خطبة عيد 1439 ( 1 ) توجيهات عامة

صالح العويد
1439/09/27 - 2018/06/11 14:27PM

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.

الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأراضين، ومالك يوم الدين، الحمد لله المتفرد بالعظمة والكبرياء والعطاء والبقاء. الحمد لله الذي أمدَّ في آجالنا، وبلغنا تمام شهرنا، فله الحمد كثيرا وله الشكر كثيرا،

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ؛ شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ لَا يَلُوذُ بِهِ عَبْدٌ فَيَخِيبُ، وَلَا يُنَاكِفُهُ مُسْتَكْبِرٌ فَيَطِيبُ: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ). وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أرسله رحمة للعالمين، وسراجا للمهتدين، وإماما للمتقين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين rوعلى آله وصحبه، وعلى كل من اهتدى بهديه، وسار على نهجه، واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين أَمَّا بَعدُ:فَاتَّقُوا اللهَ -أُمَّةَ الإِسلامِ-، وَاحمَدُوهُ عَلَى إِتمَامِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَاشكُرُوهُ عَلَى مَا آتَاكُم، وَكَبِّرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُم، أَكمَلَ لَكُمُ الدِّينَ، وَأَتَمَّ عَلَيكُم النِّعمَةِ، وَبَعَثَ فِيكُم خَيرَ نَبيٍّ، وَجَعَلَكُم مِن خَيرِ أُمَّةٍ، وأَنزَلَ عَلَيكُم الكتابَ وَالحِكمَةَ، بَسَطَ رِزقَكُم، وَأَظهَرَ أَمنَكُم، وَأَحسَنَ مُعَافَاتَكُم، وَمِن كُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ أَعطَاكُم، فَافرَحُوا بما خَصَّكُمُ بِهِ دُونَ غَيرِكُم،(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتكُمْ مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفَاءٌ لما في الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

اللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عباد الله: اتَّقُوا اللهَ وَتَمَسَّكُوا بما أَنتُم عَلَيهِ مِن التَّوحِيدِ وَصَفَاءِ العَقِيدَةِ،فإِنَّهُ لا سَبِيلَ لأَمنٍ، وَلا استِقرَارَ، َلا رَاحَةَ لِقُلُوبٍ،وَلا اطمِئنَانَ لِنُفُوسٍ،إِلاَّ لأَهلِ تَوحِيدِ اللهِ،المُتَوَكِّلِينَ عَلَيهِ (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوْهُم فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ*فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضلٍ لم يَمسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) فاشكروا الله كثيرًا واحمدوه على نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام، واحذروا فُجاءة نقمته، احذروا تحوّل عافيته، احذروا زوال نعمته، فليس بيننا وبين الله نسب، بل إيمان وتوحيد, حَذَارِ مِنَ الظُّلمِ وَالطُّغيَانِ، وَكُفرِ النِّعمَةِ وَالنِّسيَانِ، جَرِّدُوا التَّوحِيدَ للهِ، وَنَقُّوا القُلُوبَ مِنَ الشِّركِ وَالشَّكِّ وَالنِّفَاقِ، وَخَلِّصُوهَا مِنَ التِّعَلُّقِ بِغَيرِ اللهِ، فلا عَهدَ عِندَ اللهِ لأَحَدٍ إِلاَّ لِمَن أَقَامَ دِينَهُ،

اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

يا أهل العيد: ليهنكم الشرف, ومن يُدانيكم فيه, ليهنكم الفخر ومن يساميكم فيه, شرفُ الإسلام والانتسابِ إليه, فمهما حاول الأعداء طمس نوره, وإخفاء شمسه, يعود لهم ساطعاً, ويبرز لهم جذَعاً.حين ترى الجهود المبذولة لحرب الدين ووأد الإسلام والمسلمين, وتبهرك قوتها, وتهولك طرائقها, فلن تجد أبلغ من مَثَلِ القرآن حين شبَّه هؤلاء الواقفين في طريقه فقال ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) إنه نورٌ يملأ الكون كله, ويحاول هؤلاء أن يطفئوا النور العظيم بنفخ بأفواههم, فأنى لهم !
رأينا في رمضان ملايين المصلين في كلّ مكان, في شرق الأرض وغربها, تنتصب أقدامهم لربهم, تهطِل دموعهم, وتخرّ جباهم لربهم, فتتحطم تحت تلك الأقدامِ كلُّ جهود أهل الشر ينفق أهل الضلال الملايين لصرف تدين الناس, وتشويه الدين وأهل الدين, فلا يزال الناس مستمسكين, ولأهل الصلاح والاستقامة مجلّين.
يسعى المفسدون لتغريب المجتمع, وإغراقه بالآثام,,والإعصاروالأوصار فتأتي عباداتهم تحط عنهم الأوزار, وليخرجوا خفافاً من الآصار.
إنه دين الله, إذا حورب اشتد, وإذا ترك امتد, وصدق ربنا (والله متم نوره ولو كره الكافرون)نعم نمرّ بمكدرات كثيرة, وتحيط بنا أطماعٌ رهيبة, ولكن هذا لا ينسينا أن نتفائل بمستقبل الإسلام.

اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .

أيها الناس ومن آكد الأمور بعد التوحيد ، إقام الصلاة ، فمن أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، اِقرَؤُوا القُرآنَ في كُلِّ حِينٍ، فَإِنَّهُ حَبلُ اللهِ المَتِينُ، وَصِرَاطُهُ المُستَقِيمُ، مَن تَمَسَّكَ بِهِ نجا، وَمَن حَادَ عَنهُ غَوَى، وَمَنِ ابتَغَى الهُدَى في غَيرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ. مُروا بالمعروف أمرًا رفيقًا ، وانهوا عن المنكر نهيًا حليمًا حكيمًا رقيقًا ، فالحِسبة قِوام الدين ، وبها نالت الأمّة الخيرية على العالمين ، هي صمام الأمان في الأمة ، فكونوا لها أوفياء ، وبأهلها أحفياء ، حتى لا تغرقَ سفينة الأمة ، احفَظوا أقدارَ العلماء ، وحذار أن تقربوا من الفتنة شرَرًا ولا جمرًا ، وعليكم بالصدق والوفاء بالعهد ، والأمانة والحشمة والصيانة ، وبرِّ الوالدين وصلةِ الأرحام ، تسامحوا تراحموا ، تعاطفوا تلاحموا ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا ، احذَروا الغشّ وقولَ الزور والكذب والخيانةَ ، فإنها بئست البطانة ، واحذروا الربَا والرشوةَ ، واجتنبوا المسكِرات والمخدّرات ، فإنها من الكبائرِ ، وسببُ البلايا والجرائر، وإياكم والنميمةَ والغيبةَ والظلم والبهتان والشائعات والتساهلَ في حقوق العباد ؛ فإنها مجلبةٌ لغَضَب الجبار ، والذلّةِ والصغار  ، بل هي الآثام والأوزار ، أجارنا الله وإياكم من ذلك كلِّه ،

اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ

عباد الله: إن المُتأمِّل في حال المُجتمع المُسلم يرى ظواهِر ضعفٍ تتخطَّفُ بعضَ أفراده، تتمثَّلُ في رقَّة الديانة، والتفريط في الواجِبات، والتساهُل في المُحرَّمات، والرِّضا بالنقص ومُسايَرة ركبِه أحيانًا. في واقعٍ أترَعَه الإعلامُ بكل تافهٍ يُبعِدُ عن الله، ويُوغِلُ في الغفلة.

عباد الله: وفي كتابِ ربِّنا وصفٌ للداء والدواء، وتوصيفٌ للمُتساقِطين من الضُّعفاء، وليس لأحدٍ أن يُلقِيَ التَّبِعةَ على غيره: (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) [آل عمران: 165]. ومن عدلِ الله: ألا يُضلَّ من أقبلَ إليه واتبَعَ هُداه، ولا ينتكِسُ العبدُ إلا بسببٍ منه وتقصيرٍ: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ) [التوبة: 115].روى الحاكمُ في مستدركه، والطبرانيُّ عن عبد الله بن عمرو بن العاصِ -رضي الله عنهما- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الإيمانَ ليخْلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يخْلَقُ الثوبُ، فاسألُوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم"

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّنَا فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ الْمُضْطَرِبَةِ، وَالسِّيَاسَاتِ الْمُرْتَبِكَةِ، وَالْأَحْدَاثِ الْمُخِيفَةِ مُطَالَبُونَ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالتَّعَلُّقِ بِاللهِ تَعَالَى، وَكَثْرَةِ الْإِلْحَاحِ عَلَيْهِ بِأَنْ يَحْفَظَ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ وَالْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَكْفِيَهُمْ شَرَّ أَعْدَاءِ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ أَمْنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا اسْتِقْرَارَهُمْ.

إِنَّنَا مُطَالَبُونَ بِاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ عَلَى دِينِ اللهِ تَعَالَى، وَنَبْذِ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ، وَتَعْظِيمِ الدَّمِ الْحَرَامِ فِي زَمَنٍ صَارَتْ فِيهِ الدِّمَاءُ أَرْخَصَ مِنَ الْمَاءِ؛ فَإِنَّ قَتْلَ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُوبِقَاتِ، وَلَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ.إِنَّنَا مُطَالَبُونَ بِعَدَمِ الْخَوْضِ فِيمَا لَا نَعْلَمُ مِنْ أَحْدَاثٍ كُبْرَى مُتَقَلِّبَةٍ عَلَى صَفِيحٍ سَاخِنٍ يَكَادُ يَنْفَجِرُ، وَمُطَالَبُونَ بِحِفْظِ أَلْسِنَتِنَا عَنْ إِثَارَةِ الْفِتَنِ، وَلَوْكِ أَعْرَاضِ الْمُؤْمِنِينَ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].واعلموا أنه  بالإمامة والسلطان , تحمى الدول والبلدان , وتحفظ الحقوق , ويستتبَ الأمن , وتصان الشريعة , وتنقشعَ الفتنة , فحاذروا أناساً رغبوا تمزيقنا , وتفريق صفوفنا , وإزالة أمننا ,

اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ .

أيها المسلمون إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم وتبتهِجوا بهذا اليوم يوم الزينةِ والسرور، افرحوا وابتهِجوا واسعَدوا، وانشروا السعادةَ والبهجةَ فيمن حولكم، لا يسعَدُ بالعيد من عقَّ والدَيْه، وحُرِم الرضا في هذا اليوم المبارَك السعيد، ولا يسعدُ بالعيد من يحسُد الناس على ما آتاهم الله من فضله، وليس العيد لخائنٍ غشَّاش يسعى بالفساد بين الأنام، كيف يفرحُ بالعيد من أضاعَ أموالَه في ملاهٍ مُحرمة، وفسوقٍ وفُجور؟! ليس له من العيد إلا مظاهرُه، وليس له من الحظِّ إلا عواقِرُه.

وإن مما يحزن المسلمَ الغيورَ على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، وينشدون البهجة فيما عداه، يضعون السموم على الأدواء مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في عاجلات الشهوات والأهواء.

أيها المؤمنون عكف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم ، قال رجل لابن عباس : أفتني في الغناء ! حلال هو أم حرام ؟!..فقال ابن عباس للرجل قل لي : إذا اجتمع الحق والباطل يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟!.فقال الرجل : مع الباطل ..فقال ابن عباس : اذهب .. فلقد أفتيت نفسك ..

وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن :

حكم إقامة المهرجانات والحفلات التي تتضمن اللهو والغناء والطرب ودعوة المغنين والمغنيات والشعراء والممثلين وإنفاق الأموال الطائلة في ذلك وإلهاء الناس عمّا ينفعهم في دينهم ودنياهم وعن حكم حضور هذه الاحتفالات والمهرجانات ومشاهدتها ؟

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه : يحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة كالغناء والموسيقى واختلاط الرجال بالنساء وإحضار السحرة والمشعوذين ، للأدلة الشرعية الكثيرة الدالة على تحريم هذه الأمور وأنها من أسباب الوقوع فيما حرم الله من الفواحش والفجور ، وقد توّعد الله عز وجل من أحبّ شيوع الفاحشة بين المؤمنين ودعا إلى ذلك وأعان عليه بالعذاب الأليم فقال سبحانه : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة } وإذا تقرر أن إقامة هذه الحفلات والمهرجانات محرم فحضورها وبذل الأموال فيها وتشجيعها والدعاية لها كل ذلك محرم أيضاً لأنه من إضاعة المال والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه . ومن التعاون على الإثم والعدوان . والله تعالى يقول : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } وفي الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله وسلم كان ينهى عن إضاعة المال  .انتهت الفتوى

فياأهل القرآن : نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامير الشيطان،

أيها المسلمون: إن مُجتمعنا -بحمد الله- يحمِلُ خيرًا كثيرًا، وإن الواجِبَ رعايةُ هذا الخير وتنميتُه، وحِراستُه من عاديات السُّوء، وإن الواجِبَ هو تربيةُ النفس والنَّشءِ على خوفِ الله وتقواه، والعلمِ به وبحُدودِه وشريعتِه، علمًا يُورِثُ العملَ والذَّكاءَ، ويبقَى زادًا ورِدءًا في النَّعماء والبأساء،

 وحين غابَ دورُ الرقيبِ، تسلَّلت إلى مُجتمعاتنا قُدواتٌ في مُنتهى السوءِ والسقوط، وأمثِلةٌ غايةٌ في الرذالة والانحِطاط والخِسَّةِ والدَّناءَة.

وحين توارَى دورُ الوليِّ الصالح، وضعُف تأثيرُ المُربِّي الناصِح؛ ظهرَت بين شبابنا وفتياتنا سُلوكياتٌ شاذَّة، ومظاهرُ مقيتة، وتصرُّفاتٌ غريبة لم تكن معهودةً ولا موجودةً، وظهرَت المُترجِّلاتُ من النساء، والمُستخنِثين من الرجال في أسواقِ المُسلمين وميادينهم. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "لعنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - المُخنَّثين من الرجال، والمُترجِّلاتِ من النساء"؛ أخرجه البخاري.

شبابٌ أُصيبَ بداءِ التأنُّثِ والتخنُّثِ، والتحلِّي والتفنِّي، والتميُّعِ والتكسُّرِ تراه يضعُ الأقراطَ في أذنه، والمعاصِمَ في يده، والقلائِدَ في صدره، يُلمِّعُ شفَتَه، ويُلوِّنُ بشرَته، ويُحمِّرُ وجهَه، ويلبسُ الملابِسَ المُثيرةَ والشفَّافةَ والضيِّقةَ،.

أفعالٌ غايةً في القُبحِ والشُّذوذِ والغرابَة، وفَتياتٌ وبناتٌ، وآهٍ على حالِ فتياتٍ غابَ الرقيبُ عنهنَّ، وغفَلَ المُستحفَظُ عليهن، فتدرَّجنَ في مدارجِ الاختِلاطِ والبُروز والظهور، وتساقَطنَ في مدارجِ التبرُّج والتفلُّت والسفور، وصارت المرأةُ تُزاحِمُ الرجلَ وتُصافِحُه وتُمازِحُه، وتخضعُ له بالقولِ، وتُلايِنُه بالكلام.

يا لها من صورةٍ تنفطِرُ منها القلوبُ وتنصدِع!

فاتقوا الله - أيها المسلمون -، اتقوا الله - أيها الأولياء -، قوموا بما أوجبَ الله عليكم من رعايةِ أولادكم، وصونِهم وتربيتهم، وغرسِ الفضيلةِ في نُفوسهم.

الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على خير البريات وبعد:

فأوصيكم عبادَ الله ، بتقوى الله ، فإنها سعادةُ الأبرار ، وقوامُ حياةِ الأطهار ، تمسَّكوا بوثائقها ، واعتصموا بحقائقها .

الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ، أَيَّتُهَا الصَّائِمَةُ الْقَائِمَةُ: لَقَدْ أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى الْمَرْأَةَ حَقَّهَا كَامِلًا غَيْرَ مَنْقُوصٍ، وَرَفَعَهَا مِنْ حَضِيضِ الذُّلِّ وَالِاسْتِعْبَادِ إِلَى مَرَاقِي الْعِزَّةِ وَالْكَرَامَةِ، فَجَعَلَهَا أُمًّا يَجِبُ بِرُّهَا، وَزَوْجَةً تُحْسَنُ عِشْرَتُهَا، وَبِنْتًا تَجِبُ رِعَايَتُهَا، فَلَيْسَتْ مُهْمَلَةً وَلَا ضَائِعَةً مُنْذُ وِلَادَتِهَا إِلَى وَفَاتِهَا. وولاية الرجل على المرأة في الإسلام، ولاية توجيه وتسديد وصيانة، لا ولاية استبداد وتسلط، وهي ولاية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان، ولا بتقدم السن واستقلال النساء بمعاشهن، فطبيعة المرأة لا تختلف، وحاجتها للولي لا تتغير

 وَدُعَاةُ تَحْرِيرِ الْمَرْأَةِ يُرِيدُونَ نَقْلَهَا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي فَرَضَهَا لَهَا إِلَى حُرِّيَّةِ الْغَرْبِ الْبَائِسِ الَّذِي ضَاعَتْ فِيهِ حُقُوقُهَا لَمَّا حَرَّرُوهَا وَجَعَلُوهَا نِدًّا لِلرَّجُلِ. فَلَا كَرَامَةَ لَهَا، وَلَا قِيمَةَ لِعِرْضِهَا وَشَرَفِهَا، بَلْ هُوَ أَرْخَصُ شَيْءٍ تَبْذُلُهُ، وَلَا رِعَايَةَ لَهَا مُنْذُ بُلُوغِهَا حَتَّى تُوَسَّدَ قَبْرَهَا، فَهَلْ حَالُهَا كَحَالِ عَجُوزٍ مُسْلِمَةٍ يَتَحَلَّقُ الْيَوْمَ أَوْلَادُهَا وَأَحْفَادُهَا عِنْدَ رِجْلَيْهَا، يُقَبِّلُونَ أَيَادِيَهَا، وَيَسْتَبِقُونَ إِلَى بِرِّهَا وَإِرْضَائِهَا، فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا؟!
حَفِظَ اللَّهُ تَعَالَى نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِحِفْظِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِنَّ عَافِيَتَهُ وَسِتْرَهُ، وَكَفَاهُنَّ شَرَّ الْأَشْرَارِ، وَمَكْرَ الْفُجَّارِ، إِنَّهُ عَزِيزٌ جَبَّارٌ.

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .

العيدُ يومُ الأطفال بالفَرَح، ويومُ الفقراء بالمواساة، ويوم القربى بالتَّراحم، ويومُ النّاس جميعًا بالتسامُح والتزاور، ويومُ الأصدقاء بتشدِيدِ أواصِرِ الحبِّ والمودَّة. بَشاشةٌ تخالِط القلوبَ، وانشراحٌ يملأُ الصّدور. سِرُّ العيدِ فيما يَغشَى النفوسَ مِن رحمةٍ وبِرٍّ وابتِهاج. يومُ العيد تأنَس بوالدَيكَ وتُباسِط أهلَك وتقرُّ عيناك بأبنائِك وتهشّ لإخوانك وأحبابِك. لقد حلَّ العيدُ بساحَتِكم فابتَسِموا، وافتَحوا أبوابَ الأمل، فلا يذوقُ طعمَ العيد ويعيش بهجتَه قلبٌ تأكُلُه الأحقادُ أو نَفس تستبطِن الغشَّ أو صدرٌ يجيش بالضَّغائن.ألا فاهنَؤوا بعيدِكم، والزَموا حدودَ ربِّكم، وصوموا عن المحارِم كلَّ دهركم؛ تكن لكم أعياد في الأرضِ وأعيادٌ في السَّماء.

اللهم إن عبادك خرجوا إلى هذا المكان يرجون ثوابك وفضلك، ويخافون عذابك، اللهم حقق لنا ما نرجو، وأمَّنا مما نخاف، اللهم تقبل منا، واغفر لنا وارحمنا، اللهم تقبل منا الصيام والقيام، وسائر الأعمال، اللهم اجعلنا ممن نال أجر ليلة القدر. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن بصحة وعافية، وأمة الإسلام في عزة وتمكين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع شمل المسلمين، وألف بين قلوبهم واحقن دماءهم، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وفي سوريا وفي بورما، وفي كل بلاد المسلمين، اللهم آمن خوفهم، واربط على قلوبهم، واحفظ دينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم, اللهم عجل بنصرك وفرجك القريب لهم يا أرحم الراحمين. اللهم يا قوي يا متين انتقم من الطغاة الجبابرة، والمتكبرين الذي حاربوا دينك، وآذوا عبادك المسلمين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر, اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم, اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، وكن للأرامل واليتامى والمساكين، والمحصورين ولأسرى والمشردين، اللهم رُدَّ عنهم كيد الكائدين، وعدوان الغاشمين، واقطع دابر الفساد والمفسدين، اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، يا رب العالمين .اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}..

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

المشاهدات 1158 | التعليقات 0