللهُ عنه إذا حَضرَ الشتاءُ تعاهدَ الوُلاةَ، وكتبَ لهم كتاباً يُوصيهم بالنَّاسِ، وفيه: (إنَّ الشِّتاءَ قد حضرَ، وهو عدوٌ فتأهبوا له أُهبتَه من الصُّوفِ والخِفافِ والجَواربِ، واتَّخذوا الصُّوفَ شِعارًا ودِثارًا، فإنَّ البردَ عَدوٌ سَريعٌ دُخولُه بَعيدٌ خُروجُه) وإنما كان يكتب بذلك عمر إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه فكان يخشى على من بها من الصحابة وغيرهم ممن لم يكن لهم عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام وذلك من تمام نصيحته وحسن نظره وشفقته وحياطته لرعيته – رضي الله عنه .

وروي عن كعب قال: أوصى الله تعالى إلى داوود عليه السلام: أن تأهب لعدو قد أظلك، قال: يا رب من عدوي وليس بحضرتي عدو؟ قال: بلى، الشتاء .إنه ليس المراد ولا المقصود أن يتقي من البرد فلا يصيبه منه شيء أبدا ولكن المقصود هو البرد الذي يؤذي، لأن الحر المؤذي والبرد المؤذي معدودان من جملة أعداء بني آدم.

ولقد وصف الله سبحانه أهل الجنة بقوله{متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } ( آية 13، الإنسان) فنفى عنهم شدة الحر والبرد ، قال قتادة في تفسيره تلك الآية الكريمة " إن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعا".

                                                                                              كرامات الأولياء مع المطر

قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: احتبس عنا المطر بالبصرة فخرجنا نستسقي مراراً فلم نر للإجابة أثراً فخرجت أنا وعطاء السلمي وثابت البناني ويحيى البكاء ومحمد بن واسع وأبو محمد السختياني وحبيب الفارسي وحسان بن ثابت بن أبي سنان وعتبة الغلام وصالح المزني حتى إذا صرنا إلى المصلى بالبصرة خرج الصبيان من المكاتب ثم استسقينا فلم نر للإجابة أثراً حتى انتصف النهار وانصرف الناس وبقيت أنا وثابت البناني بالمصلى فلما أظلم الليل إذا أنا بعبد أسود مليح دقيق الساقين عليه جبة صوف قومت ما عليه بدرهمين فجاء بماء فتوضأ ثم جاء إلى المحراب فصلى ركعتين خفيفتين ثم رفع طَرْفَهُ إلى السماء وقال: إلهي وسيدي ومولاي إلى كم تردّ عبادك فيما لا ينفعك أَنَفَذَ ما عندك أم نقص ما في خزائنك؟!! أقسمت عليك بحبك لي إلا ما أسقيتنا غيثك الساعة. قال: فما تم كلامه حتى تغيمت السماء وجاءت بمطر كأفواه القِرَب. قال مالك: فتعرضت له وقلت له: يا أسود أما تستحي مما قلت قال: وما قلت؟!! قلتُ: قولك: بحبك لي وما يدريك أنه يحبك قال: تنح عني يا من اشتغل عنه بنفسه أفتراه بدأني بذلك إلا لمحبته إياي ثم قال: محبته لي على قدره ومحبتي له على قدري فقلت له: يرحمك الله ارفق قليلاً فقال: إني مملوك وعلي فرض من طاعة مالكي الصغير قال: فانصرف وجعلنا نقفو أثره على البعد حتى دخل دار نخاس فلما أصبحنا أتينا النخاس فقلت يرحمك الله أعندك غلام تبيعه منا للخدمة قال: نعم عندي مائة غلام للبيع فجعل يعرض علينا غلاماً بعد غلام حتى عرض علينا سبعين غلاماً فلم ألق حبيبي فيهم فقال: عُودا إليَّ في غير هذا الوقت فلما أردنا الخروج من عنده دخلنا حجرة خَرِبة خلف داره وإذا بالأسود قائم يصلي فقلت: حبيبي ورب الكعبة فجئت إلى النخاس فقلت له: يعني هذا الغلام فقال: يا أبا يحيى هذا الغلام ليست له همة في الليل إلا البكاء وفي النهار إلا الخلوة والوحدة فقلت له: لا بد من أخذه منك ولك الثمن وما عليك منه فدعاه فجاء وهو يتناعس فقال: خذه بما شئت بعد أن تبرئني من عيوبه كلها فاشتريته منه بعشرين ديناراً وقلت له: ما اسمك قال: ميمون فأخذت بيده أريد المنزل فالتفت إلي وقال: يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين. فقلت له: والله يا سيدي إنما اشتريتك لأخدمك بنفسي قال: ولم ذلك فقلت: ألست صاحبنا البارحة بالمصلى. قال: بلى وقد اطلعت على ذلك قلت: نعم وأنا الذي عارضتك البارحة في الكلام بالمصلى قال: فجعل يمشي حتى أتى إلى مسجد فاستأذنني ودخل المسجد فصلى ركعتين خفيفتين ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: إلهي وسيدي ومولاي سِرّ كان بيني وبينك أطلعت عليه غيرك فكيف يطيب الآن عيشي. أقسمت عليك بك إلا ما قبضتني إليك الساعة ثم سجد فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فجئت إليه وحركته فإذا هو قد مات رحمة الله تعالى عليه قال: فمددت يديه ورجليه فإذا هو ضاحك مستبشر وقد غلب البياض على السواد ووجهه كالقمر ليلة البدر وإذا شاب قد دخل من الباب وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعظم الله أجورنا وأجوركم في أخينا ميمون هاكم الكفن فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما قط فغسلناه وكفناه فيهما ودفناه. قال مالك بن دينار: فبقبره نستسقي إلى الآن ونطلب الحوائج من الله تعالى رحمة الله عليه ( [10] ) .

جودي علينا يا سماءْ . . جودي علينا بالمطرْ

قد جاءنا فصلُ الشتاءْ . . فصل التجدّدً للشجرْ

فصل الغيوم الراعدةْ . . إذ ترتدي ثوبَ الهطولْ

فصل الثلوج الواعدةْ . . تُهدي القصائدَ للحقولْ

تهدي الحقول سنابلاً . . تنمو وتكبر في فرحْ

تهدي السهول جداولاً . . يرتادها طيرُ المرحْ

هيا استعدي ياجبالْ . . واستقبلي دررَ المطرْ

هيا استعدي ياتلالْ . . للعشبً ينمو للثمرْ

قد جاءنا فصلُ الشتاءْ . . فصل المحبةً والعطا

                                                                                                السنه عند نزول المطر 

من السنة عند نزول المطر أن تدعوا بالمأثور عن النبي صلي الله عليه وسلم وتقول ( اللهم صَيًبا نافعا ) أي اللهم اجعل هذا المطر يصيب المكان َ المناسِبَ من الأرضِ ويكون نافعا منبتاً ، ومن الأدعية ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكامِ والظرابِ وبُطون الأودية، ومنابت الشجر)). وبعد نزوله يقول: ((مُطرنا بفضل الله ورحمته)) .

ومن السنة عند نزول المطروأن تقف تحت المطرِ وتكشفَ عن شيءٍ من ملابسكَ ليُصيبَ المطرُ جسدكَ رجاءَ البركةِ في صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ قَالَ أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَطَرٌ قَالَ فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ. فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ « لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ) أي حديثُ عهدٍ بتكوينِ الله ِإياهُ فالمطرُ رحمةُ وهي قريبةُ العهدِ بخلقِ الله ِ تعالي لها ، وعنِ ابنِ عباسِ رضي الله عنهما أنَ السماءَ مَطَرَتْ فقالَ لغلامهِ أَخرجْ فِرَاشيِ ورحليِ يُصيبُهُ المطرُ فقيل لهُ لم تفعلْ هذا يرحمكَ اللهُ قالَ أما تقرأُ كتابَ اللهِ تعالي " فأُحبُ أن تُصيبَ البركةُ فراشيِ ورحليِ .

 ومن السنة عند نزول المطر أن تدعوا الله تعالي من خيري الدنيا والأخرةِ فإن ذلكَ موضعُ إجابةِ روي الحاكم بسند حسنه الألباني عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ثِنْتانِ ما تُرَدَّانِ الدُّعاءُ عَنْدَ النِّدَاءِ وتَحْتَ المَطَرِ "  .

يسن المسح على النعلين عند الوضوء إذا كنت لبست نعليك على طهارة، أن تمسح عليها يوماً وليلة إذا كنت مقيماً، وثلاثة أيام بلياليها إذا كنت مسافراً، واليوم والليلة يعني: خمس صلوات ) .

سن  النبي أن يقول المنادي في اليوم المطير: (صلوا في رحالكم، صلوا في رحالكم)، حتى يرخص للقوم في الصلاة في بيوتهم، (فصلوا في رحالكم) ورد من حديث ابن عباس أنها بعد: حي على الفلاح، وورد من حديث ابن عمر أنها مكان (حي على الصلاة، حي على الصلاة)، فهذا يحمل على التنوع، فإن قال أحد مكان حي على الصلاة: (صلوا في رحالكم) جاز ذلك، وإن قال أحد بعد حي على الفلاح: (صلوا في رحالكم) جاز له ذلك، فالمراد بالرحال: البيوت، فهكذا يكون هناك ترخيص في التخلف حتى عن الجماعة إذا قال المؤذن: (صلوا في رحالكم)، أما إذا لم يقلها المؤذن فليس ثم وجه للتخلف عن الجماعة، وقد قال النبي: ( هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فأجب، أو لا أجد لك رخصة ).

هذا وصلى الله وسلم على البشير النذير والسراج المنير صلى عليه ربنا وسلم ما استقبلت أودية غيث السما

[1]  ـ  صحيح البخاري ( 4 / 1432 ) .

[2]  ـ  العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (1/ 310، رقم 53].

[3]  ـ  قال الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب حسن لغيره ( 1/ 384 ) [ حسن المشكاة ( 1/ 576 ) .

[4]  ـ  [السلسلة الصحيحة للألباني:1872].

[5]  ـ  حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة  (4 / 1922).

[6]  ـ   صححه الألباني في السلسلة الصحيحة  ( 16 / 3478 ) .

[7]  ـ    قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير ، وإسناده حسن ، وحسنه الالباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 1/ 630 ) .

[8]  ـ    حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 1 / 631 ) .

[9]  ـ  تحقيق الألباني (  حسن بطريقين آخرين في أوسط الطبراني (1/127/1و222/2) و حسنه الهيثمي (9/122) و هذا له شاهد في مسند أبي يعلى (9/374) .

[10]  ـ  المستطرف في كل فن مستظرف  [ جزء 1 - صفحة 323 ] .

المشاهدات 2397 | التعليقات 0