خطبة عن (التقوى).

علي الفضلي
1431/08/13 - 2010/07/25 19:16PM

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله-صلى الله عليه وسلم- أما بعد:


أيها المؤمنون :
أمرٌ عظيم هو زاد الآخرة , أمرٌ عظيم هو لباسالآخرة ، وهو وصية الله عز و جل فِيَّ و فيكم و في المؤمنين و في الناس أجمعين ، وهو شعار المؤمن حقا و دثاره , ألا وهو التقوى.
قال تعالى:/color][color=red]و[/color][color=red]تزودوا فإن خير الزاد التقوى و اتقون يا أولي الألباب[/color][color=black.


لماذا كان خيرالزاد هو التقوى ؟


لأن الزاد قسمان : مادي و معنوي ,أما الزاد المادي فهو الطعاموالشراب الذي فيه حياة الأبدان , وأما الزاد المعنوي فهو التقوى التي فيها حياةالروح التي فيها سعادة الدارين .


ولذا قال الله تعالى:/color][color=red]وكذلك[/color][color=red] أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا [/color][color=red]نهدي به من نشاء من عبادنا[/color][color=black،
فسمى الله تعالى الشرعَ الذي نزّله على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم –


"روحا " لأن به حياة الروح التي بها نجاتها يوم القيامة من النار.


و قال تعالى:/color][color=red]يا بني آدم قد أنزلنا عليكم[/color][color=red]لباسا يواري سوءاتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير[/color][color=black.


ولماذا أيضا لباس التقوى خير؟ لأن اللباس نوعان : مادي و معنوي مادي وهو: الثياب التي يغطي بها الإنسان عورته , و يتزين بها , وهذه فيها الحماية من حر الدنيا ، وأما اللباس المعنوي فهو: التقوى التي فيها الحماية من حر يوم القيامة و من لهيب نار جهنم ؛ و لذلك فلباس التقوى خير.


قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسير سورة البقرة :


((وقوله: { فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا ، أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها، كما قال: { وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [الأعراف: 26]. لما ذكر اللباس الحسي نَبّه مرشدًا إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع، والطاعة والتقوى، وذكر أنه خير من هذا، وأنفع))اهـ.
يتبع...
المشاهدات 34931 | التعليقات 7

و لهذا تنوعت كلمات الرب جل وعلا في الحث على التقوى تارة بالأمر،و تارة بالحض والتحبيب , وتارة بعرض محاسن التقوى وفضائلها , وتارة بالتخويف:
قال تعالى:/color][color=red]واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس [/color][color=red]ما كسبت وهم لا يظلمون[/color][color=black ،
وقال تعالى
:/color][color=red]يا أيها الناس[/color][color=red] اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم[/color][color=black، وقال تعالى:/color][color=red]يا[/color][color=red]أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها وبث منهما رجالا[/color][color=red] كثيرا و نساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيب [/color][color=black، وقال تعالى:/color][color=red]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا [/color][color=red]قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا [/color][color=red]عظيما[/color][color=black،و قال تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون]وقال تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتممسلمون]، و قال تعالى:/color][color=red]ومن يتق الله يجعل له مخرجا و[/color][color=red]يرزقه من حيث لا يحتسب[/color][color=black، وقال تعالى:/color][color=red]ومن يتق الله[/color][color=red]يجعل له من أمره يسرا[/color][color=black، و قال تعالى:/color][color=red]ومن يتق الله[/color][color=red] يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا[/color][color=black، و قال تعالى:/color][color=red]إنه من[/color][color=red] يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين[/color][color=black.

و أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم أنه سبحانه و تعالى لا يتقبل إلا من المتقين , فقال جل في علاه: /color][color=red]إنما يتقبل الله من المتقين[/color][color=black.

بل جعل الله المتقين هم خاصتَه و صفوته , و أيدهم بنصره وتأييده ، فقال سبحانه: [ واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين]، فأي فضل أعظم من هذا الفضل؟! , أن يكون الله معك ، أن يكون الله معك بنصره و تأييده و حفظه و كلاءته و رعايته , وهذه هي معية الله الخاصة التي تكون لخاصته من خلقه أعني المتقين.
وهناك معية عامة للرب جل وعلا ولكنها لخلقه جميعا , وهي معية الربوبية و معانيها , وهي التي في قوله تعالى:[ ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم].
هذه المعية في هذه الآية هي المعية العامة : وهي التي يكون فيها سبحانه و تعالى مع خلقه بعلمه وبصره وسمعه و إدراكه و إحاطته و تدبيره وتصريفه سبحانه وتعالى؛
أما معيته سبحانه و تعالى للمتقين فهي معية خاصة هي معية النصر والتأييد والكلاءة و الحفظ والرعاية.

يتبع..


[font=&quot]إذاً وبعد أن علمنا فضل التقوى والحث عليها [font=&quot]وفضائلها , فما هي التقوى ؟ وما هو مفهوم التقوى ؟ [/font]
[/font]
[font=&quot]أما في لغة العرب : فإن الإمام[font=&quot] أبا الفدا إسماعيل بن كثير ـ رحمه الله ـ قال في تفسيره :[/font][/font]
[font=&quot]( " إن أصل التقوى التوقي [font=&quot]مما يكره لأن أصلها وقوى من الوقاية" ،[/font][/font]
[font=&quot] قال النابغة الذبياني في شعره:[/font]
[font=&quot]سقط[font=&quot] النصيف ولم ترد إسقاطه[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]فتناولته واتقتنا باليد[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]و قال الآخر:[/font][/font]
[font=&quot]فألقت قناعا[font=&quot] دونه الشمس واتقت[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]بأحسن موصولين كف ومعصم[/font][font=&quot])اهـ.[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]وأما معنى التقوى شرعا : فقد جاء [/font][font=&quot]فيه عدة تفاسير عن السلف - رحمهم الله تعالى - لكنها كلها تصب في مصب واحد ، ومعنى [/font][font=&quot]واحد:[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى ـ عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه- أنه سأل [/font][font=&quot]أبَيّ بن كعب – رضي الله عنه - عن التقوى ، فقال له : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟[/font][/font]
[font=&quot] قال[font=&quot] بلى ؛ قال فما عملت ؟ قال: شمرت واجتهدت, قال : فذلك التقوى.[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]وأخذ هذا المعنى [/font][font=&quot]ابن المعتز الشاعر فقال[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]خل الذنوب صغيرها[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]وكبيرها ذاك التقى[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]واصنع [/font][font=&quot]كماش فوق[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]أرض الشوك يحذر ما يرى[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]لا تحقرن صغيرة[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]إن الجبال من الحصى[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]وأنشد أبو الدرداء - رضي الله عنه – واسمه عامر بن عويمر- يوما:[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]يريد [/font][font=&quot]المرء أن يؤتى مناه[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ويأبى الله إلا ما أرادا[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]يقول المرء فائدتي ومالي[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]وتقوى الله أفضل ما استفادا[/font][font=&quot]
[/font]
[font=&quot]ورُوي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - [/font][font=&quot]"ولا أعرف له إسنادا" أنه قال :[/font][/font]
[font=&quot] [ التقوى : الخوف من الجليل ،والعمل بالتنزيل ،و[font=&quot]القناعة بالقليل،والاستعداد ليوم الرحيل[/font][font=&quot]].[/font]
[/font] يتبع...


وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع في المجلد السابع منه و في المجلد العشرين ,وفي الثامن والعشرين ، وفي منهاج السنة ، وابن كثير- رحمه الله تعالى - في تفسيره ، والذهبي في السير عن طلق بن حبيب - رحمه الله تعالى - أنه قال :
[ التقوى: أن تعمل بطاعة الله رجاء رحمته على نور من الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ]اهـ.
قال الذهبي - رحمه الله تعالى ـ في السير (4/601) :
[ أبدع وأوجز، فلا تقوى إلا بعمل ،ولا عمل إلا بتروٍ من العلم والاتباع , ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله , لا ليقال: فلان تارك للمعاصي بنور الفقه , إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها ، فيكون الترك خوفا من الله لا ليمدح بتركها. فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز]اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير "رحمه الله تعالى " في تفسيره في قوله تعالى:
{ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}.قال: (التقوى: اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات)اهـ.
وقال بعض السلف: [التقوى ألا يراك ربك حيث نهاك ، وألا يفقدك حيث أمرك].
وهذه التفاسير في التقوى كلها تصب في معنى واحد وهذا المعنى يمثل أصلين عظيمين من أصول الدين لا يُقبل العمل إلا بهما،ولا يتوسل إلى فضل الله إلا بهما ، ألا وهما : الإخلاص والمتابعة ، الإخلاص في العمل ابتغاء وجه الله عزوجل ،والمتابعة لله و لرسوله صلى الله عليه و سلم في هذه الأعمال : أي : إن العمل يكون وفق الشرع ، فالأول - وهو الإخلاص -هو ميزان الباطن ،والثاني - وهو المتابعة - هو ميزان الظاهر ،
أما دليل ميزان الباطن فهو الحديث المشهور حديث عمر المتفق على صحته عن النبي -صلى الله عليه و سلم- أنه قال :
[إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ،فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ] .
وأما دليل ميزان الظاهر فهو حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله
عنها - الذي في الصحيحين مرفوعا : [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ]،
وفي رواية مسلم وهي عند البخاري تعليقا : [ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ].أي:مردود.
فالعمل لا يقبل عباد الله إلا إذا توفر فيه هذان الشرطان الإخلاص والمتابعة، فلا تكفي النية الخالصة والعمل معصية أو بدعة , ولا يكفي العمل الصحيح وفق السنة والنية فاسدة يُبتغى بها غير الله.
يتبع...


أيها الإخوة:
إن الله عز و جل إذا أراد بإنسان خيرا عميما جما أدخل في قلبه التقوى ، و حبب إليه التقوى، فإن التقوى إذا دخلت قلب إنسان حولته من إنسان إلى آخر , من إنسان بليد الشعور إلى إنسان مرهف الحس والشعور ، ومن إنسان منحرف السلوك إلى إنسان مستقيم السلوك , ومن إنسان طاغ إلى إنسان مقتصد أو سابق بالخيرات ، ومن إنسان مبتدع إلى إنسان متبع للنبي صلى الله عليه وسلم , ومن إنسان عاص إلى إنسان مطيع , ومن إنسان قاسي القلب إلى إنسان خاشع لين القلب , ومن إنسان شارد من الله إلى إنسان مخبت منيب ، هكذا تعمل التقوى عملها في الإنسان.
وأصل هذه التقوى القلب ، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى صدره ويقول ثلاثا :
[ التقوى ها هنا,التقوى هاهنا ,التقوى
هاهنا] رواه مسلم .

فالتقوى في دين محمد -صلى الله عليه وسلم- أصلها في القلب والتعبير عنها يكون باللسان , وثمارها على الجوارح , فلا يمكن أن نتصور أن يكون في القلب تقوى , ولا تظهر هذه التقوى على لسانه وجوارحه ، فالباطن والظاهر متلازمان فمتى صلح الباطن صلح الظاهر , قال النعمان بن بشير – رضي الله عنه - : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب] رواه الستة.
واعلموا - يا رحمكم الله - : أن أبغض الكلام عند الله عز وجل ومن أكبر الذنوب عند الله عز وجل أن يقول الرجل للرجل : اتق الله , فيقول له : أنت تنصحني , عليك بنفسك!!
لقد أخرج ابن منده في التوحيد وغيره وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : [ إن أبغض الكلام إلى الله عز وجل أن يقول الرجل للرجل : اتق الله ؛ فيقول : عليك بنفسك!!]. وأخرج ابن المنذر وغيره عن ابن مسعود -رضي الله عنه – قال : [ إن من أكبر الذنوب عند الله أن يقول الرجل لأخيه : اتق الله فيقول : عليك بنفسك ,أنت تأمرني؟!!]؛
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة في قوله تعالى: /color][color=red]وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ، فحسبه جهنم[/color][color=black.
قال : [ من فوائد الآية :التحذير من رد الناصحين ،لأن الله تعالى جعل هذا من أوصاف هؤلاء المنافقين ، فمن رد آمرا بتقوى الله ففيه شبه من المنافقين،والواجب على المرء إذا قيل له : اتق الله أن يقول :سمعنا وأطعنا ، تعظيما لتقوى الله عز وجل ].انتهى كلامه - رحمه الله تعالى-.
و بالمقابل نبه العلماء على خطأ يقع فيه كثير من الناس،وهو استخدام هذه الكلمة في غير محلها،فربما تمازح اثنان فيقول أحدهما للآخر : اتق الله !،ولربما أخطأ فأعطاه بدل العصير ماء فيقول له :اتق الله!،ولا شك أن مثل هذه الكلمة العظيمة إنما تقال في الأمور العظيمة والمهمة ، ولا تقال في كل ما هب ودب.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في " تعليقاته على كتاب السياسة الشرعية " : [بعض الناس يقول اتق الله حتى في المباحات مثل : شرب الشاي أو غير ذلك . إذا أدى الحال إلى الاستخفاف بها لكثرة تداولها بين الناس ، بحيث تقال في مكان ليس محلا لها ، فلا تقال ]اهـ.
عباد الله سلوا الله التقوى فإن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كان يسألها في دعائه كما أخرج ذلك عنه الإمام مسلم ـ رحمه الله تعالى ـ من حديث عبد الله بن مسعود أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : [ اللهم إني أسألك التقى،والهدى , والعفاف , والغنى ].

اللهم إنا نسألك التقى و الهدى و العفاف والغنى.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


وها هي الخطبة كاملة في المرفقات لمن أراد تحميلها .
والذي دفعني إلى تقطيعها خلل ما وقع هنا ، فيظهر لي تنبيه معناه : الكلام قصير!! فلعل الإخوة يصلحون الخلل.

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/3/3/3/التقوى.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/3/3/3/التقوى.doc


يرفع ........


خطبة جمعة عن التقوى ...
https://www.youtube.com/watch?v=4K5S9Q4aQRQ&feature=youtu.be