اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

هلال الهاجري
1439/04/30 - 2018/01/17 09:12AM

الحمدُ للهِ الذي لا إلهَ إلا هو المُتوحِّدُ في الجلالِ بكمالِ الجمالِ تعظيمًا وتكبيرًا، المُتفرِّدُ بتصريفِ الأحوالِ على التفصيلِ والإجمالِ تقديرًا وتَدبيرًا، المُتعالِي بعظمتِه وعلمِه الذي نزَّلَ الفُرقانَ على عبدِه ليكونَ للعالَمينَ نذيرًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له خَلقَ الخلقَ وقدَّرَ لهم أقدارًا وكانَ بهم لطيفًا خبيرًا، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وخليلُه وخيرتُه من خلقِه، أرسلَه إلى جميعِ الثَّقلَينِ الإنسِ والجنِّ بشيرًا ونذيرًا، وداعِيًا إلى اللهِ بإذنِه وسِراجًا مُنيرًا، فصلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعلى آلِه وأزواجِه وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .. أما بعدُ:

فإنَّ الوصيَّةَ لي ولكم عبادَ اللهِ هي تقوَى اللهِ جلَّ شأنُه، ومُراقبتُه في السرِّ والعلَنِ، فهي خيرُ ما يَتزوَّدُ به المُؤمنُ، وبها تحصُلُ الوِلايةُ، ويَتلاشَى الخوفُ والحُزنُ، (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).

عَنْ أَنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه قَالَ: كُنتُ أَخدمُ رسولَ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ كلما نَزلَ، فكنتُ أسمعُه يُكثرُ أن يَقولَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) .. هُنا يتبادرُ إلى الذِّهنِ سؤالٌ مُهمٌّ: لماذا كانَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ وهو الذي لا ينطقُ عن الَهوى، إن هو إلا وحيٌ يُوحى يستعيذُ بل ويُكثرُ الاستعاذةَ من الهمِّ والحَزنِ؟.

لنعلمَ أولاً: أنَّ الهمَّ: هو المكروهُ المؤلمُ على القلبِ لأمرٍ مُستقبلٍ، والحُزنَ: هو المكروهُ المؤلمُ على القَلبِ لأمرٍ قد مَضى، ويشتركانِ في أنَّهما ألمٌ للقلبِ، وعذابٌ للرُّوحِ، ومَشغَلةٌ للعقلِ، ومَكسَلةٌ للبدنِ، ومضيَّعةٌ للوقتِ.

فيا أيُّها الأحبَّةُ .. أليسَ من الخسارةِ والحِرمانِ، أن يَكونَ الإنسانُ حبيسَ ما في الماضي من أحزانٍ، وما في المستقبلِ من همومٍ وأشجانٍ، وينسى لحظاتِهِ الجميلةَ التي يَعيشُها الآنَ.

إلى متى ونحنُ نَخسرُ الأوقاتِ والسَّاعاتِ، في الآلامِ والآهاتِ والحَسراتِ، على أمرٍ فاتٍ، أو على ما هو آتٍ، ونَتركُ استثمارَ حاضرِنا بما ينفعُ في أمرِ الآخرةِ من طاعاتٍ، ومن أمر الدُّنيا من نجاحٍ وإنجازاتٍ.

سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ *** في أمورٍ تكونُ أو لاتكونُ

فَادْرَأَ الهمَّ مَا استَطعْتَ عَنْ النَّفْـسِ *** فحِملانَكَ الهُمومَ جُنونُ

إن رَّباَّ كَفاكَ بالأمسِ ما كانَ *** سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَا يَكُونُ

إلى متى ونحنُ مشغولونَ عن يومِنا بمصائبَ الأمسِ، والتَّفكيرِ والخوفِ مما ستظهرُ عليه الشَّمسُ، ونسينا أنَّ اللهَ تعالى قد كتبَ كلَّ ذلكَ في اللَّوحِ المحفوظِ، فطوبى لِمن آمنَ وصبرَ فهو العبدُ المحظوظُ، (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، فلماذا أيُّها المؤمنُ هذا الحُزنُ والهمُّ والضَّعْفُ والمَسكنةُ، على أمرٍ قد فُرغَ منه قبلَ أن تُخلقَ السَّمواتُ والأرضُ بخمسينَ ألفَ سَنَّةٍ.

كُنْ عنْ همومِكَ مُعْـرِضَا *** وكِلِ الأمورَ إلى القَضَا
وانعـَمْ بِطُولِ سَلامـةٍ *** تُسْلِيكَ عـمَّا قد مَضى
فلربّـَما اتَّسعَ الـمَضيــقُ *** وربَّما ضَاقَ الفَضا
ولـربَّ أمـرٍ مُسخـطٍ *** لكَ في عواقـبِه رِضا
اللهُ يـَفـعـلُ ما يَشـاءُ *** فـلا تَكُنْ مُعتَرِضَـا

إيَّاكَ أن تأسُرَكَ أحزانٌ قد مَضَتْ، ولا تكنْ سجيناً لهمومٍ قد أتتْ، لأنَّ لكَ ربَّاً عليماً قديراً، عزيزاً بصيراً، خلقَك ورزقَكَ ولن يَتركَكَ وحيداً كسيراً، ظُنَّ بربِّكَ خيراً، وتقَّربْ إليه شِبراً، يتقَّربْ إليكَ ذراعاً، وتقَّربْ إليه ذراعاً، يتقَّربْ إليكَ باعاً، ومن أتاهُ يمشي، أتاهُ هرولةٌ، (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ – من الصَّحةِ والفراغِ - الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)، استثمرْ كلَّ دقيقةٍ وثانيةٍ فيما فيه مصلحةُ دينِكَ ودُنياكَ، وفيما يُقرِّبكَ إلى مولاكَ.

يومَكَ، يومَكَ، وانسَ أحزانَ أمسِكَ، واتركَ همومَ غَدِكَ، أسعِدْ نفسَك ومن حولَكَ وإن كُنتَ تُعاني كَمَداً، وعِشْ لحظاتِكَ التي لن تعودَ إذا ولَّتْ أبداً، ولا تُفسدْ يومَكَ بشيءٍ قد مضى، واستقبلْ غَدَكَ بالتَّسليمِ والرِّضا، واجعلْ شعارَك في الحياةِ (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، فستجدُ حِينها أنَّكَ أسعدُ إنسانٍ على وجهِ الأرضِ، وسيكونُ حالُك كما قالَ أحدُهم: إنْ كانَ أهلُ الجَنَّةِ في مِثلِ هذا، إنَّهم لفي عَيشٍ طَيِّبٍ.

أحبابُكَ من ماتَ منهم فقد ماتَ، وذهبوا إلى من هو أرحمُ بهم من الأمَّهاتِ، فعليكَ الدُّعاءُ لهم بالمغفرةِ والرَّحماتِ، ومن كانَ حيَّاً منهم فاملأَ عينَكَ منه واللَّحظاتِ، قبلَ أن يفارقَكَ بعدَ سِنينٍ أو شُهورٍ أو سَاعاتٍ، واعلمْ أننا أمواتٌ أبناءُ أمواتٍ آباءُ أمواتٍ، ولكن لا يجوزُ لنا أن تتَّقطعَ أيامُنا بالحسراتِ، في همٍّ على فَقدِ حبيبٍ حيٍّ أو في حُزنٍ على حبيبٍ ماتٍ، ولنعلمْ أنَّ ما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى لِمن آمنَ وعَملَ الصَّالحاتِ، (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ).

لا تحزنْ على رِزقٍ قد فاتَ فهو لم يكنْ لكَ، ولا تهتمَّ برزقِ غدٍ فهو مكتوبٌ لكَ، قولٌ من اللهِ صِدقاً، ووعدٌ من اللهِ حقَّاً، (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، عليكَ بالسَّعي بالأسبابِ المشروعةِ، واجتنبْ الوسائلَ الممنوعةِ، وتوكَّلْ على الحيِّ الذي لا يموتُ، وانتظرْ ما كُتبَ لك من قُوتٍ، واجعلْ نُصبَ عينيكَ، (واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ، وما أصابَكَ لم يَكُن ليُخطِئَكَ).

لا يُحزِنُكَ انتفاشةَ باطلِ المُجرمينَ، ولا تهتمَّ بمُحاربةِ الحقِّ المُبينِ، فإنما هو متاعٌ قليلٌ وابتلاءٌ صاعقٌ، ليتبيَّنَ الكاذبُ من الصَّادقِ، ثُمِّ إنَّ اللهَ تعالى يُظهرُ دينَه، وينصرُ أوليائه، ويُذِّلُ أعداءَه، (كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)، وكلما رأيتمُ لأهلِ الباطلِ صَولةً وجَولةً، تَحزنُ معها القلوبُ التَّقيَّةُ، وتضيقُ منها الصُّدورُ النَّقيَّةُ، فقولوا كما قالَ أصحابُ العقيدةِ القويَّةِ، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).

هُنَّ البَلايا، ولكنْ حَسبُنا اللَّهُ *** واللّهُ حَسبُكَ، في كلٍّ لكَ اللَّهُ

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، ونفعنا بهديِ سيدِ المرسلينِ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كل ِّذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد:

أيُّها المؤمنُ .. قد تقولُ وتصدقُ: أينَ المَفرُّ من الحزنِ والهمِّ؟، ولم يسلمْ منها حتى الأنبياءِ عليهم الصَّلاةُ والتَّسليمُ، والجوابُ: صدقتَ، فلا مفرَّ من الهمِّ والحُزنِ، ولكنْ هو كيفَ تتعاملُ معها إذا هَجَما عليكَ؟.

اسمع معي لهذه الوصفةِ الأكيدةِ من الخليلِ، للتَّخلصِ من هذا الضَّيفِ الثَّقيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَن،ٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُك،َ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا، قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟، فَقَالَ: (بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا).

وأما الحزنُ فعلاجُهُ الصَّبرُ والتَّسليمُ، لتقديرِ السَّميعِ العليمِ، كما قالَ تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، قالَ علقمةُ رحمَه اللهُ تعالى في الآيةِ: هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةَ، فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَيَرْضَى بِهَا وَيُسَلِّمُ، فكما بدأَ الحزنُ كبيراً، يَصغُرُ مع الصَّبرِ شيئاً فشيئاً حتى يتلاشى.

وأما الهمُّ فعلاجُه كثرةُ الصَّلاةِ والسَّلامِ على الحبيبِ، وعندَها لن تحتاجَ إلى مُعالجٍ أو طبيبٍ، فقد قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لمن قالَ أنَّه سيجعلُ كُلَّ دُعائه صلاةً وسلاماً عليه: (إِذًا تُكْفَى هَمَّك،َ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

بأبي وأمي أنتَ يا خيرَ الوَرى *** وصَلاةُ ربي والسَّلامُ مُعطَّرا

صلى عليه اللهُ في مَلكوتِه *** ما قامَ عبدٌ في الصَّلاةِ وكبَّرا

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ، اللهمَّ إنَّا عبيدُك، بنو عبيدِك، بنو إمائك، نواصينا بيدِك، ماضٍ فينا حكمُك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَّه أحداً من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك؛ أن تجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلوبِنا، وجلاءَ أحزانِنا، وذهابَ همومِنا وغمومِنا، اللهمَّ إنَّا نعوذُ بكَ من زوالِ نعمتِك، وتحوِّلِ عافيتِك، وفُجاءةِ نقمتِك، وجميعِ سخطِك، اللهمَّ فرِّجْ همَّ المهمُومين من المُسلمينَ، ونفِّس كَربَ المكرُوبِينَ، واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينِينَ، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمينَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنِا لما تحبُّه وترضاه من الأقوالِ والأعمالِ وأصلِحْ له بِطانتَه يا ذا الجلالِ والإكرامِ.

المرفقات

إني-أعوذ-بك-من-الهم-والحزن

إني-أعوذ-بك-من-الهم-والحزن

إني-أعوذ-بك-من-الهم-والحزن-2

إني-أعوذ-بك-من-الهم-والحزن-2

المشاهدات 5130 | التعليقات 0