" تاج الأصحاء"

عبدالله منوخ العازمي
1439/12/26 - 2018/09/06 17:37PM

(تاج الأصحاء)

 

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.أما بعد:فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فتقوى الله تزيدُ النِّعَم، وتدفعُ النِّقَم.    عباد الله : حديث اليوم عن نعمة من النعم لا يحس

 

بوجودها الا الذي فقدها !

 

ايه الاخوة الكرام

 

عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال ( سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال لي ( يا عباس , يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة)

 


" لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر " .... بهذه الكلمات الندية الجلية كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلن بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الإسلام الواضحة تجاه قضية السراء والضراء ..

 

قضية البلاء والابتلاء , ليكشف للدنيا كلها وسطية هذا الدين ومنهجه المتوازن المتناسق في كل أبعاده مع كيان الإنسان ...هذا الإنسان الضعيف الذي قد تخدعه بعض لحظات الصفاء فيتمنى لو طهره الله من الذنوب في الدنيا فيعجل له البلاء والعقوبة , وهيهات أن يكون تمني البلاء مما يرضاه الله ولا رسوله

بل باب التوبة والعافية خير وأبقى , هذا فضلا على أن المرء لا يعلم مآل أمره إذا تمنى البلاء هل يصبر أو يضعف , بل إن تمنى البلاء فيه من صورة الإعجاب بالنفس والاتكال على القوة والوثوق بها وترك الاستعانة بالله , فنسأل الله العافية والسلامة التي لا يعدلها شيء         

يقول ابن الجوزي : "السعيد من ذل لله وسأل العافية , فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق , إذ لابد من بلاء , ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله ,

 

قال المباركفوري في شرح الترمذي : في أمره صلى الله عليه وسلم للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئا يسأل الله به دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام , والعافية هي دفاع الله عن العبد , فالداعي بها قد سأل ربه دفاعه عن كل ما ينويه , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عمه العباس منزلة أبيه ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده ففي تخصيصه بهذا الدعاء وقصره على مجرد الدعاء بالعافية تحريك لهمم الراغبين على ملازمته وأن يجعلوه من أعظم ما يتوسلون به إلى ربهم سبحانه وتعالى ويستدفعون به في كل ما يهمهم ,

ثم كلمه صلى الله عليه وسلم بقوله "سل الله العافية في الدنيا والآخرة" فكان هذا الدعاء من هذه الحيثية قد صار عدة لدفع كل ضر وجلب كل خير والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا


ومن أشهر هذه الأحاديث الصحاح قوله صلى الله عليه وسلم ( ما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية )

 

وقال صلى الله عليه وسلم ( سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية)


ثم إنه جمع بين عافيتي الدنيا والدين لأن صلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين , فاليقين يدفع عنه عقوبة الآخرة والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه


وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها و إن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية)

, بل لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح : " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي ؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "

وكان عبد الأعلى التيمى يقول : " أكثروا من سؤال الله العافية فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء , وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس , وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم , ولو كان البلاء يجر إلى خير ما كنا من رجال البلاء , إنه رب بلاء قد أجهد في الدنيا وأخزى في الآخرة , فما يؤمن من أطال المقام على معصية الله أن يكون قد بقى له في بقية عمره من البلاء ما يجهده في الدنيا ويفضحه في الآخرة" 
ولما كانت الصحة والعافية من أجل نعم الله على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق ,

 فحقيق لمن رزق حظا من التوفيق مراعاتها وحفظها وحمايتها عما يضادها

 

وقد أرشد  النبي إذا رآ ى مبتلى بمرض أو غيره

 

ماذا يقول : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال

 

((من رآى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك

 

به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا: لم يصبه ذلك البلاء

اخرجه الطبراني في الاوصط.

 

 وعن عبد الله بن محصن الأنصارى رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا "

 

عباد الله:

 اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب

فاستغفروه انهوا هو الغفور الرحيم ......

 

الخطبة الثانية

 

ايه الاخوة الكرام من منا لا يصيبه المرض ،

 

وإذا  مرض الانسان كيف يرقي نفسه ؟

 

سأل ابن باز  رحمه الله ماذا يقول الإنسان إذا أراد أن يرقي نفسه؟

 

فأجاب- قول ما أرشد إليه النبي بقولرب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيني.


ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق،

 

 وكان النبي ﷺ يرقي نفسه في كفيه عند النوم إذا اشتكى شيئا، وذلك بقراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِو قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (ثلاث مرات)، ويمسح بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده (ثلاث مرات .

 

ويرقي نفسه ايضاً ، بأعضم سورة في القرآن وهي ( الفاتحة )

 

ورد في الحديث الصحيح أن صحابة من صحابة النبي ﷺ

 

كانوا في سفر ، فمروا بقرية فطلبوا أن يستضيفوهم فأبوا أن

 

يضيفوهم فلدغ سيد أولائك القوم فبحثوا عن علاج لهوا فلم يجدوا

 

لهوا سبباً ، فأتوا إلى هاؤولاء القوم ،  وقالوا لقد لدغ سيدنا فهل

 

عندكم من دواء مباشرة الصحابة لم يترددوا هذا الامر مستقر في

 

أذهانهم أن القرآن شفاء للأبدان وشفاء للصدور

 

فقام احد الصحابة فقال نعم أنا راقاً ولكن لن أرقيه حتى تجعلوا

 

لنا جعلاً لأننا طلبناكم أن تضيفونا فأبيتم  قالوا نعم فجعلوا لهم

 

قطيعاً من الغنم  ، فقام الصحابي الى سيد أولاؤك القوم

 

الرواية فقرء عليه سورة الفاتحة وتفل أو نفث

 

فقرأ سورة الفاتحة ونفث معها

 

قال الراوي فقام فكأنما نشط من عقال ولم يصب بأمر

 

يعني كأنما لم يصبه شيء أو تصبه علة فتعجب أولائك القوم

 

فأعطوهم قطيع الغنم فقالوا والله ما نأخذ منه شيئاً حتى نستأذن

 

رسول الله ﷺ فأتوا الى النبي ﷺ فأخبروه بالخبر

 

فقال عليه ﷺ وما يدريك لعلها رقية خذوها واضربوا

لي معكم بسهم فضحك الصحابة

 

 

ماذا نأخذ من هذا الحديث

 

نأخذ أن النبي ﷺ اقرهم بالعلاج بالفرآن

 

ونأخذ ايضاً ان الفاتحة في حد ذاتها علاج

 

يقول ابن القيم رحمه الله –

 

وقد أصبة بمكة بداءٍ في الرأس فبحثت عن الاطباء فما وجدت

 

فكنت أقرء سورة الفاتحة  يقول رحمه الله فأرى لها تأثيراً عجيباً

 

وكنت أصف هذا الامر لبعض أصحبي فيرون لسورة الفاتحة

 

تأثيراً عجيب  وعظيم وهذا من فضل الله جل وعلى

 

على هذه الامة ان جعل هذا القرآن العظيم هداً وشفاءً

 

كم أخبر الله سبحانه وتعالى ( وننزل من القرآن ما هو  شفاء

ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً))

فإذا أصيب العبد بهمٍ أو بغمٍ أو بحزن أو بمرض من أمراض

 

الدنيا سواءاً في بدنه أو سواءاً في قلبه فليلجأ الى القرآن

 

فوالله ما لجأ إليه عبد والله ما لجأ عبد الى  الله جل وعلى

 

في تلاوة كتابه مع صدق الجوء الى الله جل وعلى إلا

 

فرج الله همه وشفاه سبحانه وتعالى من سقمه ولهذا يأتي هنا

 

قضية اليقين بالله سبحانه وتعالى ......

 

 

ايه الاخوة

 

شكا أحد الصحابة الى النبي ﷺ وجعا يجده

 

في جسده منذ أسلم ، فقال له ﷺ : " ضع يدك على الذي تألم

 

من جسدك ، وقل : بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله

 

وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".

 

والحاديث كثيرة 

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد ﷺ

اللهم أعز الاسلام والمسلمين,,........

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المشاهدات 719 | التعليقات 0