خطبة : ( الدعاء وحسن الظن بالله )
عبدالله البصري
1432/01/10 - 2010/12/16 18:03PM
الدعاء وحسن الظن بالله 11 / 1 / 1432
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لا يَنفَكُّ المُسلِمُ يَدعُو رَبَّهُ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ ، طَالِبًا مِنهُ خَيرًا وَعَطَاءً ، أَو سَائِلاً كَفَّ شَرٍّ وَدَفعَ ضُرٍّ ، وَمَا زَالَ المُسلِمُونَ يَسأَلُونَ رَبَّهُم إِنزَالَ الغَيثِ وَيَستَسقُونَ ، وَيَنتَظِرُونَ مِنهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِم وَيَرتَقِبُونَ تَحقِيقَ وَعدِهِ ، حَيثُ يَقُولُ ـ سُبحَانَهُ وَهُوَ لا يُخلِفُ المِيعَادَ ـ : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُوني أَستَجِبْ لَكُم " وَيَقُولُ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " غَيرَ أَنَّ مِنَ الأُمُورِ المُستَنكَرَةِ الَّتي نَسمَعُهَا بَينَ حِينٍ وَآخَرَ وَبَعدَ كُلِّ استِسقَاءٍ قَولَ بَعضِ النَّاسِ : اِستَسقَينَا فَتَكَدَّرَ الجَوُّ ، وَطَلَبنَا الغَيثَ فَجَاءَنَا الغُبَارُ . وَهَذَا الأَمرُ وَإِنْ كَانَ قَد يَقَعُ مُوَافَقَةً وَقَدَرًا ، وَقَد يَكُونُ ابتِلاءً مِنَ اللهِ وَامتِحَانًا ، إِلاَّ أَنَّ المُؤمِنَ يَجِبُ أَن يَحذَرَ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ أَشَدَّ الحَذَرِ ، وَأَن يَبعُدَ عَنهُ بُعدَهُ عَن عَدُوِّهِ اللَّدُودِ الشَّيطَانِ ، الَّذِي يَعِدُ أَولِيَاءَهُ الفَقرَ وَيَأمُرُهُم بِالسُّوءِ وَالفَحشَاءِ " الشَّيطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
إِنَّ المُؤمِنَ الصَّادِقَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ يَدعُو رَبَّهُ وَهُوَ مُوقِنٌ مِنهُ بِالإِجَابَةِ ، مُنتَظِرٌ لِفَرَجٍ مِن لَدُنْهُ قَرِيبٍ ، يَفعَلُ ذَلِكَ ثِقَةً بِرَبِّهِ القَرِيبِ المُجِيبِ الغَفُورِ الوَدُودِ ، وَاستِجَابَةً لأَمرِ نَبِيِّهِ الكَرِيمِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ حَيثُ قَالَ : " القُلُوبُ أَوعِيَةٌ ، وَبَعضُهَا أَوعَى مِن بَعضٍ ، فَإِذَا سَأَلتُمُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَل يَا أَيُّهَا النَّاسُ ـ فَاسأَلُوهُ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يَستَجِيبُ لِعَبدٍ دَعَاهُ عَن ظَهرِ قَلبٍ غَافِلٍ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
هَذِهِ حَالُ المُؤمِنِ الصَّادِقِ العَالِمِ بِرَبِّهِ ـ تَعَالى ـ وَأَسمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، استِمرَارٌ في الدُّعَاءِ ، وَإِلحَاحٌ في المَسأَلَةِ ، وَعَدَمُ يَأسٍ وَلا قُنُوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، يَدفَعُهُ لِذَلِكَ حُسنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَثِقَتُهُ في مَولاهُ ، حَيثُ يَقُولُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ : " أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِيَ بي فَليَظُنَّ بي مَا شَاءَ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَفي رِوَايَةٍ : " إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ يَقُولُ : أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِيَ بي ، إِنْ ظَنَّ خَيرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ "
إِنَّ المُؤمِنَ العَالِمَ بِسَعَةِ فَضلِ اللهِ وَقُربِ رَحمَتِهِ ، يُوقِنُ تَمَامَ اليَقِينِ أَنَّ دُعَاءَهُ لا يَضِيعُ عِندَ الكَرِيمِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَأَنَّهُ ـ تَعَالى ـ وَإِنْ لم يُعَجِّلْ لَهُ الاستِجَابَةَ في دُنيَاهُ ، فَإِنَّ لَهُ في كُلِّ تَقدِيمٍ أَو تَأخِيرٍ حِكَمًا بَالِغَةً ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ عَنِ الدَّاعِي إِجَابَةَ مَا سَأَلَهُ عَنهُ مِن زَهرَةِ الحَيَاةِ الدُّنيَا ، لأَمرٍ أَعظَمَ مِنهَا وَجَزَاءٍ أَكمَلَ يُعِدُّهُ لَهُ ـ سُبحَانَهُ ـ في آخِرَتِهِ وَيَدَّخِرُهُ عِندَهُ " وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقَى " " بَل تُؤثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنيَا . وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقَى " وَقَد صَحَّ عَنِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ قَالَ : " مَا مِن مُسلِمٍ يَدعُو بِدَعوَةٍ لَيسَ فِيهَا إِثمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعطَاهُ اللهُ بها إِحدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَن يُعَجِّلَ لَهُ دَعوَتَهُ ، وَإِمَّا أَن يَدَّخِرَهَا لَهُ في الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَن يَصرِفَ عَنهُ مِنَ السُّوءِ مِثلَهَا " قَالُوا : إِذًا نُكثِرُ . قَالَ : " اللهُ أَكثَرُ " رَوَاهُ أَحمَدُ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَإِذَا كَانَ الأَمرُ كَذَلِكَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَمَا دَامَ الدُّعَاءُ عِندَ اللهِ لا يَذهَبُ هَبَاءً وَلا يَضِيعُ سُدًى ، فَإِنَّ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ أَن يَستَعجِلَ الدَّاعِي عَجَلَةً تُؤَدِّي بِهِ إِلى تَركِ الدُّعَاءِ وَالاستِحسَارِ عَنِ المَسأَلَةِ ، أَو يَستَبطِئَ الإِجَابَةَ فَيَنقَطِعَ عَنِ الخَالِقِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَيَلتَفِتَ عَنهُ ، رَوَى مُسلِمٌ عَنهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ قَالَ : " يُستَجَابُ لِلعَبدِ مَا لم يَدعُ بِإِثمٍ أَو قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لم يَستَعجِلْ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاستِعجَالُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ : قَد دَعَوتُ وَقَد دَعَوتُ ، فَلَم أَرَ يُستَجَابُ لي ، فَيَستَحسِرُ عِندَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ " وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " لا يَزَالُ العَبدُ بِخَيرٍ مَا لم يَستَعجِلْ " قَالُوا : يَا نَبيَّ اللهِ ، وَكَيفَ يَستَعجِلُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ قَد دَعَوتُ رَبِّي فَلَم يَستَجِبْ لي " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : صَحِيحٌ لِغَيرِهِ .
إِنَّ هَذَا الاستِعجَالَ وَذَلِكُمُ القُنُوطَ وَاليَأسَ ، إِنَّهُ لَمِمَّا يَمنَعُ إِجَابَةَ دُعَاءِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، حَيثُ يَدفَعُهُم بَعدَ أَن يُكَرِّرُوا الدُّعَاءَ مَرَّاتٍ قَلِيلَةً إِلى أَن يُسِيئُوا الظَّنَّ بِرَبِّهِم ، أَو إِلى أَن يَكُونَ دُعَاؤُهُم إِيَّاهُ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الاختِبَارِ وَالتَّجرِبَةِ ، مَعَ عَدَمِ رِضَاهُم بما يَؤُولُ إِلَيهِ أَمرُهُم بَعدَ ذَلِكَ ، أَو إِسَاءَتِهِمُ الظَّنَّ بِرَبِّهِم إِذْ لم يَجِبِ الدُّعَاءَ مَعَ تَكَرُّرِهِ ، وَقَد قَالَ اللهُ ـ تَعَالى ـ في حَقِّ مَن وَقَعَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ : " وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ " فَهَؤُلاءِ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّ اللهَ ـ سُبحَانَهُ ـ لا يَعلَمُ كَثِيرًا مِمَّا يَعمَلُونَ ، كَانَ هَذَا مِنَ إِسَاءَةِ الظَّنِّ بِهِ ، فَأَردَاهُم ذَلِكَ الظَّنُ وَأَهلَكَهُم .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُم ، وَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ مِن وَعدِهِ لَكُم بِالإِجَابَةِ ، وَإِيَّاكُم وَاليَأسَ مِن رَوحِهِ وَالقُنُوطَ مِن رَحمَتِهِ " وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللهِ إِلاَّ القَومُ الكَافِرُونَ " " وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا " وَاعلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَنَّ أَحسَنَ النَّاسِ ظَنًّا بِرَبِّهِ أَطوَعُهُم لَهُ وَأَبعَدُهُم عَن مَعصِيَتِهِ ، وَأَنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ هُوَ حُسنُ العَمَلِ نَفسِهِ ، فَمَن حَسُنَ ظَنُّهُ بَرَبِّهِ حَسُنَ عَمَلُهُ ، وَمَن حَسُنَ عَمَلُهُ حَسُنَ ظَنُّهُ ، أَمَّا أَن يَدَّعِيَ المَرءُ أَنَّهُ يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ وَهُوَ يُبَارِزُهُ بِالمَعاصِي صَبَاحَ مَسَاءَ ، فَهَذَا غُرُورٌ وَخِدَاعٌ . قَالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ : إِنَّ المُؤمِنَ أَحسَنَ الظَّنِ بِرَبِّهِ فَأَحسَنَ العَمَلَ ، وَإِنَّ الفَاجِرَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ العَمَلَ ...
وَإِنَّ مَا نَرَاهُ مِن إِصرَارِ النَّاسِ عَلَى مَا هُم عَلَيهِ مِن مَعَاصٍ وَمُخَالَفَاتٍ ، وَعَدَمِ تَغيِيرِهِم لأَحوَالِهِم بِعدَ صَلاةِ الاستِسقَاءِ ، إِنَّهُ لَنَوعٌ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ ، إِذْ كَيفَ يَكُونُ مُحسِنًا الظَّنَّ بِرَبِّهِ مَن هُوَ شَارِدٌ عَنهُ ، حَالٌّ مُرتَحِلٌ في مَسَاخِطِهِ وَمَا يُغضِبُهُ ، مُتَعَرِّضٌ لِلَعنَتِهِ لَيلاً وَنَهَارًا ، قَد هَانَ عَلَيهِ حَقُّهُ وَأَمرُهُ فَأَضَاعَهُ ، وَهَانَ عَلَيهِ نَهيُهُ فَارتَكَبَهُ وَأَصَرَّ عَلَيهِ ، نَعَم ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ كَيفَ يَجتَمِعُ في قَلبِ العَبدِ تَيَقُّنُهُ بِأَنَّهُ مُلاقٍ رَبَّهُ ، وَأَنَّهُ ـ تَعَالى ـ يَسمَعُ كَلامَهُ وَيَرَى مَكَانَهُ ، وَيَعلَمُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ ، وَلا يَخفَى عَلَيهِ خَافِيَةٌ مِن أَمرِهِ ، وَأَنَّهُ مَوقُوفٌ بَينَ يَدَيهِ وَمَسؤُولٌ عَن كُلِّ مَا عَمِلَ ، ثم يُقِيمَ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى مَسَاخِطِهِ وَيُضِيعَ أَوَامِرَهُ وَيُعَطِّلَ حُقُوقَهُ ، إِنَّ هَذَا لَمِن سُوءِ الظَّنِّ المُهلِكِ المُردِي .
إِنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ مَسلَكٌ دَقِيقٌ لا يُوَفَّقُ إِلَيهِ كُلُّ أَحَدٍ ، وَمَنهَجٌ وَسَطٌ بَينَ طَرَفَينِ نَقِيضَينِ ، لا يَتَمَكَّنُ مِنهُ إِلاَّ مَن تَمَّ عِلمُهُ بِرَبِّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَأَسمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، فَجَعَلَ قَلبَهُ خَالِصًا لَهُ ـ سُبحَانَهُ ـ يَرجُوهُ وَيَخَافُهُ ، وَيَرغَبُ إِلَيهِ وَيَرهَبُ مِنهُ ، يَتَذَكَّرُ أَعمَالَهُ الصَّالِحَةَ وَسَعَةَ فَضلِ اللهِ وَكَمَالَ رَحمَتِهِ ، فَيَنشَرِحُ صَدرُهُ لِلاستِزَادَةِ مِنَ الخَيرِ رَجَاءَ مَا عِندَ اللهِ ، وَيَرَى ذُنُوبَهُ وَتَقصِيرَهُ في حَقِّ رَبِّهِ فَيَجِلُ قَلبُهُ ، وَتَنبَعِثُ نَفسُهُ لِلعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يَمحُو مَا اقتَرَفَتهُ يَدَاهُ ، نَعَم ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ إِنَّ حُسنَ الظَّنِّ الحَقِيقِيَّ ، هُوَ مَا دَعَا المُسلِمَ إِلى التَّوبَةِ مِن ذُنُوبِهِ وَالرُّجُوعِ إِلى رَبِّهِ ، لِعِلمِهِ أَنَّ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِيَ هِيَ أَكثَفُ الحُجُبِ عَنِ اللهِ وَأَعظَمُ أَسبَابِ الخُذلانِ ، وَلِيَقِينِهِ بِأَنَّهَا أَشَدُّ مَوَانِعِ الرِّزقِ وأَكبَرُ دَوَاعِي الحِرمَانِ .
مَن أَحسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ وَتَوَكَّلَ عَلَيهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا ، وَجَعَلَ لَهُ مِنَ كُلِّ هُمٍّ فَرَجًا وَمِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا ، مَن أَحسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ بِادَرَ إِلى طَلَبِ عَفوِهِ وَرَحمَتِهِ وَمَغفِرَتِهِ ، وَطَرَقَ بَابَهُ مُنطَرِحًا بَينَ يَدَيهِ مُنِيبًا إِلَيهِ ، رَاجِيًا مَغفِرَتَهُ تَائِبًا مِن مَعصِيَتِهِ ، لِعِلمِهِ أَنَّهُ ـ تَعَالى ـ " يَبسُطُ يَدَهُ بِاللَّيلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِهَا " أَلا فَتُوبُوا إِلى اللهِ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِهِ وَارجُوا رَحمَتَهُ فَـ"إِنَّ رَحمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ "
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لا يَنفَكُّ المُسلِمُ يَدعُو رَبَّهُ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ ، طَالِبًا مِنهُ خَيرًا وَعَطَاءً ، أَو سَائِلاً كَفَّ شَرٍّ وَدَفعَ ضُرٍّ ، وَمَا زَالَ المُسلِمُونَ يَسأَلُونَ رَبَّهُم إِنزَالَ الغَيثِ وَيَستَسقُونَ ، وَيَنتَظِرُونَ مِنهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِم وَيَرتَقِبُونَ تَحقِيقَ وَعدِهِ ، حَيثُ يَقُولُ ـ سُبحَانَهُ وَهُوَ لا يُخلِفُ المِيعَادَ ـ : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُوني أَستَجِبْ لَكُم " وَيَقُولُ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " غَيرَ أَنَّ مِنَ الأُمُورِ المُستَنكَرَةِ الَّتي نَسمَعُهَا بَينَ حِينٍ وَآخَرَ وَبَعدَ كُلِّ استِسقَاءٍ قَولَ بَعضِ النَّاسِ : اِستَسقَينَا فَتَكَدَّرَ الجَوُّ ، وَطَلَبنَا الغَيثَ فَجَاءَنَا الغُبَارُ . وَهَذَا الأَمرُ وَإِنْ كَانَ قَد يَقَعُ مُوَافَقَةً وَقَدَرًا ، وَقَد يَكُونُ ابتِلاءً مِنَ اللهِ وَامتِحَانًا ، إِلاَّ أَنَّ المُؤمِنَ يَجِبُ أَن يَحذَرَ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ أَشَدَّ الحَذَرِ ، وَأَن يَبعُدَ عَنهُ بُعدَهُ عَن عَدُوِّهِ اللَّدُودِ الشَّيطَانِ ، الَّذِي يَعِدُ أَولِيَاءَهُ الفَقرَ وَيَأمُرُهُم بِالسُّوءِ وَالفَحشَاءِ " الشَّيطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
إِنَّ المُؤمِنَ الصَّادِقَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ يَدعُو رَبَّهُ وَهُوَ مُوقِنٌ مِنهُ بِالإِجَابَةِ ، مُنتَظِرٌ لِفَرَجٍ مِن لَدُنْهُ قَرِيبٍ ، يَفعَلُ ذَلِكَ ثِقَةً بِرَبِّهِ القَرِيبِ المُجِيبِ الغَفُورِ الوَدُودِ ، وَاستِجَابَةً لأَمرِ نَبِيِّهِ الكَرِيمِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ حَيثُ قَالَ : " القُلُوبُ أَوعِيَةٌ ، وَبَعضُهَا أَوعَى مِن بَعضٍ ، فَإِذَا سَأَلتُمُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَل يَا أَيُّهَا النَّاسُ ـ فَاسأَلُوهُ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يَستَجِيبُ لِعَبدٍ دَعَاهُ عَن ظَهرِ قَلبٍ غَافِلٍ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
هَذِهِ حَالُ المُؤمِنِ الصَّادِقِ العَالِمِ بِرَبِّهِ ـ تَعَالى ـ وَأَسمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، استِمرَارٌ في الدُّعَاءِ ، وَإِلحَاحٌ في المَسأَلَةِ ، وَعَدَمُ يَأسٍ وَلا قُنُوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، يَدفَعُهُ لِذَلِكَ حُسنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَثِقَتُهُ في مَولاهُ ، حَيثُ يَقُولُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ : " أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِيَ بي فَليَظُنَّ بي مَا شَاءَ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَفي رِوَايَةٍ : " إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ يَقُولُ : أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِيَ بي ، إِنْ ظَنَّ خَيرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ "
إِنَّ المُؤمِنَ العَالِمَ بِسَعَةِ فَضلِ اللهِ وَقُربِ رَحمَتِهِ ، يُوقِنُ تَمَامَ اليَقِينِ أَنَّ دُعَاءَهُ لا يَضِيعُ عِندَ الكَرِيمِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَأَنَّهُ ـ تَعَالى ـ وَإِنْ لم يُعَجِّلْ لَهُ الاستِجَابَةَ في دُنيَاهُ ، فَإِنَّ لَهُ في كُلِّ تَقدِيمٍ أَو تَأخِيرٍ حِكَمًا بَالِغَةً ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ عَنِ الدَّاعِي إِجَابَةَ مَا سَأَلَهُ عَنهُ مِن زَهرَةِ الحَيَاةِ الدُّنيَا ، لأَمرٍ أَعظَمَ مِنهَا وَجَزَاءٍ أَكمَلَ يُعِدُّهُ لَهُ ـ سُبحَانَهُ ـ في آخِرَتِهِ وَيَدَّخِرُهُ عِندَهُ " وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقَى " " بَل تُؤثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنيَا . وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقَى " وَقَد صَحَّ عَنِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ قَالَ : " مَا مِن مُسلِمٍ يَدعُو بِدَعوَةٍ لَيسَ فِيهَا إِثمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعطَاهُ اللهُ بها إِحدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَن يُعَجِّلَ لَهُ دَعوَتَهُ ، وَإِمَّا أَن يَدَّخِرَهَا لَهُ في الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَن يَصرِفَ عَنهُ مِنَ السُّوءِ مِثلَهَا " قَالُوا : إِذًا نُكثِرُ . قَالَ : " اللهُ أَكثَرُ " رَوَاهُ أَحمَدُ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَإِذَا كَانَ الأَمرُ كَذَلِكَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَمَا دَامَ الدُّعَاءُ عِندَ اللهِ لا يَذهَبُ هَبَاءً وَلا يَضِيعُ سُدًى ، فَإِنَّ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ أَن يَستَعجِلَ الدَّاعِي عَجَلَةً تُؤَدِّي بِهِ إِلى تَركِ الدُّعَاءِ وَالاستِحسَارِ عَنِ المَسأَلَةِ ، أَو يَستَبطِئَ الإِجَابَةَ فَيَنقَطِعَ عَنِ الخَالِقِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَيَلتَفِتَ عَنهُ ، رَوَى مُسلِمٌ عَنهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ قَالَ : " يُستَجَابُ لِلعَبدِ مَا لم يَدعُ بِإِثمٍ أَو قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لم يَستَعجِلْ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاستِعجَالُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ : قَد دَعَوتُ وَقَد دَعَوتُ ، فَلَم أَرَ يُستَجَابُ لي ، فَيَستَحسِرُ عِندَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ " وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " لا يَزَالُ العَبدُ بِخَيرٍ مَا لم يَستَعجِلْ " قَالُوا : يَا نَبيَّ اللهِ ، وَكَيفَ يَستَعجِلُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ قَد دَعَوتُ رَبِّي فَلَم يَستَجِبْ لي " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : صَحِيحٌ لِغَيرِهِ .
إِنَّ هَذَا الاستِعجَالَ وَذَلِكُمُ القُنُوطَ وَاليَأسَ ، إِنَّهُ لَمِمَّا يَمنَعُ إِجَابَةَ دُعَاءِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، حَيثُ يَدفَعُهُم بَعدَ أَن يُكَرِّرُوا الدُّعَاءَ مَرَّاتٍ قَلِيلَةً إِلى أَن يُسِيئُوا الظَّنَّ بِرَبِّهِم ، أَو إِلى أَن يَكُونَ دُعَاؤُهُم إِيَّاهُ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الاختِبَارِ وَالتَّجرِبَةِ ، مَعَ عَدَمِ رِضَاهُم بما يَؤُولُ إِلَيهِ أَمرُهُم بَعدَ ذَلِكَ ، أَو إِسَاءَتِهِمُ الظَّنَّ بِرَبِّهِم إِذْ لم يَجِبِ الدُّعَاءَ مَعَ تَكَرُّرِهِ ، وَقَد قَالَ اللهُ ـ تَعَالى ـ في حَقِّ مَن وَقَعَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ : " وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ " فَهَؤُلاءِ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّ اللهَ ـ سُبحَانَهُ ـ لا يَعلَمُ كَثِيرًا مِمَّا يَعمَلُونَ ، كَانَ هَذَا مِنَ إِسَاءَةِ الظَّنِّ بِهِ ، فَأَردَاهُم ذَلِكَ الظَّنُ وَأَهلَكَهُم .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُم ، وَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ مِن وَعدِهِ لَكُم بِالإِجَابَةِ ، وَإِيَّاكُم وَاليَأسَ مِن رَوحِهِ وَالقُنُوطَ مِن رَحمَتِهِ " وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللهِ إِلاَّ القَومُ الكَافِرُونَ " " وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا " وَاعلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَنَّ أَحسَنَ النَّاسِ ظَنًّا بِرَبِّهِ أَطوَعُهُم لَهُ وَأَبعَدُهُم عَن مَعصِيَتِهِ ، وَأَنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ هُوَ حُسنُ العَمَلِ نَفسِهِ ، فَمَن حَسُنَ ظَنُّهُ بَرَبِّهِ حَسُنَ عَمَلُهُ ، وَمَن حَسُنَ عَمَلُهُ حَسُنَ ظَنُّهُ ، أَمَّا أَن يَدَّعِيَ المَرءُ أَنَّهُ يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ وَهُوَ يُبَارِزُهُ بِالمَعاصِي صَبَاحَ مَسَاءَ ، فَهَذَا غُرُورٌ وَخِدَاعٌ . قَالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ : إِنَّ المُؤمِنَ أَحسَنَ الظَّنِ بِرَبِّهِ فَأَحسَنَ العَمَلَ ، وَإِنَّ الفَاجِرَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ العَمَلَ ...
وَإِنَّ مَا نَرَاهُ مِن إِصرَارِ النَّاسِ عَلَى مَا هُم عَلَيهِ مِن مَعَاصٍ وَمُخَالَفَاتٍ ، وَعَدَمِ تَغيِيرِهِم لأَحوَالِهِم بِعدَ صَلاةِ الاستِسقَاءِ ، إِنَّهُ لَنَوعٌ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ ، إِذْ كَيفَ يَكُونُ مُحسِنًا الظَّنَّ بِرَبِّهِ مَن هُوَ شَارِدٌ عَنهُ ، حَالٌّ مُرتَحِلٌ في مَسَاخِطِهِ وَمَا يُغضِبُهُ ، مُتَعَرِّضٌ لِلَعنَتِهِ لَيلاً وَنَهَارًا ، قَد هَانَ عَلَيهِ حَقُّهُ وَأَمرُهُ فَأَضَاعَهُ ، وَهَانَ عَلَيهِ نَهيُهُ فَارتَكَبَهُ وَأَصَرَّ عَلَيهِ ، نَعَم ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ كَيفَ يَجتَمِعُ في قَلبِ العَبدِ تَيَقُّنُهُ بِأَنَّهُ مُلاقٍ رَبَّهُ ، وَأَنَّهُ ـ تَعَالى ـ يَسمَعُ كَلامَهُ وَيَرَى مَكَانَهُ ، وَيَعلَمُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ ، وَلا يَخفَى عَلَيهِ خَافِيَةٌ مِن أَمرِهِ ، وَأَنَّهُ مَوقُوفٌ بَينَ يَدَيهِ وَمَسؤُولٌ عَن كُلِّ مَا عَمِلَ ، ثم يُقِيمَ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى مَسَاخِطِهِ وَيُضِيعَ أَوَامِرَهُ وَيُعَطِّلَ حُقُوقَهُ ، إِنَّ هَذَا لَمِن سُوءِ الظَّنِّ المُهلِكِ المُردِي .
إِنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ مَسلَكٌ دَقِيقٌ لا يُوَفَّقُ إِلَيهِ كُلُّ أَحَدٍ ، وَمَنهَجٌ وَسَطٌ بَينَ طَرَفَينِ نَقِيضَينِ ، لا يَتَمَكَّنُ مِنهُ إِلاَّ مَن تَمَّ عِلمُهُ بِرَبِّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَأَسمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، فَجَعَلَ قَلبَهُ خَالِصًا لَهُ ـ سُبحَانَهُ ـ يَرجُوهُ وَيَخَافُهُ ، وَيَرغَبُ إِلَيهِ وَيَرهَبُ مِنهُ ، يَتَذَكَّرُ أَعمَالَهُ الصَّالِحَةَ وَسَعَةَ فَضلِ اللهِ وَكَمَالَ رَحمَتِهِ ، فَيَنشَرِحُ صَدرُهُ لِلاستِزَادَةِ مِنَ الخَيرِ رَجَاءَ مَا عِندَ اللهِ ، وَيَرَى ذُنُوبَهُ وَتَقصِيرَهُ في حَقِّ رَبِّهِ فَيَجِلُ قَلبُهُ ، وَتَنبَعِثُ نَفسُهُ لِلعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يَمحُو مَا اقتَرَفَتهُ يَدَاهُ ، نَعَم ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ إِنَّ حُسنَ الظَّنِّ الحَقِيقِيَّ ، هُوَ مَا دَعَا المُسلِمَ إِلى التَّوبَةِ مِن ذُنُوبِهِ وَالرُّجُوعِ إِلى رَبِّهِ ، لِعِلمِهِ أَنَّ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِيَ هِيَ أَكثَفُ الحُجُبِ عَنِ اللهِ وَأَعظَمُ أَسبَابِ الخُذلانِ ، وَلِيَقِينِهِ بِأَنَّهَا أَشَدُّ مَوَانِعِ الرِّزقِ وأَكبَرُ دَوَاعِي الحِرمَانِ .
مَن أَحسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ وَتَوَكَّلَ عَلَيهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا ، وَجَعَلَ لَهُ مِنَ كُلِّ هُمٍّ فَرَجًا وَمِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا ، مَن أَحسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ بِادَرَ إِلى طَلَبِ عَفوِهِ وَرَحمَتِهِ وَمَغفِرَتِهِ ، وَطَرَقَ بَابَهُ مُنطَرِحًا بَينَ يَدَيهِ مُنِيبًا إِلَيهِ ، رَاجِيًا مَغفِرَتَهُ تَائِبًا مِن مَعصِيَتِهِ ، لِعِلمِهِ أَنَّهُ ـ تَعَالى ـ " يَبسُطُ يَدَهُ بِاللَّيلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِهَا " أَلا فَتُوبُوا إِلى اللهِ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِهِ وَارجُوا رَحمَتَهُ فَـ"إِنَّ رَحمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ "
المشاهدات 6053 | التعليقات 5
لا إله إلا الله الوليُّ الحميد، لا إله إلا الله يفعلُ ما يشاء ويحكم ما يريد. لا إله إلا الله مغيثُ المستغيثين، ومجيبُ دعوة المضطرين، وجابرُ كسر المنكسرين. لا إله إلا الله مفرجُ الكربات، ومنزّلُ البركات، وواهب العطايا والخيرات، ومحيي الأرض بالمطر بعدَ الجفافِ والممات. لا إلهَ إلا الله غِياث المستغيثين، وراحِم المستضعفين، ومجيب دعوة المضطرين، وجابر كَسر المنكسرين، لا إله إلا الله العظيم الحلِيم، لا إله إلا الله ربّ العرشِ الكريم. نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله الذي لا إلهَ إلا هو الحيّ القيوم ونتوب إليه.
اللهمّ يا حيّ يا قيوم برحمتِك نستَغيث، فلا تكِلنا إلى أنفسِنا طَرفَة عَين ولا أقلَّ مِن ذلك، على الله توكَّلنا، ربَّنا لا تجعلنا فِتنة للقومِ الظالمين، ونجِّنا برحمتِك من القومِ الكافِرين، لئن لم يَرحمنا ربّنا ويغفِر لنا لنكوننَّ من الخاسرين، لا إلهَ إلا أنت سبحانك إنّا كنّا من الظالمين.
اللّهمّ أنت الله لا إلهَ إلا أنت، أنتَ الغنيّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين.
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبّنا ، لا إِلَه إِلاَّأَنْتَ خَلَقْتَنا ونَحن عَبيدُكَ ، ونَحن على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْنا ،نعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْنا ، نبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَينا ، ونبُوءُبذَنوبنا فَاغْفِرْ لنا ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ ,
اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ أغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم يا مغيث أغثنا، اللّهمّ إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبِنا فضلَك، اللهمّ أغث قلوبنا وأرواحنا بالإيمان واليقين، وبلادَنا بالخيرات والأمطار والغيث العميم يا ربَّ العالمين، اللّهمّ لا تحرِمنا خيرَ ما عندك بسوءِ ما عِندنا.
اللّهمّ إنّا نستغفِرك إنّك كنت غفَّارًا، فأرسِلِ السماء علينا مدرارًا، اللّهمّ أغِثنا غَيثًا مغيثا هَنيئًا مريئًا مريعًا سحًّا غَدقًا طبَقا عامًّا واسعًا مجلِّلا، نافعًا غير ضارّ، عاجلا غير آجلٍ، عاجلا غير رائث، اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرَق.
اللهم اسق عبادَك وبهائمك، وانشر رحمتَك، وأحيِ بلدك الميّت، اللهم أغثنا غيثًا مباركا، تحيي به البلاد، وتسقي به العباد، وتجعَله بلاغًا للحاضِرِ والباد. اللهم أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين .
اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ الضرعَ، وأسقنا من بركاتك، وأنزِل علينا من بركاتِ السماء، وأخرِج لنا من بركات الأرض. اللهم أخرج في أرضنا زينتَها، وأتمم فيها حلَّتها، وأدم عليها بهجتها، يا جواد يا كريم.
اللّهمّ ارفَع الجهدَ والقحط والجفاف عن بلادنا وعن بلاد المسلمين عامّة يا ربّ العالمين، واكشف عنّا مِن الضرّ ما لا يكشفه غيرك. اللّهمّ إنّ بالعباد والبلاد من اللأواءِ والجَهد والضّنك ما لا نشكوه إلاّ إليك.
اللهم ارحَم الشيوخَ الرُّكَّع والبهائم الرّتّع والأطفالَ الرّضّع، اللّهمّ اكشف الضرَّ عن المتضررين، والكرب عن المكروبين، وأسبِغ النّعَم، وادفَع النّقَم عن عبادك المؤمنين.ربَّنا ظلَمنا أنفسنا، وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين.
اللهم قد دَعَوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، ولا تردَّنا خائبين، لا تردَّنا يا مولانا خائبين، ولا من رحمتك محرومين، ولا من بابك مطرودين.ربنا تقبل منّا إنّك أنت السميع العليم، وتب علينَا إنّك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين، برحمتك يا أرحمَ الراحمين.
سُبْحَـٰنَ رَبّكَ رَبّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ، وصلّى الله على النبي المصطفى المختار، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، المهاجرين منهم والأنصار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار، وسلِّم يا ربِّ تسليمًا كثيرًا.
اللهمّ يا حيّ يا قيوم برحمتِك نستَغيث، فلا تكِلنا إلى أنفسِنا طَرفَة عَين ولا أقلَّ مِن ذلك، على الله توكَّلنا، ربَّنا لا تجعلنا فِتنة للقومِ الظالمين، ونجِّنا برحمتِك من القومِ الكافِرين، لئن لم يَرحمنا ربّنا ويغفِر لنا لنكوننَّ من الخاسرين، لا إلهَ إلا أنت سبحانك إنّا كنّا من الظالمين.
اللّهمّ أنت الله لا إلهَ إلا أنت، أنتَ الغنيّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين.
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبّنا ، لا إِلَه إِلاَّأَنْتَ خَلَقْتَنا ونَحن عَبيدُكَ ، ونَحن على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْنا ،نعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْنا ، نبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَينا ، ونبُوءُبذَنوبنا فَاغْفِرْ لنا ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ ,
اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ أغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم يا مغيث أغثنا، اللّهمّ إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبِنا فضلَك، اللهمّ أغث قلوبنا وأرواحنا بالإيمان واليقين، وبلادَنا بالخيرات والأمطار والغيث العميم يا ربَّ العالمين، اللّهمّ لا تحرِمنا خيرَ ما عندك بسوءِ ما عِندنا.
اللّهمّ إنّا نستغفِرك إنّك كنت غفَّارًا، فأرسِلِ السماء علينا مدرارًا، اللّهمّ أغِثنا غَيثًا مغيثا هَنيئًا مريئًا مريعًا سحًّا غَدقًا طبَقا عامًّا واسعًا مجلِّلا، نافعًا غير ضارّ، عاجلا غير آجلٍ، عاجلا غير رائث، اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرَق.
اللهم اسق عبادَك وبهائمك، وانشر رحمتَك، وأحيِ بلدك الميّت، اللهم أغثنا غيثًا مباركا، تحيي به البلاد، وتسقي به العباد، وتجعَله بلاغًا للحاضِرِ والباد. اللهم أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين .
اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ الضرعَ، وأسقنا من بركاتك، وأنزِل علينا من بركاتِ السماء، وأخرِج لنا من بركات الأرض. اللهم أخرج في أرضنا زينتَها، وأتمم فيها حلَّتها، وأدم عليها بهجتها، يا جواد يا كريم.
اللّهمّ ارفَع الجهدَ والقحط والجفاف عن بلادنا وعن بلاد المسلمين عامّة يا ربّ العالمين، واكشف عنّا مِن الضرّ ما لا يكشفه غيرك. اللّهمّ إنّ بالعباد والبلاد من اللأواءِ والجَهد والضّنك ما لا نشكوه إلاّ إليك.
اللهم ارحَم الشيوخَ الرُّكَّع والبهائم الرّتّع والأطفالَ الرّضّع، اللّهمّ اكشف الضرَّ عن المتضررين، والكرب عن المكروبين، وأسبِغ النّعَم، وادفَع النّقَم عن عبادك المؤمنين.ربَّنا ظلَمنا أنفسنا، وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين.
اللهم قد دَعَوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، ولا تردَّنا خائبين، لا تردَّنا يا مولانا خائبين، ولا من رحمتك محرومين، ولا من بابك مطرودين.ربنا تقبل منّا إنّك أنت السميع العليم، وتب علينَا إنّك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين، برحمتك يا أرحمَ الراحمين.
سُبْحَـٰنَ رَبّكَ رَبّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ، وصلّى الله على النبي المصطفى المختار، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، المهاجرين منهم والأنصار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار، وسلِّم يا ربِّ تسليمًا كثيرًا.
أثابك الله فضيلة الشّيخ عبد الله البصري وكتب أجرك
عبدالله البصري;5315 wrote:
وَاعلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَنَّ أَحسَنَ النَّاسِ ظَنًّا بِرَبِّهِ أَطوَعُهُم لَهُ وَأَبعَدُهُم عَن مَعصِيَتِهِ ، وَأَنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ هُوَ حُسنُ العَمَلِ نَفسِهِ ، فَمَن حَسُنَ ظَنُّهُ بَرَبِّهِ حَسُنَ عَمَلُهُ ، وَمَن حَسُنَ عَمَلُهُ حَسُنَ ظَنُّهُ ، أَمَّا أَن يَدَّعِيَ المَرءُ أَنَّهُ يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ وَهُوَ يُبَارِزُهُ بِالمَعاصِي صَبَاحَ مَسَاءَ ، فَهَذَا غُرُورٌ وَخِدَاعٌ . قَالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ : إِنَّ المُؤمِنَ أَحسَنَ الظَّنِ بِرَبِّهِ فَأَحسَنَ العَمَلَ ، وَإِنَّ الفَاجِرَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ العَمَلَ ...
هذا هو المحك في حسن الظن بالله ...
إنه العمل الصالح مع رجاء رحمة الله ...
وأذكر هنا ما رواه الشيخان أنه عليه الصلاة والسلام قال : ((
قاربوا وسددوا فإنه ليس أحد منكم بمنجيه عمله )) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ... قال : (( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ))
هذا هو حسن الظن ... مقاربة وتسديد ورجاء لرحمة الله مع الخوف منه ...
الآن يستسقي الناس وقد يقول بعضهم أنهم يحسنون الظن بالله ، طيب !!
ألم يقل الله سبحانه : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
هل غيرت نفسك يافلان ؟ أم أنك على سابق العهد ؟
أين حسن الظن ؟؟
تترك الصلاة وأنت تعلم عقاب تاركها وتفرط فيها وأنت تعلم أجر فاعلها وتدعي أنك تحسن الظن بالله ... لا والله ما أحسنت الظن ...
لماذا ؟
لأنك علمت بالجزاء والحساب والثواب والعقاب ولم تتصرف بناء على هذه المعرفة ...
هل لديك شك في الجنة أو النار أو الثواب أو العقاب ؟؟
هل تشك أن الملائكة الكرام الكاتبين يكتبون كل شيء من خير وشر ؟؟
تقول : لا أشك .
نقول : أين حسن الظن بالله إذاً !!
لو حسن ظنك بالله لطلبت الأجر وهربت من العقاب ...
الآن ... عندما تهجر قريبك أو رحمك لأجل دنيا دنيئة ... هل أنت تحسن الظن بالله ؟؟
حاسب نفسك خاصة إذا علمت أن هذا الهجر سبب في اللعنة وأن الواصل لمن قطعه له أجر عظيم ...
أين حسن الظن بالله الذي سيعوضك إذا أنت تحاملت على نفسك ووصلت من قطعك ؟؟
الذي يأكل المال الحرام وهو يعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ... أين حسن ظنه بالله ؟؟
والله لو حسن ظنه بالله ما آثر الحياة الدنيا مع علمه بأن الآخرة خير وأبقى ...
يبيع جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين بدنيا زائلة ... ثم يدعي أنه يحسن الظن بالله ؟؟
الحقيقة موضوع حسن الظن بالله موضوع يجب أن نتدارسه ونتوسع في إثرائه ونتفهمه ونعيد فيه ونزيد لعله يقع من قلوبنا القاسية موقعا يغير ما بها حتى يغير الله حالنا ويبدل أوضاعنا ويغيثنا ويسقينا بعد هذا الجدب والقحط ...
جزاك الله خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتك
منصور الفرشوطي
الله لايحرمنا منك ولامن مشايخنا الكرام
تعديل التعليق