اغتنام عشر ذي الحجة
حاطب خير
1435/11/28 - 2014/09/23 18:52PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اغتنام عشر ذي الحجة
اغتنام عشر ذي الحجة
عباد الله
في هذه الأيام تحل علينا أيام مباركات ، وساعات فاضلات، أيام تتضاعف فيها الحسنات وتزداد فيها الدرجات ويعظم فيها الثواب، إنها أيام عشر ذي الحجة التي أقسم الله – تعالى - بها تنويهًا بشأنها، وإرشادًا لأهميتها: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} والتي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم : ((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)) رواه البخاري..ولتعلموا ـ يا عباد الله ـ أنّ بعض العلماء فضّل هذه الأيام العشر على العشر الأواخر في رمضان، ومن توسط قال :أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة،
فاعرفوا لهذه العشر شرفها واقدروا لها قدرها، واطلبوا فضل الله فيها واغتنموها بصالح العمل من الذكر والصيام والصدقة والبر، واعلموا أنَّ مِن أفضل الأعمال أداءَ ما افترضَ الله والورعَ عمّا حرَّم الله ففي الحديثِ قال الله تعالى : ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ))أخرجه البخاري.ومِن أعظم الفرائض الصّلاة، فهي الصّلةُ بين العبدِ وربِّه، وأقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا ، كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ) متفق عليه .
ومِن أعظم ما يُتَقرَّب به أداء فريضة الحج ،قال الله تعالى: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ) متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : ( إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ : ( جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ : ( حَجٌّ مَبْرُورٌ ) متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) متفق عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ ) رواه مسلم.وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ((أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ)) متفق عليه.
ومِن بعد الفرائِض يكون التقرُّب بالنوافل والبعدُ عن المكروهَات بعدَ المحرمات، وفي الحديث قال الله تعالى : ((وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ)) أخرجه البخاري ومِن أعظم ما يتقرَّب به في هذه الأيام المباركة كثرةُ تلاوةِ كتاب الله وسماعِه وتدبّره ، قال الله تعالى: ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـٰرَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) أخرج الترمذي بسند صحيح عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ) وعند أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا)
ومِن أفضل ما يتقرّب به العبد في هذه الأيام المباركة ذِكر الله عزّ وجلّ ، قال الله تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) وقال تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقال تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) وقال تعالى : ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ) وفي عشر ذي الحجة يسن التكبير المطلق في جميع الأوقات ابتداء من دخول هذه العشر إلى فجر يوم عرفة وصفته: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد" أو يثلث: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد،. قال البخاري رحمه الله: "وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". فإذا صلى فجر يوم عرفة شرع التكبير المقيد مع المطلق إلى آخر يوم من أيام التشريق.
عباد الله -يُستحب عمارة هذه العشر المباركة بالطاعات والأعمال الصالحة، ومن ذلك صيام تسع ذي الحجة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حضَّ على العمل الصالح فيها، والصيام من أفضل الأعمال، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) أخرجه مسلم ، أما قول عائشة - رضى الله عنها - مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ " فيحمل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته . قال النووي - رحمه الله -: " فليس في صوم هذه التسعة كراهية، بل هي مستحبة استحبابا شديدا، لا سيما التاسع منها، وهو يوم عرفة " وفي فتوى لجنة الإفتاء : "وإن صمت الأيام التسعة من أول ذي الحجة فحسن؛ لأنها أيام شريفة يستحب صومها".ا.هـ
ومن أقام في بلده وسبقه الحجاج إلى المشاعر شُرع له صيام (يوم عرفة)؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " صيامُ يومِ عرفةَ ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه . والسنةَ التي بعده " رواه مسلم ومن أعمال العشر التقرب إلى الله بذبح الأضاحي، ولا ينبغي للمسلم أن يدعها مع سعته وقدرته. وقد ثبت أنَّ النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم - ضَحَّى بِكَبْشينِ أملحينِ أقرنينِ ذبحهما بيده، وسَمَّى وكبر ووضع رجله على صفاحهما؛ متفق عليه ، ويشرع لمن أراد الأضحية أن لا يأخذ من شعره وأظفاره شيئًا من بداية هذه العشر إلى أن يذبح أضحيته،روى مسلم - رحمه الله - وغيره عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - ، أَنَّ ّالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ "))، وفي رواية: ((فلا يأخُذْ مِن شَعرِه ولا مِن أظفارِه حتَّى يُضَحِّيَ))، ومن أراد الحج متمتعا وأراد أن يضحي فإنه يتحلل من العمرة بالحلق أو التقصير بلا حرج في ذلك. فاغتنموا أيام العشر فالسعيدُ مَن اغتنم مواسمَ الفضل والبركات ونافَس في الطاعات، وطلب بهمّةٍ عاليَة سِلعة الله الغالية، فالغنائمَ الغنائمَ قبلَ الفوات، والعزائمَ العزائمَ قبل الندَم والحسَرات.
الخطبة الثانية
عباد الله هذه مواسمُ الخيرات قد أقبَلَت، وهذه أوقاتُ الفضل قد دخلَت ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ واغتنموا مواسم الخير والبركات ، فقد بشَّر الله تعالى المسارعين إلى الخيرات بالسبق المُحقق والفوز بوعد الله الحق؛ قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 61]، وقال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: "السعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه، بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادةً، يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات".
عباد الله إن الأعمال تتفاوت عند الله في الفضل والجزاء فليس الشأن في اغتنام الأوقات بالعبادات فحسب ، وإنما الشأن فيمن يقدم الأفضل من القول والعمل، ولذلك فلا بد أن يكون المسلم علم بالأعمال التي نص الشارع على فضلها، وأنها أفضل من غيرها، عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ : " مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ؟ " قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ "أخرجه مسلم
والأعمال تتفاضل أيضا بتفاضل ما في القلوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى : (( فتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعه ) ومن أوضح الأمثلة على ذلك: الصلاة، حيث يقف الناس جميعاً خلف الإمام، ولكن بين هذا وهذا في الأجر والمنزلة والدرجة والثواب الفرق الكبير والبون الشاسع؛ وذلك بأعمال القلوب، وأما أعمال الجوارح فإنهم كرجل واحد في متابعة الإمام
وكما أن الأعمال تتفاوت في الفضل، فإنها أيضا تختلف بالنسبة للأشخاص في ظروفهم، وأحوالهم، وإمكاناتهم،ولذلك عندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال اختلفت إجابته على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص.
فهنيئاً ثم هنيئاً لمن عزم على استغلال عشر ذي الحجة بالعمل الصالح وتحري الخير والإكثار من الذكر والدعاء وأداء القربات المشروعة رجاء أن يكون من المرحومين المنافسين في الخيرات.
اللهم يسر للحجيج حجهم وأعنا وإياهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا جميعا من المقبولين.
عباد الله إن الأعمال تتفاوت عند الله في الفضل والجزاء فليس الشأن في اغتنام الأوقات بالعبادات فحسب ، وإنما الشأن فيمن يقدم الأفضل من القول والعمل، ولذلك فلا بد أن يكون المسلم علم بالأعمال التي نص الشارع على فضلها، وأنها أفضل من غيرها، عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ : " مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ؟ " قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ "أخرجه مسلم
والأعمال تتفاضل أيضا بتفاضل ما في القلوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى : (( فتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعه ) ومن أوضح الأمثلة على ذلك: الصلاة، حيث يقف الناس جميعاً خلف الإمام، ولكن بين هذا وهذا في الأجر والمنزلة والدرجة والثواب الفرق الكبير والبون الشاسع؛ وذلك بأعمال القلوب، وأما أعمال الجوارح فإنهم كرجل واحد في متابعة الإمام
وكما أن الأعمال تتفاوت في الفضل، فإنها أيضا تختلف بالنسبة للأشخاص في ظروفهم، وأحوالهم، وإمكاناتهم،ولذلك عندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال اختلفت إجابته على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص.
فهنيئاً ثم هنيئاً لمن عزم على استغلال عشر ذي الحجة بالعمل الصالح وتحري الخير والإكثار من الذكر والدعاء وأداء القربات المشروعة رجاء أن يكون من المرحومين المنافسين في الخيرات.
اللهم يسر للحجيج حجهم وأعنا وإياهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا جميعا من المقبولين.
خطب منوعة :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/134797
.
المشاهدات 3890 | التعليقات 3
وإياك شيخنا الفاضل / شبيب القحطاني
.
فضل أيّام عشر ذي الحجة للشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
http://ar.islamway.net/article/2621/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%B0%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق