خطبة عيد الفطر المبارك 1439هـ

طلال شنيف الصبحي
1439/09/29 - 2018/06/13 20:40PM

                      خطبة عيد الفطر المبارك (الجمعة) 1 / 10 /  1439ه

الْحَمْدُ لِلهِ ذِي الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ؛ مَالِكُ الْمُلْكِ، وَمُدَبِّرُ الْأَمْرِ، لَا خُرُوجَ لِمَخْلُوقٍ عَنْ أَمْرِهِ، وَلَا يَقَعُ شَيْءٌ إِلَّا بِعِلْمِهِ، رَفَعَ أَقْوَامًا وَوَضْعَ آخَرِينَ: ( فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاواتِ وَالْأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ وكبره تكبيراّ) اللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ,لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ اللهُ أكبَرُ كَبِيرا، والحمْدُ للهِ كثيرا، وسُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، وَصَلَّى اللهُ وسلم على نَبِيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما كَثِيراً إلى يوم الدين. أما بعد فاتقوا الله يا عباد الله والهجوا بحمد الله وشكره وتكبيره فهذا يوم الحمد والشكر والثناء بإتمام الصيام وإكمال العدة "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون"

      اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ,لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ, وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ

عباد الله :يوم عظيم ، ومحفل جليل ، مناسبة كريمة ، وعيد سعيد , سماه الله (يوم الزينة) وجعله يوم فرح لأهل الإيمان ، وميقات سعادة لأهل الرضوان ,يفرحون يوم أن منّ الله عليهم بإتمام القيام والصيام , ويأملون عظيم الأجر عند وضع الميزان , وللصائم فرحتان, فرحة عند فطره, فرحة عند لقاء الرحمن .
أيها المسلمون: لقد خصكم الله بعطايا وهبات لم يجعلها لأمة قبلكم ،(أنتم توفون سبعين أمة أنتم أكرمها وأفضلها على الله)  كما صح بذلك الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام .
شريعتكم كاملة، ودينكم قويم ،حنيفية سمحة ،وسبيل مستقيم ، السعيد من اتبع هذا الشرع ، واستقام على هذا النهج , والموفق من تمسك بهذه الملة ،واتبع نبي هذه الأمة ، قال سبحانه : (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى، وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )
عباد الله: لقد قام هذا على دعائم عظيمة، وركائز جليلة، يؤدي بها العباد حق ربهم، وتقوي العلائق بينهم، وتهديهم سبل الرشاد .وإن من أعظم دعائم هذا الدين ..الصــــــلاة ..فهي الركن العظيم، والفريضة الجليلة، بها تقبل سائر الأعمال، وبدونها يبوء المرء بالخسران, ،جاء في الحديث (إن أول ما يحاسب العبد عن الصلاة فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر) هي أعظم ما تُرفع به الدرجات, وتكفر به الخطيئات .شرعها الله في أرفع مكان, وجعلها على هيئة لم يجعلها لغيرها من فرائض الإسلام, هي الفرقان بين أهل الكفر وأهل الإيمان يقول عليه الصلاة والسلام "بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة" عهد الله المتين, وصراطه المستقيم فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه والسلام أنه قال: "خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه" رواه ابو داود.ما حافظ عليها إلا مؤمن يخشى ربه, وما فرط فيه إلا ضال مستخف بشرعه, ولقد مدح الله أهل الصلاة, المحافظين عليها بقول (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) وقال واصف حال المفرطين "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا‏}‏ قال شيخ الإسلام في تفسير هذه الآيه: المراد بالوعيد من أضاع الواجب في الصلاة لا مجرد تركها, فكيف بمن تركها بالكلية أو أضاع بعضها, وفرط في شأنها, فاجعل – يا عبد الله – هذه العبادة أعظم أمر في نفسك, وأهم المهمات في حياتك, وأبشر بخيري الدارين, والسعادة في الحياتين .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

عباد الله: من مظاهر العيد الجميلة التزاور والتلاقي والتحاب ما أجمل تلك البيوت التي فتّحت أبوابها لاستقبال الزائرين، وتلك الأيدي البيضاء التي تصافح يدي إخوانها .العيد فرصة لإزالة الشحناء والعداوة والبغضاء .العيد فرصة للتلاقي بعد الانقطاع، والمحبة بعد الجفاء .العيد يومُ الأرحامِ يجمعُها على البرِ والصلةِ, يجمعُها على التسامحِ والتزاورِ والتصافح. العيد يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسى أضغانَها، فتجتمعُ بعد افتراقٍ، وتتصافى بعد كدرٍ، وتتصافحُ بعد انقباضٍ, ليقل لكلِ واحدٍ منا لقرابتِه عفوتُ عنكم للهِ, رجاءَ ما عند الله: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) عفوتُ وصفحتُ عنكم امتثالاً لأمرِ الله، ورجاءَ مغفرتِه:(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

استبدلوا القطيعة بالصلةِ والعفوِ والصفح عما كان.وابشروا بالعفوِ والمغفرةِ والرضوان.والوصلِ من الرحيمِ الرحمن..والأجورِ الكثيرةِ من الكريمِ ذي الامتنان..والبركةِ في العمرِ والمالِ والأهلِ والأوطانِ, قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ). رواه البخاري.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أما -أنت أيتها الأخت المسلمة- فأنت في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة، أنت معلمة الحياء والعفة، وبانية الرجال والأسرة، وطريق السكن والمودة.

أيتها الأخت المسلمة، حجابُكِ حجابُ لكِ، لقد أكرمك الله ففرض عليك الحجاب فصرت إن ارتديت الحجاب الشرعي الساتر غير الفاتن محتسبة ذلك عند الله، فأنت في عبادة حتى تنزعيه،(يا أيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وأوصيكن بكثرة الاستغفار والصدقة، فقد اطّلع رسول الله على النار فرأى أكثر أهلها النساء، فأوصى النساء بالصّدقة وكثرة الاستغفار. وإليك هذه البشرى من النبي والتي تسهل لكِ طريقاً إلى الجنة بإذن الله، فعن عبد الرحمن بن عوف ري الله عنه قال: قال النبي : (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت). ولقد اصطفاكن الله بهذا الفضل دون الرجال. اللهم احفظ نساء المسلمين، ومن أرادهن بسوء فاجعل تدبيره تدميرًا عليه يا رب العالمين.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

عباد الله : لقد وافق العيد هذا العام يوم الجمعة فيجوز لمن حضر العيد أن يصلي جمعة أو أن يصلي ظهرًا؛ لما ثبت عنه أنه رخص في الجمعة لمن حضر العيد، وقال: ((اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شهد العيد فلا جمعة عليه))، ولكن لا يدع صلاة الظهر، والأفضل أن يصلي مع الناس جمعة، فإن لم يصل الجمعة وجب عليه أن يصلى ظهرًا في بيته.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

اللهم إن عبادك هؤلاء قد قصدوا إليك وابتكروا، واجتمعوا تعرضًا لرحمتك وانتظروا، اللهم فحقق أملهم، واغفر لهم واجمع شملهم، وأصلح ذات بينهم. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاً طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وولي أمرنا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ،وأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فيما رزقتنا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن في أمن وإيمان، وبر وإحسان،وصحة وعافية على طاعة واستقامة يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا من الذين قبلت منهم رمضان وأعتقتهم من النيران، اللهم واجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا، فغفرت له ما تقدم من ذنبه، اللهم إنا نسألك أن تفرج عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فرجًا عاجلاً غير آجل، اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين, وارحم اللهم موتى المسلمين.اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا. ومن كل بلاء عافية, اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}وعيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم،وكل عام أنتم بخير,وأعاد الله علينا وعليكم من بركات العيد، وأعاده الله على أمة الإسلام بالعز والنصر والتمكين، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات 1296 | التعليقات 1

المرفق هنا

المرفقات

https://khutabaa.com/forums/رد/306141/attachment/%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b7%d8%b1-1439%d9%87%d9%80

https://khutabaa.com/forums/رد/306141/attachment/%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b7%d8%b1-1439%d9%87%d9%80