عاشوراء وعبادة الشكر

هلال الهاجري
1440/01/02 - 2018/09/12 10:27AM

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ وجعلَ الظلماتِ والنورَ، الحمدُ للهِ كما ينبغي لجلالِ وجهِه، وعظيمِ سُلطانِه، الحمدُ للهِ حمدُ الشاكرينَ، والشكرُ له شكرُ الحامدينَ، الحمدُ للهِ حَمداً حَمداً، والشكرُ له شُكراً شُكراً، اللهمَّ لك الحمدُ حتى تَرضى، ولك الحمدُ إذا رَضيتَ، ولك الحمدُ بعد الرِّضى، أحمدُه سبحانَه وقد أحاطَ بكلِّ شيئٍ عِلماً، أهلٌ هو أن يُعبدَ، وأهلٌ هو أن يُحمدَ، وأهلٌ هو أن يُشكرَ، نِعمَه لا تُعدُّ، وخيراتُه لا تُحدُّ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له الحمدُ في الأولى والآخرةِ وله الحُكمُ وإليه تُرجعونَ، إلهٌ الأولينَ والآخرينَ، وهو الذي في السماءِ إلهٌ وفي الأرضِ إلهٌ وهو الحكيمُ العليمُ، الحمدُ للهِ على نعمائه، والشكرُ له على آلائه، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، أعظمَ الحامدينَ، وأكثرَ الشاكرينَ، أثنى على ربه حَمداً، فزاده تَشريفاً ومجداً، اللهمَّ صلِّ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وسلمَ تسليماً كثيراً .. أما بعد:

أيُّها الأحبَّةُ .. دينُنا نصفُه صبرٌ ونصفُه شُكرٌ .. فالمؤمنُ إمَّا في سراءَ فيشكرُ أو في ضراءَ فيصبرُ، كما جاءَ في الحديثِ .. ولكن أيُّهما الأفضلُ الصَّبرُ أم الشُّكرُ؟ .. عَنْ عُمَرَ بنِ السَّكنِ قَالَ: كُنتُ عندَ سفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ رحمَه اللهُ، فقامَ إليه رجلٌ من أهلِ بغدادَ فقالَ: يا أبا محمدٍ، أخبرني عن قَولِ مُطرِّفٍ: لإن أُعافى فأشكرُ، أَحبُّ إليَ من أن أُبتلى فأصبرَ؟، أهوَ أَحبُّ إليكَ، أم قولُ أخيه أبي العَلاءِ: اللهمَّ رَضيتُ لنفسي ما رَضيتَ لي؟، قالَ: فسكتَ عنه سَكتةً، ثم قَالَ: قَولُ مُطرِّفٍ أَحبُّ إلي، فقالَ الرَّجلُ: كيفَ وقد رَضيَ هذا لنفسِه ما رَضيهُ اللهُ له؟، فقالَ سفيانُ: إني قَرأتُ القرآنَ فوجدتُ صِفةَ سُلَيْمانَ عليهِ السلامُ مع العافيةِ التي كانَ فيها: (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، ووجدتُ صِفةَ أيوبَ عليه السلامُ مع البلاءِ الذي كانَ فيه: (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، فاستوتْ الصِّفتانِ، وهذا مُعافى، وهذا مُبتلى، فوجدتُ الشُّكرَ قد قَامَ مَقامَ الصَّبرِ، فلما اعتدلا، كانت العافيةُ مع الشُّكرِ، أَحبُّ إليَ من البلاءِ مع الصبرِ.

وصدقَ رحمَه اللهُ .. فالشُّكرُ هو عبادةُ الأنبياءِ والأصفياءِ من كلِّ جيلٍ .. ولذلكَ فإنَّ المُتَّصِفينَ بها والعاملينَ لها في كلِّ زمنٍ قليلٌ .. كما قالَ ربُّنا العزيزُ الغفورُ: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).

فها هو أولَّ الرُّسلِ يُعلِّقُ وِسامَ الشُّكرِ على صدرِه: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً).

وها هو إبراهيمُ الخليلُ عليه السَّلامُ، يُعطى شهادةً في الشُّكرٍ والإسلامِ: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

ولذلكَ تطلَّعَ إلى هذه المنزلةِ سيِّدُ البشرِ، كما جاءَ في صحيحِ الأثرِ، أنَّ رِجليِّ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من القيامِ كانتْ تتفطَّرُ، وهو الذي قد غُفرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخرَ، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى، قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ، أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا).

عَلِموا أنَّ الشُّكرَ عندَ اللهِ عظيمٌ، وأنَّه سبحانَه عن عبادِه غنيٌ كريمٌ، وأنَّه يُعطي العطاءَ الجزيلَ الوافرَ، ليختبرَ النَّاسَ وليعلمَ الشَّاكرَ من الكافرِ، وهكذا كلُّ إنسانٍ هو بينَ الشُّكرِ والكُفرِ، كما قالَ تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)، واسمعْ إلى هذا الموقفِ لنبيِ اللهِ سُليمانَ عليه السَّلامُ:

(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)، صدقَ عليه السَّلامُ: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ).

أَوليتني نِعَماً أَبوحُ بشُكرِها *** وكَفيتني كَلَّ الأمورِ بأسرِها
فلأشكرنَّكَ ما حَييتُ وإن أَمت *** فلتَشكرنَّك أَعظمي في قَبرِها

فيا فوزَ من كانَ شاكراً لربِّه الغفورِ الودودِ .. ويا خسارةَ من أطاعَ إبليسَ العدوَّ اللَّدودَ .. الذي وعدَ عندما علمَ أنَّه من السَّماءِ مطرودٌ .. أنَّه سيسعى ليكونَ الكثيرُ عن الشُّكرِ مصدودٌ .. (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)، علمَ منزلةَ الشُّكرِ فأرادَ صرفَ العبادَ عنها .. وللأسف .. أنَّه حقَّقَ هدفَه بسببِ غفلةِ بني آدمَ، كما قالَ تعالى: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ).

هل تعلمونَ أيُّها الأحبَّةُ .. أن الشُّكرَ سببٌ لبقاءِ النِّعمِ وزيادتِها، وبقاءِ الأمَّمِ وسيادتِها، كما قالَ ربُّنا عزَّ وجلَّ: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فليسَ غيرَ الشُّكرِ إلا الكفرُ، وليسَ بعدَ الكفرِ إلا العذابُ .. ولذلكَ فإنَّ الشُّكرَ أمانٌ من عذابِ اللهِ تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)، بل لو نزلَ عذابُ اللهِ تعالى على قومٍ أو على بلادٍ، فإنَّ أهلَ الشُّكرِ يُنجيهم ربُّ العِبادِ: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ)، قالَ قتادةُ رحمَه اللهُ: (إنَّ اللهَ جلَّ ثناؤه لا يُعذِّبُ شَاكرًا ولا مؤمنًا).

والسؤالُ الصَّعبُ: كيفَ نستطيعُ أن نشكرَ نعمِ اللهِ تعالى وهي لا تُحصى؟: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) .. كيفَ نستطيعُ أن نشكرَ اللهِ تعالى ونحنُ نتقلَّبُ في نعمِهِ ليلاً ونهاراً؟ .. كيفَ نستطيعُ أن نشكرَ ونحنُ لا نشكرُ إلا بما أعطانا من النِّعمِ .. من هَداكَ إلى ذِكرِه؟ .. من أعانَكَ على شُكرِه؟ .. من أعطاكَ العقلَ الذي فيه تفكَّرتَ .. ثُمَّ حرَّكَ منكَ اللِّسانَ فشكرتَ .. بل، كيفَ نستطيعُ شُكرَ اللهِ تعالى وشُكرُه نعمةً تحتاجُ إلى شُكرٍ؟ وهكذا تتجدَّدُ النِّعمُ بتجدُّدِ الشُّكرِ، فمتى سنشكرُ؟.

إذا كانَ شُكْري نِعمةَ اللهِ نِعمةً *** عليَّ لهُ في مثلِها يَجبُ الشُّكرُ
فكيفَ بُلُوغُ الشُّكرِ إلا بفضلِهِ *** وإن طالتِ الأيامُ واتَّصلَ العُمْرُ
إذا مَسَّ بالسَّراءِ عمَّ سُرورُها *** وإن مسَّ بالضَّراءِ أَعقبَها الأجرُ 

فعلينا أن نَستشعرَ تقصيرَنا، وأن نؤديَ الشُّكرَ بقلوبِنا: خضوعاً واستكانةً، استشعاراً لقولِه عزَّ وجلَّ: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)، وباللسانِ: ثناءً واعترافاً، كما قالَ تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، وبالجوارحِ: طاعةً وانقياداً، كما أمرَ سُبحانَه: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا)، ثُمَّ لنعلم أنَّ اللهَ تعالى يرضى عن عبدِه حتى مع التَّقصيرِ، ما دامَ أنَّه مشغولاً بشُكرِ مولاهُ القديرِ، كما قالَ تعالى: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ).

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بالآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ قَولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم، ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ حمدُ الشَّاكرينَ، وأُثني عليه سبحانَه ثناءَ الذاكرينَ المخبتينَ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه إمامَ الشاكرينَ وقُدوةَ الموحدينَ، وأفضلُ من قامَ للهِ تباركَ وتعالى بالشكرِ والذِّكرِ، فصلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعلى آلِه وأصحابِه أجمعينَ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ .. أما بعد:

من تأمَّلَ كتابَ اللهِ تعالى، وجدَ أن أكثرَ القَصصِ تِكراراً هي قِصةُ موسى عليه السَّلامُ وفِرعونَ، وفيها مِثالٌ حيٌّ للشُّكرِ والكُفرِ .. فقد أهلكَ اللهُ تعالى فِرعونَ الأثيمَ، الذي كفرَ ولم يشكرْ ما أعطاهُ من النَّعيمِ: (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، ثُمَّ ما هي نهايةُ الجاحدِ لنِعمِ اللهِ؟، (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ).

واسمع إلى الوصفِ الأليمِ للمشهدِ بعد هلاكِ الكافرينَ: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ).

وأما الشُّكرُ .. فقَدِمَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ المدينةَ، فَوَجدَ اليهودَ صيامًا يومَ عاشوراءَ، فقالَ لهم: (ما هذا اليومُ الذي تصومونَه؟)، قالوا: هذا يومٌ عظيمٌ، أنجَى اللهُ فيه موسى وقومَه، وغرَّقَ فرعونَ وقومَه، فصامَه موسى شُكرًا، فنحنُ نصومُه، فقالَ: (فنحنُ أحقُّ وأولَى بمُوسَى منكم)، فصامَه وأمرَ بصيامِه، وقالَ: (لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ)، أَيْ: معَ العاشرِ مخالفةً لليهودِ، يومٌ عظيمٌ من أيامِ الشُّكرِ قد خلَّدَه اللهُ تعالى في كتابِه الكريمِ، وجعلَ في صيامِه الأجرَ العظيمَ، فقالَ: (صيامُ يومِ عاشوراءَ أحتسِبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السَّنةَ التي قبلَه)، فصوموا عاشوراءَ شُكراً للهِ العزيزِ الغفورِ، وتذكَّروا قولَه تعالى: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).

اللهم آتِ نفوسَنا تقواها وزكِّها أنت خيرُ من زكاها أنت وليُها ومولاها، اللهم إنا نسألُك الهُدى والسدادَ، اللهم إنا نسألُك الهُدى والتقى والعفافَ والغِنى، اللهم أصلح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ والموتَ راحةً لنا من كلِ شرٍ، اللهم إنا نسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذُ بك من الشرِ كلِه عاجلِه وآجلِه ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهمَّ آمنا في أوطانِنا وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعل اللهمَّ ولايتَنا فيمن خافك واتَّقاك واتَّبعَ رِضاكَ يا أرحمَ الراحمينَ، ربنا إنا ظلمنا أنفسَنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرينَ، عبادَ اللهِ اذكروا اللهَ يذكركم، واشكروه على نعمِه وآلائه يزدكم، ولذكرُ للهِ أكبرُ، واللهُ أعلم بما تصنعونَ.

المرفقات

وعبادة-الشكر

وعبادة-الشكر-2

وعبادة-الشكر

وعبادة-الشكر

وعبادة-الشكر-2

وعبادة-الشكر-2

المشاهدات 3402 | التعليقات 1

تعديل بسيط على الخطبة.