الحث على إغاثة سوريا وتنبيه إلى الطرق الموثقة وتحذير من المجهولة والمشبوهة

أبو عبد الرحمن
1434/05/24 - 2013/04/05 05:04AM
الحمدُ لله الْمَلِكِ الرَّزاقِ، أَمرنا بالشُّكرِ, وكُلَّمَا شُكِرَ زادَ، يجزي الْمُتصدِّقينَ، ويَخْلِفُ على الْمُنفِقِينَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، الكَريمُ الجَوادُ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه النَّبِيُّ الكريمُ، القائلُ: (أَنْفِقْ بِلالُ, وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالا).صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه الذين كانوا (يُسارعونَ في الخيراتِ وهم لها سابقون)، (ويؤثِرونَ على أنفسِهم ولو كان بهم خصاصةٌ، ومن يُوقَ شُحَّ نفسِه فأولئك هم المفلحون). أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله (وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ) أيُّها الكِرامُ: بينما الصَّحابةُ رضوان الله عليهم جلوسٌ حولَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فِي صَدْرِ النَّهَارِ، يَنهلونَ من فَيضِ خُلقِهِ وعِلمِه, إذْ جَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةُ الأقدامِ عُرَاةُ الأجسادِ مُجْتَابِيِّ النِّمَارِ أَوْ الْعَبَاءِ، يَلبَسُونَ صُّوفاً لَم يَستُر بعضَ أجَسَدِهم مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، دفعهم الجُوعُ والفقرُ حتى قَدِموا على أكرمِ الخلق، وأرحمِ الخلقِ بالخلقِ ، فلما رآهم صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه تَمَعَّرَ وَجْهُهُ وتغَيَّرَ، تأثرا من شدة فقرهم وحاجتهم ،ثم دَخَلَ بيتَه ، لعله يجد ما يغيثهم به فلم يجد فخرجَ مُضطربَ الحالِ, مَهمومَاً مَغموماً، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ)(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ حَتَّى قَالَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى اجتَمَعَ كَوْمَانِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى صارَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ ذَهَبِيَّةٌ وهو يرى صحَابَتَهُ يَشعُرُونَ بإخوانِهم, ويَهتمُّون لهم كالجسد الواحد, فقالَ: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)أيُّها المؤمنونَ: هذهِ صورةٌ وقَعت في عهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي وقتنا الحاضِرِ والمشاهَدِ صوَرٌ مُشابِهَةٌ لها فإخوانُنا في سُوريا مَسَّهمُ الجوعُ والفَقرُ والضُّرُّ وليسَ لهم إلاَّ أرحمُ الرَّاحِمينَ ! سوريا بالأمسِ التي هي مَحطَّ أنظارِ المُسافِرينَ و المُصطافينَ! وجُوهٌ نَضِرَةٌ, وأرضٌ خَضِرَةٌ, وفَواكِهُ كَثِيرَةٌ يأكل منها القريب والبعيد ! والآنَ الكثيرونَ منهم بلا سكَنٍ ولا مَأوى, بُيُوتٌ مُدَمَّرةٌ, وطُرُقٌ مُقَطَّعَةٌ, وفقرٌ قاطِعٌ للأعناقِ ومُذِلٌّ للرِّجالِ, وفوقَ ذَلِكَ كُلِّهِ هَتْكٌ للأعراضِ, وإزهاقٌ للأنفسٍ بالآلفِ, قد شَحَبَتْ وُجوهُهم, وذَرَفت دُمُوعُهُم, التَحفوا الخيامَ وتَوسَّدوا التَّرابَ والطينَ, وأكلَ الجوع والمرض أجسادَهم, قد أسلَمهم القريب والبعيد إلا من رحم الله للعَرَاءِ والأَعدَاءِ! ومَنُّوا عليهم بالغِذَاءِ والكِساءِ والدَّواءِ! فواللهِ ليسَ لهم بعدَ اللهِ إلا أنتم ! فهل تَستَشعِرُونَ وتُفِيقُونَ وتُنفِقُونَ ؟إنِّها الصَّدقةُ يامؤمنونَ: شِعارُ الْمُتقينَ، ولواءُ الصَّالحينَ, إنَّها تِجارةُ أهلِ الإيمانِ، دلَّنا المولى عليها فَقالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( إي واللهِ، إنِّها تِجَارةٌ ربَّانيَّةٌ، وفوزٌ إلهيٌّ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) لقد كان نَبِيُّنا يُربِّي أصحابَه على الإنفاقِ في سبيلِ الله، ويربطُهم بالآخرةِ لأنَّ ما عِندَ اللَّهِ( خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ!( أتدريِ أيُّها المؤمنُ: ما أعظمُ حافزٍ لك على الصَّدقةِ؟ الجوابُ بأنَّكَ تُقرِضُ الغنيَّ الحميدَ! وأنَّكَ تَتَعامَلُ مع الرَّزَّاقِ المجيدِ( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ( قال الشيخُ السَّعديُّ رحمه اللهُ: فأيُّ نَفقةٍ واجبةٍ، أو مُستحبةٍ، على قريبٍ، أو جارٍ، أو مسكينٍ, فاللهُ يُخْلِفُهُ فلا تَتَوَهَّمُوا أنَّ الإنفاقَ يُنَقِّصُ الرِّزقَ، بل وَعَدَ اللهُ بالْخُلفِ على الْمُنفقِ، فاطلبوا الرِّزقَ منه، واسعوا في الأسباب التي أَمَركُم بها) انتهى. ألم يَقُل رَسُولُنا : (ما مِن يومٍ يصبحُ العبادُ فيه إلا مَلَكَانِ ينزِلانِ، فيقولُ أحدُهما: اللهمَّ أعطِ منفِقًا خلفًا، ويقول الآخرُ: اللهمَّ أعطِ مُمسكًا تلفًا! ألم يقل ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: "وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يُفطر".)الصدقةُ أيها المؤمنون: سببٌ لِحُبِّ الرَّبِّ جل وعلا وهي كفَّارةٌ للذُّنوبِ والخطايا، وإذا اشتدَّ الكَرْبُ يومَ القيامةِ ودنَتِ الشَّمسُ من الخلائقِ فإنَّ المتصدِّقين يَتَفَيَّؤونَ في ظلِّ عَرْشِ الرحمانِ, وَتَستُرُهُم صَدَقَاتُهم من لفحِ جهنَّم: (فسبعةٌ يظلِّهمُ الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه)،وذكر منهم: (ورجلٌ تصدَّق بصدَقَةٍ فأخفاها، حتَّى لا تعلمَ شمالُه ما تنفقُ يمينُه) الصَّدقةُ تطهِّر النُّفوسَ وتزكِّيها، قال تعالى( خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )في الصَّدقة إدخالُ السُّرورِ على المَسَاكِينِ، وأفضلُ الأعمال إدخالُ السُّرورِ على القُلُوبِ الْمُنكسِرَةِ، قال : (أفضلُ الأعمالِ أنْ تُدخِلَ السُّرورَ على أخيكَ المؤمنِ، أو تقضيَ عنه دينًا، أو تُطعِمَهُ خبزًا)وسائِلُ الإعلامِ تُظْهِرُ للمَلأ منذ زمن أنَّ تحصيل الخبزَ في سُوريا أصبحَ أزمةً ! فهل نحنُ مُبادِرونَ ومُنفِقونَ؟! الصَّدقةُ يا مؤمنونَ: تُغِيظُ الشَّيطانَ وتُوجِبُ الغُفرانَ، والصَّدَقةُ تُخلِّصُ المسلمَ من الشُّحِّ، إذْ ليسَ من المروءَةِ أن نرى إخوانَنَا يَتضَوَّرونَ جوعًا وتفتِكُ به الحاجةُ، ثُمَّ لا تتحرَّكُ مشاعرُنا ولا تَهتزُّ عواطِفُنا! رَسُولُنا حينَ رأى قومَ مُضَرَ تَمعَّرَ وجهُهُ وصارَ يدخلُ ويَخرُجُ ليسَ لهُ حِيلَةٌ حتى جمع أصحابَهُ وجَعَلَهم أمامَ واقعٍ حزينٍ! فلبَّى الصَّحابَةُ! وصاروا يُنفِقونَ كلٌّ حسْبَ قُدرتِهِ ووُسعِهِ, فيا من أمدَّك اللهُ بالنِّعم والأموالِ: (أنفِق يُنفِقُ اللهُ عليك)(فما نَقصت صدقةٌ من مال).فقد قالَ رسولُ الله ) : باكِروا بالصَّدقة، فإنَّ البلاءَ لا يتخطَّى الصَّدقةَ) وقال) : إنَّ صَدَقَةَ المسلمِ تزيدُ في العمُرِ، وَتَمنَعُ عنهُ مِيتَةَ السُّوءِ، ويُذهِبُ اللهُ بها الكبرَ والفقرَ)ولا تَنسَوا(أنَّصَنَائِعَ المَعروفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوء والآفاتِ والهَلَكات)أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم فاستغفِروه، إنِّه هو الغفورُ الرَّحيم.الخطبةُ الثانيةُ: الحمد لله الذي وَعَدَ الْمُنفقينَ مَغفرَةً منه وفَضَلاً، يُعطي ويَمنَعُ, حِكمَةً منه وعدلاً. نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعبُّداً لهُ ورِقَّاً، ونشهدُ أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، أكملُ الخلقِ جوداً وبِرَّاً, اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومنتبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ. أَمَّا بَعدُ: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).عبادَ اللهِ كم دُعينا إلى الصَّدقةِ لِمشرُوعٍ إِغَاثِيٍّ أو عملٍ دَعَويٍّ أو نصرةٍ لإخوانِنِا، فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ، ويقولُ فُقراءُ البلدِ أحوجُ، ولا أدري أَتَصِلُ لهمُ التَّبرعاتُ أم لا؟! أيُّها المؤمنُ: لاشكَّ أنَّ الصَّدقةَ على الفقير القريبِ صَدَقةٌ وصِلةٌ, ولكن حاجة أولئك أشد وأعظم وأكثر إلحاحا، ولا شك أنَّ التَّثبُّتَ في تَسلِيمِ الصَّدقةِ أمرٌ مُهِمٌّ ومطلوبٌ، ولكن السبل الموثقة المصرحة كثيرة موفورة، فلا تكن تلكَ أعذاراً تحجزُنا عن الصَّدقَةِ والبذل, فَتَمضِيَ الأَيامُ وتَتَعاقَبُ النَّكباتُ على إخوانِنا ولم نُخرج شيئاً! أليس هذا هو الحرمانُ؟ بلى واللهِ! قال الشَّعبيُّ رحمهُ اللهُ: "مَن لم يرَ نفسَهُ إلى ثوابِ الصَّدقَةِ أحوجُ من الفقيرِ إلى صَدَقَتِهِ, فقد أبطَلَ صَدَقَتَهُ" فأكرِم نفسَك بإكرامِ الفقراءِ وَقَضَاءِ حَوائِجِهم، فلولا المساكينُ ما انتفَع الغنيُّ بغناه، وللفَقيرِ فضلٌ على الغنيِّ في قَبولِ صَدَقَتِهِ، فإنْ قَبِلَها اللهُ منكَ رَفعَك بها درجاتٍفاحفَظ مالَك بالإنفاقِ، ولا تردَّ فقيرًا بلا عطاءٍ، وَشَاطِرِهم أَفرَاحَهم وآلامَهم وأحبَّهم وادنُ منهم يقول عثمانُ بنُ عفَّانَ رضي الله عنه: (حُبِّب إليَّ من الدُّنيا ثلاثةٌ: إِشباعُ جائِعٍ وكِسْوَةُ العارِي وتلاوةُ القرآن).وخيرُ الإسلامِ,(أن تُطعِمَ الطَّعامَ وتقرأُ السَّلامَ على مَن عرفتَ ومَن لم تعرف)(وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) عبادَ اللهِ: لقد يسَّر اللهُ لنا في بلادِنا جهات خيرية موثقة و مصرحة من ولاة الأمر لجمع التبرعات العينية لإخوانكم اللاجئين السوريين ضمن حملة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لنصرة الأشقاء في سوريا مثل: الهلال الأحمر السعودي ورابطة العالم الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي وفروعها في كل مكان، وكلُّها تعمل لِنُصرةِ الدِّينِ ومساعدةِ الفقراءِ والمعوزينَ فَتَعاونوا معهم وَضَعوا ثِقَتَكم بهم فَولاةُ أُمورِنا وفَّقهمُ اللهُ قد دَعَمُوا إخوانَنا في سُوريا, وَسَانَدُوهُم, وهم الآنَ يُجَدِّدُونَ مُطالَبَتهم لِعمُومِ المُسلمينَ وبِكم خُصًوصاَ لِدَعمِ إخوانَنا في سُوريا بكلِّ ما تَجودُ بهِ أنفُسُكم من إعاناتٍ نَقدِيَّةٍ وعينِيَّةٍ وغَذائِيَّةٍ, وهذه الجهات الموثقة المصرحة تنتَظِرُكُم وتَفتحُ أبوابَها لكم, فلا تَلتَفِتُوا إلى المُغرِضِينَ والمشكِّكينَ فهؤلاءِيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ :(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(عباد اللهَ: هي دعوةٌ للجميع إلى الإنفاقِ والبذل على إخوانِنا, فاسعوا لإغنَائِهِموسدِّ حاجَتِهم , مع الحذر من الجهات المجهولة وغير المصرحة التي تنشر أرقامها بعض مواقع التواصل الاجتماعي ، ويدّعون وصول تلك التبرعات العينية للاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان ، منعا لعمليات النصب والاحتيال ، أو وصولها لجهات مشبوهة ،جعلنا اللهُ جميعاً مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشرِّ. ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة على نبيه.. فاللهمّ صلّ وسلّم... ومن تبعهم .وعنا معهم. اللهم أعز ..اللهم رحمتك بأمة ..اللهم أنج.. اللهم رحمتك بإخواننا المستضعفين ..اللهم قاتل الكفرة الذين ...اللهم أفرغ على إخواننا .. اللهم اشف مرضانا وأرحم موتانا وعاف مبتلانا وأكشف ضرنا ونفس كربنا وأزل همنا وأذهب غمنا وفرج عنا وعافنا وأعف عنا اللهم اقض عنا الدين واغننا من الفقر.اللهم ألف بين قلوبِ المؤمنينَ ووحِّد صُفوفَهم واجمع كَلِمَتَهم على الحق والهدى وأصلح قادَتَهم وأهدهم سبل السَّلامِ, اللهم أدم علينا نعمةَ الأمنِ والأمانِ والرَّخاءِ والاستقرار ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان، اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والتبرج والسفور والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمنا في أوطاننا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة.. اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى ، وألبسه ثوب الصحة والعافية عباد الله ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون) فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .


الخطبة مقتبسة بتصرف من:


http://www.elkraawy.com/news.php?action=show&id=185
المشاهدات 2633 | التعليقات 0