العـــراق بيــن جيليــن - 1 -

احمد ابوبكر
1434/05/06 - 2013/03/18 09:01AM
د.عمران الكبيسي

أرجو أن لا يفهم كلامي على انه دفاع عن عهد ما قبل الاحتلال لغرض في نفسي، ولا هو مهاجمة السلطة الحالية في العراق لمجرد القدح لأني غير راض عنها، وإنما هي شهادة حق وواقع عشته وعايشه العراقيون بالفعل، وليعلم القارئ والناس جهل الجاهلين، وكذب المفترين، وزيغ الفاسدين، من ورثة الاحتلال، قوم ابتلى بهم البلد ساسة وحكاما ظلوا وأضلوا، وفسدوا وأفسدوا، حتى بلغ السيل الزبى، ولا أريد الكلام عن نفسي، فمن مدح نفسه ذمها، وليطمئن القارئ لم أكن من رجال العهد السابق ولا حزبيا لأدافع عنهم، ولعلي من الأستاذة القلة التي لم تنتم للحزب، ولم تتدرب في الجيش الشعبي يوما، ولم تحصل على لقب صديق أو شارة كما حصل زملاؤه بلا استثناء. وبلا فخر كان اسمي الوحيد في قائمة المتطوعين لجيش القدس آنذاك، الذي كتب أمامه لم يلب نداء الرئيس، والملفات موجودة لمن يشاء المراجعة.
ولكي لا يقول احد أنني أمارس الدجل، فمن بعمري لا يطمع بمركز، ولا يخشى أحدا أو يخفي سرا، وللحقيقة طلب منى الانتماء لحزب البعث ذات يوم ولم أكن متحمسا، ولم يجبرني احد أن أكون حزبيا قسرا، ورشحت للدراسة خارج العراق على نفقة الدولة وتمتعت بإجازة دراسية، وحين تفوقت على زملائي كرمت على وجه الخصوص ومنحت امتياز إكمال دراستي في دولة أخرى للحصول على الدكتوراه، وعدت وعينت أستاذا جامعيا في المستنصرية، وحصلت فيها على لقب الباحث الأول، والأستاذ الأول ولم يتدخل احد في شأني العلمي طوال خدمتي، ولم افقد من حقوقي إلا اللم كأي مواطن، فيكذب من كان حزبيا ويتعلل اليوم بأنه انضم إلى البعث قسرا واضطرارا، وزيادة في العلم، كنت اجهر بآرائي وأعترض على الوزير ورئيس الجامعة والعميد ويعرف زملائي عني ذلك، ولم أتعرض يوما للمساءلة كوني لست بعثيا، وكم عاتبت بعض زملائي الحزبيين لتظاهرهم بالملكية أكثر من الملك لأنني أعرف ما في صدور نفر منهم وأنهم يظهرون مالا يضمرون، وكثير منهم في السلطة الآن يتشدق بالمظلومية وأنه انضم إلى الحزب تقية، ولا أنكر كنا نتجنب هذا النفر خشية الوشاية بنا، ولكن لم يكن في العراق مخبرا سريا يتهم الناس ظلما ويعتقلون كما يحصل اليوم. ولا مقارنة في عدم الشعور بالأمان والاطمئنان بين العهدين، هذا ملح أجاج وذاك عذب فراته قياسا بما ويحدث.
أعرف الكثير من الإخوة الشيعة ممن كان وكان... وغير لونه وجلده وآسف للقول سنة وشيعة، ولكن يكذب على نفسه من يقول لا يوجد تخندق طائفي في العراق الجديد، دعونا نتكلم بوضوح وشفافية على المكشوف أفضل من أن نكذب على بعضنا، فالسيد المالكي قالها صراحة: “أنا شيعي أولا،" فرئاسة الوزراء من حصة الشيعة ولولا زعمه تمثيلهم ما شغل منصبه وهو بلا خبرة ولا كفاءة، ورئيس الجمهورية قال: “أنا كردي،" وكركوك قدس الأكراد" كأنه لم يخن القدس ولم يضع يده بيد الإسرائيليين ولا كان على صلة بهم من قبل ومن بعد، ولا زار السيد مصطفى البرزاني الأب تل أبيب قبله وكل الوثائق تشهد بذلك، ورئيس مجلس النواب النجيفي يمثل السنة ويطالب بتسجيل المذهب علنا ليعرف عدد السنة والشيعة في العراق، لضمان عدالة القسمة فكيف تكون الطائفية؟ وهنا مربط الفرس حينما نتحدث عن الفرق بين العراق فيما مضى والعراق الممزق اليوم، نتساءل هل كان احد من المسئولين قبل الاحتلال يستطيع أن يتحدث بالسنة والشيعة مثل اليوم؟ وهل كان هذا التخندق المقيت على حساب الوطن والأمة موجودا؟ لقد حارب العراقيون إيران الصفوية وإمامها الخميني بجيش من الشيعة والسنة وانتصروا عليهم، وكانوا يحاربون جنبا إلى جنب، من قادة الفرق حتى الجندي غير المسلح، والمقاتلون يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فمن فرق الشعب العراقي اليوم ومزقه وشتته. غير حملة الجنسية الإيرانية من ساسة اليوم سماسرة الأمريكان بالأمس؟
هؤلاء من يستأثرون اليوم بالسلطة والامتيازات في العراق ويعيثون في الأرض الفساد، فرقوا العرب بمذهبيتهم العفنة، يظلمون العرب السنة باغتيال الكفاءات والعلماء والشيوخ ويبتزون عامتهم بالاعتقالات والسجون والاغتصاب، ويساومونهم على الرشاوى لإطلاق سراحهم، ويظلمون العرب الشيعة يبتزونهم سياسيا بمجاراة التشيع الصفوي باسم المذهب قسرا وإلا تعرضوا للاجتثاث، ويستأثرون بالمال والسلطان دونهم وينحونهم جانبا. هذا أسلوبهم الخبيث الذي اعتادوه في سوريا ولبنان واليمن، يدعون الإسلام ويتحدثون باسم آل البيت وهم فسقة مفترون منافقون، يصدق فيهم قول الله تعالى: *إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ* اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*المنافقون1-2



العـــراق بيــن جيليــن - 2 -

العـــراق بيــن جيليــن -3-

العـــراق بيــن جيليــن - 4 -
المشاهدات 1359 | التعليقات 0