أخطر المزالق سب الخالق

1437/05/12 - 2016/02/21 18:54PM
أخطر المزالق سب الخالق - خطبة للشيخ عبدالله بن علي باحميد
[font="]
[/font]
[font="]عنوان الخطبة : أخطر المزالق سب الخالق[/font]
[font="] [/font][font="]للشيخ / عبدالله علي باحميد[/font][font="] [/font]

[font="]ملخص الخطبة : [/font]
[font="]1- دخول الأمة في مزالق كبيرة أدت إلى وهنها وضعفها . 2- أخطر هذه المزالق سب الخالق . 3- عظمة الله جل جلاله وجزيل آلائه. 4 - من حقوق الله علينا. 5- خطورة ظاهرة سب لله تعالى . 6- تعظيم هذا الأمر في النفوس . 7- قصة الأعمى الذي قتل زوجـــته . 8- انطفاء نار الغيرة وبرودة حرارتها . 9- اعتذار بعضهم : بطيش الشباب السابين والرد عليه .10- حكم سب لله تعالى .11- إجماع العلماء على قتل الساب . 12- ظاهرة سب العلماء والاستهزاء بهم .13- سب العلماء والاستهزاء بهم من صفات الكفار والمنافقين . 14- سب العلماء والاستهزاء بهم من سياسات اليهود المنفذة بأيدي أبناء المسلمين !! 15- حكم سب العلماء والاستهزاء بهم . 16- تأثر كثير من الناس بالعولمة ووحدة الأديان من أسباب عدم تقبلهم هذا الحكم . 17- نصائح للشباب السابين لله أو لرسوله أو لدينه أو لأوليائه .[/font]
[font="]الخطبة الأولى :[/font]
[font="]الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره .. [/font]
[font="]الأمة دخلت في مزالق كبيرة تسببت في اضطرابها ونزول الكوارث عليها ، وتسلط الأعداء عليها ، تسببت في ضعف ووهن وهزائم متتابعة .. لكن أخطر المزالق في سب الخالق ، وهذا أخطر ما وقع فيه شباب الأمة أن انفلتت ألسنهم حتى نالت من جبار السموات والأرض .[/font]
[font="] الله جل جلاله الذي خلقنا من العدم ، وأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، ثم لم يتركنا هملاً ، لم يتركنا لأنفسنا وشهواتنا ونزاعاتنا وخصوماتنا ، بل هدانا وأرسل إلينا رسولاً ، وأنزل علينا كتاباً ، لهدايتنا واستقرار حالنا ، ولأجل سعادتنا في الدنيا والآخرة، وأنعم علينا بنعم عظيمة لا تعد ولا تحصى ، وآتانا من كل شيء نحتاج إليه ، وننتفع به { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [/font][font="][ النحل 18 ][/font][font="] . فلله الحمد والمنة .[/font]
[font="]الله جل جلاله عالم بنا، مطلع على أحوالنا ، يعلم مكاننا، ويسمع كلامنا ، لا يغيب عنه شيء منا ، بواطننا وظواهرنا عنده سواء ، السر والعلانية عنده سواء سبحانه وتعالى { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [/font][font="][ غافر 19 ].[/font]
[font="]الله جل جلاله قدر مقادير خلقه ، فكل ما يجري في هذا الكون إنما يجري بقضائه وقدره ، وبمشيئته وإرادته ، لا يخرج شيء عن حكمه ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، الخلق خلقه ، والملك ملكه، والأمر أمره والحكم حكمه ، والقضاء قضاؤه .[/font]
[font="]هو جل جلاله شديد البطش ، قوي الانتقام ، سريع الحساب ، يغضب سبحانه إذا انتهكت محارمه، فأوعد بالعذاب الأليم كل من أعرض عن هديه وتكبر على شرعه ؛ هذا هو الله عزَّ وجل ، الإيمان به مبني على التعظيم والإجلال ، والحب والخوف والرجاء.[/font]
[font="]حقه علينا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئاً .. حقه علينا أن ندعوه ولا ندعو غيره ، ولا نخاف من غيره ولا نرجو غيره، هو ملاذنا وإليه عز وجل فرارنا ومهربنا ، وبه تتعلق قلوبنا وإليه تهفو نفوسنا .. حقه سبحانه أن نشكره عزَّ وجل بقلوبنا وألستنا وجوارحنا ، وأن نديم هذا الشكر ، ونذكره كثيراً على كل حال..حقه علينا أن ندعوه ونتضرع إليه ، ونطمع في المزيد من نعمه ورحمته .. حقه علينا أن نطيعه فنمتثل أمره ونجتنب نهيه، ونتأدب معه قولاً وفعلاً ، ونستحي منه ظاهراً وباطناً .. أنه الله الخالق البارئ المصور الملك القدوس العظيم العلي الكبير ، الحسيب الرقيب الجبار المنتقم الرؤوف الرحيم ، إنه الله جل جلاله .[/font]
[font="]ولقد ظهرت في هذه الأيام ظاهرة خطيرة جداً ..كنا نزعج من سب الناس بعضهم بعضاً ، لكن الأمر تجاوز هذا إلى أخطر ما يكون ، حتى ظهر السب لله ولرسوله ولدينه والاستهزاء به ، أو الاستهزاء بشيء من أحكام الدين أو سننه ، ظهر هذا عند بعض الشباب ، وتلقفته ألسنُ أطفال صغار لا يعون ما يقولون، نعم الأطفال الصغار ! لكنهم كم يقتدون بالكبار، ويرددون كلامهم ، ويحاكون حركاتهم ، وهذه مصيبة ومن أخطر المصائب التي يقع فيهم الناس؛ حيث انفلتت الألسن حتى طالت رب السموات والأرض ورب العالمين، بقلوب قاسية لا تبالي بما تتلفظ به الألسن من السب لجبار السموات والأرض .[/font]
[font="]هذا كلام غريب والله ! لا أظن أحداً من الصحابة أو التابعين أو من تبعهم يظن أو يتوقع شيئاً من هذا ، أن يًسب الله ! ولا أظنه أبداً إذا سمع بسب الله تعالى أن يظل مكتوف الأيدي بل أخاله أن يرفع سيفه ويقطع عنق من سب الله ، أنه الله العظيم .[/font]
[font="] كيف يُسب الله ؟ سوء أدب مع الله في أرذل صوره ، وعدم حياء من الله في أحقر درجاته ، والله لا نجد بذائةً وحقارة أشد وأحقر من هذه الحال .[/font]
[font="] كيف يجرؤ إنسان – وإن كان إنساناً طائشاً كما يزعم البعض- كيف يجرؤ على سب ربه وخالقه ورازقه ؟! كيف بعد هذا نرجو رحمة الله وفرجه وهو يُسب في بلادنا وشوارعنا في مجتمعنا ؟! كيف نرجو نصره وتأييده وهو يُسب من قبل بعض شبابنا ؟! كيف نرفع أيدنا ونتضرع إليه ؟ ألا نستحي ونحن نعلم أن شباباً من شبابنا انفلتت ألسنتهم بسب رب العالمين ، ونحن ننتظر فرجه ورحمته وما نرجوه أن ينزله علينا ؟! [/font]
[font="]أيها الإخوة الكرام ! لايستهينن أحدُكم بالأمر ؛ إنه ليس هيناً ، بل هو عند الله عظيم ، يسب ..يلعن .. لعلكم تستغربون كيف نقول هذا الكلام ! ربنا يسب .. ربنا يلعن .. كيف نتقبل حتى أن نسمع هذا الكلام ، إنه والله عظيم ، ولاتستهينوا بهذا الأمر ، بل قوموا قومة رجل واحد لنهي هذا المنكر بالقوة ، وكلٌ يأخذ بشدة على يد ابنه أو قريبه .. [/font]
[font="]رجل أعمى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم له زوجة ، لكن هذه الزوجة لم تُسلم وتسيء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس لهذا الرجل إلا هي، تخدمه وتقوم على أمره لا يستغني عنها أبدا وهو أعمى ، وتؤذيه بالكلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الخنجر في ليلة من الليالي وأغرقه في نحرها وقتلها .. نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما فعل الرجل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم - في مجلس له - من ذاك الذي قتل زوجته البارحة ، فقام الرجل الأعمى فقال: إنها تسيء الأدب معك، إنها تسبك يا رسول الله ! فوالله لا أستغني عن خدمتها ولكني ما تحملت سبها لك ، فشكره النبي صلى الله عليه وسلم وبشره بمغفرة الله ورضوانه. [/font]
[font="]إنها الغيرة على الله ، وإنها الغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الغيرة التي بردت حرارتها في قلوب أكثرنا ، وانطفأت نارها في أجوافنا ، إنها الغيرة التي تفلسفنا ونحن نفقدها، ولكنهم كانوا يغارون غيرة شديدة ما يتحملون سباً لله عز وجل أو لرسوله أو لشيء من دينه . [/font]
[font="]ولا يقولن أحدكم : شباب طائش لا يعي ما يقول ! لا والله ليس مقبولاً ؛ إن هؤلاء – الذين تعتذرون لهم - لا يقبل أحدهم أن يسب هو أو أن تُسب أمه أو أبوه ! أنظروه كيف يغضب وكيف ينفعل ، وكيف تنفلت جوارحه ليضرب من سبه !! ثم تقولون شباب طائش ! بل قولوا : إن الله عزّ وجل صار عندهم أهون من أنفسهم وأهون من آباءهم وأمهاتهم، وأهون من أصحابهم وجلسائهم ، هذه هي الحقيقة أيها الكرام، عندما يُفقد الإيمان وعندما ينعدم الخوف من الله تعالى .[/font]
[font="]السب كل يعرف معناه ، الطفل الصغير – الذي ما لبث أن ميّز - لا يقبل أن يُسب ، ولا أحد يقبل أن يُسب ، وإن قيل بغير عمد، فلا يكونن الله أهون عليكم من أنفسكم وأموالكم وأهليكم . [/font]
[font="]أيها المؤمنون ! سب الله عزّ وجل والإستهزاء بشيء من أسمائه أو آياته أو أحكامه أو برسوله أو بشيء من سنته هذا كله كفر أكبر مخرج عن ملة الإسلام ، بل يعد أقبح وأشنع أنواع المكفرات القولية التي تناقض الإيمان، لا أجد خلافاً بين أهل العلم في هذه المسألة أبداً . [/font]
[font="]وهذا - أيها الكرام - من فعل الكفار والمنافقين؛ هم الذين كانوا يسبون الله تعالى ويسبون رسوله صلى الله عليه وسلم ودينه ، قال تعالى: { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } [/font][font="][ التوبة 64- 66 ][/font]
[font="]فهذا نص صريح واضح أن سب الله تعالى أو الاستهزاء به أو بآياته أو برسوله كفر قولاً واحداً ، إنه كفر صريح لا يَشك فيه مؤمن ، سواء استحله – ذلك الساب - أم لم يستحله ، وقد أجمع المسلمون على هذا بلا خلاف ؛ يقول أهل العلم قديماً وحديثاً :" إن سب الله تعالى أو سب رسوله كفرٌ ظاهراً وباطناً ، سواء كان ذلك الساب يعتقد أن ذلك محرم أو غير محرم ، أو كان ذاهلاً أو غير ذلك، إنه الكفر الصريح ". وإن قال هذا الساب ، الذي يسب الله تعالى أو رسوله أو شيئاً من دينه : ما قلت أو ما قصدت أو ما تعمدت فإن الرد عليه ليس من عندي أو من واحد منكم ، إنما الرد عليه جاء من عند الله تعالى حيث يقول : { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ } [ التوبة 74 ] هل تجدون آية صريحة بعد هذه ؟[/font]
[font="]يقول الرازي رحمه الله :" أَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ بِالدِّينِ كَيْفَ كَانَ كُفْرًا بِاللَّهِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ يَدُلُّ عَلَى الِاسْتِخْفَافِ ، وَالْعُمْدَةُ الْكُبْرَى فِي الْإِيمَانِ تَعْظِيمُ اللَّهِ تَعَالَى بِأَقْصَى الْإِمْكَانِ وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا مُحَالٌ " أ.هـ إن لم يدل الاستهزاء على الاستخفاف ، فأخبروني على ماذا يدل ؟! وقال ابن الجوزي رحمه الله :" أن الجِدَّ واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء. " وأضاف الألوسي رحمه الله :" ولا خلاف بين الأئمة في ذلك" وقال المرداوي رحمه الله :" من سب الله أو رسوله كفر بلا نزاع " . [/font]
[font="] أما حكم الساب فإنه القتل بالإجماع ، قال النووي رحمه الله:"أجمع أهل العلم على أن من سب الله أو[/font] [font="] رسوله أو شيئاً من دينه أن حكمه القتل ، وإنما اختلفوا : هل يستتاب أم لا ؟ " أنظروا إلى الخلاف في ماذا ؟ أي : هل تطلب أولاً منه التوبة قبل أن يقتل ، ويقال له تب من هذا السب أم لا ؟ فبعضهم قال : لا يستتاب ، ولا تطلب منه توبة ، سب الله يقتل مباشرة ، وبعضهم قال : بل نطلب منه التوبة ؟ ونقول له تب عن هذا العمل الكفري ، فإن تاب ترك، وإن لم يتب قتل .[/font]
[font="]أيها الإخوة الكرام ! يجب على كل مسلم أن يغار على مقام الله ومقام رسوله و مقام دينه ، وأن يرد على من سب الله أو سب رسوله أو سب دينه أو شيئاً من أحكامه ولو كان أقرب الناس إليه، وأن يأخذ على يده ويؤدبه، وأن لا يجالسه ولا يصاحبه وهو يسب الله أو رسوله ، وقد قال الله تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } ، (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ): يعني في حكم هذا الساب ، وهذا المستهزأ وهذا الكافر الذي يتلفظ بلفظة الكفر ، { إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } [/font]
[font="]أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .[/font][font="][/font]
[font="]الخطبة الثانية :[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين ، فبلغ البلاغ المبين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى ..[/font]
[font="] لقد نال المستهزئون كذلك من العلماء والأولياء والصالحين ، ولا غرابة في ذلك إذا نالوا من الله ورسوله ودينه، ولكن من أعظم المناقب لأهل العلم أن قال النبي صلى الله عليه وسلم:( الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ) ، فهذا الحديث يشير إلى أنهم أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم ، وأنهم يقومون مقامه من بعده صلى الله عليه وسلم . [/font]
[font="]وكثير من الناس اليوم يستهزئون بالعلماء ، وإنها لسياسة مرسومة ، وإنها لسياسة منفذة في مجتمعات المسلمين ، وهذا أيضاً من خصال الكفار والمنافقين ، قال الله تعالى عنهم: { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [/font][font="][ البقرة 212 ] [/font][font="].[/font]
[font="]أيها الكرام ! إن الاستهزاء بالعلماء والطعن فيهم هو من سياسة اليهود ، التي ينفذها أبناء المسلمين في مجتمعاتهم ، تعلمون هذا أو لا تعلمون ؟ وليس هذا فقط بل كثيراً من سياستهم التي يقوم بتنفيذها أبناء المسلمين ، لم يأتي يهودي لينفذ سياسية قومه بيننا، بل غزونا بها بطريقة أو أخرى ؛ حتى جعلوا شبابنا وأبناء ديننا هم الذين ينفذون سياساتهم ، الاستهزاء بالعلماء والطعن فيهم هو من سياسة اليهود حتى لا يُستمع إلى العلماء ولا يطاعون ، ونجحوا نجاحاً كبيراً باهراً ، هم فرحون به ، لا أقر الله أعينهم .[/font]
[font="] هم فرحون بنجاحهم أن صرفوا الأمة عن علمائها ، وضربوا الناس بالعلماء ، وضربوا العلماء بالناس ، حتى صار الناس يستهزؤون بعلمائهم ولا يثقون بما يقولونه ، وحتى صاروا يشمئزون من الأحكام التي يبينونها ، أيُّ أمة هذه ؟ وأيُّ سياسة نفذت فيها ؟ [/font]
[font="]جاء في بروتوكولاتهم : " وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين في أعين الناس ، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ، وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضائل يوماً بيوم " .[/font]
[font="] اليهود شرُّ أعدائكم يقولون هذا ، هكذا يفعلون بكم وأنتم لا تعلمون ، بل وبأيديكم أنتم ينفذون ما يخططون ، أخزاهم الله ، فالله عزَّ وجل ناصر دينه شاؤوا أم أبوا .[/font]
[font="]يا من تستهزئون بالعلماء، وتطعنون فيهم ، هل ترضون أن تكونوا منفذين لسياسات اليهود وتحققون أهدافهم ؟ الذين يسبون العلماء ولا يبالون، في مجالسهم، في صفحاتهم ، في كتاباتهم، في تعليقاتهم ؛ شيء مخزي .. علماؤكم جعلوهم بهذه الدرجة والمستوى ، هل ترضون أن تكونوا منفذين لسياسات اليهود وتحققون أهدافهم.. فانتبهوا واحذروا ![/font]
[font="]الاستهزاء بالعلماء والصالحين إن كان بأشخاصهم فهذا كبيرة من الكبائر ، وإن كان لأجل ما هم عليه من العلم الشرعي أو الاستقامة على دين الله وعلى السنة فهذا كفر؛ لأنه استهزاء بدين الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .[/font]
[font="]يا شباب استهدوا بالله - وإني والله أخاطب شباباً من ورائكم، شباباً آخرين قد تفلتوا من آداب وأخلاق دينهم ، وما أرى أمامي إلا شباباً صالحين إن شاء الله تعالى- يا شباب استهدوا بالله ، إنكم محسوبون على الأمة ، إنكم تقولون إنكم مسلمون ، أقصد الذين يسبون الله ورسوله ودينه ليسوا بمسلمين ، قبلت الكلمة أو لم تقبل ، وإني لأعلم أنها ثقيلة على قلوب كثيرٍ من الناس ، لأنهم يعيشون العولمة، لأنهم يعيشون تحت تأثير وحدة الأديان وهم لا يشعرون، لأنهم يعيشون تحت تأثير هذه الفكرة الخبيثة : الأديان السماوية كلها سواء ، تكون مثل هذه الكلمات ثقيلةً عليهم جداً ، لكنَّ سلفنا كانوا يقولونها بكل صراحةٍ؛ اليوم تجدون من يريد أن يتكلم في نواقض الإسلام يستحي ويتردد كثيراً أن يتكلم فيها، لأن الناس لا يقبلون منه أو يشمئزون منه ومن دعوته ، لماذا ؟ قلت لكم : لأنهم يعيشون تحت تأثير العولمة ، لأنهم يحيون بتأثير وحدة الأديان ، فكرة كفرية .[/font]
[font="] ليس الإسلام واليهودية سواء ، هذه عقيدتنا الثابتة التي لا يمكن أن تتغير، ولكن كثير من الناس يغييرون عقائدهم، و يتشككون بما عندهم من الحق .[/font]
[font="]يا شباب ! استهدوا بالله، عظموا ربكم وعظموا دينه وعظموا نبيكم ، كونوا حماة لدينكم ، ناصرين لنبيكم ، دعاة إلى ربكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، لا تكونوا - ياشباب - سبب شر على بلادكم وأمتكم وأهليكم ، لا تكونوا سبب الكوارث والمصائب التي تحل ببلادكم ومجتمعكم ؛ إن الله يغار - وليس بينكم وبينه مجاملة ، وإن كنتم مستضعفين في الأرض اليوم - لكن الله يغار، ويغضب لذاته ويغضب لنبيه صلى الله عليه وسلم ويغضب لدينه ويغضب لأوليائه ، ليس بينكم وبينه نسب ، ما بينكم وبينه إلا العبودية ؛ فمن حققها فله الخير والفضل ، ومن أعرض عنها فإن الله يهلكه ولا يبالي ، من أنتم ؟ وإن كنتم مستضعفين في الأرض اليوم لكن الله يغار، فاحذروا غيرة الله على دينه ، احذروا غيرة الله على رسوله ، احذروا غيرة الله على ذاته العظيمة سبحانه وتعالى . دعوا عنكم هذا الاستهتار الذي يؤدي بكم إلى شر المهالك، الذي لن يفيدكم شيئا - ليس هذا مزاحاً وليس هذا لطفاً وليس هذا تحبباً إلى أصحابكم وجلسائكم – إنه الكفر بعينه . [/font]
[font="]إن الله عزّ وجل حق ، وإن محمد صلى الله عليه وسلم نبي حق ، وإن الإسلام بكل أحكامه وشرائعه وآدابه دين حق ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإن الساعة حق وإن الله يبعث من في القبور ، وإن الله سائلهم على جميع أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم ، وإن الجنة حق وهي دار المتقين ، والنار حق وهي دار الكافرين والمنافقين والظلمة الفاجرين .[/font]
[font="]استهدوا بالله - يا شباب - وحققوا إيمانكم ، واستعدوا للقاء ربكم .. وصلوا وسلموا على نبيكم الذي رفع الله قدره ورفع شأنه فقال سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [/font]
المشاهدات 193465 | التعليقات 3

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك شيخنا في هذا الملتقى الحواري النافع وعلى هذه البداية المباركة.

ونود أن نلتف عنايتكم إلى ضرورة نشر الخطبة كاملة على الصفحة إضافة إلى وضعها في مرفق؛ والهدف من ذلك ليسهل قراءتها وتصفحها خصوصا يوم يكون النت ضعيفا وأيضا للمستعجل.

لا حرمكم ربي أجر النشر والفائدة !


جزاكم الله خيراً ........ أخانا زياد الريسي ! إن شاء الله تعالى في المنشورات السابقة سنأخذ ملاحظتكم بعين الإعتبار وسنضع الخطبة كاملة على الصفحة ... وفقكم الله .


جزاك الله خيرا و بارك بكم

يقول تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا 

و هذه خطبة أيضا عن تعظيم الله تعالى و تحريم سبه

تعظيم الله تعالى