خطبه عن فضل ذكر الله عزوجل

عبدالله عوض الأسمري
1439/09/10 - 2018/05/25 23:55PM

خطبه عن فضل ذكر الله عزوجل

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً وبعد ..

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

أعلموا أيها المسلمون أن لذكر الله تعالى فضل عظيم وما أمر الله عز وجل بالإكثار من شيء أكثر من ذكره سبحانه وتعالى فقال :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) } سورة الأحزاب: 41 . وأمتدح الله عز وجل الذين يذكرونه فقال:{ الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً  وعل جنوبهم ) آل عمران :191

-وفي الحديث الصحيح أن الذكر أفضل من الجهاد والصدقة حيث قال صلي الله عليه وسلم " الا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلي يارسول الله  قال : ذكر الله تعالى " رواه أحمد .

-ومما يؤكد فضل الذكر ماأخرجه الترمذي عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء اتشبث به قال " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " . رواه الترمذي وصححه الألباني .

-لكن ماهو الذكر الذي أمر الله عز وجل  به هو ما كان فيه ذكر باللسان وحضور للقلب حتى يستفيد القلب من الذكر لأنه إذا كان القلب متأثراً بالذكر صلح القلب فالذكر حياة القلوب واطمئنانها وسعادتها وانشراحها " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .

فلا يسعد هذه القلوب ويريحها إلا ذكر الله تعالى ولا يشقي هذه القلوب إلا الإعراض عن ذكر الله تعالى :( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126). سورة طه : 124 ، 125 ، 126

-وهناك أحاديث كثيرة في فضل الذكر وفي ذلك قوله صلي الله عليه وسلم " أحب الكلام إلى الله تعالي أربع : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت " رواه مسلم

*عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المسلمين جاءوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم فقال : وما ذاك ؟ فقالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق   فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال : تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة " فقال الراوي فرجع فقراء المهاجرين إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا : سمع أخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " رواه مسلم

*إذاً هنيئاً لمن يحافظ على هذا الذكر بعد كل صلاة ويتصدق بشيء من ماله فقد حاز على فضلاً كثيراً .

*ثم أعلموا أيها المسلمون ان  الأذكار اما أن تكون مقيدة أو مطلقة فالمقيدة هي أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات كالتسبيح والتحميد والتكبير وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين ومن الاذكار أذكار النوم, والأذكار التي تقال عند الخلاء والخروج من المنزل أو الأكل والسفر وغيرها فقد ذكر العلماء أن من حافظ عليها فإنه من الذاكرين الله كثيراً وهناك أذكار مطلقة  وهو أن تعود لسانك على ذكر الله دائماً   كما كان يفعل النبي صلي الله عليه وسلم فقد ثبت أنه يذكر الله في كل أحيانه  إلا عند قضاء الحاجة .

*يقول أبن تيميه رحمه الله " الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك أذا فارق الماء " .

وهناك فوائد عديدة للذكر [ منها انشراح الصدر وراحة واطمئنان للقلب وقوة ونشاط وطرد للشيطان ويذهب الهم والغم والحزن وقد ذكر ابن القيم أكثر من سبعين فائدة للذكر في كتابه  (  الوابل الطيب من الكلم الطيب )

         

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد

فقد سمعنا فضل الذكر وفوائده الكثيره فإذا تريد سعادة وراحة في القلب وانشراحاً للصدر فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى بقدر ما تستطيع في بيتك في عملك في أي مكان إلا عند قضاء الحاجة أي داخل الحمام أو علي الأقل حافظ على اذكار الصباح والمساء وادبار الصلوات فإن فيها خيرا كثير وهي سبب في حفظك من الشيطان والأشرار من الجن والإنس لأنها تحصين لك من العين والحسد والسحر وذلك بالإضافة إلى الأجور التي تأخذها بهذا الذكر.

الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ووالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم 

 

المرفقات

عن-فضل-ذكر-الله-عزوجل

عن-فضل-ذكر-الله-عزوجل

المشاهدات 1522 | التعليقات 0