كانوا يختمون في التراويح مرارًا ... !!!!

عبدالله البصري
1431/09/03 - 2010/08/13 19:35PM
ثمة موضوع أحببت طرحه لأنه مما يناقشه الأئمة كل رمضان ، ذلكم هو موضوع ختمة القرآن بالمصلين ، لا أعني دعاء الختمة ، وإنما عنيت قراءة المصحف كاملاً على المصلين ليسمعوا القرآن في صلاة التراويح والقيام ، فيكونوا قد مر بهم القرآن في رمضان مرة واحدة على الأقل ؛ لأن بعضهم قد لا يقرأ القرآن ولا يسمعه كاملاً في غير قيام رمضان .
أعرف أنكم ستقولون المقصود القراءة المتأنية المتخشعة وأن يتأثر الناس ، وليس المهم هو الختمة ، وكل هذا نتفق عليه ولا نختلف حياله ، ولا أظنه ينافي الختمة ، وقد جربت ذلك مرارًا ولله الحمد ، كنا فيها نختم في صلاة متوسطة لا تتجاوز الساعة إلا ربعًا والله المستعان .
نسمع من سلفنا من كانوا يختمون مرتين وثلاثًا وأربعًا في صلاة التراويح ، وسمعنا أكثر من ذلك ، ولا أعني السلف الذين عاشوا في القرون المفضلة ، بل إلى عهد قريب قد لا يتجاوز خمسين عامًا .
وقد حدثني الوالد ـ رحمه الله ـ أنه كان ختم بالمصلين مرارًا في العشر الأواخر في سبع ليالٍ ، بحيث يبدأ من ليلة الحادي والعشرين ويختم ليلة السابع والعشرين ...
ونحن اليوم إذا أردنا أن نختم ختمة واحدة طوال الشهر ، قالوا : أطلتم ، وينبغي أن تقصروا حتى يتشجع الناس ، إلى آخر ما هنالك من الأعذار لتقصير وقت الصلاة والعجلة التي لا شك أنها تنافي روح الخشوع والعبادة المطلوب من المسلم أن يكون عليها في الشهر الكريم .
المقصود ـ أيها الإخوة ـ هل ورد في ذلك شيء عن السلف ؟!

وفقكم الله للصواب .
المشاهدات 8162 | التعليقات 11

" ما بعد العود قعود" فأبو عبد الرحمن كفّى ووفّى..
وقد نقل عن الأئمة : مالك.. وربيعة.. وابن باز والألباني، وابن عثيمين، والفوزان.. وغيرهم
فالكل يؤكد على استحباب ختم القرآن؛ لاسماع الجماعة القرآن كاملا(ولا سيّما الامام الذي جماعته محصورة) بشرط ألاّ يكون هناك مشقة كبيرة، بأن يكون -مثلا- أكثر جماعة المسجد من كبار السنّ، أو من العمال المرتبطين بدوامات ونحوهم.

وبواقع التجربة أنه بإمكان الامام (في الأحوال العاديّة) أن يختم القرآن في الشهر الكريم (ومن دون مشقّة على المصلين)، وذلك بأن يقرأ في العشرين الأُوَل, كل يوم نصف جزء(10)أوجه .
وفي العشر الأواخر يقرأ كلّ ليلة جزئين, (جزء ونصف) للقيام، ونصف الجزء للتراويح، فبذلك يكون قد ختم القرآن كاملا على الجماعة.

أمّا القراءة في الفرائض كتتمة لقراءة التراويح والقيام فهذا يرد عليه ما أجاب به الشيخ ابن عثيمين:

Quote:
..لأنه قد يقرأ في صلاة الفرض من قراءة التراويح وخلفه من لا يصلي معه التراويح، أو يكون هناك إنسان يحضر بعد الفريضة ويكون قد فاته شيءٌ من الختمة، فهذا اجتهاد في غير محله، بل الأولى على الإمام أن يجعل قراءة الفريضة على العادة، وقراءة التراويح وحدها، إن ختم فذاك، وإن لم يختم فلا يضر.
( العلامة العثيمين جلسات رمضانية 21/15)
والله المستعان!!



(السؤال فضيلة الشيخ: أنا إمام مسجد ، وهناك نية ألا أختم القرآن في صلاة التراويح، ولكن بعض جماعة المسجد يرغبون بل يلزمونني بذلك، فكيف أتصرف معهم؟ أآخذ برأيي أم برأيهم؟

الجواب:
خذ برأيك ، خذ برأيك ، ما دام أنك لو أكملت بهم القرآن لأطلت، لأنك إذا كنت تتحرى السنة في عدد الركعات، فستكون عدد الركعات إحدى عشرة، ولو قرأت بهم في كل ليلة جزءً صعب عليهم، لكن اقرأ ما تيسر، إن ختمت القرآن في قيام أول الشهر وآخر الشهر فحسن، وإن لم تفعل فليس بواجب، فأنت اقرأ ما تيسر، وهنا في الجامع لنا سنين طويلة، ومن حين بدأنا نقتصر على إحدى عشرة ركعة، ما نختم القرآن إلا إذا تمكنا من ختمه في ليالي التهجد في آخر الشهر )اهـ.الشيخ بن عثيمين رحمه الله(اللقاء الشهري) شريط(63). وقال مالك : ليس ختم القرآن في رمضان بسنة للقيام ..وقال ربيعة في ختم القرآن في رمضان لقيام الناس

:ليست بسنة ...وقال الشيخ الالبانى رحمه الله فى كتابه صفة الصلاة طبعة مكتبة المعارف ص 117 الى 122 تحت صلاة الليل, وممن ذكر الشيخ:وقال حذيفة بن اليمان:صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليليه فافتتح البقرة,فقلت يركع عند المائه,ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعتين ,فمضى, فقلت يركع بها,ثم افتتح النساء فقراها,ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا,اذا مرا باية فيها تسبيح سبح,واذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع) الحديث. وقرأ ليلة وهو موجع السبع الطوال, وكان احيانا يقرأ في كل ركعة بسورة منها)الى اخر ما ذكر الشيخ, هذا يتبين اخي في الله ان من سنة النبي عليه الصلاة والسلام كيف كان يصلي في قيامه وانه لم يلزم نفسه بختم القرأن مرتبا كما يفعله ائمتنا اليوم في رمضان, فيعلم ان السنة في صلاة القيام ان يقراء الامام بما فتح الله عليه ويرتب هو قراته على حسب الحاجة, اما ان يخصص كل يوم جزء وان يلزم نفسه ان يتم في ليلة السابع والعشرين بختم القراءن (هذا ما يحتاج الى دليل) ومن هنا جاءت قول الامام مالك بعدم مشروعيتها.....نقلته من بعض مشاركات الاخوة بارك الله فيهم




حكم ختم القرآن في صلاة التراويح للشيخ بن باز رحمه الله

بعض الأئمة لم يتيسر لهم ختم القرآن في قيام رمضان فلجأ بعضهم إلى القراءة خارج الصلاة حتى يستطيع أن يختم القرآن ليلة تسعٍ وعشرين، فهل لذلك أصل في الشرع المطهر؟ جزاكم الله خيرا[1].

لا أعلم لهذا أصلاً، والسنة للإمام أن يسمع المأمومين في قيام رمضان القرآن كله، إذا تيسر له ذلك من غير مشقةٍ عليهم، فإن لم يتيسر ذلك فلا حرج وإن لم يختمه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه.

[1] نشر في مجلة الدعوة العدد 1537 في 23/11/1416هـ.


س : يحرص كثير من الأئمة على أن يختموا القرآن في التراويح والتهجد لإسماع الجماعة جميع القرآن فهل في ذلك حرج ؟

الشيخ ابن باز رحمه الله : هذا عمل حسن فيقرأ الإمام كل ليلة جزءا أو أقل لكن في العشر الأخيرة يزيد حتى يختم القرآن ويكمله هذا إذا تيسر بدون مشقة ، وهكذا دعاء الختم فعله الكثير من السلف الصالح ، وثبت عن أنس - رضي الله عنه - خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعله ، وفي ذلك خير كثير والمشروع للجماعة أن يؤمنوا على دعاء الإمام رجاء أن يتقبل الله منهم ، وقد عقد العلامة ابن القيم رحمه الله بابا في كتابه : " جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام " ذكر فيه حال السلف في العناية بختم القرآن فنوصي بمراجعته للمزيد من الفائدة.

مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز الجزء 11 ص334


______________ _________


العلامة بن عثيمين رحمه الله

السؤال: إمامٌ يصلي صلاة الفجر والعشاء بالمصحف حتى يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح؟


الجواب: نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحكمة والعلم النافع، يظن بعض الناس أن التراويح لابد فيها من الختمة، وأقول: لم يرد في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن الخلفاء الراشدين فيما أعلم، بل ولا عن الصحابة أنهم كانوا يلازمون الختمة في التراويح، حسب قراءتنا، ربما يختمون مرة أو مرتين أو لا يختمون، لكن بعض العلماء رحمهم الله قال:ينبغي ألا يقصر عن الختمة في التراويح، ليس في صلاة الفرض، لأنه قد يقرأ في صلاة الفرض من قراءة التراويح وخلفه من لا يصلي معه التراويح، أو يكون هناك إنسان يحضر بعد الفريضة ويكون قد فاته شيءٌ من الختمة، فهذا اجتهاد في غير محله، بل الأولى على الإمام أن يجعل قراءة الفريضة على العادة، وقراءة التراويح وحدها، إن ختم فذاك، وإن لم يختم فلا يضر.

( العلامة العثيمين جلسات رمضانية 21/15)


وسئل العثيمين رحمه الله: أحسن الله إليكم وبارك فيكم هذا السائل للبرنامج يقول هل الأفضل في التراويح أن أكمل القرآن في رمضان وأنا إمام لأحد المساجد؟

فأجاب رحمه الله تعالى:نعم العلماء رحمهم الله يقولون الأفضل أن يقرأ القرآن كله بالجماعة حتى يدركوا سماعه كله ولكن هذا استحسان من بعض العلماء فإن تيسر فهو خير وإلا فليس بواجب وكثيرٌ من الناس يحبون أن يختموا القرآن من أجل دعاء الختمة التي تكون في الصلاة مع أن الختمة التي تكون في الصلاة عند انتهاء القرآن محل خلافٍ بين العلماء منهم من استحبها ومنهم من لم يستحبها لكن من الشيء الذي يُنكر أن بعض الأئمة يقرأ القرآن كله لكن يوزعه يقرأ به في الفرائض يعني يقرأ من قراءته في التراويح في الفرائض فيكون هنا لا أَسمَعَ الجماعة ولا ختم بهم القرآن وهو تصرفٌ ليس عليه دليل فالأولى أن يقرأ بما تيسر وأن لا تحمله قراءته على أن يسرع إسراعاً يجعل القرآن هذاً فيبقى القرآن ليس له طعم ولا لذة ويكون ليس همُّ الإمام إلا أن يخلص ما كان مقرراً قراءته.( العلامة العثيمين فتاوى نور على الدرب 8/2)



العلامة صالح الفوزان حفظه الله

سؤال الى العلامة الفوزان حفظه الله : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، ذكر العلماء أنه يُستحب للإمام في رمضان أن يُسمع المصلين القرآن كاملاً ، وهذا يكون شاقاً على بعض الأئمة لو قصر ذلك على التراويح والقيام فقط ، فهل لهم أن يقرءوا القرآن من أوله في الصلوات الجهرية المفروضة ثم يكملون منه في التراويح وهكذا ؟


الجواب : يا أخوان الذي ما يستطيع يقرأ القرآن في التراويح من أول الشهر إلى آخره لا يصير إماماً ، يترك الإمامة ، يخليها لمن يستطيع ، أما إدخال الصلوات الجهرية في التراويح وأن يقرأ فيها من القرآن حتى يختمه هذا شيء لم يفعله السلف ولا هو معروف ، ونحن لا نُحدث شيئاً من عندنا ، القرآن يُقرأ كله في التراويح من أول ليلة إلى آخر ليلة ، يختم في آخر ليلة في التراويح ، وقراءة الفرائض هذه مستقلة قراءة أخرى ، وأما الذي ما هو مستعد إنه يختم القرآن في التراويح وفي صلاة التهجد فهذا لا يصير إماماً يدور إماماً آخر يستطيع القيام بهذا .


( العلامة الفوزان اسئلة الاداب الشرعية الشريط الاول)



لا حرج ممن لا يتمكن من ختم القرآن في التراويح
الذي لا يتمكن من الختم يشعر بشيء من الألم فما رأيكم؟

لا حرج في ذلك والأمر في هذا واسع والحمد لله، إن ختم فهو أفضل حتى يسمع الجماعة جميع القرآن وحتى يفوز الجميع بالأجر العظيم في هذا الشهر الكريم، وإن حال حائل دون ذلك ولم يتيسر للإمام ختم القرآن فلا حرج في ذلك، والمشروع للإمام أن يراعي المأمومين ولا يشق عليهم ويرفق بهم، فإذا كانت الإطالة تشق عليهم تركها مراعاة لترغيبهم في الصلاة وعدم تركها، فإذا صلى بهم إحدى عشرة ركعة فهو أفضل أو ثلاث عشرة ركعة مع الترتيل والاطمئنان في الركوع والسجود فذلك أفضل من كثرة القراءة والركعات، ومن صلاها عشرين أو أكثر فلا بأس ولكن الاقتصار على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة أفضل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه زاد على ذلك كما قالت عائشة رضي الله عنها: ((ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة))[1] الحديث متفق عليه. وثبت عنها رضي الله عنها وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم صلى في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة، وقد صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه ثلاثاً وعشرين ركعة، وصلوا في بعض الليالي إحدى عشرة ركعة، وذلك يدل على التوسعة وعدم الحرج.



[1] رواه البخاري في (الجمعة) رقم (1147)، ومسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1219)، والإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (23307).
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر


حكم ختم القرآن في صلاة التراويح
بعض الأئمة لم يتيسر لهم ختم القرآن في قيام رمضان فلجأ بعضهم إلى القراءة خارج الصلاة حتى يستطيع أن يختم القرآن ليلة تسعٍ وعشرين، فهل لذلك أصل في الشرع المطهر؟ جزاكم الله خيرا[1].



لا أعلم لهذا أصلاً، والسنة للإمام أن يسمع المأمومين في قيام رمضان القرآن كله، إذا تيسر له ذلك من غير مشقةٍ عليهم، فإن لم يتيسر ذلك فلا حرج وإن لم يختمه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه.


مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح
هل ينبغي للإمام مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح؟

هذا أمر مطلوب في جميع الصلوات، في التراويح وفي الفرائض لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والصغير وذا الحاجة))[1]، فالإمام يراعي المأمومين ويرفق بهم في قيام رمضان وفي العشر الأخيرة وليس الناس سواء، فالناس يختلفون فينبغي له أن يراعي أحوالهم ويشجعهم على المجيء وعلى الحضور فإنه متى أطال عليهم شق عليهم ونفرهم من الحضور، فينبغي له أن يراعي ما يشجعهم على الحضور ويرغبهم في الصلاة ولو بالاختصار وعدم التطويل، فصلاة يخشع فيها الناس ويطمئنون فيها ولو قليلاً خير من صلاة يحصل فيها عدم الخشوع ويحصل فيها الملل والكسل.



[1] رواه البخاري في (الأذان) برقم (662)، ومسلم في (الصلاة) برقم (714 و 716)، وأبو داود في (الصلاة) برقم (674)، والإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (7343).
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر

المصدر: شبكة سحاب


عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقلت له : لم تصنع هذا يا رسول الله ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال " أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً " متفق عليه ، هذا لفظ البخاري ، ونحوه في الصحيحين من رواية المغيرة بن شعبة .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ شارحًا لهذا الحديث في شرحه لرياض الصالحين :
ذكر المؤلف رحمه الله عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقلت : يا رسول الله لم تصنع ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : " أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا " فعائشة ـ رضي الله عنها ـ من أعلم الناس بحال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يصنعه في السر ؛ أي في بيته ، وكذلك نساؤه ـ رضي الله عنهن ـ هن أعلم الناس بما يصنعه في بيته .
ولهذا كان كبار الصحابة يأتون إلى نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألونهن عما كان يصنع في بيته ، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم من الليل يعني في الصلاة تهجدًا . وقد قال الله ـ تعالى ـ في سورة المزمل : " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ " (المزمل:20) .
فكان يقوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أحيانًا أكثر الليل ، وأحيانًا نصف الليل ، وأحيانًا ثلث الليل ؛ لأنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعطي نفسه حقها من الراحة مع القيام التام بعبادة ربه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ، فكان يقوم أدنى من ثلثي الليل ـ يعني فوق النصف ، ودون الثلثين ، ونصفه وثلثه ؛ حسب نشاطه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؛ وكان يقوم حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول القيام ؛ أي يتحجر الدم فيها وتنشق .
وقد قام معه شباب من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولكنهم تعبوا فابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقول : صليت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات ليلة ، فقام طويلاً حتى هممت بأمر سوء ، قالوا : بم هممت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : هممت أن أقعد وأدعه ، أي يجلس ؛ لعجزه عن أن يصبر كما صبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قام معه ذات ليلة فقرأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ البقرة والنساء وآل عمران ، الجميع خمسة أجزاء وربع تقريبًا ، ويقول حذيفة : كلما أتت آية رحمة سأل ، وكلما أتت آية تسبيح سبح ، وكلما أتت آية وعيد تعوذ ، وهو معروف ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه يرتل القراءة .
خمسة أجزاء وربع ، مع السؤال عند آيات الرحمة ، والتعوذ عند آيات الوعيد ، والتسبيح عن آيات التسبيح ؛ فماذا يكون القيام ؟ يكون طويلاً ، وهكذا كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقرأ في الليل .
وإذا أطال القراءة أطال الركوع والسجود أيضًا ، فكان يطيل القراءة والركوع والسجود .
فإذا كان يقوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ مثلاً في ليلة من ليالي الشتاء وهي اثنتا عشرة ساعة ، يقوم أدنى من ثلثي الليل ؛ فلنقل إنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم سبع ساعات تقريبًا وهو يصلي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الليل الطويل . تصور ماذا يكون حاله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؟ ومع هذا فقد صبر نفسه ، وجاهد نفسه ، وقال : " أفلا أحب أن أكون عبداً شكورًا "
وفي هذا دليل على أن الشكر هو القيام بطاعة الله ، وأن الإنسان كلما أزداد في طاعة ربه ـ عز وجل ـ فقد ازداد شكرًا لله ـ عز وجل ـ ؛ وليس الشكر بأن يقول الإنسان بلسانه : أشكر الله ، أحمد الله ؛ فهذا شكر باللسان ، لكن الكلام هنا على الشكر الفعلي الذي يكون بالفعل بأن يقوم الإنسان بطاعة الله بقدر ما يستطيع .
وفي هذا دليل على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؛ كل ما تقدم من ذنبه فقد غفر الله له ، وكل ما تأخر فقد غفر الله له ، وقد خرج من الدنيا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ سالمًا من كل ذنب ؛ لأنه مغفور له ... إلى أن قال :
وفي هذا دليل أيضًا على فضيلة قيام الليل ، وطول القيام ، وقد أثنى الله على من يقوم الليل ويطيلون ، فقال ـ عز وجل ـ " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ " (السجدة:16) ، يعني تبتعد عن الفرش ، " يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا " أي : إذا نظروا إلى ذنوبهم خافوا " وَطَمَعًا " أي : إذا نظروا إلى فضل الله طمعوا في فضله ، " وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (السجدة:16،17) ، أسال الله أن يجعلني وإياكم منهم .
وتتجافي جنوبهم عن المضاجع ، ليس بالسهر على التلفزيون ، أو على لعب الورق أو على أعراض الناس ، أو ما أشبه ذلك ، ولكنهم يدعون الله ويعبدونه ـ عز وجل ـ خوفًا وطمعًا " وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " أين هذا الذي أخفي لهم ؟ جاء في الحديث القدسي ما يبين ذلك حيث قال الله ـ عز وجل ـ : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " جعلني الله وإياكم من ساكني هذه الجنان، إنه جواد كريم .

المصدر : http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18021.shtml


أثابكم الله



مما شاع واستفاض أن الشيخ أحمد الحواشي في الجامع الكبير في خميس مشيط يختم في رمضان عدة ختمات ، والظاهر أنه يختم في كل ثلاث كما نُقل إلينا ، فسبحان من وفقه وأعانه ، وأعان من وراءه على هذا القيام الطويل .

أما نحن فنقول لكثير من إخواننا الذين يقدمون التسهيلات ويتسابقون في التخفيف : يكفينا منكم ختمة واحدة تعرضون فيها القرآن في صلاة التراويح على المصلين .

وهو أمر كما ذكر أخي الكريم الشيخ علي القرعاني في مشاركة سابقة متيسر بحمد الله وليس ثقيلاً ، وبإمكان الإمام على التنظيم الذي ذكره أن يقسم المصحف على عدد الركعات ، ليجد الأمر أسهل مما يتصور ، وأسهل من أن يفكر من وراءه أن هناك مشقة عليهم أو تكليفًا لهم ما لا يطيقون .

ومن حسُن أداؤه وزين بالقرآن صوته ، ثم ثبَّتَ صلاته على هيئة متوسطة في جميع هيئاتها ، وعلم الناس قدرها ووقتها ، لم يملوا منها ولم يشتكوا ، لكن بعض الأئمة متذبذب ، قد يتأخر في إقامته يومًا ويبكر يومًا آخر ، وتجده سَنَةً يُطيل وسنة يُقصِّر ، ويومًا يحدر في قراءته ويومًا يرتل ، وترى من يخطئ ويتردد في نطق بعض الكلمات ، أو لا يحسن الوقوف فيضيع المعاني ، أو يقف قبل نهاية الآية بكلمة أو كلمتين ، ثم يردها من أولها وقد يكون قد قرأ سطرين أو نحوهما ، وهذه سجدة يقصرها وأخرى يطيلها ، ولو أنه جعل صلاته متوسطة في القراءة وفي الركوع والسجود والدعاء ، وحرص على السنة ما استطاع ، لما وجد مشقة لا هو ولا من وراءه .

وقد جُرِّب ذلك فوجد أنه بالإمكان ختم القرآن في صلاة أقل من المتوسطة ، لا تتجاوز بما فيها صلاة العشاء وسُنَّتِها ساعة إلا ربعًا ، يُقرأُ وجهٌ أو وَجهٌ وَنِصفُ وجهٍ في الركعة ، ويصلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ، ويسبح في الركوع والسجود عشرًا عشرًا ، ويقنت قنوت قصير يختار فيه الجوامع من الدعاء ، ويترك التمطيط والسجع والأدعية المخترعة والمتكلفة ، ويختم بارتياح ولله الحمد .

والأسئلة التي يجب أن يطرحها كل شاكٍ من التطويل من إمام ومأموم على نفسه هي :
كم نسبة صلاة التراويح إلى الوقت الذي أقضيه بعدها إلى أن أنام ؟!
ثم أين أذهب بعد أداء صلاة التراويح ؟؟!!
هل أنا أنتقل من عبادة التراويح لعبادة أخرى من صلاة لنفسي أو قراءة قرآن أو ذكر أو تسبيح أو دعاء أو طلب علم أو حفظ ... إلخ ؟!
بل هل أنا أذهب بعدها لأرتاح في فراشي وأنام ، أو لأقضي شغلاً انقطعت بسبب الصلاة عنه ؟؟!!

إنك لتجد كثيرًا منا ينتقل بعد التراويح إلى مجالس ودوريات وولائم ، ويقضي فيها أضعاف ما جعله لربه ، بل لنفسه ، وتجد أحدنا يجلس بالساعتين والثلاث ولا يشتكي لأن نفسه تلقى في هذا المجلس ما تشتهي .
تذهب الشكاوى في تلك المجالس وتختفي أوجاع الركب وتنسى آلام الظهور وتلين المفاصل المتصلبة !!
وتساؤل أخير : كم نسبة هؤلاء الذين هم من كبار السن أو أصحاب الأعمال أو الظروف الخاصة حتى تقصر الصلاة ويسرع فيها من أجلهم ؟

وهل هو واجب على من لا يستطيع القيام في صلاة الفرض أن يصلي قائمًا فضلاً عن صلاة النفل كالتراويح والقيام ؟

من استطاع القيام فليقم ، ومن لا فليجلس وفضل الله واسع ، ومن كان مشغولاً وصلى ما كتب له فلينصرف راشدًا ، وقد يكتب له قيام ليلة إذا علم الله منه صدق نيته وأنه ما حبسه إلا عمل واجب أو ظرف طارئ ، أما أن تصبح أعذار بعضنا مانعة للأكثرية التي لا يعجزها ولا يشغلها ولا يصعب عليها أن تقوم لله ساعة ، فما هذا وربي بأمر رشد ولو قال من قال .

ألسنا نحن الخطباء في بداية الشهر نقول للناس : اتقوا الله وأروه من أنفسكم خيرًا واجتهدوا واغتنموا وسارعوا وسابقوا ونافسوا ولا تحرموا أنفسكم فإن المحروم من حرم الخير في شهر الخير ؟!

فأين كل هذا ؟!

أم أن المسابقة والمنافسة صارت فيمن يخرج أولاً ؟!

يغيظك أن تدخل مجلسًا فيقول لك بعضهم : خرجنا قبلكم بخمس دقائق ، فيأتي الآخر ويقول : لا !!! نحن خرجنا قبلكم بعشر دقائق ، فيأتي ثالث فيقول : الإمام إمامنا !! خمسًا وعشرين دقيقة منذ أن دخلنا المسجد إلى أن خرجنا ، فلا إله إلا الله !! بدلاً من التنافس في التزود والتقدم ، صار التنافس في النقص والتأخر ، وغدا التسابق في الخروج من المساجد أولاً !!
الله المستعان .
أين نحن من قوم كانوا يقرؤون بالمئين حتى لقد كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام ؟!

بل أين نحن من محمد وصحبه الذين خشوا أن يفوتهم الفلاح في إحدى الليالي ... أتدري ما الفلاح ؟! إنه السحور .

إن من يقارن بين حالنا وحال أولئك لا يخطر بباله إلا قول ذاك الشاعر :

لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

أو كحال من قال :

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب

مع الفرق بيننا وبين عابد الحرمين ...!!!

ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها .

وأول هذه الأمة كانوا على قدر كبير من الصبر والمصابرة والمرابطة وبهذا أفلحوا ، والله قد أمرنا بذلك حيث قال : " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "

ثم لو سألت نفسك أو أحدًا ممن صلى مع إمام يطيل : هل تجد أثر ذلك التعب الآن ؟!

سيقول بعضنا أو أكثرنا : لا ، لا نجده .


أما أنا فأقول : بل نجده !! ولكن ، نجده سعادة وراحة ولذة أنسًا وغبطة وفرحًا " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "


وهكذا هي الطاعة يثقلها الشيطان في البداية وتصعب على النفس أولاً ، ولكن عاقبتها حميدة . بعكس التقصير واتباع الهوى والشهوات ، فله لذة عاجلة ، لكن له بعد ذلك ألمًا ، هو ألم حسرة الفوت .

إن النفس تحتاج إلى مجاهدة على الطاعة وتصبر عليها ومصابرة فيها ، وتبصير لها بحميد العواقب مرة بعد مرة ، وكلما استثقلت العمل واستبعدت الغاية ذكرها صاحبها كبير الأجر وعلو الدرجات ، ولن يذوق العبد لذة الطاعة حتى يفعل ذلك ، وأسوق هنا كلامًا لابن الجوزي مفيدًا حيث يقول :
مر بي حمَّالان تحتَ جذعٍ ثقيلٍ وهما يتجاوبان بإنشادِ النغم وكلمات الاستراحة ، فأحدهما يُصغي إلى ما يقوله الآخر ثم يُعيده أو يُجيبه بمثله ، والآخر هِمَّتُهُ مثل ذلك . فرأيت أنهما لو لم يفعلا هذا زادت المشقَّة عليهما وثقل الأمر ، وكلما فعلا هذا هان الأمر . فتأملت السبب في ذلك ، فإذا به تعليق فكر كل واحد منهما بما يقوله الآخر وطربه به ، وإحالة فكره في الجواب بمثل ذلك فينقطع الطريق ، وينسى ثقل المحمول .
فأخذت من هذا إشارة عجيبة ، ورأيت الإنسان قد حمل من التكليف أمورًا صعبة ، ومن أثقل ما حمل مداراة نفسه وتكليفها الصبر عما تحب وعلى ما تكره ، فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتلطف للنفس ، كما قال الشاعر :
فإن تشكت فعلّلها المجرة من ... ضوء الصباح وعدها بالرواح ضحى
ومن هذا ما يحكى عن بشر الحافي ـ رحمة الله عليه ـ : سار ومعه رجل في طريق فعطش صاحبه ، فقال له : نشرب من هذه البئر ؟ فقال بشر : اصبر إلى البئر الأخرى ، فلما وصلا إليها قال له : البئر الأخرى . فما زال يعلله ، ثم التفت إليه فقال له : هكذا تنقطع الدنيا .
ومن فهم هذا الأصل علل النفس وتلطف بها ووعدها الجميل لتصبر على ما قد حملت ، كما كان بعض السلف يقول لنفسه : والله ما أريد بمنعك من هذا الذي تحبين إلا الإشفاق عليك .
وقال أبو يزيد ـ رحمة الله عليه ـ : ما زلت أسوق نفسي إلى الله ـ تعالى ـ وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك .
واعلم أن مداراة النفس والتلطف بها لازم ، وبذلك ينقطع الطريق ؛ فهذا رمز إلى الإشارة وشرحه يطول . انتهى كلامه .

وأقول : لو أن المصلي تأمل الآيات التي تتلى في الصلاة وتدبرها وشغل فكره بها وجمع قوته عليها ، وعلل نفسه بأن الأمر ساعة وتنقضي لما شعر إلا والإمام يسلم من الوتر .
ثم إن الأئمة مطلوب منهم وعظ الناس وتذكيرهم بعظيم الأجر ولزوم الصبر ، لا أن يتنازلوا معهم إلى الحضيض ويطيعوهم في التفلت من العبادة والتهاون بالطاعة .
والناس كذلك مطلوب منهم أن يصبر بعضهم بعضًا ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ويتنافسوا في الخير ويتسابقوا فيما يقربهم إلى مولاهم .
إنه لا ينقصنا شيء من العلم بفضل هذا الشهر الكريم وما أعد فيه للصائمين والقائمين والمتصدقين والمفطرين ، ولكنها الحاجة إلى تدريب النفوس على الطاعة والعمل الصالح ، والأخذ بها إلى مدارج الكمال شيئًا فشيئًا ، فالعلم بلا عمل فساد إرادة وضعف عقل ، والعمل بلا علم مزلة أقدام ومظنة مزالق ومهالك ، والموفق من جمع بين العلم والعمل ، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ومن كانت له هاتان القوتان ـ يعني العلم والعمل ـ استقام له سيره إلى الله ـ تعالى ـ ورجي له النفوذ ، وقوي على رد القواطع والموانع بحول الله وقوته ، فإِن القواطع كثيرة شأْنها شديد ، لا يخلص من حبائلها إلا الواحد بعد الواحد ، ولولا القواطع والآفات لكانت الطريق معمورة بالسالكين ، ولو شاءَ الله لأَزالها وذهب بها ، ولكن الله يفعل ما يريد ، والوقت كما قيل سيف فإن قطعته وإلا قطعك . فإذا كان السير ضعيفًا والهمة ضعيفة والعلم بالطريق ضعيفًا ، والقواطع الخارجة والداخلة كثيرة شديدة ، فإنه جهد البلاء ودرك الشقاءِ وسوء القضاء وشماتة الأعداءِ ، إِلاَّ أن يتداركه الله برحمة منه من حيث لا يحتسب ، فيأْخذ بيده ويخلصه من أَيدي القواطع . والله ولى التوفيق . انتهى كلامه .

إن رمضان أيام معدودات ، أفنعجز عن إدراك فضيلتها واغتنام شريف ساعاتها ؟!
لنتذكر " حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره "
لا نكن ممن بعدت عليهم الشقة ، فقد لاح فجر يوم " يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "

العشر دنت ، وليلة القدر اقتربت ، فلنر الله من أنفسنا خيرًا ولنجد ولنجتهد ، ولنحسن الخواتيم فإنما الأعمال بالخواتيم .

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .


Quote:
يغيظك أن تدخل مجلسًا فيقول لك بعضهم : خرجنا قبلكم بخمس دقائق ، فيأتي الآخر ويقول : لا !!! نحن خرجنا قبلكم بعشر دقائق ، فيأتي ثالث فيقول : الإمام إمامنا !! خمسًا وعشرين دقيقة منذ أن دخلنا المسجد إلى أن خرجنا ، فلا إله إلا الله !! بدلاً من التنافس في التزود والتقدم ، صار التنافس في النقص والتأخر ، وغدا التسابق في الخروج من المساجد أولاً !!
الله المستعان
.

وهناك من يتقصد مصليات محطّات البنزين؛ هربا من الاطالة - المزعومة- من ائمة المساجد.


هنا رابط لنقل مباشر لصلاة القيام للشيخ أحمد الحواشي ـ حفظه الله ـ
http://www.manaberalelm.com/index.php
وقد فتحته قبل قليل وما زال الشيخ يقرأ في جزء المجادلة .


أهنئكم وإن كانت متأخرة بشهر الخير ولكن عسى أن أعوضها بتهنئتكم بالعشر المباركة أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المقبولين

وفي الحقيقة لا طعم للصلاة إلا بالخشوع والطمأنينة اللذان هما ركنان من أركانها .

والخشوع هو لب الصلاة وطريق الفلاح ((قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ))

وأول ما يفقد من هذه الأمة الخشوع .

والحق أن صلاة الكثير من الناس اليوم لا لب لها ولا طعم ولا حول ولا قوة إلا بالله .

نسأل الله لنا وللجميع الهداية .


" أيكم أمَّ ؛ فليخفف " (أخرجه الستة)


هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل


من كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني رحمه الله:


و كان صلى الله عليه وسلم يقصر القراءة فيها تارة، ويطيلها أحياناويبالغ في إطالتها أحيانا أخرى، حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة؛ فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوءٍ، قيل: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم"

وقال حذيفة بن اليمان: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح (البقرة) فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في [ركعتين]، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح (النساء) فقرأها، ثم افتتح (آل عمران) فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ
تعوذ، ثم ركع...." الحديث،






و "قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال"


و "كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة بسورة منها"


و "ما عُلِمَ أنه قرأ القرآن كله في ليلة [قط]"بل إنه لم يرض ذلك لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين قال له: "اقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: أني أجد قوة، قال: فاقرأه في عشرين ليلة, قال: قلت: إني أجد قوة , قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك" ثم "رخص له أن يقرأه في خمس" ثم "رخص له أن يقرأه في ثلاث" ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك وعلل ذلك في قوله له:
"من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهْهُ" وفي لفظ: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث"ثم في قوله له: "فإن لكل عابد شِرّة ولكل شِرّة فترة، فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"

ولذلك "كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث"






وكان يقول: "من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين"


و "كان يقرأ في كل ليلة ب(بني إسرائيل 17: 111) و (الزمر 39: 75)"


وكان يقول: "من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين"


و "كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر"


وتارة يقرأ قدر(يا أيها المزمل 73: 20)"


و "ما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله إلا نادرا،


فقد "راقب عبد الله بن خبّاب بن الأرت - وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - الليلة كلها (وفي لفظ: في ليلة صلاها كلها) حتى كان مع الفجر، فلما سلم من صلاته قال له خبّاب: يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها؟ فقال: أجل إنها صلاة رغب ورهب، [وإني] سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلكنا بما
أهلك به الأمم قبلنا (وفي لفظ: أن لا يهلك أمتي بسنة) فأعطانيها،

وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدُّواً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُلبسنا شيعاً فمنعنيها"






و "قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 5: 118) [ بها يركع، وبها يسجد، وبها يدعو]،[ فلما أصبح قال له أبو ذر رضي الله عنه: يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها، وتسجد بها]،[وتدعو بها]،[وقد علمك الله القرآن كله]،[لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه؟] [قال: إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي، فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئاً"
و "قال له رجل: يا رسول الله إن لي جارا يقوم الليل ولا يقرأ إلا (قل هو



الله أحد112: 4)، [يرددها] [لا يزيد عليها] كأنه يقللها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن"





الشيخ محمد ناصر الدين الألباني


وفقت وسددت ـ أبا عبدالرحمن ـ

ذكرت ما كتبه الشيخ الألباني عن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قيام الليل .
وهنا سؤال ـ أخي أبا عبدالرحمن ـ :
من يصلي التراويح كاملة في رمضان في ثلث ساعة ، هل له حظ مما ذكر الشيخ الألباني من هيئات صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
بلفظ آخر : هل وافق شيئًا من السنة في الهيئة ؟

حقيقة هذا موضوع يقلقني ويزعجني ، إذ أرى إخوتي في كل سنة في تخفيضات وتسابق للتقليل من القراءة ، وإذا قلنا لهم : يا إخوتنا ، نحن في موسم عبادة وتقرب إلى الله ، أطيلوا قليلاً ، ذورا الناس يتعبدوا ربهم . قالوا : نحن صلينا إحدى عشرة ركعة وأصبنا السنة .

فهل هذه هي السنة ؟
إحدى عشرة ركعة بركوعها وسجودها وتسبيحها وقراءتها وتحياتها وقنوتها في عشرين دقيقة !!!
لعلك تفيدنا ـ أخانا الكريم أبا عبدالرحمن ـ