أســباب ســعة و يســر الأرزاق : 1 ـ الاستغفار
جابر السيد الحناوي
1431/03/24 - 2010/03/10 06:37AM
بسـم الله الرحمـن الرحـيم
أســباب ســعة و يســر الأرزاق
1 ـ الاســتغفار
أســباب ســعة و يســر الأرزاق
1 ـ الاســتغفار
يقول الله سبحانه وتعالي في سورة الذاريات : " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ "( [1] )
و يقول عز وجل أيضا في نفس السورة : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " ( [2] )
تستهدف هذه الآيات من سورة الذاريات ، بل إن السورةَََ كلَّها تستهدف في سياقها كله أمراً واضحاً هو ربط القلب البشري بالسماء ؛ وتخليصه من أوحال الأرض ، وإطلاقه من كل عائق يحول بينه وبين التجرد لعبادة الله ، والانطلاق إليه جملة ، والفرار إليه كلية ، استجابة لقوله سبحانه وتعالي في نفس السورة : " فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ..."( [3] ) وتحقيقاً لإرادته في عباده : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " . .
ولما كان الانشغال بالرزق وما يخبئه القدر عن الانسان هو أكثف تلك العوائق وأشدها ، فقد عني في هذه السورة بإطلاق الحس من إساره ، وتطمين النفس من جهته ، وتعليق القلب بالسماء في شأنه ، لا بالأرض وأسبابها القريبة ، فتكررت الإشارة إلى هذا الأمر في السورة في مواضع متفرقة ، منها قوله سبحانه وتعالي : " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " ومنها قوله عز وجل : " إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ".
فتخليص القلب من أوحال الأرض ، وإطلاقه من إسار الرزق ، وتعليقه بالسماء ، بلا عائق يحول بينه وبين الانطلاق إلي الله سبحانه وتعالي ، أويعوقه عن الفرار إليه عز وجل ، هو الهدف من هذه الآيات ، فأقسم لتطمئن القلوب : " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ "( [4] ) .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : مَعْنَى قَوْلِهِ سبحانه وتعالي :" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ " أَنَّ أَرْزَاقَكُمْ مُقَدَّرَةٌ مَكْتُوبَةٌ ، وَاللَّهُ – جَـلَّ وَعَـلا - يُدَبِّرُ أَمْرَ الْأَرْضِ مِنَ السَّمَاءِ ، كَمَا قَالَ سبحانه وتعالي : " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ... الْآيَةَ " وَقَدْ وَرَدَتْ قِصَصٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِ السَّامِعِ ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ أن أعرابيا َاسْتَقْرَأَه السُّورَةَ ، فَلَمَّا بَلَغ الآيَةَ : " فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ " فَصَاحَ وَقَالَ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِي أَغْضَبَ الْجَلِيلَ حَتَّى حَلَفَ ، لَمْ يُصَدِّقُوهُ بِقَوْلِهِ حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى الْيَمِينِ ، قَائِلًا ثَلَاثًا ، وَخَرَجَتْ مَعَهَا نَفْسُهُ . انْتَهَى . ( [5] )
إن من الهموم التي تسيطر على كثير من الناس مسألة الانشغال بالرزق ، ترى بعض الناس يترك الأهل والوطن ؛ بحثا عن لقمة العيش ، يعيشون تحت رحمة أصحاب الأعمال والكفلاء الذين يعيشون علي امتصاص دمائهم ، وتري موظفي الحكومة الذين لا تكاد رواتبهم تفي بحاجياتهم الأساسية ، يعيشون في رق الوظيفة ليل نهار، وتري آخرين من أصحاب التجارات والمهن الأخري تعلوا وجوههم علامات الضنك والاجهاد من آثار السعي في جمع المال ، والجميع إلا من رحم الله ، لا يهمه من أين يكتسب رزقه ؟ من حلال أم حرام ؟ علي حساب كرامته وعزة نفسه ، أم علي حساب دينه وعقيدته ؟ لدرجة أن هناك من يعتقد أن التمسك بالإسلام والالتزام بأوامره ، من الأمور التي تؤثر علي حصوله علي الرزق ، وهذا سوء ظن باللهعز وجل .
هؤلاء جميعا نذكرهمبقول الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ... " ( [6] ) والشاهد من الحديث أن الله عز وجل قد قدر رزق كل آدمي وهو لايزال جنينا في بطن أمه ، قال بعض الحكماء في مَعْنَى قَوْلِهِ سبحانه وتعالي : " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " : يعني كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره ، كذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له ، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره. ( [7] )
فليعلم هؤلاء وغيرهم بأنهم لن يصلهم من الدنيا إلا ما قدّر الله لهم ، وما عليهم إلا أن يطلبوا أرزاقهم بعزة الأنفس ، قال صلي الله عليه وسلم: " إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " ( [8] )
إذن شرع الله لا يهمل مسألة الرزق وكسب العيش ، بل إن الله عز وجل يبين لنا في مواطن عدة من كتابه العزيز ، وعلي لسان نبيه صلي الله عليه وسلمأن التمسك بشرع الله حقاًمن أعظم أسباب الرزق ، وذلك أن تعمل بما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم ، ولكن بشرط أن تعلم جيداً بأن ذلك لن يتحقق إذا ضعف يقينك بالله عز وجل .
إن الأسباب الشرعية المؤدية إلى كثرة المال وزيادة الرزق في الدنيا كثيرة ومتنوعة منها الاستغفار .
السبب الأول الاستغفار
قال اللهسبحانه وتعالي : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " ( [9] )
هذه الآيات نزلت في قوم نوح لما كذبوه زماناً طويلاً فحبس الله عز وجل عنهم المطر ، وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة ، فرجعوا فيه إلى نوح ، فقال نوح عليه السلام : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا " أي استغفروا ربكم من الشرك حتى يفتح عليكم أبواب نعمه .
والغفار أبلغ من الغفور ، وهو من الغافر وأصل الغفر الستر والتغطية ، والمغفرة من الله سـتره للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته لا بتوبة العباد وطاعتهم . ( [10] )
ولتحريك داعي الاستغفار قال الله عز وجل : " إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً " فبين أنه دائم المغفرة كثيرها للتائبين ، وكأنهم لما أمرهم بالعبادة تعللوا وقالوا : إن كنا على حق فلا نتركه وإن كنا على باطل فكيف يقبلنا ويلطف بنا من عصيناه ، فأمرهم بما يمحق ما سلف منهم من المعاصي ، ويجلب إليهم المنافع ، ولذلك وعدهم على الاستغفار بأمور هي أحب إليهم وأوقع في قلوبهم من الأمور الأخروية ... وأحبيتهم لذلك لما جبلوا عليه من محبة الأمور الدنيوية ، والنفس مولعة بحب العاجل ... فاستدعاهم إلى الآخرة من الطريق التي يحبونها ... فوعدهم أنهم ان آمنوا يرزقهم الله تعالى الخصب ويدفع عنهم ما هم فيه . ( [11] )
فالآيات تدل علي أن الاشتغال بالطاعة سبب لانفتاح أبواب الخيرات ويدل عليه وجوه :
أحدها : أن الكفر سبب لخراب العالم :
قالسبحانه وتعالي في كفر النصارى : " تَكَادُ السموات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً * أَن دَعَوْا للرحمن وَلَداً "( [12] ) فلما كان الكفر سبباً لخراب العالم ، وجب أن يكون الإيمان سبباً لعمارة العالم .
وثانيها : ما ورد بالآيات المنزلة من لدن العزيز الحكيم :
منها هذه الآية التي معنا ، ومنها قوله سبحانه وتعالي : " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى ءامَنُواْ واتقوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ..."( [13] )ومنها قوله سبحانه وتعالي : " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبّهِمْ لاَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ... " ( [14] ) ومنها قوله سبحانه وتعالي :" وَأَلَّوِ استقاموا عَلَى الطريقة لأسقيناهم مَّاء غَدَقاً "( [15] )ومنها قوله سبحانه وتعالي : " ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ... " ( [16] )ومنها قوله سبحانه وتعالي : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة واصطبر عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْ زُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى"( [17] )كل هذه الآيات وغيرها كثير ، تبين أنالاستغفار والتوبة والعمل الصالح ، والالتزام الحق بشريعة الإسلام قد يكون سبباً في تيسير الرزق .
وثالثها : قوله عز وجل : " وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ":
فإذا اشتغلوا بتحصيل المقصود حصل ما يحتاجون إليه في الدنيا على سبيل التبعية .
رابعها : روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :
أنه صعد المنبر ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار، وقرأ الآيات في الاستغفار ، ومنها هذه الآية : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " ثم قال : لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر. ( [18] )
وعن الحسن : أن رجلاً شكا إليه الجدب ، فقال : استغفر الله ، وشكا إليه آخر الفقر ، وآخر قلة النسل ، وآخر قلة ريع أرضه ، فأمرهم كلهم بالاستغفار ، فقال له بعض القوم : أتاك رجال يشكون إليك أنواعاً من الحاجة ، فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فتلا له الآية ( [19] ) " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "
وأنت أيضا أخي المسلم ، إذا ضاقت بك السبل فييوم من الأيام ، أوضاق عليك أمر المعاش فعليك باللجوء إلى الله تعالىبالتوبة والإستغفار " إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا " كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فأنت تري أن الله عز وجل قد رغب قوم نوح ، وهذا لهم ولغيرهم ، رغبهم بمغفرة الذنوب ، وما يترتب عليها من حصول الثواب ، واندفاع العقاب ، ورغبهم أيضا ، بخير الدنيا العاجل ، فقال : " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " أي : مطرا متتابعا ، يروي الشعاب والوهاد ، ويحيي البلاد والعباد.
وأيضا " وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " أي : يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم " وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.
والخلاصة أنه إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وَأَدَرَّ لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها. ( [20] )
*** *** ***
ويحكي لنا القرآن الكريم أن نبي الله هود عليه السلام قد تفطن لثمرة الاستغفار وأنه من أسباب الرزق والعز والقوة ؛ حيث قال عز وجل علي لسانه : " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" ( [21] )
والمعني كما يقول السعدي( [22] ) " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ " عما مضى منكم " ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ " فيما تستقبلونه ، بالتوبة النصوح ، والإنابة إلى الله تعالى ، فإنكم إذا فعلتم ذلك " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " بكثرة الأمطار التي تخصب بها الأرض ، ويكثر خيرها ، " وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " فإنهم كانوا من أقوى الناس ، ولهذا قالوا : " ... مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ... " ؟ ( [23] ) فوعدهم أنهم إن آمنوا ، زادهم قوة إلى قوتهم ، أي عزاً مضـموماً إلى عزكم أو مع عزكم وهذا لقوله سبحانه وتعالي : " وَيُمْدِدْكُمْ بأموال وَبَنِينَ "( [24] ) لأن العز الدنيوي بالمال والبنين .
وكَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ نبينا صلي الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " ( [25] ) وقال ابن كثير : الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة وولد بار ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل إلى غير ذلك مما شملته عباراتهم فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا ، وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة ( [26] )
فاجعل هذا الدعاء في ختام صلواتك كلها ، وأكثر من الاستغفار ، فإن الله لم يعلمنا الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لنا ، واسأل الله عز وجل أن يعينك ، وأن يؤتيك من الدنياما تتعفف به عن الناس ، وتكتمل لك سعادة الدارين ، وعليك وأنـت تعمل بنصوص الكتاب والسنة أن تكون علي يقين راسخ في موعود الله ، ولا يساورك أدني شـك في أن وعده سبحانه وتعالي صدق ، وكلامه عز وجل حق " ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا " ( [27] ) " ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا "( [28] )
فإذا ما استغفرت ولم تجد نتيجة ، فتذكرأنه ليس المراد بالاستغفار مجرد قول " استغفر الله " بل الرجوع عن الذنوب وتطهير الألسنة والقلوب ( [29] ) ؛ واعلم أن الخلل فيك أنت لا في غيرك ، وأن استغفارك لم يتجاوز لسانك ، وأن استغفارك دون وعي ودون عمل يحتاج إلي استغفار ، فابحث في حالك وفتش في نفسك ، لعلك واقع في ذنب عظيم حرمك الله بسببه أثرالاستغفار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
هذه الآيات نزلت في قوم نوح لما كذبوه زماناً طويلاً فحبس الله عز وجل عنهم المطر ، وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة ، فرجعوا فيه إلى نوح ، فقال نوح عليه السلام : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا " أي استغفروا ربكم من الشرك حتى يفتح عليكم أبواب نعمه .
والغفار أبلغ من الغفور ، وهو من الغافر وأصل الغفر الستر والتغطية ، والمغفرة من الله سـتره للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته لا بتوبة العباد وطاعتهم . ( [10] )
ولتحريك داعي الاستغفار قال الله عز وجل : " إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً " فبين أنه دائم المغفرة كثيرها للتائبين ، وكأنهم لما أمرهم بالعبادة تعللوا وقالوا : إن كنا على حق فلا نتركه وإن كنا على باطل فكيف يقبلنا ويلطف بنا من عصيناه ، فأمرهم بما يمحق ما سلف منهم من المعاصي ، ويجلب إليهم المنافع ، ولذلك وعدهم على الاستغفار بأمور هي أحب إليهم وأوقع في قلوبهم من الأمور الأخروية ... وأحبيتهم لذلك لما جبلوا عليه من محبة الأمور الدنيوية ، والنفس مولعة بحب العاجل ... فاستدعاهم إلى الآخرة من الطريق التي يحبونها ... فوعدهم أنهم ان آمنوا يرزقهم الله تعالى الخصب ويدفع عنهم ما هم فيه . ( [11] )
فالآيات تدل علي أن الاشتغال بالطاعة سبب لانفتاح أبواب الخيرات ويدل عليه وجوه :
أحدها : أن الكفر سبب لخراب العالم :
قالسبحانه وتعالي في كفر النصارى : " تَكَادُ السموات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً * أَن دَعَوْا للرحمن وَلَداً "( [12] ) فلما كان الكفر سبباً لخراب العالم ، وجب أن يكون الإيمان سبباً لعمارة العالم .
وثانيها : ما ورد بالآيات المنزلة من لدن العزيز الحكيم :
منها هذه الآية التي معنا ، ومنها قوله سبحانه وتعالي : " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى ءامَنُواْ واتقوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ..."( [13] )ومنها قوله سبحانه وتعالي : " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبّهِمْ لاَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ... " ( [14] ) ومنها قوله سبحانه وتعالي :" وَأَلَّوِ استقاموا عَلَى الطريقة لأسقيناهم مَّاء غَدَقاً "( [15] )ومنها قوله سبحانه وتعالي : " ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ... " ( [16] )ومنها قوله سبحانه وتعالي : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة واصطبر عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْ زُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى"( [17] )كل هذه الآيات وغيرها كثير ، تبين أنالاستغفار والتوبة والعمل الصالح ، والالتزام الحق بشريعة الإسلام قد يكون سبباً في تيسير الرزق .
وثالثها : قوله عز وجل : " وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ":
فإذا اشتغلوا بتحصيل المقصود حصل ما يحتاجون إليه في الدنيا على سبيل التبعية .
رابعها : روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :
أنه صعد المنبر ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار، وقرأ الآيات في الاستغفار ، ومنها هذه الآية : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " ثم قال : لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر. ( [18] )
وعن الحسن : أن رجلاً شكا إليه الجدب ، فقال : استغفر الله ، وشكا إليه آخر الفقر ، وآخر قلة النسل ، وآخر قلة ريع أرضه ، فأمرهم كلهم بالاستغفار ، فقال له بعض القوم : أتاك رجال يشكون إليك أنواعاً من الحاجة ، فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فتلا له الآية ( [19] ) " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "
وأنت أيضا أخي المسلم ، إذا ضاقت بك السبل فييوم من الأيام ، أوضاق عليك أمر المعاش فعليك باللجوء إلى الله تعالىبالتوبة والإستغفار " إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا " كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فأنت تري أن الله عز وجل قد رغب قوم نوح ، وهذا لهم ولغيرهم ، رغبهم بمغفرة الذنوب ، وما يترتب عليها من حصول الثواب ، واندفاع العقاب ، ورغبهم أيضا ، بخير الدنيا العاجل ، فقال : " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " أي : مطرا متتابعا ، يروي الشعاب والوهاد ، ويحيي البلاد والعباد.
وأيضا " وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " أي : يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم " وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.
والخلاصة أنه إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وَأَدَرَّ لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها. ( [20] )
*** *** ***
ويحكي لنا القرآن الكريم أن نبي الله هود عليه السلام قد تفطن لثمرة الاستغفار وأنه من أسباب الرزق والعز والقوة ؛ حيث قال عز وجل علي لسانه : " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" ( [21] )
والمعني كما يقول السعدي( [22] ) " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ " عما مضى منكم " ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ " فيما تستقبلونه ، بالتوبة النصوح ، والإنابة إلى الله تعالى ، فإنكم إذا فعلتم ذلك " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " بكثرة الأمطار التي تخصب بها الأرض ، ويكثر خيرها ، " وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " فإنهم كانوا من أقوى الناس ، ولهذا قالوا : " ... مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ... " ؟ ( [23] ) فوعدهم أنهم إن آمنوا ، زادهم قوة إلى قوتهم ، أي عزاً مضـموماً إلى عزكم أو مع عزكم وهذا لقوله سبحانه وتعالي : " وَيُمْدِدْكُمْ بأموال وَبَنِينَ "( [24] ) لأن العز الدنيوي بالمال والبنين .
وكَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ نبينا صلي الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " ( [25] ) وقال ابن كثير : الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة وولد بار ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل إلى غير ذلك مما شملته عباراتهم فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا ، وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة ( [26] )
فاجعل هذا الدعاء في ختام صلواتك كلها ، وأكثر من الاستغفار ، فإن الله لم يعلمنا الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لنا ، واسأل الله عز وجل أن يعينك ، وأن يؤتيك من الدنياما تتعفف به عن الناس ، وتكتمل لك سعادة الدارين ، وعليك وأنـت تعمل بنصوص الكتاب والسنة أن تكون علي يقين راسخ في موعود الله ، ولا يساورك أدني شـك في أن وعده سبحانه وتعالي صدق ، وكلامه عز وجل حق " ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا " ( [27] ) " ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا "( [28] )
فإذا ما استغفرت ولم تجد نتيجة ، فتذكرأنه ليس المراد بالاستغفار مجرد قول " استغفر الله " بل الرجوع عن الذنوب وتطهير الألسنة والقلوب ( [29] ) ؛ واعلم أن الخلل فيك أنت لا في غيرك ، وأن استغفارك لم يتجاوز لسانك ، وأن استغفارك دون وعي ودون عمل يحتاج إلي استغفار ، فابحث في حالك وفتش في نفسك ، لعلك واقع في ذنب عظيم حرمك الله بسببه أثرالاستغفار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
______________
[1]الذاريات 22 – 24
[2] الذاريات 56 ، 58
[3] الذاريات من الآية 50
[4] في ظلال القرآن 7 / 22
[5] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 7 / 440- 441
[6] صحيح مسلم - 13 / 100
[7] تفسير البغوي - إحياء التراث 4 / 284
[8] تخريج مشكلة الفقر 1 / 19
[9] نوح الآيات 10- 12
[10] تفسير حقي 16 / 148
[11] تفسير الألوسي 21 / 313
[12] مريم الآيتان 90 ، 91
[13] الأعراف من الآية 96
[14] المائدة من الآية 66
[15] الجن الآية 16
[16] الطلاق من الآيتين 2 ، 3
[17] طه الآية 132
[18] تفسير ابن كثير 8 / 232 ـ 233
[19]تفسير الرازي 16 / 53
[20] تفسير ابن كثير 8 / 233
[21] هود الآية 52
[22] تفسير السعدي 1 / 383
[23] فصلت الآية 15
[24] نوح الآية 12
[25] صحيح البخاري 19 / 494
[26] فتح الباري لابن حجر 18 / 184
[27] النساء من الآية 122
[28] النساء من الآية 87
[29] إعراب القرآن وبيانه 10 / 227
[2] الذاريات 56 ، 58
[3] الذاريات من الآية 50
[4] في ظلال القرآن 7 / 22
[5] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 7 / 440- 441
[6] صحيح مسلم - 13 / 100
[7] تفسير البغوي - إحياء التراث 4 / 284
[8] تخريج مشكلة الفقر 1 / 19
[9] نوح الآيات 10- 12
[10] تفسير حقي 16 / 148
[11] تفسير الألوسي 21 / 313
[12] مريم الآيتان 90 ، 91
[13] الأعراف من الآية 96
[14] المائدة من الآية 66
[15] الجن الآية 16
[16] الطلاق من الآيتين 2 ، 3
[17] طه الآية 132
[18] تفسير ابن كثير 8 / 232 ـ 233
[19]تفسير الرازي 16 / 53
[20] تفسير ابن كثير 8 / 233
[21] هود الآية 52
[22] تفسير السعدي 1 / 383
[23] فصلت الآية 15
[24] نوح الآية 12
[25] صحيح البخاري 19 / 494
[26] فتح الباري لابن حجر 18 / 184
[27] النساء من الآية 122
[28] النساء من الآية 87
[29] إعراب القرآن وبيانه 10 / 227
علي القرعاني
[/font]
[font="]قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" رواه البخاري وأحمد وغيرهما...[/font]
[font="]في عصر الشيخ أحمد بن حنبل ، كان الشيخ احمد مسافراً فمر بمسجد يصلي فيه ولم يكن يعرف احداً في ذلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان،[/font][font="] فافترش الشيخ أحمد مكانه في المسجد واستلقى فيه لينام وبعد لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من الشيخ عدم النوم في المسجد ويطلب منه الخروج وكان هذا الحارس لا يعرف الشيخ احمد ، فقال الشيخ احمد لا أعرف لي مكان أنام فيه ولذلك أردت النوم هنا فرفض الحارس أن ينام الشيخ وبعد تجاذب أطراف الحديث قام الحارس بجر الشيخ احمد إلى الخارج جرا والشيخ متعجب حتى وصل إلى خارج المسجد . وعند وصولهم للخارج إذا بأحد الاشخاص يمر بهم والحارس يجر الشيخ فسأل ما بك ؟[/font]
[font="]فقال الشيخ أحمد لا أجد مكانا أنام في والحارس يرفض أن أنام في المسجد[/font][font="]، فقال الرجل تعال معي لبيتي لتنام هناك ، فذهب الشيخ أحمد معه وهناك[/font][font="] تفاجأ الشيخ بكثرة تسبيح هذا الرجل وقد كان خبازاً وهو يعد العجين ويعمل في المنزل كان يكثر من الاستغفار فأحس الشيخ بأن أمر هذا الرجل عظيم من كثرة تسبيحه ..[/font]
[font="]
فنام الشيخ وفي الصباح سأل الشيخ الخباز سؤالاً وقال له : هل رأيت أثر الاستغفار عليك؟[/font]
[font="]فقال الخباز: نعم ووالله إن كل ما أدعو الله دعائاً يستجاب لي، إلا دعاء واحدا لم يستجاب حتى الآن، فقال الشيخ وما ذاك الدعاء ؟ فقال الخباز: أن أرى الإمام أحمد بن حنبل[/font].
[font="]فقال الشيخ: أنا الإمام أحمد بن حنبل, فوالله إنني كنت أجرّ إليك جراً ، وهاقد أستجيبت دعواتك كلها.[/font]
تعديل التعليق