الاختبارات وعبر منها

منديل الفقيه
1434/07/14 - 2013/05/24 12:22PM
الاختبارات وعبر منها
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي من على بني آدم بالعقل وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله أصحابه أجمعين والتابعين ومن اقتفى أثرهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى أيها المسلمون إن من أسباب السير على الصراط المستقيم في الحياة بعد الإيمان بالله أن يسلك الإنسان ما يوصله إلى التزود بالعلم النافع فإنَّ الله تعالى امتدح العلماء وأثنى عليهم ووصفهم بأنَّهم أشد الناس له خشية فقال تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) ولقد حرصت هذه الدولة في هذه البلاد على افتتاح دور العلم في مختلف المراحل في جميع التخصصات وتلك نعمة أنعمها الله على عباده تستوجب الشكر عليها .
أيها المسلمون: لا يزال الكثير من أبنائنا وبناتنا يؤدون الاختبارات ويحتشدون في صالات الامتحانات لأداء واجب تربوي مبني على أسس سليمة في التربية والتوجيه والتعليم ليعطوا ثمرة فصل دراسي كامل وبعد أيام تتبين نتائج هذه الامتحانات المعقودة للصغير والكبير ولكن ما الامتحان يا ترى ؟ أهو مجرد التجمع في دور العلم للإجابة على الأسئلة وتقديم الأوراق؟ إنَّ ذلك لا يكفي لفهم الامتحان في ذهن المسلم العاقل الرشيد المحافظ ، إنَّ المسلم مشدود دائماً إلى ما يجري حوله في هذه الحياة الدنيا من ظواهر وأحداث ومناسبات , وإنَّ في الامتحان العلمي لمظهر ومخبر يقص على المسلم مفهوم الامتحان الأكبر أمام من لا تند عنه خافيه صغرت أم كبرت ، أمام حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة وليس بحاجة إلى من يعينه في المراقبة والكشف عن أعمال العباد وحسابهم عليها فهو وحده سبحانه يحاسب ويجازي فعلى المسلم الحريص على النجاح في الدنيا أن يحرص على النجاح في ذلك الامتحان الأكبر في ذلك اليوم العظيم . أيها المسلمون لننظر إلى مشهد هذا الامتحان العلمي الذي يدخل قاعاته طلابنا وطالباتنا ما أروعه وما أكبره في أعيننا ! فآلاف مؤلفه من الطلاب والطالبات وآلاف مؤلفة من الأساتذة ورجال التعليم وصالات كثيرة متعددة ومقاعد كثيرة متفرقة ولجان مؤلفة كلٌ فيما يخصه ومراقبون ، ولجان متابعة وتنظيم ، وأساتذة يصححون وآخرون يدققون ويراجعون وبعد أيام تسفر نتيجة هذا الامتحان فطالب مكرَّم وطالب مهان أفلا يذكرنا هذا المشهد بيوم الامتحان العظيم ، يوم العرض الأكبر على الله تعالى ن يوم تبلى السرائر ( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ) إنَّ امتحان الطلاب امتحان علمي دنيوي يقوم بمهماته البشر مع بعضهم ويكون عرضة للنقص في الأداء أو يكون مقارب للكمال إذ لا كمال إلَّا لله وحده وهذا الامتحان يمكن اجتيازه بالغش والاحتيال وربما كان للحظ دور كبير فيه . أيها المسلمون لنوازن بين هذا الحدث الدنيوي وبين ما يحدث في الامتحان الأخروي فأول ما يشد الذهن والنظر مشهد الامتحان في الدنيا أنَّ الطلاب والطالبات يدخلون ساحات الاختبار على أحسن هيئة وهندام ملبين طلب الواجب مستشعرين رغبته أو رهبته أمَّا الامتحان الأخروي الذي يفصل فيه حكم واحد عدل يَقْدُم صعيد العرض جميع الخلق في يوم واحد يجمع الله فيه الأولين والآخرين على هيئة كلها خوف ورعب وهلع وحيرة واضطراب ، يحشر الناس في صعيدهم بين يدي لا تخفى عليه خافيه , يحشرون حفاة عراة غرلاً بهماً يأخذ الفزع فيهم مأخذه فعويل ونشيج وبكاء وخوار ونظرات ساهمة شاردة ، وزحام وعلو وانخفاض , الأبصار خاشعة والأجساد عارية والرؤوس حاسرة والأرجل موثقة والأجسام مرتعشة والألسن خرساء , فيهم من يصل به خوفه منتهاه فيغطي عرقُه نصفَه ، وفيهم من يغطيه عرقه كلَّه ، وفيهم من لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) وفيهم من تتلقاهم ( مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ويحسر المشهد في ذلك الامتحان العظيم عن طبيعة عن غير للطبيعة فشمس مكورة ونجوم مبعثرة وبحار متفجرة ونجوم متناثرة وجبال سائرة وقبور مبعثرة وأرض متغيرة وسماء مطوية وإنسان هذه الأرض محشور في زمرة الناس أجمعين أمام إله واحد وكتاب واحد ورسل مؤقتة تشهد مما لأممها من المصير الذي سيحكم في حاكم ما بعد حاكم لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، ولا يظلم مثقال ذرة وإن تكن حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيما .
أيها المسلمون: في يوم واحد يتم ذلك الامتحان وينقضي الحساب ويصدر الجزاء وتكون النتيجة فريق في الجنة وفريق في السعير , مشهد عظيم حري بالإنسان المسلم أن يتصوره , وأن يتأمله وينظر في أمره هل أعد له العدة وأخذ له الأهبة والحيطة ؟ فأين هذا الامتحان من ذلك الامتحان ؟ وأين نتيجة هذا الامتحان من ذلك الامتحان ؟ إنَّ على المسلم الحريص الذي يحب أن يكون أبناؤه من المتقدمين في نتائج هذه الاختبارات أن يحرص على أن يكون هو وأبناؤه من السابقين يوم القيامة (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) وليعلم أنَّ ما بين الدرجتين في الجنة كما بين السماء والأرض .
أيها المسلمون اقرءوا كتاب الله لتروا ذلك المشهد في آيات كثيرة تحذر الناس من مغبة ذلك اليوم العظيم ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا )(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) إنَّ على الأب الحريص على نجاح أبنائه وبناته في هذه الدار أن يحرص على نجاتهم في الدار الآخرة فإنَّ الله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) فالمؤمن مأمور بأن يقي نفسه من النار بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه ومأمور بأن يقي أهله ومن ولَّاه الله أمرهم من النار. ووقايتهم من النار تكون بتنشئتهم النشأة الصالحة وفق أوامر الله وشرعه ، فمن قام بذلك فقد أدى ما عليه والهداية بيد الله فما عليه إلَّا فعل الأسباب والنتيجة أمرها إلى الله فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، ولكن الله تعالى لا يخيب مسعى عبده المؤمن فهو القائل ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) وحين يقوم ولي الأمر بذلك ويصلح أبنائه فإنه يسعد في دنياه ويكون أبناؤه قرة عين له في هذه الحياة فمع الذكر الحسن والثناء الجميل يجري للأب من العمل الصالح بعد موته مالا يحلم به وما لم يحسب له حساب فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " الترمذي( 1376) وصححه ابن حبان(3016) وابن خزيمة(2494) وأمَّا حين يفرط الأب ولا يقوم بواجب التربية لأهله وأولاده ولا يهتم بأمرهم ولا يسعى لنجاتهم ووقايتهم من النار ويترك لهم الحبل على الغارب فسيجني عقوبة إهماله في الدنيا بضياع الأولاد وتمردهم عليه وشق عصا الطاعة له وسيكونون وبالا عليه في الدنيا وأمَّا في الآخرة فإنَّ الله سائله عن تضييعه للأمانة والمسؤولية عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِِنَّ اللَّهُ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ أَحَفَظَ أَمْ ضَيَّع " الترمذي (1705) وصححه ابن حبان(4492) وابن حجر في الفتح (ج13ص113) وعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ  يقول "كُلُّكُمْ رَاعٍ ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ ... وَالرَّجُلُ في أَهْلِهِ رَاعٍ وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ ... فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ " البخاري (2278-2600-4892-4904)ومسلم (1829) .
أيها المسلمون: وهناك اختبار عظيم وامتحان جد خطير قبل ذلك اليوم العظيم ألا وهو اختبار القبر وسؤال منكر ونكير في امتحان أسئلته مكشوفة يعرفها الصغير والكبير من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ إنّ الإجابة على هذا الأسئلة المكشوفة بتوفيق من الله ثم بحرص الإنسان على مرضاة ربه وتحقيقه للتوحيد في حياته ( ثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) فيثبت الله المؤمن ويجيب على هذه الأسئلة بكل وضوح أمَّا غيره فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته عياذا بالله من سوء المصير .............


الاختبارات وعبر منها
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله ...
أيها المسلمون: ها أنتم سمعتم كتاب الله ومواعظه الزاجرة من هول يوم الامتحان والعرض الأكبر على الكبير المتعال الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فهل ازددنا بذلك إيماناً ؟ وهل عظمت خشيتا من ذلك اليوم الذي سيحاسبنا الله فيه ؟ فحينها يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ! واعلموا أنَّه لا طاقة لنا بحساب الله وعذابه وأخذه فحسابه عسير وأخذه أليم شديد عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " من نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ قالت قلت أَلَيْسَ يقول الله تَعَالَى ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) قال ذَلِكِ الْعَرْضُ من نُوقِشَ الْحِسَابَ يوم الْقِيَامَةِ عُذِّب " البخاري(6171 )ومسلم(2876) . ولنجعل جميعاً من مفهوم الامتحان الذي نجريه في حياتنا الدنيا ما يذكرنا بيوم الامتحان والعرض على الله ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيه ) نعم سنلقى الله تعالى طال الزمن أو قصر ، جد بنا السير أو توانى لابد من ملاقاة ذلك اليوم العسير ( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى )( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ).
أيها المسلمون إنَّ كثيراً من الآباء يدأب على صلاح أبنائه وبناته في هذا
الجانب من شؤون الحياة ـ أعني الامتحان العلمي ـ فتراهم يواصلون الليل والنهار مع أبنائهم وبناتهم ما بين ناصح ومرشد وشارح وملقن ومعلم وهذه الأمور محمودة وطيبة على حد ما ولكنها لا تكفي في التربية الإسلامية لأن هذا الصنيع صنيعٌ تذهب نتائجه بمجرد الانتهاء من الغرض منه ، الذي لا يتجاوز حصول الابن أو البنت على درجة النجاح ونيل الشهادة ومن ثم الوظيفة ! حقاً إنَّ هذا النصح والحرص والدأب تنتهي نتائجه بمجرد الامتحان إن فوزاً أو إخفاقا أما إذا سلمت النوايا وصحت النفوس وكبرت الهمم والعزائم واتخذ الآباء أسلوباً إسلاميا لتعليم أبنائهم وبناتهم من واقع تعاليم الإسلام سواء في مناسبات الامتحان أو في غيره فسوف تعطي النتائج ثمرتها التي لا تنقطع . إن الولد من الجنسين إذا نشئ تنشئة إسلامية قائمة على معرفة على الواجبات ودرِّب الأولاد على الصلاة وحب القرآن وتلاوته وحفظه والعمل لأجل الله ورُبط الولد بربه وخالقه فلا شك أن كل أب يعمل ذلك سيضيف إلى بناء المجتمع المسلم لبنة صالحة قوية يقوم بها الأساس الصالح القوي المتين الذي لا ينهار أمام التحديات المغرضة . والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن نحرص على متابعة أولادنا فيما يجب أن يقوموا به تجاه ربهم ونبيهم وإسلامهم بقدر ما نحرص على طريقة تعليمهم وخروجهم من الامتحان بنتيجة حسنة ؟ لو كان الأمر كذلك لجمعنا بين فائدتين كبيرتين في حياتنا وحياة أولادنا وذلك أنَّ الأب إذا أخلص في لزومه جانب الاستقامة وقوَّم أولاده على منهج سليم في التربية فلا بد أن يفوز الوالد والولد بالنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أو يُنَصِّرَانِهِ أو يُمَجِّسَانِهِ" البخاري(1319) ومسلم(2658). وما أجمل قول الشاعر حين قال :
وإنَّ من أدبته زمن الصبا كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقاً ناظرا بعد الذي قد كان من يبسه
وصدق الآخر حين قال :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوَّده أبوه
وما دان الفتى بحجا ولكن يعلمه التدين أقربوه
أيها المسلمون: لا تجعلوا من تربية أولادكم وتعليمهم نقمة عليكم واسألوا الله تعالى بصدق وإلحاح أن يجعل منهم رجالا صالحين ونساء صالحات فاللهم إنَّا نسألك أن تحفظ ناشئتنا وشبابنا وبناتنا ونسائنا من كل سوء ومكروه وأن تزين بهم حياتنا وأن تعمر بحسن أخلاقهم دنيانا وآخرتنا يا رب العالمين ، صلوا وسلموا على رسول الله .....................
المشاهدات 2219 | التعليقات 3

تصحيحُ المفاهيمِ ركيزةٌ أساسيّةٌ في التغيير ، وقد شُدّت الأذهانُ عند المتأخّرين إلى الاعتناء بالامتحان الدّراسي على حساب غيره لأعمومِ الدراسة النّظاميّة في العصور المتأخّرة ،و لأنَّهُ الطريقُ إلى الوظيفِ والرّغيف . .! ، لا أحبابي .. لا ! ؛ حياتُنا كلُّها قاعةُ امتحان كما عنونَ أحدُ إخوانِنا لخطبته في الملتقى ! ، هذه ثقافتنا .. وهذا طريقُنا .. والنجاحُ من مفردات ثقافتنا الأصيلة يبدأُ من قاعة الدّرس وينتهي إلى الرّضوان عند الله في الجنّة ! . شكرًا أستاذنا منديل الفقيه .


رشيد بن ابراهيم بوعافية;16470 wrote:
تصحيحُ المفاهيمِ ركيزةٌ أساسيّةٌ في التغيير ، وقد شُدّت الأذهانُ عند المتأخّرين إلى الاعتناء بالامتحان الدّراسي على حساب غيره لأعمومِ الدراسة النّظاميّة في العصور المتأخّرة ،و لأنَّهُ الطريقُ إلى الوظيفِ والرّغيف . .! ، لا أحبابي .. لا ! ؛ حياتُنا كلُّها قاعةُ امتحان كما عنونَ أحدُ إخوانِنا لخطبته في الملتقى ! ، هذه ثقافتنا .. وهذا طريقُنا .. والنجاحُ من مفردات ثقافتنا الأصيلة يبدأُ من قاعة الدّرس وينتهي إلى الرّضوان عند الله في الجنّة ! . شكرًا أستاذنا منديل الفقيه .

الشكر موصول لكم على مروركم وتعليقكم المفيد فأهﻻ بك أخا عزيزا فاضلا أستاذ رشيد


أشكر للشيخ زياد إعجابه وأسأل الله أن ينفع بالجميع