ماذا يعني لك قدوم الحجاج (أفكار لخطبة جمعة)

محمد الأحمد
1431/12/14 - 2010/11/20 06:29AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
كنتُ أتمنى أن أكتب خطبة الجمعة الماضية (13/ ذوالحجة) عن المعاني المُصاحِبة لقدوم الحجاج، إلا أن الوقتَ لم يُسعفني.
فما رأيكم بجمع هذه المعاني، لِتكون قاعدة لمن يريد التحدث عن هذا المعنى في السنوات القادمة ، فأرى أنها مناسبة فيما لو كانت الجمعة تقع في أيام (13 أو 14 أو15 ).

فما هي المعاني المُصاحبة لقدوم الحجاج
(المعاني: التوحيدية/ التربوية/الاجتماعية/الوعظية/الفقهية/..إلخ)
المشاهدات 5980 | التعليقات 7

وينبه الحاج إلى أنك كما طلبت محو ذنوبك وتكفير سيئاتك بالحج فإن هناك أعمالا صح الخبر بأنه تمحو الذنوب فلا تغفل عنها ولا تتركها ... خاصة أنها قد تكون مغفولا عنها ...


هنا خطبة تساهم في درّ الأفكار والمعاني المرجوّة - بحول الله -.
لشيخنا/ عبد الله البصري


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

لو كتبتُ في هذا الموضوع في اليوم الثالث عشر مثلاً ، لقلتُ نحوًا مما يأتي :

اليوم قدم من خير البقاع أقوام بغير ما ذهبوا به ، وصدروا بخلاف ما وردوا ، قفلوا بوجوه غير التي راحوا بها ، وانثنوا بقلوب غير تلك التي سافروا بها ، رجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم ، مغفورة ذنوبهم ، موضوعة أوزارهم ، مكفرة سيئاتهم ، رجعوا مطهرين منزهين ، وعادوا ممحصين مخلصين ، ذهبوا وبعضهم محمل بما لا يطيقه من الأوزار ، ورجعوا محملين بالأجور ، حامدين للسعي المشكور ، مسرورين بالذنب المغفور " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
لقد عاد أقوام متوجين بشرف عظيم ، شرف طالما تاقت النفوس لبلوغه ، وتعالت الرؤوس لتتويجها به ، طافوا بالبيت ، وسعوا بين الصفا والمروة ، ووقفوا بعرفات وباتوا بمزدلفة ومنى ، ورموا الجمرات وذبحوا الهدي ، وحلقوا أو قصروا ، ثم طافوا للصدر مودعين ذنوبًا أثقلتهم ، مفارقين أوزارًا أنصبتهم ، مخلفين معاصي قيدتهم ، وها هم اليوم بين أيدينا كما ولدتهم أمهاتهم ، فهنيئًا لهم ما نالوه من جائزة ربهم الكبرى ، هنيئًا لهم عطيته العظمى ، هنيئًا لهم يوم وقفوا بعرفات مع الحجاج ، فباهى بهم الله ملائكته وأشهدهم على مغفرته لهم ، هنيئًا لهم يوم زاحموا على الجمرات وباتوا بمزدلفة ومنى وطافوا وسعوا ، وفعلوا كل ما فعلوا إقامة لذكر الله القائل ـ سبحانه ـ : " فاذكروني أذكركم " واتباعًا لإمامهم القائل ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " خذوا عني مناسككم "
أخي الحاج ، يا من طهرك الله من الرجس بعد أن شرقت في المخالفات وغربت ، أذهب الله غدراتك وفجراتك ، وحط عنك جميع ذنوبك وسيئاتك ، أنت اليوم تستقبل صفحة جديدة ، صفحة ناصعة البياض مشرقة ، صفحة لا ذنب يسودها ولا خطيئة ، ولا سيئة تلوثها ولا مخالفة ، فماذا أنت فاعل ؟!
هل تحافظ على هذه الصفحة البيضاء النقية فلا تنكت فيها أي نكتة سوداء ؟!
هل تجلو بياضها بالطاعات والقربات لئلا يعود إليها الران فيُذهِبَ نقاءها ويُكَدِّرَ صفاءها ؟!
هل تتذكر كلما هممت بمعصية أنك عاهدت ربك في أفضل البقاع بعدم العودة إلى المعاصي ؟!
هل تتذكر كرمه وجوده حيث أحل عليك الرضا ومحا عنك جميع وزرك ووضع عنك ما أنقض ظهرك ؟!
هل أنت على ثقة أنْ ستدرك الحج مرة أخرى فيغفر لك ؟
ألا فاستمسك بما كسبته ، ولا تفرط فيما فزت به ! فإنك اليوم قد فتح لك باب عظيم لاستئناف العمل الصالح والمحافظة عليه وعدم التفريط .



أخي الحاج ، كنت في رحلة إيمانية ذات معاني تربوية عميقة ، طفت مع من طافوا وسعيت مع الساعين لم تزد على سبعة أشواط في كل طواف وسعي ولم تنقص منها ، ووقفت في عرفة مع الواقفين حتى غربت الشمس ، ولم تسمح لقدمك بالتحول قبل ذلك ولو بلحظات ، وانتظرت زوال الشمس لرمي الجمرات ولم تتقدم بدقيقة ، ورميت بسبع كحصى الخذف لم تزد فيها ولم تغلُ في حجمها ، وكنت حال إحرامك محافظًا على بدنك لا تأخذ منه شعرة ولا تمس بشرتك بشيء ، أفلم تأخذ من كل هذا أنك بإذن الله قادر على الإمساك بزمام نفسك عن كثير من الأخطاء التي ملكتك سنوات عديدة واستعبدتك فترات من عمرك مديدة ، حلق اللحية ، إسبال الثياب ، شرب ما لا يحل لك من مسكرات ومفترات ، إفلات لسانك وجوارحك في الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور والنظر المحرم والاستماع الآثم ، إعطاؤك النفس ما تشتهي ، تهاونك بما تدخل في جوفك من مال ، تأخرك عن صلاتك ، عدم اهتمامك بشأن الجماعة ، ألا تظن أن كل تلك المعاصي والمخالفات وغيرها مما هو دونها أو أعظم منها من بدع وشركيات لا تحتاج منك لتلافيها إلا إلى نية خالصة وعزيمة جادة ورغبة صادقة ، فتصبح نسيًا منسيًّا وماضيًا غير مأسوف عليه ، بلى والله إن الأمر لكذلك ، فما الذي يمنعك ؟ ما الذي يمنعك من تحرير نفسك من العبودية لغير الله ؟! ما الذي يحول بينك وبين تخليص نفسك من رق المعاصي ؟! ما الذي يشدك إلى تلك العادات السيئة والممارسات الضارة ؟! لماذا لا تمحض نفسك لخالقك وتخلص قلبك لربك ، فتستسلم لأمره ظاهرًا وباطنًا وتعبده سرًّا وعلنًا ؛ لتكون نعم العبد لا أحسن منك دينًا " ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن " ؟!


أخي الحاج ، كنت في حجك مهتمًّا بالسؤال عن كل صغيرة وكبيرة ، لا تخطو خطوة إلا على بينة ، ولا تقف بمكان إلا عن علم ، ولا تتحرك إلا وأنت على ثقة بشرعية تحركك ، سألت عن حكم الطهارة للطواف ، وعن صحة السعي لو قدمته ، وماذا عليك لو حككت رأسك فسقطت منه شعرات ، وأهمتك حصاة أخذتها من حول مرمى الجمرات ، وتساءلت عم يقول الحاج في كل دخول له وخروج ، أفلا تعلم أن هذه هي الحال الذي ينبغي أن تكون عليها طول عمرك وفي كل شأن من شؤون حياتك ؟!
لقد قال نبيك ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين " فهلا تفقهت في أحكام دينك صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها !! هلا سألت عن أحكام طهارتك وماذا يجب عليك لصلاتك وصيامك وزكاتك ؟ هل تفقهت في هذه المعاملات المالية التي اتسعت حتى عاد المرء يقع في الحرام وهو لا يشعر !
إنك مطالب بهذا الشعور المرهف تجاه عباداتك ومعاملاتك وأخذك وعطائك في كل وقت وحين ، ولقد قال ربك ـ سبحانه ـ : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "


أخي ، لقد تعلمت من حجك معاني سامية وقيمًا عالية ، وتراءت لك مبادئ راسخة وثوابت راسية ، عرفت أهمية التوحيد في جمع الناس على كلمة سواء ، ورأيت كيف تساوى الناس في ملابس إحرامهم ووقت ذهابهم وإيابهم ، وظهر لك أن لا فرق بين غني وفقير ولا عظيم وحقير إلا بتقوى الله والعمل الصالح ، ولا أظنك غفلت عن أن الدنيا بكل ما فيها تمر مرور أيام الحج ، فبعد هذه الزحام وذلك العج والثج ، وبعد الذهاب والإياب والتزاحم بالمناكب ، وعقب المشقة والنصب والتعب ، يعود كلٌّ إلى بلده ، ويؤوب الجميع إلى بيوتهم ، وهكذا هو الإنسان ، يحيا في هذه الدنيا ما قدر له من أيام تطول أو تقصر ، يذهب ويجيء ، ويقوم ويقعد ، ويمتلك الذهب والفضة والمال ، ويتزوج ويولد له ، وتراه يكدح وينصب ، ثم لا يلبث أن يعود إلى ربه بعد مروره بقبره " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور . وحصل ما في الصدور . إن ربهم بهم يومئذ لخبير "
ألا فما أحقرها من دار ! وما أقصره من عمر !
فاجعل توبتك نصوحًا ، وامض في اجتهادك إلى أن تلقى ربك
" واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "


تنبيه الحجاج على موضوع حسن الظن بالله وأن من حسن الظن بالله أن يظن الحاج أن الله تقبل حجه وغفر ذنبه وأنه رجع كيوم ولدته أمه.
وأنبه على أن حسن الظن واعتقاد القبول والمغفرة لا يعني التواكل أو التساهل في المعاصي بل على العكس تماماً فالذي يعود وهو يظن أنه كيوم ولدته أمه يحاول أن يحمي صفحته من المعاصي ويعزم على عدم العودة إليها وتدنيس صحائف أعماله بها بخلاف الذي يظن بأنه رجع كحاله يوم ذهب فهذا لا يتحرج من العودة إلى معاصيه وذنوبه والله المستعان.
وقد جربت ذلك في كلماتي في الحج على الحجاج في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ووجدته مؤثراً .
وعند الحديث مع إخواننا المصريين أذكرهم بأنهم سيعودوا إلى بلادهم ويسميهم الناس الحاج فلان بمعنى أنه أصبح خلقا آخر فلا بد أن يحمي نفسه من المعاصي والشرك والبدع ونحو ذلك.


حجّاج بيت الله الحرام: أحسنوا الظن بربكم ، وأملوا كل خير ، وقوّوا رجاءكم بالله في قبول حجكم، ومحو ما سلف من ذنوبكم، فقد جاء في الحديث القدسي: ((قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي)) أخرجه الشيخان، وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلّم قبل موته بثلاثة أيام يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل)) أخرجه مسلم، وعند الحاكم وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ((حسن الظن بالله من حسن العبادة)) .
ألا فهنيئا لمن كتب الله أجره ورفع درجاته وضاعفها وعاد كما ولدته أمّه لا ذنب له, وقال النّبي - صلّى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص رضي الله عنه: (أما علمت أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنّ الحج يهدم ما كان قبله) رواه مسلم.
أيها المسلمون، إن الحاج منذ أن يُلبي وحتى يقضي حجه وينتهي ؛ فإن كل أعمال حجه تعرفه بالله، وأنه لا يستحق العبادة سواه , فمنه وحده تطلب الحاجات، فكيف يهون على الحاج بعد ذلك أن يصرف حقًا من حقوق الله من الدعاء والاستعانة والذبح والنذر إلى غيره؟!
أي حج لمن عاد بعد حجه يأتي المشعوذين والسحرة، ويصدق أصحاب الأبراج والتنجيم وأهل الطيرة، ويتبرك بالأشجار، ويتمسح بالأحجار، ويعلق التمائم والحروز؟!
أيها المسلمون، من لبى لله في الحج مستجيبًا لندائه كيف يلبي بعد ذلك لدعوة أو مبدأ أو مذهب أو نداء يناهض دين الله ؟!
من لبى لله في الحج كيف يتحاكم بعد ذلك إلى غير شريعته، أو ينقاد لغير حكمه، أو يرضى بغير رسالته؟!
من لبى لله في الحج فليلبِّ له في كل مكان وزمان بالاستجابة لأمره أنى توجهت ركائبه، وحيث استقلت مضاربه، لا يتردد في ذلك ولا يتخير، ولا يتمنع ولا يضجر، وإنما يذل ويخضع، ويطيع ويسمع ـ سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
ألا فحافظوا على طاعاتكم من نقصان الحسنات بارتكاب السيّئات وحذار حذار من حبوط الأعمال بالإشراك بالله.
اللهمَّ تقبَّل من الحجّاج حجَّهم، اللهمّ تقبّل من الحجّاج حجَّهم وسعيَهم، اللهمّ اجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيَهم مشكورًا، وذنبَهم مغفورًا، اللهمّ تقبّل مساعيَهم وزكِّها، وارفع درجاتهم وأعلِها، اللهم بلّغهم من الآمال منتهاها، ومِنَ الخيرات أقصاها، اللهمّ اجعل سفرهم سعيدًا، وعودَهم إلى بلادهم حميدًا، اللهمّ هوِّن عليهم الأسفار، اللهم آمنهم من جميع الأخطار، اللهمّ احفَظهم من كلّ ما يؤذيهم، وأبعِد عنهم كلَّ ما يضنيهم ، اللهمّ واجعل دَربهم دربَ السلامة والأمان والراحةِ والاطمئنان، اللهمّ وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبِّيهم سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم وتقبّل منهم إنّك أنت السميع العليم، واغفر لهم إنك أنت الغفور الرحيم,


حجاج بيت الله الحرام :وبعد قضاء مناسككم داوموا على ذكر الله , امتثالا لأمر الله إذ يقول الله جل وعلا : فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ........ألا وإنَّ من أفضل الأذكار وأحسن الحسنات ( لا إله إلا الله ) كما قال عليه الصلاة والسلام : ( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ).
( لا إله إلا الله ) كلمة قامت بها الأرض والسموات , وخلقت لأجلها جميع المخلوقات , و بها أرسل الله تعالى رسله , وأنزل كتبه , وشرع شرائعه ...ولأجلها نصبت الموازين ,ووضعت الدواوين , وقام سوق الجنة والنار ,و بها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار , والأبرار والفجار , فهي سبب الترابط بين المؤمنين .
( لا إله إلا الله ) هي حق الله على جميع العباد ,فهي كلمة الإسلام , ومفتاح دار السلام , وعنها يسأل الأولون والآخرون , وقبول الأعمال بها مربوط ....) وهي أعظم مصدر للعزة والكرامة ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ....)
( لا إله إلا الله )أي أنه لا معبودَ حقٌّ إلا إلهٌ واحد هو الله جلّ وعلا لا شريك له. كلمةٌ تقتضي إثباتَ العبادة وإخلاصَها لله وحدَه واجتنابَ عِبادة ما سواه ونفيَ جميع أنواع العبادةِ عن كلِّ من سوى الله، و َمِن ثَمَّ فَلا يَسأَلُونَ إِلاَّ اللهَ، وَلا يَستَغِيثُونَ إِلاَّ بِاللهِ، وَلا يَتَوَكَّلُونَ إِلاَّ عَلَى اللهِ، وَلا يَطلُبُونَ العَونَ وَالمَدَدَ وَلا يَلتَمِسُون النَّصَرَ إِلاَّ مِن عِندِ اللهِ، على حدِّ قول الله جل وعلا:وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
فهل حقق معنى التوحيد من توجه إلى الموتى وأصحاب القبور بالدعاءوالمسألة والذبح وغيرها من أنواع العبادة؟ ، و هل حقق معنى التوحيد من اعتقد أن أحداً يملك الضر والنفع معالله عز وجل ؟! وهو القائل سبحانه : { ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } ( فاطر 13، 14) ،
هل فقه معنى التوحيد لله ربّ العالمين من تعلق بالسحرة والمشعوذين والدجالين أو الأبراج والنّجوم ظناً منه أنه يعلمون شيئاً من أمورالغيب ؟! ، هل فقه معنى التّوحيد من تحاكم إلى غير شرع الله ، و هل حقق معنى التوحيد من اعتقد أن التشريع والتحليل والتحريم يخضع لآراء الناس ؟! ، والله جل وعلا يقول : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } ( الشورى 21 ) ، ويقول : { ألا له الخلق والأمر } ( الأعراف 54 )، هل فقه معنى التوحيد من تشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم أو من انحرافاتهم العقائديّة أو إلحادهم في الله جلّ في علاه ؟! . سبحانه وتعالى!
إن ذلك كله مما ينافي حقيقة التّوحيد ، بل هو تناقض يجب على المسلم أن يتنزه عنها.
ألا فاجعل - أخي المبارك- توحيد الله وعبادته وحده نصب عينيك في حياتك كلّها إلى مماتك، حتى يكون حجّك مبروراً وعملك صالحاً مقبولاً .
ألا فاتقوا الله وتوبوا وأنيبوا إلى ربكم واستجيبوا، وحققوا الإيمان والتوحيد بصلاح الأعمال عن صحة اعتقادها؛ وطهروا القلوب من دنسها وسوادها، وسوء النيات وفسادها، قبل أن يحال بينكم وبين ما تشتهون قبل أن تردوا إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.
جعلني اللهُ وإيّاكم ممن آمنَ به واهتدى, وغفرَ لنا ورحمنا يومَ الوقوفِ بين يديه غدا.
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا :( لا إله إلا الله ) وتوفَّنا وأنت راضٍ عنَّا غيرَ غضبان.
اللهم أصلح أحوال المسلمين , وأصلح عقائدهم ,وطهر قلوبهم , واجعلنا جميعا من أهل( لا إله إلا الله )


خُطب مناسبة لهذه الجمعة
ويستفيد الخطيب من الأفكار التي تحتويها:

ماذا بعد الحج:

https://khutabaa.com/speeches_subject/211184

https://khutabaa.com/scientific_files/188708