خَمْسُ وَقَفَاتٍ بَعْدَ رَمَضَانَ (5 شوال 1435هـ )

محمد بن مبارك الشرافي
1435/10/03 - 2014/07/30 14:33PM
خَمْسُ وَقَفَاتٍ بَعْدَ رَمَضَانَ (5 شوال 1435هـ )
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّين , الْحَمْدُ للهِ الذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِإِتْمَامِ رَمَضَانَ , وَأَعَانَنَا عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ , فَلَهُ الْحَمْدُ أَوَّلاً وَآخِرَاً وَظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً , وَنَسْأَلُهُ الْقَبُولَ وَالْغُفْرَانَ , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ , وَاعْمَلُوا لِنَجَاتِكم وَاعْتَبِرُوا بِمَا يَمُرُّ بِكُمْ , فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ حَيُّ الْقَلْبِ , يَسْتَفِيدُ مِنْ تَجَارِبِهِ فِي الْحَيَاةِ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : هَذِهِ وَقَفَاتٌ بِمُنَاسَبَةِ انْتِهَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ :
الْوَقْفَةُ الأُولَى (تَأَمَّلُوا) فِي مُرُورِ الأَيَّامِ وَفِي تَعَاقُبِ الدُّهُورِ وَالْأَعْوَام , وَانْظُرُوا فِي تَقَضِّي السَّاعَاتِ , وَتَخَالُفِ الْأَزْمَانِ وَالْأَوْقَاتِ , فَمَا تَبْدَأُ سَنَةٌ حَتَّى تَنْتَهِي , وَمَا يَهِلُّ هِلالُ شهرٍ حَتَّى يَنْقَضِي وَمَا تَطْلُعُ شَمْسُ يَوْمٍ حَتَّى تَغِيبَ , وَهَكَذَا حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ بِخَرابِ الْعَالَمِ وَذَهَابِ الْحَيَاةِ , فَتَذَكَّرُوا بِانْقِضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ نِهَايَةَ الدُّنْيَا وَبِدَايَةَ الآخِرَةِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
الْوَقْفَةُ الثَّانِيَةُ (التَّعَبُ فِي الْعِبَادَةِ) فَلَا رَيْبَ - أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ - أَنَّ فِي الصِّيَامِ كُلْفَةً وَمَشَقَّةً وَتَعَبَاً وَنَصَبَاً , جُوعٌ فِي الْبُطُونِ وَظَمَأٌ فِي الْأَكْبَادِ , وَمُجَاهَدَةٌ لِلنَّفْسِ عَلَى تَرْكِ الْمَلَذَّاتِ , وَفَطْمٌ لَهَا عَنْ مُمَارَسَةِ الْمُشْتَهَيَاتِ , وَهَذَا كُلْفَةٌ عَلَى النَّفْسِ وَثِقَلٌ عَلَى الْبَدَنِ , وَلَكِنَّ تَعَبَ الطَّاعَةِ مَخْلُوفٌ بِأَمْرَيْنِ هُمَا : الرَّاحَةُ النَّفْسِيَّةُ , وَالأَمَلُ الْقَلْبِيُّ لِنَوَالِ الأَجْرِ فِي الآخِرَةِ , وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي الصِّيَامِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا , إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)
فَهَكَذَا سَائِرُ الطَّاعَاتِ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ قَدْ يَكُونُ فِيهَا تَعَبٌ وَلَكِنَّهُ مَخْلُوفٌ بِأَجْرٍ فِي الآخِرَةِ , وَرَاحَةٌ نَفْسِيَّةٌ فِي الدُّنْيَا .
الْوَقْفَةُ الثَّالِثَةُ (مَعَ لَذَّةِ الْعِبَادَةِ) اعْلَمُوا - أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ - أَنَّ طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَامْتِثَالَ أَمْرِهِ فَوْزٌ وَنَجَاةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ , وَسَعَادَةٌ قَلْبِيَّةٌ تَمْلَأُ الْقَلْبَ سُرُورَاً وَعَافِيَةً , وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أَنَّ الْعِبَادَةَ زَادٌ لِلآخِرَةِ وَنَجَاةٌ فِيهَا , لَكِنَّهُ يَجْهَلُ أَنَّ الطَّاعَةَ تُورِثُ السَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا , وَالأُنْسَ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الآخِرَةِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : إِنَّ فِي الدُّنْيَا لَجَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الآخِرَةِ , وَقَالَ آخَرُ : إِنَّهُ لَتَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ لَحَظَاتٌ يَتَرَاقَصُ طَرَبَاً ! وَقَالَ آخَرُ : مَسَاكِينُ أَهْلِ الدُّنْيَا خَرَجُوا مِنْهَا وَمَا ذَاقُوا أَحْسَنَ مَا فِيهَا ! قِيلَ لَهُ : وَمَا أَحْسَنُ مَا فِيهَا ؟ قَالَ : الْعِلْمُ النَّافِعُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ !
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : قاَلَ بَعْضُ مَنْ ذَاقَ هَذِهِ اللَّذَّةَ : لَوْ عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ لَجَالَدُونَا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ وَقَالَ آخَرُ: إِنَّهُ يَمُرُّ بِالْقَلْبِ أَوْقَاتٌ أَقُولُ فِيهَا : إِنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي مِثْلِ هَذَا إِنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبْ . وَقَالَ الآخَرُ : إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةً هِيَ فِي الدُّنْيَا كَالْجَنَّةِ فِي الآخِرَةِ , مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الآخِرَةِ .
وَقَدْ أَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هَذِهِ الْجَنَّةِ بَقَوْلِهِ (إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِياضِ الْجَنَّةِ فَاْرتَعُوا) قَالُوا : وما رياضُ الجنةِ ؟ قال (حِلَقُ الذِّكْرِ) وقال (مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ) وَلاَ تَظُنَّ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) يَخْتَصُّ بِيَوْمِ الْمَعَادِ فَقَطْ ! بَلْ هَؤُلاءِ فِي نَعِيمٍ فِي دُورِهِمُ الثَّلاثِ وَهَؤُلاءِ فِي جَحِيمٍ فِي دُورِهِمُ الثَّلاثِ . انْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللهُ .
الْوَقْفَةُ الرَّابِعَةُ (الْأَوْرَادُ الْيَوْمِيَّةُ) , فَمِمَّا يُعِينُ عَلَى الطَّاعَةِ - بِإِذْنِ اللهِ - وَيُيَسِّرُ الاسْتِمْرَارَ عَلَيْهَا التَّحْدِيدُ وَالتَّنْظِيمُ وَمَعْرِفَةُ مَاذَا يُرِيدُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُنْجِزَ , فَيَسْهُلُ عَلَيْهِ أَدَاؤُهُ وَيُلْزِمُ نَفْسَهُ بِقَضَائِهِ .
وَتَأَمَّلُوا فِي أَرْكَانِ الإِسْلَامِ وَكَيْفَ أَنَّ الشَّرْعَ حَدَّدَهَا وَبَيَّنَهَا , فَخَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ , وَزَكَاةٌ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً , وَصِيَامُ شَهْرٍ وَاحِدٍ كُلَّ سَنَةٍ , وَحَجَّةٌ وَاحِدَةٌ وَاجِبَةٌ فِي الْعُمْرِ , وَلِذَلِكَ يَسْهُلُ أَدَاؤُهَا وَالْتِزَامُ الإِنْسَانِ بِهَا وَلا تَشَقُّ عَلَيْهِ !
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : يَنْبَغِي لَنَا إِذَنْ , أَنْ نَتَعَاهَدَ أَنْفُسَنَا بِأَوْرَادٍ مِنَ النَّوَافِلِ نَسِيرُ عَلَيْهَا وَنَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ , وَنَكْتَسِبُ بِهَا الْحَسَنَاتِ , وَيُكَفِّرُ اللهُ بِهَا عَنَّا السَّيِّئَاتِ .
فَمِنْ ذَلِكَ : صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ , وَرَكْعَتَانِ مِنَ الضُّحَى , وَالْوِتْرُ آخِرَ اللَّيْلِ أَوْ قَبْلَ أَنْ تَنَامَ إِنْ خِفْتَ أَنْ لا تَقُومَ آخِرَ اللَّيْلِ .
وَمِنْ ذَلِكَ : وِرْدُ الْقُرْآنِ الْيَوْمِيُّ فَتَقْرَأُ جَزْءَاً يَوْمِيَّاً بِحَيْثُ تَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ شَهْرٍ مَرَّةً , وَأَلْزِمْ نَفْسَكَ وَكُنْ مَعَهَا حَازِمَاً لِئَلَّا تَضِيعَ عَلَيْكَ الْأَوْقَاتُ وَتَتَصَرَّمَ عَلَيْكَ الآنَاءُ وَالسَّاعَاتُ , وَسَوْفَ تَجِدُ نَفْسَكَ اسْتَفَدْتَ أَعْظَمَ الْفَائِدَةِ بِإِذْنِ اللهِ .
وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لَهُمْ أَوْرَادٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ , فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوودَ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ – وَذَكَرَ الْحَدِيثَ , وَفِيهِ – وكَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ لَيْلَةٍ يَأْتِينَا بَعْدَ الْعِشَاءِ يُحَدِّثُنَا ... وكَانَتْ لَيْلَةً أَبْطَأَ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَأْتِينَا فِيهِ فَقُلْنَا : لَقَدْ أَبْطَأْتَ عَنَّا اللَّيْلَةَ قَالَ (إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ جُزْئِي مِنْ الْقُرْآنِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيءَ حَتَّى أُتِمَّهُ) .
قَالَ أَوْسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ قَالُوا ثَلَاثٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلَاثَ عَشْرَةَ وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ . وَهَذَا الْحَدِيثُ قَالَ عَنْهُ ابْنُ كَثِيرٍ : إِسْنَادُهُ جَيَّدٌ
فَتَأَمَّلْ هَذَا ! فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ وردٌ , وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لَهُمْ أَوْرَادٌ , فَهَلَّا اقْتَدَيْنَا بِهِمْ , وَأَرْشَدْنَا غَيْرَنَا بِذَلِكَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ وَالإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتِ ؟ فَإِنَّ (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .


الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ . أَمَّا بَعْدُ : فَالْوَقْفَةُ الْخَامِسَةُ (الْحَذَرُ مِنَ مَعَاصِي بَعْدَ رَمَضَانَ) , بَعْضُ النَّاسُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ حِينَ امْتَنَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ فِي رَمَضَانَ , يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُعَوِّضَ مَا فَاتَ , فَيَرْتَكِبُ الْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَاتِ , ثُمَّ يُوجِدُ الْأَعْذَارَ لِنَفْسِهِ وَالتَّبْرِيرَاتِ , حَتَّى تَوَلَّدَ عِنْدَ الْبَعْضِ الشَّعُورُ بِأَنَّ ارْتِكَابِ بَعْضِ الْمُحَرَّمَاتِ فِي الْعِيدِ أَمْرٌ يُتَسَاهَلُ فِيهِ , ثُمَّ إِذَا نُوصِحَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ تَعَجَّبَ وَتَذَمَّرَ وَقَالَ : إِنَّ الأَيَّامَ أَيَّامُ عِيدٍ وَفَرَحٍ فَلا تُشَدِّدْ عَلَى النَّاسِ وَحَالَهُ (كَالتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْد قُوَةٍ أَنْكَاثاً)
فَاعْلَمْ يَا أَخِي الْمُسْلِمَ : أَنَّ رَبَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ شَوَّالٍ وَذِي الْقَعْدَةِ وَسَائِرِ الشُّهُورِ وَبِئْسَ الْقَوْمُ لا يَعْرِفُونَ اللهَ إِلَّا فِي رَمَضَانَ .
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا ، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا التِي فِيهَا مَعَاشُنَا ، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا التِي فِيهَا مَعَادُنَا ، وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ . رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ , وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قُلُوبَنَا بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّ قُلُوبَنَا مِنْ الْخَطَايَا كَمَّا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ ، وَبَاعِدْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَطَايَانَا كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ , اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ : عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ الشِّرِّ كُلِّهِ : عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ . اللَّهُمِّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا , وَوُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ , وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
المرفقات

خَمْسُ وَقَفَاتٍ بَعْدَ رَمَضَان (5 شوال 1435هـ ) ‫‬.doc

خَمْسُ وَقَفَاتٍ بَعْدَ رَمَضَان (5 شوال 1435هـ ) ‫‬.doc

المشاهدات 2956 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا ونفع بعلمك