صموا الاذان عن كل حقود

يحيى جبران جباري
1440/02/02 - 2018/10/11 21:42PM

الخطبة الاولى

الحمد لله الذي خلقنا على الإسلام ، وجعلنا من اهل بلد البيت الحرام ، احمده سبحانه وأشكره ، عدد الثواني والدقائق والساعات والأيام ، و أستعينه وأستهديه وأستغفره ، هو المعين على دفع الطوام ، والهادي لمن ضل وسط الفتن والزحام ، والغافر لمن جلب على نفسه الخطايا والآثام ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، الملك الحق المبين العليم العلام ،  واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله ، اخرج الناس من غياهب الشرك والظلام ، إلى نور الهدى والإسلام ، صل الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وأصحابه وأتباعه ، إلى يوم يجتمع الخلق فيه قيام .

ثم أما بعد : فأوصيكم اخوة الاسلام ونفسي المقصرة بتقوى الله ، في السر والعلن ، وفي ظواهر القول والعمل وما منها بطن ، فالحياة الدنيا كلها فتن ومحن ،  والناس فيها ما بين طائع لهوى نفسه ولشهوته مرتهن ، وبين خائف وجل خاضع لربه يبتغي أن تكون الجنة له وطن ، يقول عنهم من عرف حالهم ،،

 إن لله عبادا فطنا ؛؛؛ طلقوا الدنيا وخافوا الفتن ؛؛؛ وانثنوا عنها لما علموا أنها ليست لحي سكنا ؛

(يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم  1 يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد 2 (الحج)

ايها المسلمون : تعلمون يرحمني الله وإياكم ، بأن التدخل في شؤون الغير الا بخير ، مما جاء النهي عنه شرعا وعرفا ، فمن تدخل فيما لا يعنيه ، لقي مالا يرضيه ، يقول ربكم جل وعلا (لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا 34 (الاسراء)  وقال سبحانه ( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد 18(ق)  ويقول عليه الصلاة والسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا اوليصمت ) وقال صل الله عليه وسلم ( من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه ) فهل تفقه قلوب الخلق هذا الأمر وعقولهم تعيه ، حساب الخلق على الله وكل عمله يلاقيه ، بين انا انظر احد المقاطع  ، اذ برجل من غير هذه الدولة ، يقف على منبر في يوم جمعة ، يلقي خطبتيها ، فاستمعت لجزء منها ، فإذا به يشن هجوما على ولاة الأمر في هذه الأرض المباركة ،  يتكلم فيهم ويصنفهم ، بل ويقدحهم ومن السوء يصليهم ، فتعجبت ، وتساءلت هل موعظة الجمعة ، لتذكير الناس بربهم ، وحثهم على طاعته وتقواه ، وتعليمهم امر دينهم ، أم هي للغيبة والنميمة ، وإسماع الناس ، مالا يخصهم ولا يعنيهم ، ما شأن الناس بالناس ، وما شأنه هو وأمثاله ، بما يسبب الريبة للعباد والالتباس ، فقل اعوذ برب الناس ، لن اكون كماه ، انما أريد أن أبين مقصد أمثاله ومبتغاه ، إن تأجيج الناس على الولاة ، بأسه عظيم ، وشره جسيم ،  وضرره مستطير وخيم ، توقفوا عن الحديث به عندهم ، لأن بلاؤه أصابهم ، ودمر أوطانهم ، فبدلا من الخشية على إخوانهم في هذه الدولة ، من أن يصيبهم الشر الذي اصاب غيرهم ، قاموا يروجون ، ويشككون ويشعلون فتيل الفتنة ، بين الشعوب وبين ولاة أمرهم ، والله ما هذا من الدين في شيء ، ولا أمر به الله ، ولا جاء في هدي رسول الله عليه صلوات وسلام الله ،كم عانا رسول الله ، من كفار قريش وكم من أذا منهم لاقاه ، ومع ذلك تلك خطبه عليه الصلاة والسلام ، محفوظة منقولة ، ما سب فيها منهم على منبر الجمعة احدا ، ولا أتى بذكر لما فعلوه وما يفعلوه ، رغم أنه كان مشرعا ، وما اعتلى المنبر الا معلما ومحذرا ومبشرا ، ويكفي شاهدا على هذا ، قوله : ما بال اقوام يقولون كذا وكذا ، فعمن يأخذ معتلي المنابر في هذا الزمن القدوة ، يا ترى ، المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، فهل من يقول عن فلان ، ويتحدث عن فلان ، وفي فلان ، راض عن نفسه ، ومؤد على الكمال أوامر ربه ، حتى يقدح في غيره ، (يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ... 12 (الحجرات)  جاء احد الطلبة الى شيخه في زمن السلف فقال له يا إمام اسمعت عن فعل فلان ويقصد بأنه فعل سوءا ، فقال شيخه لا أريد أن أسمع فأنا لست براض عن نفسي افا أشغلها بغيري ، واليوم اشتغل حتى اصحاب المنابر ، بلحوم البشر ولاة أمر وشعوب ، هدفهم التخريب ، وزعزعة الأمن في هذا البلد الحبيب ، لم يعجبهم أمن الأرض ، وأداء الفرض ، وستر العرض ، فقاموا يشوشون العقول ، ويؤثرون على كل مخبول ، حتى بقولهم يقول ، وكم من شاب من أبنائنا ، ذهب ضحية لقول ، أو فعل غير مسؤول ، نسأل الله الثبات على الحق ونعوذ به من الميول ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رحيم 12(الحجرات) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وبهدي سيد المرسلين ، قلت ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ...

الخطبة الثانية

الحمد لله ، له الحمد كله وله الشكر كله ، كما يحبه ربنا و يرضاه ، وأشهد أن لا إله الا الله وهل من إله الا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، بلغ الدين كما اراد الله ، فعليه من الله أتم سلام وأزكى صلاة ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد يامن قصد بحضوره الله ، اتق الله ، فلن ينجو ولن يفوز الامن اتقاه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا 2 (الطلاق)  عباد الله : اختصارا لما في النفس عن هذا الموضوع ، في قالب موعظة ، لم يلقني به احد ، ولم اقتبسه من غير كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم ، وما كان عليه السلف من احد ، لا ارتجي من ورائه اجرا إلا من الواحد الأحد ، ابناء هذه المملكة خصوصا ومن يعيشون عليها عموما ، صموا أذانكم عن القائلين في آل سعود ، وذهب آل سعود ، وقال ال سعود ، وفعل آل سعود ، فهم ولاة أمرنا ولهم علينا السمع والطاعة ، والملك بيد الله يؤتيه من يشاء ، وماهم الا بشر ، يصيبون ويخطئون ، فما بال الخلق بهم مشغولون ، اعبد ربك واحفظ نفسك ، واسمع وأطع مالم تؤمر بمعصية ، ودع عنك التدخل فيما لا يعنيك ، او الاستماع لما يملونه أولئك المخربون ، لتدمير هذا الوطن المبارك ، بسبب زرع البغض والحقد ، بين الرعية وولاة أمرهم ، وليس المقام ، مقام ذكر لما قدموه لوطنهم ، وشعبهم ، ومقدسات ربهم ، منذ تأسيس هذه الدولة وإلى اليوم ، وهم لم يأمروا ببدعة ، ولم يدعوا إليها ،  ففيما ننكر عليهم ، وأما عن تقلب الرعية ، بين محسن ومسيء ، فحساب العباد على ربهم لا عليهم  ،  والحق اقول ، ان في بيوت كثير منا ، ولدين او ثلاثة ، او اكثر او اقل ، ومع هذا لم نتمكن من ضبطهم ، وإصلاح حالهم ، او حتى السيطرة عليهم ، ثم نطالب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله وهما اثنان ، بضبط ثمانية وعشرين مليونا او يزيدون ،  اين المنصفون ، اتقوا الله في انفسكم ، واحفظوا دينكم ، واطيعوا الله ورسولكم وولاة أمركم ، ولا تضيعوا وطنكم ، وأمنكم ، بسبب ناعقين يريدون السوء بكم ، وبولاة امركم وأرضكم ، كفانا الله شرهم ورد في نحورهم كيدهم ،  وخذوا العبرة من غيركم ،

ثم صلوا وسلموا على نبيكم ، كما أمرتم بذلك في كتاب ربكم ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )  الاحزاب) اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد

.

المشاهدات 992 | التعليقات 0