غزة تحت القصف

الحمد لله الدائم بره، النافذ أمره، الغالب قهره، الواجب حمده وشكره، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الملك والتدبير، جلَّ ذكره، وإليه يُرجع الأمر كله، علانيته وسره، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه وهو على كل شيء قدير، سبحانه وبحمده جعل لكل أجلِّ كتاباً، وللمنايا آجالاً وأسباباً، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، الهادي البشير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحابته الأخيار، ما جن ليل وبزغ نهار، وسلَّم تسليماً كثيراً.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
إخوة الإيمان والعقيدة... جاءت في التاريخ النبوي صورة من صور التخطيط للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه. ففي آخر الليل وعندما نشطت الشياطين جاء حيي بن أخطب للقاء كعب بن أسد وقال له:جئتك بعز الدهر وببحر طام ،جئتك بقريش على قادتها وسادتها وبغطفان على قادتها وسادتها وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه.
تأمل يا عبد الله نستأصل محمداً ومن معه ، وهي نفس العبارة التي قالها اليهود وأذنابهم المنافقين نريد أن نستأصل حكومة غزة ، وقام زعيم الإسرائيل بدور حيي بن أخطب اليهودي!
ثم وقعت معركة الخندق وثبت النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ، وبعدها أعلن النبي صلى الله عليه وسلم نهاية غزو الكفار للمسلمين وقال: اليوم نغزوهم ولا يغزوننا ، وهذا عين ما أراه سيحدث مع المجاهدين في فلسطين بإذن الله تعالى ، فإذا ثبتهم الله وصبروا وصابروا فسيكون لهم الغلبة إن شاء الله.
إنها معركة مفصلية سواءً على المؤمنين أو على الكيان الصهيوني وأذنابه المنافقين ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ) وانظر لوصف الهجوم الذي حدث يوم الخندق ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ *هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ) هذا وصف دقيق لحال إخواننا هناك في غزة فالقصف من البر والبحر والجو ، يقول جل وعلا ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) بلى يا رب ! نصرك قريب قريب قريب جدًا.عباد الله :
إن الله تعالى يختار الشهداء اختياراً ويصطفيهم اصطفاءً قال جل وعلا ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) وفي آية أخرى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ).
ولقد فضحت هذه الحرب المنافقين المتاجرين بدماء المسلمين ، وتستحق هذه الحرب أن نسميها بالفاضحة والكاشفة لأنها كشفت وفضحت المنافقين أفراداً كانوا أو جماعات أو حكومات أو حتى القنوات وهذا ما رآه الناس كالشمس في ضحاها .
هذه الحرب ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ ) وتأملوا معي قول الله تعالى وكأن الآيات نزلت للتو في هذه اللحظة، يقول جل وعلا ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ )
كم نادت الشعوب ،كم نادى أصحاب الإيمان أغيثوا إخوانكم في غزة، أين أسلحتكم ؟أين جيوشكم؟ تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا عن أخوانكم، أما ترون الدماء والأشلاء ،أما ترون البيوت تُدمّر على من فيها ،فعائلات تُباد كاملة ،أما ترون بيوت الله تهدم ،دافعوا عن دينكم وعن بلاد المسلمين (قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ ) فحكم الله عليهم بقوله ( هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ).
ثم تأملوا قول الله تعالى بعد هذه الآية ( الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) كم سمعنا من أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا من يقول قد نبهنا حماس وحذرناها ولم تسمعنا ،لو أطاعونا ما قُتلوا ،ونسي هؤلاء المنافقين أن الموت والحياة بيد ملك الملوك جل وعلا. ثم الفصل في قوله تعالى ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ).
لكِ الله يا غزة الصمود ،غزة الثبات ،غزة التحدي ، غزة المقاومة، غزّة الجريحة ، كم في أثوابك الدامية من أحزانٍ وآلامٍ وأوجاعٍ وذكرياتٍ تفيض بالأسى والكرب.ما تكاد ترحل المصيبة بأثقالها وكَرْبها إلا وتخلفها مصائب تتكاثر كالسرطان في جسد هذه الأمة.
مناظر الدم، والخراب، والحزن، وصرخات الوجع والألم، ومشاعر الحزن والبكاء، أصبحت روحاً ساكنة في جسد كلّ مسلم ومسلمة من سكّان غزّة المجاهدة الصامدة.
ألا فَلْيَحذَرِ المُسلِمُ مِن خُذلانِ إِخوَانِهِ بِأَيِّ نَوعٍ مِن أَنوَاعِ الخُذلانِ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ( مَا مِنِ امرِئٍ يَخذُلُ امرَأً مُسلِمًا في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ مِن عِرضِهِ وَيُنتَهَكُ فِيهِ مِن حُرمَتِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللهُ تَعَالى في مَوطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصرَتَهُ )
أعلموا - عباد الله - أَنَّ جَمِيعَ المُسلِمِينَ في مَشَارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِهَا إِخوَةٌ، لا تَفصِلُ بَينَهُم حُدُودٌ وَلا تُفَرِّقُهُم جِنسِيَّاتٌ، وَاللهُ تَعَالى هُوَ الَّذِي رَبَطَ بَينَهُم بِرِبَاطِ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ، قَالَ تَعَالى ( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ ) وَقَالَ صلى الله عليه وسلم ( المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ؛ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ وَلا يَخذُلُهُ وَلا يَحقِرُهُ ) ( مَثَلُ المُؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ؛ إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى ).
اللهم إنا نسألك أن تنصر أُخواننا على أرض غزة اللهم ثبت أقدامهم وأنصرهم نصراً مؤزرا وافتح لهم فتحاً مُبينا واجعل اليهود وما يملكون غنيمة للإسلام والمسلمون.
أقول ما تسمعون، ,استغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... اعلموا أن الأمة منصورة ،ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) ( كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ).
إن وعد الله قاطع جازم بأن ينصر رسله والذين آمنوا معه. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في قمة النصر وهو يكرر بل عزة ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ).
إن الله قادر على نصر عباده وإهلاك الكفرة، ولكن من حكمته أن جعل للنصر ثمنًا ( ذَلِكَ وَلَو يَشَاءُ اللهُ لانتَصَرَ مِنهُم وَلَكِنْ لِيَبلُوَ بَعضَكُم بِبَعضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ فَلَن يُضِلَّ أَعمَالَهُم سَيَهدِيهِم وَيُصلِحُ بَالَهُم وَيُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لهم ).
من أجل هذا كله ، قد يبطئ النصر ، فتتضاعف التضحيات ، وتتضاعف الآلام .. وفي النهاية يأتي النصر بإذن الله.
أيها المؤمنون ... بأيدينا السلاح الماضي والقوة القاهرة .. بأيدينا سلاح الدعاء، والله وعدنا بالإجابة ولن يخلف وعده ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُوني أَستَجِبْ لَكُم ) من الذي يمنع أي مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أن يرفع كفه إلى الله ضارعًا داعيًا مخلصًا أن يحقن دماء إخوانه المسلمين، وأن يهلك الظالمين المعندين ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )
اللهم إنا نسألك بذلِّ عبوديتنا لك، وبعظيم افتقارنا لك، أن تنتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها... اللهم انتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في فلسطين. اللهم انصرهم على الصهاينة الغاصبين. اللهم اهزم كل من يساند اليهود، ويشجعهم على قتل المستضعفين والأبرياءِ من إخواننا الفلسطينيين. اللهم عليك باليهود الكائديـن الحاقدين. اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، وبث الـرعب في قلوبهم، وأذهب النـوم عن عيونهم. اللهم أضعف كل من يناصرهم. اللهم أرنا فيهم يومًا قريباً تَشفي به صدور قوم مؤمنين، وتُذهب غيظ قلوبهم.
وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
المرفقات

489.doc

المشاهدات 4941 | التعليقات 5

بارك الله فيك وفي لسانك وقلبك أستاذ ابراهيم ، نصرك الله أخي أحوج ما تكون إلى النصر والتأييد و الفتح كما نصرت إخوانك .
وسعداء جدا جدا برؤية صورتكم الكريمة ، وكم تمنينا من إخواننا في الملتقى أن يكرمونا بتسجيل صورهم في خانة العضوية حتى نتعارف أكثر فأكثر .


خطبة أيام حصار غزة الأول ..

دعاة على أبواب جهنم .. من أطاعهم قذفوه فيها .. إنهم إناس من بني جلدتنا .. يتكلمون بألسنتنا .. إنه التيار الإعلامي العلماني المخذل ، الذي ملأ صفحات جرائده ومجلاته وقنواته الفضائية باطروحات فجة ، وأفكار سامجة ساذجة .. ومع كل ذلك فإن هذا التيار يزعم أنه في طروحاته وأفكاره وكتاباته ، يُعمل المنطق المتزن والعقل المتجرد .. فاستمعوا إلى أحدهم ماذا يقول : (ومقابل ماذا يحشرون شعبهم المشلول في حبسٍ مأساويٍ، حبسٍ اسمه غزة، ويستمرون في إطلاق صواريخ لا تفعل أكثر من حفرٍ صغيرةٍ في أرصفة تل أبيب.. ثم يغضبون عندما تهرشهم إسرائيل القبيحة بتلك البشاعة، وتجعل بيوت المدنيين ركاماً مختلطاً بعظامهم، بل يطلقون ألسنتهم بالسباب واتهام العرب والمسلمين جميعاً بالتواطؤ والخذلان والخيانات، ولا يتذكرون وسط كل هذا من إساءتهم لشعبهم ومقامرتهم به شيئاً )!!
ويقول آخر : (جرّب العرب الحروب فلم تزدهم إلا خبالاً وخساراً، وجرّبوا المقاومة المسلّحة فلم تزدهم إلا رهقاً وتشتتاً وضياعاً ... "حماس" تنطلق من رؤية جماعة الإخوان المسلمين التي تريد الوصول إلى السلطة بأي ثمنٍ والمحافظة عليها بأي سعرٍ، حتى لو كان الثمن دماء الفلسطينيين ودمار غزّة، وأن يخربوا بيوت الفلسطينيين ... إنّ جرح فلسطين الغائر لن يحلّه الغوغائيون، ولن ينقذه المتاجرون به، بل حلُّه يكمن في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع).
ويقول آخر : (وذبيحة غزّة التي لم ينِ الجزّار الفاتك الإسرائيلي يعيث فيها تقتيلاً وتجريحاً وتدميراً هي ذبيحة لها جلاّب أوصلها لحتفها، فالجزّار الإسرائيلي لم يستيقظ ذات صباحٍ ليقول سأهاجم غزّة هذا الصباح، ولكنّ المتحرّشين به (بلا سببٍ!!) هم الذين جلبوها له على طبقٍ من دمٍ وشعاراتٍ وغوغائيةٍ، وهم الذين قالوا له بلسان الحال اذبحها لنمشي في جنازتها).

وقال آخر : (قليل من الألعاب النارية، التي قتلت من الغزاويين أكثر مما قتلت من الإسرائيليين، وتهجم إسرائيل، وينسى الجميع البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو كل ما تريده إيران ) ..
هذه طائفةٍ من كتابِات القوم تعليقاً على حربِ غزةَ الطاحنة التي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من ألف ومائة شهيد وخمسة الآلف جريح ..
إنها عبارات مخذلة لمجاهدي فلسطين وأهلها، تشكل ( قصفاً ) آخر فوق القصفِ الصهيوني الذي يتعرضُون له!
فتعالوا أحبتي في الله نتجرّدَ من عواطفنا الثائرة ، وننحي لغة الجراح والدماء جانباً.. لناقشَ هذه الأطروحاتِ العلمانية بذات المنطق والعقلانية التي يزعمون أنهم يتحلون بها.
تتبنى هذه الأطروحات المخذلة في مجملها فكرتينٍ رئيستينٍ : الأولى: أنَّ صواريخ المقاومة العبثية و(ألاعيبها) القتالية هي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، وبالتالي فهي شريكة (للجزار) في جريمة (الذبح)، بل هي التي وضعت الشاةَ بين يدي الجزار وأمسكتها بعنف ليتسنى له الذبح كما يريد! .. والثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية إنّما تسعى إلى السلطة من جهة، وإلى تحقيق مصالح أحد الأطراف الخارجية من جهة أخرى، أي أنها عميلة تتاجِر بدماء الفلسطينيين المساكين، ، غير عابئة بكل ما يجري لهم !
والخلاصة أن المقاومة الفلسطينية مخطئة وأنَّ خيار المقاومة خيار خاطئٌ من كل الجهات. وأن الحل ّ - كما قال أحدهم - يكمنُ " في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".
بداية ومنطقياً فمن العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ ومنذ عشرات السنين هم طلاب سلطة! .. نعم من المنطق أن يكون الفارُّون من المعتركِ، والذين يعيشون في أمان تام وفي رفاهيةِ وبذخ ، والذين لا يفعلون غير التصريحات ، ويجنون الملايين بعد الملايين ، أولئك يمكن أن يكون طلاب سلطة .. أما من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسامة عريضة ؟ فكيف يمكن أن يكون طالبَ سلطةٍ ؟؟ كيف ؟ .. وقد رأيناهم وبعد سنين من استلامهم للسلطة المزعومة هم .. هم .. نفس البيوت والسلوكيات المتواضعة البسيطة .. ثم كيف يُقبل عقلاً أن تكون المقاومة باحثةً عن السلطةٍ وكل قياداتها تقريباً قد نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟
ولنبدأ نقاشنا المنطقي المتزن من هذه المقارنة التاريخية بين ماحدث قبل اثنتين وأربعين سنة ومايحدث الآن.
في حرب 67 تمكّن العدو إسرائيلُ من تدمير كامل سلاح الجو الأردني ، ومعظمِ السلاح الجويّ السوريّ ، وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي!! واستولت على منابع النفط في سيناء !! وسيطرت إسرائيل على منابع مياه الأردن!! وتحكمتْ في خليج العقبة!! واكتشف العربُ أنّهم خسروا - في خمسة أيام فقط - عشرة آلاف شهيد وجريح ، وخمسة آلاف أسير ، وأنّه قد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني !! وأنَّ إسرائيل قد احتلت أراضي الدول عربية وهي: (شبه جزيرة سيناء وغزة) مصر .. (هضبة الجولان) وسوريا .. (مزارع شبعا) لبنان .. (الضفة الغربية والغور) الأردن .. واكتشفوا أيضاً أنّ ما احتله العدو إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاث مراتٍ .. وأبشع من هذا كله .. أن القدس قد ضاعت !!
ولم يكن العدو الإسرائيلي وقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجه العرب جميعاً ..
العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ألفين وثلاثمائة دبابة مقابل ألف دبابة إسرائيلية!
العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ستمائة طائرة بإزاء مئة وسبعٍ وتسعين طائرةً إسرائيلية!
العرب الذين كان تعداد مقاتليهم ثلاثمائة وثلاثين ألفاً بإزاء مئتين وخمسين ألفاً من الإسرائليين!
ومع تفوق ميزان القوى لصالح العرب حدث ما حدث .. وشهد الخامس من حزيران أقصر حرب في التاريخ .. حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام ضاع فيها كل شيء!!
انتهت المقاومة .. وانكسرت الجيوش .. واستسلم الجميع !!! وسلبت الكثير من الأراضي إلى اليوم ..
وفي المقابل فها نحنُ في اليوم الحادي والعشرين من أيام حرب غزةَ ..
الحربُ التي بدأت بغتةً بعد تطميناتٍ (عربية) للفلسطينيين بألا شبحَ حربٍ يلوح في الأفق!!
الحرب التي اختار الصهاينة لبدايتها توقيت الذروة ( الحادية عشر والنصف صباحاً ) ليزداد عدد الضحايا.
الحرب التي ألقي فيها العدو ولا يزال الآف الأطنان من القذائف والصواريخ على سجن صغير لا تتجاوز مساحته 300 كلم مربع.
الحرب التي لم تتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية لوحدها دون أن تتلقى أي دعم عسكريٌّ من أيِّ جهةٍ خارجية.
الحربُ التي سبقتها حرب استنزافية .. حصار اقتصادي خانق لأكثر من سنتين نفد خلالها أغلب مخزون الغذاء والوقود والدواء .
الحرب التي خذل فيها بعض الفلسطينيين إخوانهم المجاهدين .. حتى إنهم لم يجدوا شيئاً يقولونه سوى التصريح بأنهم ( جاهزون ) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل في غزة بعد تصفية المقاومة !!!
الحرب التي لعبتْ فيها الآلة الإعلامية العالمية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرماً وجعلت من صواريخ المقاومة مسمار جحا ..
ومع كل هذه الوقائع والحقائق وغيرها مما لايتسع الوقت لطرحة أو لا يحسن الحديث بشأنه .. إلا أنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق! بل إنها بلغت ما لم يبلغه أحدٌ قبلها !! وأصابت أكبر قاعدةٍ جوية للعدو !! وبدأ اليهود يختبئون في الملاجئ!! .. وما إن بدأ الاجتياح البريّ حتى حصدتْ المقاومةُ أرواح عشرات الجنود الصهاينة !!
فهل لاحظنا الفرق بين الموقفين؟
لم يذكر التاريخ ولم يقل أحد .. أنَّ يهودياً واحداً في الداخل أصيب بالفزع عقيب حرب سبعة وستين .. وهانحن نرى ونسمع في حرب غزة اليوم .. مليوني إسرائيلي في دائرة الخوف ، يدخلون إلى الملاجئ ، ويعطلون دراستهم ، ويبكون !!
لم يذكر التاريخ ولم يقل أحد .. أنّ مسؤولاً يهودياً واحداً .. ساوره القلق عشية حرب سبعة وستين .. وها هو العالم بأسره .. في حرب غزة اليوم .. يرى عبر شاشات التلفزة عياناً بياناً .. وزيراً يهودياً يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته !!
إن ذاكرة التاريخ تشهد أن ابتسامةُ الرؤساء اليهود آنذاك كانت تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام تلك الحرب وما بعدها ... وها نحن نرى اليوم .. ابتسامات الرؤساء الحاليين تتقلصُ يوماً بعد يوم !! .. فما الذي تغير إذن ؟ ..
إنه لغز محير : فلم يكن ما يسمى بالكيان الصهيوني في يوم من الأيام قوياً كما هو اليوم / ولم يكن في يوم من الأيام متوحشاً فتاكاً كما هو اليوم / ولم يحصل على دعم الغرب المفتوح كما حصل عليه اليوم / ولم يتخاذل أصحاب الحق عن حقهم ويجبنوا عن الرد كما تخاذلوا اليوم / ووسط هذا الاستعلاء الصهيوني المتغطرس والمتزايد وما يقابله من ذل وهوان وتنازلات من أصحاب الحق ، يقوم مجموعة من المقاومين قليلة أعدادهم محدودة تجهيزاتهم ليقفوا وحدهم أمام رابع أقوى جيش في العالم وللأسبوع الرابع على التوالي ، بل ويدمرون من دبابات العدو وطائراته ودياره وقواعده .. ويقتلون ويأسرون ويصيبون من جنوده ما لم يتحقق مثله في السابق ، ويعجز الجيش الذي لا يقهر من تحقيق أي نوع من السيطرة فضلاً عن الانتصار ، ويقف عاجزاً أمام صمود غزة / ولا يجد الجيش المتغطرس له من حيلة إلا سحق المنازل والمساجد وقتل الأطفال والنساء وكل ما يتحرك على الأرض ، .. وهاهو العدو الجبان يتجنب الإفصاح عن الحجم الحقيقي لخسائره الفادحة ..
كيف حدث كل هذا ؟؟ .. إنها الصواريخ العبثية .. هي من أحدث كل هذا البون الشاسع.
فالصواريخ إذن : هي ( الحل ) وليست ( المشكلة ) .. فقد كنّا نُضربُ ونصمتُ .. بل و(نقبل) كفَّ من ضربنا .. والآن .. فنحن على الأقل نُضربُ ونضرِبُ.
أمر آخر .. وهو أنه ليست صواريخ المقاومة وحدها هي سبب عدوان الصهاينة .. فقد نفذ اليهود سابقاً عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزّهم صواريخُ أو حتى حجارة!
وإنَّ قراءة تاريخ تلك المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة صهيونية ! أي أنها لم تكن بسبب الاستفزاز المزعوم .. ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أن كل انتخابات يهودية سبقتها مجزرة عاصفة، فشارون تصدر بعد مذبحتِهِ (جهنم المتدحرجة)، وبيريز صعدتْ به إلى رئاسة الوزراء (عناقيد الغضب)، وليس سراً أن بعض الوزراء الحاليين يخوضُون عبر هذه الحرب معركةً انتخابيةً، .. فهل نظن بعد هذا أن المقاومة لو استسلمت لذَبْحِ الحِصار، ولم تحرك ساكناً لما أصاب غزة ما أصابها، ولما ذبحها (الجزار)؟
ثم إن المخذلين حين يتكلمون عن استفزاز صواريخ المقاومة يتكلمون بلسان شعب فلسطين ويصورون للناس أن فلاناً وفلاناً من قادة المقاومة يتاجرون بالشعارات وأن الشعب هو الضحية!! بينما الجواب يأتي من الشعب نفسه..
الشعب الفلسطيني الذي خرج قبل الحرب بأيامٍ قليلةٍ في حشودٍ ضخمةٍ مؤيداً لخيار المقاومة والجهاد .. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها ، " ووفقاً لوكالات الإنباء فإن هذا الاحتشاد الشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" ..
الشعبُ الذي قيل إن ( المقاومة ) حشرته في ( صندوق ) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضةً للعذاب.. هذا الشعبُ هو الذي يخرج هاتفاً للمقاومة مؤيداً لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداءً لتحكمه وكان على وعيٍ ببرنامجها ومعرفةٍ تامة بمنطقها المقاوم... وهو الذي نسمعُهُ اليوم عبر الفضائيات والاتصالات في قلبِ الحربِ يشدُّ على يد المقاومين ويطلب منهم الصمود والانتقام من اليهود. ثم نأتي نحن ونتكلم باسمه ونقول .. مسكين هذا الشعب!! لقد راح ضحيةً لمغامرات قادة المقاومة ..
والسؤال المعاكس .. لهؤلاء المخذلين ..الذين دائماً ما يتحدثون عن المقاومة بمنطق اسلافهم من المنافقين (لو أطاعونا ما قتلوا)
فبدورنا نسائلهم: ما الذي كان سيفعله اليهود لو لم تكن هناك مقاومة؟
ألم يكن رؤساء ووزراء الكيان الصهيوني سابقاً يكثرون التحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر ؟ وعن إبادة كاملةٍ للفلسطينيين ؟ فما الذي خفض تلك الطموحات الصهيونية؟ وقلل من أحلامها؟
أليست المقاومة المستمرة هي التي أجبرتهم على بعض التنازلات ؟
لنطرح المسألة من زاوية أخرى .. فما يجب أن ندركه جيداً أنّ معظم المستوطنين اليهود الحاليين هم مجرد مرتزقة، لم يأتوا إلى فلسطين إلا للرخاء المادي .. ولا أدل على هذا من أن إعلانات الإغراء التي ينشرها اليهود في الصحف الغربية عن المستوطنات في فلسطين المحتلة .. لم يعد يُتحدث عنها بمنطق العودة إلى أرض الأجداد !! وإنما بات يُتحدث عن مزاياها المادية فقط!!
إذنْ فالخلفية الإدراكية للمستوطن اليهودي .. أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والبذخ والرفاهية .. إذا فهمنا ذلك جيداً .. أدركنا أنَّ (كل ما ينغص على المستوطنين حياتهم هو في النهاية إحباطٌ للمخطط الصهيوني)!
المسألة إذن ليست مسألة صواريخ .. لا تزيد على أن تثقب ثقباً صغيراً شوارع أو جدران المغتصبات .. المسألة أن هذه الصواريخ البسيطة تهز البناء الداخلي للمستوطنين من أساسه .. وبالتالي تدفعهم للهرب، ومن ثم يُفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة ..
هذه هي قيمة الصواريخ ؟ ومن قبلها البندقية والسكين والمقلاع .. بل وحتى الحجر ..
إنَّ تعطيل الدراسة في مدارس وجامعات الكيان الصهيوني بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخاً هائلاًُ في البناء الداخلي لليهود .. ذلك البناء الذي صرف الصهاينة من أجل تأسيسه وتثبيته في نفوس المواطنين اليهود مليارات الدولارات .. إنّ صاروخ المقاومة لا يثقب حفرة صغيرة في أرض الكيان الإسرائيلي فقط .. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.
أمر آخر من عجائب هذه القضية .. وهو الكيل بمكيالين ... فبينما يحق لكل دولةٍ عربيةٍ كانت أو غير عربية أن تصوِّر حروبها التأسيسية والتحررية على أنها حروب كرامةٍ وبطولات .. يكال لأهل غزة بمكيال آخر .. فحربهم ومقاومتهم للمحتل حركات عبثية .. وصواريخهم صواريخ ورقية .. وقنابلهم ألعاب نارية ؟! ومواقفهم البطولية متاجرة بالدماء الزكية .. كيل بمكيالين .. وإليكم الدليل تلو الدليل .. كيف قامت هذه البلاد المباركة .. يقول التاريخ : أن الملك عبد العزيز رحمه الله .. سار بأربعين رجلاً .. وثلاثين بندقية .. ومائتي ريال .. إلى الرياض لفتحها!! أربعون رجلاً فقط ببنادق قديمة يخوضون حرباً لفتحِ مدينةٍ واسترجاع مُلْك!! ولم نسمع أحداً من أولئك الكتاب المنصفين يصف هذه الموقف البطولي .. بما وصف به المقاومة الباسلة مما ذكرته سابقاً !
وفي وسط مدينة القاهرة يرتفع بناء شامخ يسمى ( نصب الجندي المجهول )، أقيم هذا البناء (تكريماً) للشهداء الذين قضوا في حرب الاستنزاف!! إذن فقد كانوا أبطالاً .. ولم يكونوا حمقى ولا متهورين!!
بل وأكثر من هذا .. فالتاريخ المصريّ كان ولا يزال يتغنّى ببطولات المصريين الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي بأسلحةٍ بدائيةٍ بعضُها السيوف والسكاكين!! .. لقد كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا مستفزّين لدولة عظمى!!
ومثله التاريخ السوري فهو لا يزال يتغنى بمعارك الأبطال مع فرنسا، ومثله التاريخ الجزائري فلا يزال يفخر بالمليون شهيد .. ومثله التاريخ الليبي .. الذي يكاد (يقدّس) البطل الأسطورة ..عمر المختار الذي واجه جبروت إيطاليا بخيلٍ وبندقية!! ولم يقل عنه أحد من السابقين ولا اللاحقين ما قاله المخذلون عن إخواننا في فلسطين .. وقس على هذا كل دول العالم .. كلٌ يفاخر بنضال شعبه وتضحياته .. وبطولات رجاله ومقاوميه .. كلٌ له يوم وطني يحتفل به .. ويمجد فيه تلك الملاحم والبطولات .. وأبداً ودائماً .. وفي كل المرات كان النضال غير متكافئ الأطراف .. وسقط فيه ضحايا كثيرون وكلهم أبرياء .. وحدثت بسبب ذلك كوارث ومجازر .. فلماذا كانت بطولةً مخلدة في كلِ تلك الأماكن .. وكان حماقةً وتهوراً في فلسطين؟ فهل يستطيع أحد من أولئك المخذلين ..الذين يتهمون صواريخ المقاومة؟ أن يجيب على هذا التساؤل ..
ولمن تنطلي عليه حكاية ضرورة توازن القوى قبل البدء بالمقاومة ..
فليأتنا بحالة تحررية واحدةٍ في العصر الحديث أو القديم كان فيها (المقاوِمُ) أقوى من المحتل أو حتى في مثل قوتِهِ!
أين حدث مثل هذا؟ أفي فيتنام؟ أم في جنوب أفريقيا؟ أم في الهند؟ أم في مجمل الدول العربية؟ أم في فرنسا إبان حربها مع النازيين ؟ أين؟!!
وأخيراً .. فإنَّ المقاومة التي انتقلت من مرحلة الحجارة إلى مرحلة الصواريخ، والتي بدأت بصواريخ قصيرة لا تتعدى بضعةِ كيلومترات ثم تطورت شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى عمق الكيان الصهيوني .. هذه المقاومة الصامدة قادرة بإذن الله على مزيد من التطوير وتقليل الفارق يوماً بعد يومٍ .. حتى تهزم الاحتلال وتدحره بإذن الله ..
.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين ) ...... بارك الله ...

الحمد لله وكفى ..
أيها المجاهدون الأباة أشعر وأنا أوجه لكم هذه الرسالة أنني كمن يحاول أن يرتقي مرتقى صعباً ، فاستسمحكم عذراً ..
اسمحوا لي يا مَن تنسجون مجدَ أمتِكم بخيوط سرمدية من ذهب ، وتسقون شجرةَ العزِ بدمائِكم الزكية ؛اللون لون الدم والرائحة رائحة المسك ..، يا من تربعتم على هامة المجد وسطرتم بثباتكم ملحمة عظيمة يقف العالم بأسره أمامها مذهولا مشدوهاً من صمودِكم وصبركم ... ،
لقد أوجعتم العدو ووالله إن الصهاينة يعانون كما تعانون ويألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ؛
يا أهل غزة المرابطين ؛ يا من ينطبق عليكم قول الحق جل وعلا { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } ،
يا أهل غزة المرابطين يا أهل الشموخ والعزة .. لقد ارتقيتم والله مرتقى علوياً ... ونسجتم من تاريخ أمتكم قطعة لؤلؤية سرمدية .. لقد سطرتم على صفحات التاريخ بمداد من دم درساً في عزة المؤمن ...
فلله دركم، ولله صبركم ولله جهادكم، ولله صمودكم ولله بذلكم ..... (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
اسأل الله بمنه وكرمه ...




خطبة أخرى قديمة

أيها المسلمون، جُرح فلسطين أعظم جراح الأمة ، وكارثتها أعظم الكوارث، وقضيتها أم القضايا ، رأينا فيها دماءنا التي أهدرت .. رأينا فيها كرمتنا التي مرغت .. رأينا بيوتنا تحرق وتهدم .. وأشجارنا تجرف وتجتث .. رأينا نساءنا تهان كرامتهن .. وشيوخنا وأطفالنا يئنون ويبكون .. ولا من مجيب ..
وإذا كانت أرض فلسطين ملكاٌ للمسلمين جميعاً، فهي أمانة في أعناقهم، يسألون عنها جميعاً ..
صرخ صارخ من غزة العزة يقول : ماذا بقي علينا أن نبذل لكي تتحركوا ، ها نحن ومنذ اشهر عدة نعيش بلا كهرباء ولا وقود ولا خبز ولا دواء فإلى متى يجب أن نبقى في البرد والجوع والمرض والظلام حتى تساهموا في تفريج كربتنا .. ما هو حجم الدماء التي يجب أن تسيل منا حتى تتحرك دماءكم في عروقكم ، ما هو عدد الأطفال الذين يجب أن يمزقوا أشلاءً حتى تتفاعلوا مع قضيتنا ، كم منزلاً يجب أن يسوى بالأرض ويدفن أهلة تحت أنقاضه قبل أن تهبوا لنجدتنا ، كم صرخة وكم أنة وكم دمعة يجب نسكبها حرى لكي تتجاوبوا معنا ..
متى سمعتم أن ثمانين طائرة حربية تقصف خمسة وأربعين موقعاً مدنياً في وقت واحد ليس لها من الأهداف إلا الأبرياء العزل .. أنهت مهمتها في ثلاث دقائق ولم يرد عليها بطلقة واحدة ، عشرة مساجد أمست أثراً بعد عين ، مئات القتلى تحت أنقاض بيوتهم ، ألوف الجرحى عجزت المستشفيات عن احتوائهم ، مئات الألوف يئنون جوعاً وبرداً وألما ، أوضاع مأسوية يندى لها جبين البشرية ، وكل يوم أسوء من الذي قبله .. ثم تجتمعون وتتكلمون .. تشجبون وتستنكرون .. تنددون وتناشدون .. ثم تعودون إلى بيوتكم سالمين .. لقد أتعبتم من بعدكم
أقر الله عيونكم ، وشرح بالحق صدوركم ..

أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ... لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا
سيغرق منه شارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
* ** **
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا .. وما زلنا
فهل هُنتم ، وهل هُنّا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضعنا؟ أيُسعدكم إذا جُعنا؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً أنقطعها وتقطعنا؟!
معاذ الله! إن خلائق الإسلام تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلة التوحيد تجمعنا؟!
* ** **
أعيرونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبز والملحا
فليس الجوع يرهبنا ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى
وأن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)
* ** **
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا .. إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا .. إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا .. وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ .. ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
* ** **
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
* ** **
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
ترى الموت فوق رؤوسنا ينصبْ .. ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ ؟!
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى .. فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا ولا للعالم الإنساني تنسب
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
* ** **
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!
* ** **
ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأسِ القهر تُنتقضُ
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا ، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفِل
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ؟! أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!
* ** **
ألم يهززك مناظر الأشلاء والنيران تستعر
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
ولا يدري كيف يستترُ
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا يذرُ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟
* ** **
بيانات مكررة بلا معنى؟
كأن الخمس والخمسين لا تكفي
لنصبر بعدها قرنا!
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
أما يكفيك بل يخزيك هذا اللهو واللعبُ؟
وقالوا: كلنا عربٌ .. سلام أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا
وأين سيوفها الخَشَبُ؟
شعارات قد اتَّجروا بها دهراً .. أما تعبوا؟
وكم رقصت حناجرهم
فما أغنت حناجرهم ولا الخطبُ
* ** **
أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
وقل للخائف الرعديد إن الجبن لن ُيمدد له أجلا
فلا نامت أعين الجبناء ..
فلا نامت أعين الجبناء ..
* ** **
يجب أن يعي المسلمون جميعاً ويعلموا أنه لا سبيل لاستخلاص الحقوق واستنقاذ المغتصبات إلا حين يعتصمون بحبل الله, ويكونون جميعًا ولا يتفرقون, يصطفّون عبادًا لله إخوانًا يجمعهم نداء واحد, لا نداء غيره: يا مسلم يا عبد الله, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
((هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين *ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين *إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)).
بارك .....


الحمد لله وكفى ..
أما بعد: أيها المسلمون اتقوا الله رحمكم الله, واعلموا أن بيت المقدس والأرض المباركة في خطر عظيم, والعمل من أجل إنقاذها وتطهيرها فريضة شرعية/ وواجب ديني /يستنهض عزم أبناء الأمة /وبذل كل الجهود والوسائل /لإحقاق الحق, ونصرة القضية.
يا أمة الإسلام / لا عودة للحق قبل العودة الصحيحة للإسلام, إن من سنن الله أن العاقبة للمتقين, وأن الأرض يرثها عباد الله الصالحون, ولكن من سننه أيضًا إذا تخلى أهل الإيمان عن إيمانهم فإنه يستبدل قومًا غيرهم ((ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )).
أيها المسلمون: النصر قادم لا محالة, بكم أو بغيركم, ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )), ودين الله منصور بكم أو بغيركم ((إن لا تنفروا يعذبكم عذابًا أليمًا ويستبدل قومًا غيركم ولا تضروه شيئًا والله على كل شيء قدير )) , والحق سيعلو على أيديكم أو أيدي غيركم ((يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )).
والباطل سيزهق بجهودكم أو بجهود غيركم ((هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )) , ولكن لماذا لا يطلب المسلم الخير لنفسه؟ لماذا لا يكون لبنة في طريق النصر/ وسهمًا من سهام الحق /وأداة لإزهاق الباطل.
هذا طريق المخلصين وسبيل المؤمنين ، فإن أردت أن تكون منهم فعليك بسلوكه, انصر الله عز وجل, احفظ الله عز وجل ينصرك الله ويحفظك, طبق شرعه, امتثل أمره, اجتنب نهيه ، بذلك تكون قد أسهمت في نصرة أمتك, ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَـٰهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى ٱلإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَازَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً))
فعلى المسلمين أن يصحوا من سكرتهم، ويستيقظوا من غفلتهم وأن يخرجوا من كهفهم الذي ناموا فيه طويلا، ليؤدوا ما عليهم نحو إخوانهم، بل نحو أنفسهم، فقضية فلسطين قضية الأمة كلها، والجميع مسئولون عن كل ما يحدث .. إخوانكم في غزة العزة ينتظرون منكم الدعم والدعاء والمساندة .. فهبوا لنجدتهم .. أما وقد ندبكم ولي الأمر وفقه الله فما لكم بعد ذلك من عذر .. فساهموا وابذلوا .. وجدوا واجتهدوا .. واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .. وصلوا عباد الله ......






لا حول ولا قوة إلا بالله . . حسبنا الله و نعم الوكيل .. لا إله إلا الله . . إنا لله و إنا إليه راجعون . .


نسأل الله ان يعز الاسلام والمسلمين وينصر عباده الموحدين في غزة وفي كل مكان

جزاكم الله خير