كسوف الشمس .. رؤية حديثية
علي القرعاني
1431/01/13 - 2009/12/30 11:49AM
كسوف الشمس .. رؤية حديثية
طارق حميدة
الناظر في كتب السنة النبوية يجد حشداً كبيراً من الأحاديث الشريفة، التي يرويها عدد من الصحابة الكرام حول واقعة كسوف الشمس، والتي حدثت في أواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمسلمون في هذه الأيام، وكلما وقع كسوف للشمس أو خسوف للقمر، بحاجة إلى الاسترشاد بالهدي النبوي للإفادة منه فقهياً وفكرياً وسلوكياً.
ولعل من الصعب في هذه العجالة إيراد كل الأحاديث الشريفة في الموضوع، خاصة وأن اكتمال الصورة يقتضي ضم بعضها إلى بعض، وجمع ما تفرق منها ، لكن سنبدأ المقالة بإحدى روايات البخاري،عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال:" خسفت الشمس ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام يجر ثوبه مستعجلاً حتى أتى المسجد وثاب الناس، فصلى ركعتين فجلّي عنها، ثم أقبل علينا وقال:" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا رأيتم منها شيئاً فصلوا وادعوا الله حتى يكشفها".
يلفت النظر أولاً، إسراع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وصلاته بالناس، واستمرار الصلاة حتى انقضاء الكسوف وتجلي الشمس، وفيما بعد وصيته للمسلمين، إذا ما وقع كسوف بالاستمرار في الصلاة والدعاء طيلة فترة الكسوف، والملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى بالمسلمين في المسجد وذلك خلافاً لصلاة الاستسقاء والعيدين في العراء، ولعل من أسباب ذلك الإشعاعات الضارة التي يمكن أن يؤدي إليها تركيز النظر في قرص الشمس، ولا ننسى أن السنة في الصلاة النظر إلى موضع السجود لا إلى الأعلى.
والأمر الثاني، حرص النبي عليه السلام على نفي أي علاقة بين الكسوف وموت أي شخص وحياته، أو غير ذلك من الأحداث العظيمة كالمصائب والكوارث، حيث تزامن ذلك الكسوف مع وفاة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الناس:" كسفت الشمس لموت إبراهيم"، وذاك هو الاعتقاد السائد في ذلك الزمان في الأرض كلها، بل ولا يزال هذا الاعتقاد في أماكن كثيرة من العالم حتى الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين.
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ينفي ويرفض وبلغة حاسمة جازمة أي ارتباط أو علاقة بين الأمرين، وهو بالتأكيد برهان ساطع ودليل قوي ينضاف إلى أدلة النبوة وبراهينها، إذ لو لم يكن محمد عليه السلام نبياً يوحى إليه من خالق الشمس والقمر، لكان كلامه متناغماً مع الفكر السائد في تلك البيئة زمانياً ومكانياً، ولوجدها فرصة تدعم إيمان الناس بصدق دعواه، لكنه يقول الحق الذي يأتي العلم ليصدقه بعد ذلك بقرون. واللافت أن الرسول الكريم يختم خطابه بالقول:" ألا هل بلغت"؟، في إشارة واضحة إلى أن ما يقوله وحي إلهي، وأنه على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة.
ومن الغريب في زماننا هذا حرص البعض على قصص أسطورية وخرافات و"أدلة باهتة" ، وإصرارهم على تبنيها وترويجها بحجة تأثيرها لأنها، بزعمهم، تساهم في تدعيم الإيمان وزيادة الالتزام، ومن ذلك بعض النشرات حول دعاوى رؤى منامية للرسول عليه السلام ، أو صور لما يزعمون أنه عذاب القبر لشخص فُتح قبره بعد ساعات من دفنه.. إن ديننا هو دين البراهين الساطعة والأدلة القاطعة، ولا يحتاج إلى هذه الترهات التي يلهث خلفها من لا يملكون دليلاً على أفكارهم وعقائدهم.
والخطاب النبوي يزيل ما قد يعلق في النفوس من تقديس للشمس والقمر، ولا ننسى وجود عابدين لهما على مر العصور، ويؤكد أنهما آيتان من آيات الله، فهما مخلوقان لله تعالى وهما دليلان باهران على عظمته وحكمته وعلمه سبحانه، والمفروض أن المؤمن يتفكر في آيات الله تعالى ويفيد منها ويستشعر عظمة الله تعالى، ولا يمر عنها مر الكرام.
ومن مجموع روايات أحاديث الكسوف نلاحظ دعوة الرسول عليه السلام، المسلمين إلى الصلاة والدعاء والتكبير والصدقة والذكر.
وإذا كان الكسوف يستثير مشاعر الخوف والقلق والتفكير في النهاية والموت، بشكل غريزي، بل هو تخويف مقصود من الله تعالى لعباده،كما جاء في رواية:" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته يخوف الله بهما عباده"، فإن الرسول عليه السلام يوجه هذه المشاعر الوجهة الصحيحة إلى الآخرة، فيعرض بعض مشاهد من النار وبعضاً من أهلها وأسباب دخولهم فيها، ويحذر أمته بقوة من الزنا، قائلاً:" يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته"، مؤكداً أن الأمر يستدعي أخذ الأمور بجدية، :" والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً".
كما يحدثهم الرسول الكريم عن الجنة وساكنيها وعشرات الآلاف الذين يدخلونها في مثل صورة القمر ليلة البدر، وأن عنقود عنب واحد من عناقيد الجنة ليكفي أهل الأرض حتى يوم القيامة، ليجمع في تربيتهم بين أسلوبي الترهيب والترغيب.
وفي خطاب النبي عليه الصلاة والسلام، بعد صلاة الكسوف، حديث عن دخول قطاع كبيرمن النساء النار لإكثارهن اللعن وكفرهن العشير، وهو الأمر الذي لا تسعه هذه العجالة، ولعل الله تعالى يعين في كتابته قريباً.
المصدر
علي القرعاني
لا يخفى على أحد الانفتاح الذي يعيشه العالم اليوم ، توسع الناس وتخالطوا وتداخلت الحضارات والأمم ، وركض الناس وانكبوا على الدنيا حتى انقلبت الموازين عند الكثير، وأصبح الأصل هو الحياة الدنيا ، ونسوا أوتناسوا أن الموت قريب ، والأصل هو الخلود في الآخرة.
وتغيرت النظرة عند الكثير ، وأصبح الفقر هو هاجس الأغلب ، فبحثوا عن المال من أي طريق كان دون البحث والتحري عن طيب المطعم والمشرب ، مع أن نبينا عليه الصلاة والسلام نبهنا أنه ما الفقر يخشى علينا ولكنه يخشى علينا الانغماس في هذه الدنيا ، فتهلكنا وتفتننا كما أهلكت من كان قبلنا ، يقول الشافعي –رحمه الله- " ما فزعت من فقر قط) لأنه كان يعلم أن الرزق بيد الله ، وأن من ترك شيئاً لوجه الله عوضه الله خيراً منه.
فقد كان التوكل والسعي للأسباب المباحة راسخ في قلوب الكثير ، كانوا قبل أن يفعلوا الفعل يسألوا عن حكمه في دين الإسلام هل هو يرضي الله عز وجل أو لا؟ لأنهم كانوا يعلمون أن المعاصي تفسد الأرض وتهلك الحرث والنسل ، قال تعالى:{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} ، وقال تعالى:{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.
فالآيات الكونية قد تتغير بسبب المعاصي تخويفاً للعباد ، ومن ذلك كسوف الشمس وخسوف القمر.
لما كسفت الشمس على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام صلى بهم رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم انصرف وقد تجلت الشمس ، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:"إن الشمس والقمر من آيات الله ، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا ، ياأمة محمد ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، ياأمة محمد والله لوتعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ، ألا هل بلغت" وفي رواية:"فصلوا حتى يفرج الله عنكم".رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية:"ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما عباده ، فإذا رأيتم كسوفاً فاذكروا الله حتى ينجليا".
لو تأملنا هذا الحديث لخرجنا بفوائد عظيمة ، ففي قوله عليه الصلاة والسلام:"لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته" يقول ابن حجر-رحمه الله " فيه دليل على إبطال تأثير الكواكب في الأرض) بخلاف ما عليه حال الكثير اليوم من اعتقاد بالكواكب والله المستعان .ويقول أيضاً " ناسب في الحديث ردعهم عن المعاصي التي هي من أسباب جلب البلاء) ، وخص منها الزنا لأنه أعظمها في ذلك.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (وهذا بيان منه عليه الصلاة والسلام أنهما سبب لنزول عذاب الناس فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه ، وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفاً ، قال تعالى:{وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} وأمر النبي عليه الصلاة والسلام بما يزيل الخوف ، أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق حتى يكشف ما بالناس).
ويقول النووي -رحمه الله- في شرح قوله عليه الصلاة والسلام:"يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً" " أي لو تعلمون من عظم انتقام الله من أهل الجرائم ، وشدة عقابه ، وأهوال القيامة وما بعدها كما علمت ، وترون النار كما رأيت لبكيتم كثيراً).وقال أيضاً-رحمه الله- عند أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالصلاة " أي بادروا بالصلاة وأسرعوا إليها حتى يزول عنكم هذا العارض الذي يخاف كونه مقدمة عذاب).
وروى البخاري ومسلم: خسفت الشمس في زمن النبي عليه الصلاة والسلام فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود مارأيته يفعله في صلاة قط ، ثم قال:"إن هذه الآيات التي يرسل الله لاتكون لموت أحد ولالحياته ، ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده ، فإذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره".ففي قوله:"يخوف" يقول ابن حجر-رحمه الله- " فيه رد على من يزعم أن الكسوف أمر عادي لايتأخر ولايتقدم ، إذ لو كان كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف ، ويصير بمنزلة الجزر والمد في البحر).
وهذا ما نلحظه من حال غالب الناس اليوم حيث يهونون من شأن الكسوف والخسوف ، ويقولون أنهما ظاهرة طبيعية ، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- أن هناك سبب شرعي لا يعلم إلا عن طريق الوحي، ويجهله أكثر الفلكيين ومن سار على منهاجهم.
والسبب الشرعي هو تخويف الله لعباده، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وإنما يخوف الله بهما عباده" ؛ ولهذا أمرنا بالصلاة والدعاء والذكر وغير ذلك كما سيأتي إن شاء الله.
فهذا السبب الشرعي هو الذي يفيد العباد؛ ليرجعوا إلى الله، أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة، ولهذا لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان فيه فائدة كبيرة للناس لبيّنه عن طريق الوحي؛ لأن الله - - يعلم سبب الكسوف الحسي، ولكن لا حاجة لنا به، ومثل هذه الأمور الحسية يكل الله أمر معرفتها إلى الناس، وإلى تجاربهم حتى يدركوا ما أودع الله في هذا الكون من الآيات الباهرة بأنفسهم.
أما الأسباب الشرعية، أو الأمور الشرعية التي لا يمكن أن تدركها العقول ولا الحواس، فهي التي يبيّنها الله للعباد.
وصلى بهم النبي عليه الصلاة والسلام صلاة لا نظير لها؛ لأنها لآية لا نظير لها.
آية شرعية لآية كونية، أطال فيها إطالة عظيمة، حتى إن بعض الصحابة - مع نشاطهم وقوتهم ورغبتهم في الخير - تعبوا تعباً شديداً من طول قيامه عليه الصلاة والسلام، وركع ركوعاً طويلاً، وكذلك السجود، فصلى صلاة عظيمة، والناس يبكون يفزعون إلى الله، وعرضت على النبي عليه الصلاة والسلام الجنة والنار في هذا المقام، يقول: "فلم أرَ يوماً قط أفظع من هذا اليوم" ؛ حيث عرضت النار عليه حتى صارت قريبة فتنحى عنها، أي: رجع القهقهرى خوفاً من لفحها ، سبحان الله! فالأمر عظيم! أمر الكسوف ليس بالأمر الهين، كما يتصوره الناس اليوم، وكما يصوره أعداء المسلمين حتى تبقى قلوب المسلمين كالحجارة، أو أشد قسوة والعياذ بالله.
يكسف القمر أو الشمس والناس في دنياهم، فالأغاني تسمع، وكل شيء على ما هو عليه لا تجد إلا الشباب المقبل على دين الله أو بعض الشيوخ والعجائز، وإلا فالناس سادرون لاهون، ولهذا لا يتعظ الناس بهذا الكسوف لا بالشمس ولا بالقمر مع أنه أمر هام، ويجب الاهتمام به .(الشرح الممتع)
ولو كان الكسوف ظاهرة طبيعية وأمر عادي لم فزع عليه الصلاة والسلام منه! كما جاء في بعض الروايات:"فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة". قال ابن حجر-رحمه الله- ( فلو كان الكسوف بالحساب لم يقع الفزع).
حتى أنه عليه الصلاة والسلام كما جاء في بعض الروايات:أخطأ بدرع حتى أدرك بردائه. ومعناه كما يقول النووي-رحمه الله- ( أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهواً ، ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف ، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به).
وقد وردت أحاديث عظيمة كلها عندما كسفت الشمس ، فأحاديث فتنة القبر ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عندما كسفت الشمس ، فبعد أن انتهى عليه الصلاة والسلام قال ماشاء الله أن يقول ، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.رواه البخاري
كما أنه عليه الصلاة والسلام رأى الجنة والنار في صلاته ، يقول عليه الصلاة والسلام:"ورأيت النار فلم أرَ كاليوم منظراً قط ، ورأيت أكثر أهلها النساء" قالوا:بم يا رسول الله؟ قال:"بكفرهن" قيل:أيكفرن بالله؟ قال:"يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت:ما رأيت منك خيراً قط".رواه البخاري ومسلم
ورأى عليه الصلاة والسلام المرأة التي عُذبت في هرة. وذكر فتنة المسيح الدجال.رواه أبوداود
وحث على التوبة فقال عليه الصلاة والسلام:"أما بعد فإن رجالاً يزعمون أن كسوف هذه الشمس ، وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم عن مطالعها ، لموت رجال عظماء من أهل الأرض ؛ وإنهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده ، فينظر من يحدث منهم توبة".
والمتأمل في الأحاديث الواردة في الكسوف وبيان عظم شأنه وخطره ؛ لأنه يخشى أن يكون سبب من أسباب العذاب ، يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى ماينفعنا ، وما علينا فعله إذا كسفت الشمس ، فحثنا على:
(1) الصلاة ..
(2) الصدقة ..
أمرنا عليه الصلاة والسلام بالصدقة ، قال صاحب عون المعبود: ("وتصدقوا" فيه إشارة إلى أن الأغنياء هم المقصود بالتخويف).
(3) الدعاء ..
عن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ" . رواه البخاري ومسلم
يقول صاحب عون المعبود (أمر بالدعاء لأن النفوس عند مشاهدة ماهو خارق للعادة تكون معرضة عن الدنيا فتكون أقرب للإجابة).
(4) ذكر الله والاستغفار قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- : (وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء).
(5) العتق ..
وإذا لم يكن في هذا الزمان رقابٌ تُعتق ، فيُعمل بالأولى وهو عتق النَّفس مِن الإثم ، ومِن النار ، والإنسان عبدٌ لربِّه فليسارع ليحرِّر نفسَه مِن عبوديَّة الهوى والشيطان ، ولعل هذه المناسبة أن تعيد العقول إلى أصحابها فيتخلوْن عن قتل الأبرياء ، وظلم الأتقياء ، وتلويث عرض الأنقياء ، وهضم حقوق الأخفياء.
عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ : "لَقَدْ أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ" . رواه البخاري
(6) التعوذ بالله من عذاب القبر..
فأحاديث فتنة القبر ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عندمـــا كسفت الشمس ، فبعد أن انتهى عليه الصلاة والسلام قال ماشاء الله أن يقول ، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.رواه البخاري
يقول ابن حجر-رحمه الله-: (مناسبــة التعــوذ عند الكســوف أن ظلمة النهـار بالكسـوف تشـابه ظلمة القبـر ، وإن كان نهـاراً ، والشيء بالشيء يذكر ، فيخـاف من هذا كمـا يخـاف من هـذا ، فيحصـل الاتعـاظ بهـذا في التمسك بما ينجي من غائلة الآخرة).
فكل هـذه الأمـور تدل على أن الكسوف إنمـا كـان بسبب المعاصي ، فلا يزول إلا بالتخلص منها ، وتكفيرها.
قال ابن حجر-رحمه الله-: (فكـل ما ذكـر من أنـواع الطـاعة يرجى أن يدفـع به ما يخشـى من أثر ذلك الكسـوف) ، وقال أيضاً : (من حكمة وقوع الكسوف تبيين أنموذج ما سيقع في القيامة).
المصدر
تعديل التعليق