موقف المسلم من عدوان فرنسا على مالي وواجبه تجاه المنكوبين في الشام

عبدالرحمن اللهيبي
1434/03/06 - 2013/01/18 00:17AM
هذه خطبة أعددتها في بيان الموقف من عدوان فرنسا الباغية على شمال مالي والخطبة الثانية عن واجبنا تجاه المنكوبين في الشام
والخطبة الثانية تم أخذها من خطبة الشيخ إبراهيم الحقيل المعنونة بحينما تجتمع الحرب مع البرد
إليكم الخطبة:
الحمد لله ولي الصالحين ، وناصر المؤمنين والمستضعفين ، وقاصم الجبابرة والظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وإمام العلماء وقدوة الدعاة والمجاهدين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار الأبرار حماةِ الدين وحملة رسالة رب العالمين إلى الناس أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يَكُونُ ذُخْرًا لَكُمْ، وَتَصَدَّقُوا مِنْ أَمْوَالِكُمْ مَا تَجِدُونَهُ أَمَامَكُمْ؛ [وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ الله إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ]
عباد الله : إنه مهما حاول الصليبيون إخفاءَ حقدهم ومكرهم على الإسلام والمسلمين ومهما تظاهروا أمام شعوب العالم بمظاهر السلام والتسامح والدعوة إلى الحرية والمساواة، يأبى الله تعالى إلا أن يفضح حقيقتهم ويكشف سريرتهم في لحن أقوالهم، وجرائم أفعالهم،
والتاريخ شاهد على هذا الحقد الدفين على الاسلام والمسلمين على ممر العصور والأزمان بداية من المعارك التي وقعت في صدر الإسلام بين الروم والمسلمين ومرورا بالحروب الصليبية ثم حرب الإبادة التي جرت للمسلمين في الأندلس وتقويض الدولة العثمانية ثم الاستعمار الخبيث وما زال مكرهم وكيدهم بالمسلمين مستمر إلى يومنا هذا
فالصراع بيننا وبينهم دائم إلى قيام الملحمة الكبرى مع الروم التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم وعلى إثرها ستكون نهاية الصليب والنصارى فيُكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يُقبل من النصارى حينها إلا الإسلام.. ويقود أهل الإسلام في ذلك الزمان عيسى عليه الصلاة والسلام
معاشر المسلمين : ومن دول الصليب التي كان لها دور كبير في حرب المسلمين والتنكيل بهم وغزو بلادهم واحتلاها وطمس معالم الإسلام منذ قيامها هي دولة فرنسا
فقد احتلت كثيرا من بلاد الإسلام بعد سقوط الدولة العثمانية كان منها سوريا ولبنان ومصر ودول المغرب العربي ومروتانيا وقد دام احتلالها للجزائر أكثر من مئةٍ وعشرين عاما وارتكبت من المجازر والجرائم ما يفوق الوصف ويشيب له الرأس
حتى قال أحد المؤرخين الفرنسيين وهو يتحدث عن غنائم الجيش الفرنسي من الجزائر: "وبيعت الغنائم وكان من بينها أساور نساء وهي لا تزال في أيديهن المقطوعة، وأقراط نساء لا تزال تلتصق بها قطع من آذانهن"
ومع أن فرنسا قد انسحب ذليلة من هذه الدول عسكريا بسبب الجهاد والمقاومة إلا أنها قد تركت عملاءها حكاما لهذه الدول يدينون لها بالولاء ويقومون بحرب الإسلام بالوكالة عنها مثلها مثل بقية دول الاستعمار .. وهي أي فرنسا لا تتحرج من التتدخل العسكري مرة أخرى إذا شعرت بخطر قيام دولة إسلامية كما فعلت في الجزائر قبل عشرين عاما حينما فاز حزب إسلامي بالانتخابات فنزلت بقواتها العسكرية لتحول بينهم وبين الوصول إلى السلطة , فلن ترضى فرنسا بقيام دولة إسلامية وتحكم بالشريعة الإسلامية كيف وقد صرح الرئيس الفرنسي إبان أحداث البوسنة بقوله : "لن أسمح بقيام دولة أصولية إسلامية في أوربا"
وهاهم اليوم يعلنون الحرب على منطقة أزواد شمال دولة مالي التي لم تعرف في واقعها ولا في تاريخها منذ بزوغ فجر الإسلام ديانة غير الإسلام، وغالب سكانها من العرب والطوارق وهم متمسكون بدينهم ويعتنون بتعليم الدين وتحفيظ القرآن وقد عانوا كثيرا من عنصرية النظام الحاكم في دولة مالي وتهميشهم والتضييق عليهم فأعلنوا استقلالهم وتحكيمهم للشريعة الإسلامية فلما رأت فرنسا عدم قدرة الحكومة المالية على السيطرة عليهم , هبت سريعا بطائراتها وجيشها لقصفهم وتدميرهم, فقلت الشيوخ والأطفال وقصفت البيوت والمساجد وتعالت هناك صيحات النساء وبكاء الأطفال ..
وتسمع عند القصف تهليل الموحدين.. فقُتل منهم المئات وشرد الآلاف وعلى ضعف هذه البلدة وفقر أهلها وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس إلا أن فرنسا لم تكتفي بقواتها الجرارة وترسانتها العسكرية الضخمة بل استنفرت كافة الدول للمشاركة في القتال ودعمها عسكريا وماديا فقامت دول الجوار من مالي كالجزائر والمغرب ومروتانيا بإتاحة المجال الجوي للطائرات الفرنسية لقصف المسلمين وقتلهم وتدمير بيوتهم ومساجدهم .. وقامت بعض الدول العربية والخليجية كالإمارت بدعمها ماديا .. فيا عجبا كيف تزعم دول أنها إسلامية ثم تعين دول الكفر على إخوانهم في الدين .. وقد كان الواجب أن يقفوا مع إخوانهم ضد الغزاة المحتلين .. فإن لم يفعلوا فلا أقل من الكف ورفض المشاركة
كل ذلك بزعم من فرنسا أنهم يريدون تحقيق الأمن في مالي، وقد كذبوا والله فلماذا إن كانوا صادقين لم يتدخلوا في سوريا ضد بطش النظام النصيري؟! والأمر فيها أشد وأنكى، والقتلى والجرحى والنازحون والمهجَّرون بمئات الآلاف؟!! (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا). ووالله الذي لا رب سواه ولا إله غيره ما نقموا منهم إلا أنهم آمنوا بالله وأرادوا تطبيق شريعته كيف وقد قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إِيمَـٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ }
وقال تعالى : {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ ٱلَّذِي جَاءكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِير}ٍ
ومن ثَمّ فعلينا يا عباد الله أن ننصر إخواننا وأن نقف معهم بكل ما نستطيع، والله تعالى يقول: ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) وقال تعالى: (إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وقال صلى الله عليه وسلم: « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى))
وأما مناصرة الدول المسلمة لفرنسا وحلفائها في حربهم على المسلمين في مالي, فهي من مظاهرة المشركين على المسلمين, وقد عدّها العلماء من نواقض الإسلام, قال عزّ وجلّ (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)
قال الإمام ابن جرير رحمه الله : " ومعنى ذلك: لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ أنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم، فإنه مَنْ يفعل ذلك "فليس من الله في شيء"، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر" ا.هـ
وقال عزّ وجلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))
قال الإمام ابن حزم رحمه الله : " وصحّ أن قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط , وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين"ا.هـ
وقال أيضا رحمه الله : " فصح بهذا أن من لحق بدار الكفر والحرب مختارا, محاربا لمن يليه من المسلمين, فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها ، ونسأل الله العافية" 0
ونصّ الإمام ابن تيمية رحمه الله على أن من تولى التتار ضد المسلمين فإنه مرتد, قال رحمه الله: " فمن قفز عن المسلمين إلى التتار كان أحق بالقتال من كثير من التتار؛ فإن التتار فيهم المكره وغير المكره.. " ا.هـ
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يفرج عن إخواننا في مالي..
اللَّهم إنك تعلم أن هؤلاء القوم المسلمين في مالي قد كَسَّروا الأصنامَ التي تُعبد من دونك، وأرادوا نُصرةَ شريعتِكَ - نحسبهم كذلك وأنت حسيبهم, فاللَّهم نصرك الذي وعدت، اللهم يا قوي يا عزيز، نسألك أن تخذل فرنسا ومن معها من الدول الكافرة, ومن الدول التي تزعم الإسلام وهي بعيدة عنه, إنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
أقول قولي هذا ...











الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ؛[وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ] {البقرة:223}
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إن لنا ِإِخْوَانَا مَنْكُوبِينَ مستضعفين في أصقاع المعمورة يجب علينا الإحْسَاسَ بِهِمْ، وَالوُقُوفَ مَعَهُمْ، وَالمُسَارَعَةَ فِي نُصْرَتِهِمْ، وَبَذْلَ المَالَ لِنَجْدَتِهِمْ، وَتَخْفِيفَ مُصَابهمْ؛ لِنَكُونَ كَمَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أُمَّةً وَاحِدَةً، ذَاتَ دِينٍ وَاحِدٍ، وَجَسَدٍ وَاحِدٍ، وَقَضِيَّةٍ وَاحِدَةٍ
وَمَا يَحْدُثُ الْيَوْمَ مِنَ العُدْوَانِ عَلَى المُسْلِمِينَ أَمْرٌ لَا يَرْضَاهُ اللهُ تَعَالَى، وَلاَ يَرْضَى سُكُوتَ أَهْلِ الإِيمَانِ عَنْهُ، وَلاَ يَرْضَى إِسْلاَمَ إِخْوَانِهِمْ لِأَعْدَائِهِمْ... وَصُوَرُهُمْ وَأَحْوَالُهُمْ تُنْقَلُ إِلَيْهِمْ صَبَاحًا وَمَسَاءً
ففِي الشَّامِ تَعْذِيبٌ وَسَحْلٌ وَاغْتِصَابٌ وَقَتْلٌ، فَفَرَّ النَّاسُ بِأَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ إِلَى المُخَيَّمَاتِ فِي شَمَالِ سُورْيَا وَالدُّوَلِ المُجَاوِرَةِ لَهَا؛ لِيَنْجُوا مِنَ القَتْلِ فَيَمُوتُوا بِالبَرْدِ في هذا الشتاء القارص!
ففِي شَمَالِ لُبْنَانَ حَيْثُ البَرْدُ وَالصَّقِيعُ وَالجَلِيدُ طِفْلٌ سُورِيٌّ يَتَكَلَّمُ وَعَيْنَاهُ مُغْرَوْرِقَتَانِ بِأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ وَأَخَاهُ إِلاَّ غِطَاءٌ وَاحِدٌ، قَالَ: فَيَكْشِفُنِي وَأَكْشِفُهُ، يَتَجَاذَبَانِهِ طُوَالَ اللَّيْلِ
وَمَجْمُوعَةٌ مِنَ الأَطْفَالِ لَيْسَ عَلَيْهِمْ فِي شِدَّةِ البَرْدِ شَيْءٌ يَقِي أَقْدَامَهُمْ إِلاَّ نِعَالاً بَالِيَةً، وَامْرَأَةٌ عِنْدَهُمْ تَقُولُ: لَمْ يَلْبَسُوا أَحْذِيَةً تُدَفِّئُ أَقْدَامَهُمْ، أَيْنَ العَرَبُ؟ أَعَجِزُوا عَنْ شِرَاءِ أَحْذِيَةٍ؟
وَصُورَةُ أُسْرَةٍ بَائِسَةٍ مُحَطَّمَةٍ يَجْلِسُ أَفْرَادُهَا عَلَى حَصِيرٍ بِلاَسْتِيكِيٍّ يُجَمِّدُهُمْ البرد، وَعُيُونُهُمْ زَائِغَةٌ مِنْ شِدَّةِ المُعَانَاةِ
وَلَنْ يَنْسَ النَّاسُ صُورَةَ طِفْلٍ نَائِمٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجَلِيدِ إِلاَّ سِجَّادَةُ صَلاَةٍ خَفِيفَةٍ وَفَوْقَهُ مِثْلُهَا، لِيُجَمِّدَ البَرْدُ قَلْبَهُ الطَّاهِرَ
وَمِنْ مُخَيَّمَاتِ الأُرْدُنِّ يَصِيحُ لاجِئٌ سُورِيٌّ بِالمُسْلِمِينَ قَائِلاً: "مِتْنَا مِنَ البَرْدِ خَافُوا اللهَ تَعَالَى فينا
إِنَّ حَالَ الأَطْفَالِ السُّورِيِّينَ يُبْكِي الحَجَرَ قَبْلَ البَشَرِ، وُجُوهٌ شَاحِبَةٌ، وَأَبْصَارٌ زَائِغَةٌ شَاخِصَةٌ، وَنَظَرَاتٌ حَائِرَةٌ خَائِفَةٌ، وَعُيُونٌ دَامِعَةٌ، يَتَجَمَّدُ الدَّمُ فِي عُرُوقِهِمْ خِلالَ اللَّيْلِ بَعْدَمَا غَمَرَتْ مِيَاهُ الأَمْطَارِ خِيَامَهُمْ، وَأَسْلَمَتْهُمْ إِلَى العَرَاءِ
وَفِي دَاخِلِ سُورْيَا لَمْ يَتْرُكِ النِّظَامُ النُّصَيْرِيُّ حِيلَةً لِإِبَادَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ إِلاَّ فَعَلَهَا، وَمَعَهُ أَعْوَانُهُ مِنْ بَاطِنِيَّةِ إِيرَانَ وَالعِرَاقِ وَلُبْنَانَ، وَمِنْ وَرَائِهِمْ رُوسْيَا وَالصِّينُ، وَبَقِيَّةُ العَالِمِ المُتَخَاذِلِ عَنْ فِعْلِ أي شَيْءٍ لرفع معاناتهم ، وَقَبْلَ يَوْمَيْنِ فَقَطْ يَقْصِفُ النِّظَامُ النُّصَيْرِيُّ طُلَّابَ جَامِعَةِ حَلَبٍ، فَتَنْتَثِرُ أَشْلاَءُ عَشَرَاتِ الطُّلاَّبِ أَمَامَ العَالَمِ، وَلاَ أَحَدَ مِنَ القَادِرِينَ يُحَرِّكُ سَاكِنًا, فَهَلْ كُتِبَ الفَنَاءُ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ دَاخِلَ سُورْيَا وَخَارَجَهَا، بِتَوَاطُئِ المُجْتَمَعِ الدَّوْلِيِّ، وِبِخِذْلاَنِ المُسْلِمِينَ لِإِخْوَانِهِمْ، وَاكْتِفَائِهِمْ بِالفُرْجَةِ عَلَى مُصَابِهِمْ؟! وَاللهِ لَنُسْأَلَنَّ عَنْ ذَلِكَ؟ وَلَنُسْأَلَنَّ مَاذَا قَدَّمْنَا لِنَجْدَتِهِمْ وَنُصْرَتِهِمْ، والنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الإِيمَان بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الإِيمَان كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ"
فَأَغِيثُوا إِخْوَانَكُمْ، وَقِفُوا مَعَهُمْ فِي مُصَابِهِمْ، وَتَذَكَّرُوا بِمَا أَحْسَسْتُمْ بِهِ مِنْ بَرْدِ اللَّيَالِي المَاضِيَةِ أَنَّ نِسَاءَهُمْ وَأَطْفَالَهُمْ فِي العَرَاءِ، تَحْتَ أَرْضٍ سَالَتْ بِالمِيَاهِ ثُمَّ تَجَمَّدَتْ، وَأَمَامَ رِيَاحٍ بَارِدَةٍ تَلْسَعُ وُجُوهَهُمْ، وَلاَ ثَمَّةَ كِسَاءٌ وَلاَ غِطَاءٌ وَلاَ طَعَامٌ وَلاَ دَوَاءٌ..
قَدْ ضَاقَتِ الحِيلَةُ بِرِجَالِهِمْ فَاسْتَسْلَمُوا لِلْمَقْدُورِ، وَبَكَتْ نِسَاؤُهُمْ حَتَّى جَفَّتْ مَآقِيهِنَّ مِنَ البُكَاءِ، وَأَمَّا الأَطْفَالُ فَقَدْ جَمَّدَهُمُ البَرْدُ وَهَوْلُ المُصَابُ عَنِ الكَلاَمِ وَالبُكَاءِ، وَلَكِنَّ نَظَرَاتِهِمْ تُصِيبُ القُلُوبَ بِسِهَامٍ قَاتِلَةٍ، لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ فِيهِ رَحْمَةٌ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ تَعَالَى مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ.
المشاهدات 4584 | التعليقات 8

جزاك الله خيرا، ونفع بك.


أحسنت , خطبة في وقتها


آمل رفع الموضوع لمناسبة الوقت


موضوع جميل اسال الله ان يجزي كاتبه خيرا وان يحرس من يريد القاؤها من كيد الكائدين


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
فجزى الله الشيخ عبد الرحمن خير الجزاء، وجعل هذه الخطبة في ميزان حسناته، ومن العلم النافع المستمر، وأصلح نيته وذريته.
وهذا تنسيق
للخطبة على الوورد مع ضبط بالشكل لغالب الكلمات، مع إضافات يسيرة، وقد كتبت في أعلاها: عنوان الخطبة-تاريخها-كاتبها-مكان ورودها على الشابكة-ثم كتبت بتصرف؛ لأحفظ حق أخي الشيخ عبدالرحمن اللهيبي-حفظه الله ورعاه-ولأخلي مسؤوليته عن أي تصرف مخل. واللهَ أسألُ أن ينفعَ بها الكاتبَ والمنسقَ والقارئَِ والسامعَ، وأن يجعلَها ذُخرًا لنا جميعًا يومَ نلقاه. آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ملاحظة: بالإمكان زيادة حجم الخط إلى 28 لتصبح الصفحات 11 صفحة وعند الطباعة اذهب إلى إعدادات الطابعة واختر 4 صفحات في كل ورقة لتطبع الخطبة في ثلاث ورق فقط ثم تقص طولا 13 سم وعرضا 9.5 سم بحجم الجيب لمن شاء.

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/1/4/عدوان%20فرنسا%20الباغية%20على%20مالي-13-3-1434هـ-عبدالرحمن%20اللهيبي-الملتقى-بتصرف.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/1/4/عدوان%20فرنسا%20الباغية%20على%20مالي-13-3-1434هـ-عبدالرحمن%20اللهيبي-الملتقى-بتصرف.doc


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
فجزى الله الشيخ عبد الرحمن خير الجزاء، وجعل هذه الخطبة في ميزان حسناته، ومن العلم النافع المستمر، وأصلح نيته وذريته.
وهذا تنسيق
للخطبة على الوورد مع ضبط بالشكل لغالب الكلمات، مع إضافات يسيرة، وقد كتبت في أعلاها: عنوان الخطبة-تاريخها-كاتبها-مكان ورودها على الشابكة-ثم كتبت بتصرف؛ لأحفظ حق أخي الشيخ عبدالرحمن اللهيبي-حفظه الله ورعاه-ولأخلي مسؤوليته عن أي تصرف مخل. واللهَ أسألُ أن ينفعَ بها الكاتبَ والمنسقَ والقارئَِ والسامعَ، وأن يجعلَها ذُخرًا لنا جميعًا يومَ نلقاه. آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ملاحظة: بالإمكان زيادة حجم الخط إلى 28 لتصبح الصفحات 11 صفحة وعند الطباعة اذهب إلى إعدادات الطابعة واختر 4 صفحات في كل ورقة لتطبع الخطبة في ثلاث ورق فقط ثم تقص طولا 13 سم وعرضا 9.5 سم بحجم الجيب لمن شاء.

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/1/4/موقف%20المسلم%20من%20عدوان%20فرنسا%20على%20مالي%20وواجبه%20تجاه%20المنكوبين%20في%20الشام-13-3-1434هـ-عبدالرحمن%20اللهيبي.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/7/1/4/موقف%20المسلم%20من%20عدوان%20فرنسا%20على%20مالي%20وواجبه%20تجاه%20المنكوبين%20في%20الشام-13-3-1434هـ-عبدالرحمن%20اللهيبي.doc


للرفع لمناسبة الوقت


خطبة رائعة جزاك الله خيرا