توقيت الحديث عن الهجرة والمحاسبة ببداية ونهاية العام(قضية للنقاش)
أبو عبد الرحمن
المشاهدات 13010 | التعليقات 22
كلام جامع في بابه، ماتع في لبابه..
وأثابكم الله شيخنا الكريم,,
يحسن بمن أراد أن يبدع أن يتذكر هذا التعريف للبدعة قبل المبالغة في التثريب على فعلٍ دون تأمل .
وكما ذكر الشيخ لو أنا بدعنا كل من استغل مناسبة لتذكير الناس ، لما سلم لنا أحد .
" وكذلك جعلناكم أمة وسطًا "
وما فعله الشيخ عبدالله المهنا في إجابته هو مما يسمى بأسلوب الحكيم ، فجزاه الله خيرًا .
لا عطر بعد عروس .
أو لنقل :
قطعت جهيزة قول كل خطيب .
والظاهر أن الخطباء الذين يفعلونه لا يقصدون تعبدًا ولا يعتقدون مزية خاصة بقدر ما هم قد وجدوا المناسبة فرصة سانحة فاهتبلوها ، ومع هذا فلا مانع من تنبيههم على ما هو خلاف الأولى ، أو ما قد يكون بذرة لبدعة أو يدعو الناس لاعتقاد ما لا يصح .
نسأل الله أن يوفقنا لاقتفاء السنة واتباع الهدي وأن يجنبنا البدع والمحدثات .
[align=justify]
حينما قرأت كلام الشيخ الشريم في الكتاب وقت صدوره .. جال في خاطري كثير من هذه التساؤلات وخصوصا مدى مشروعية - الالتزام - بالحديث عن كل مناسبة : النصف من شعان ، الإسراء والمعراج ، ونهاية العام ، وأغلب خطب المناسبات على هذا .
وقد قرأت كلاما للشيخ الطنطاوي رحمه الله في ذكرياته عن الاحتفال بالمولد وأبان عن خطأ من يفعل فيه الأشياء غير اللائقة من رقص وغير ذلك .. إلا أنه لم يثرب على ( الاحتفاء ) بهذه المناسبة وذكر شيء من سيرة الرسول ومناقبه والقراءة في ذلك .. وكذا قال د.محمد عبده يماني ورأيه معروف في مسألة المولد .
فهل هناك تحقيق دقيق في هذه المسألة يفرق بين الجائز وغيره ؟!
أعتقد أن الشيخ الحقيل ربما كان لديه مثل هذه الفوائد النفيسة ، فننتظر منه مداخلة تشفي الغليل .
[/align]
لا شك في بدعية الاحتفال بالمولد .
الشيخ عبدالله سلمه الله ..
يبدو أنك فهمت أن الكلام والنقاش هنا على بدعية المولد من عدمه !
وهذا خلاف المقصود بالبحث هنا - ولهذا علا الصوت باعتبار كبر حجم الخط -
البحث - رعاك الله - عن مشروعية الالتزام بالحديث في أوقات المناسبات عن المناسبة نفسها .. تذكيراً بها أو ترغيباً أو ترهيباً .. والنقل لأجل مناسبة السياق .
وفقك الله ..
منقول من المقال الموسوم بـ: الموعظة بمناسبة انتهاء العام الهجري
أشكر الإخوة الأكارم على نقاش هذه المسألة، واستجابة لطلب أخينا أبي العنود -وفقه الله تعالى- المشاركة في ذلك برأيي أقول وبالله التوفيق ومنه العون والسداد:
أولاً: هذه من المسائل الاجتهادية التي لا يقطع فيها بحكم؛ ولذا لا بد أن تختلف أنظار العلماء والدعاة فيها، ويجب أن تتسع الصدور للخلاف فيها.
ثانياً: لا أرى مانعاً من الحديث عن الهجرة في أول العام أو في وقتها، ولا من الحديث عن المحاسبة في نهاية العام أو بدايته، ولا أرى أن ذلك يدخل في البدعة التي تعريفها:طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصَد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ....لكن لو أصبحت الهجرة عيداً أو أرأس السنة الهجرية عيداً للزم الامتناع عن الحديث عنها لقطع التوهم بجواز العيد البدعي، أو لزم التنبيه -أثناء الحديث عنها- على حرمة اتخاذها عيداً، أما التذكير بالهجرة وربطها بالتاريخ الهجري الذي مناسبته تكون في أول العام، أو الحديث عن المحاسبة في نهاية العام فلا يدخل في تعريف البدعة لا من قريب ولا من بعيد. ومثله كذلك الحديث عن الغزوات في أوقاتها، أو أحداث العام في نهايته، ونحو ذلك.
ثالثاً: الأسباب التي تحدد موضوع الخطبة على نوعين:
الأول: أسباب قدرية ومنها: النوازل الكونية مثل: الزلازل والفيضانات ونحوها، وكذلك التواريخ مثل وقوع الأحداث والغزوات في تاريخ معين.
الثاني: أسباب شرعية ومنها المناسبات الدينية، مثل: رمضان والحج ونحوها.
وإذا وجدت الأسباب للحديث عن موضوع معين، ولم يؤد إلى محذور فلا مانع منه، وأما توسيع مفهوم البدعة لتتناول ذلك فغير صحيح.
رابعاً: احتجاج المانعين بأنه التزام بلا دليل غير صحيح؛ لأنه التزام بسبب كوني أو شرعي فلا يمنع منه. أما كون الهجرة وقعت في ربيع لا في محرم فيحصل بسببه الإلباس؛ فصحيح إذا لم يربط الخطيب بين الهجرة والتاريخ الهجري، أما إذا ربط بينهما انتفت علة المنع، ولو بين الخطيب أن الهجرة ما وقعت في محرم انتفى تعقبهم.
وأما قولهم: إن سنة كل شخص تنتهي بوقت ميلاده فصحيح، لكن نهاية العام علامة مؤثرة يستوي الناس كلهم فيها، ويتأثرون بها، ويجعلونها آية على قدرة الله تعالى في تسيير الزمن، كما يكثر حديثهم عن ذهاب أعمارهم، فهل يمنع الخطيب من استغلال هذا التأثر في الناس بالتأثير فيهم بالحديث عنه لمجرد ظنون وتوهمات بالبدعة أو الحوم حول حماها؟! أظن عدم صحة ذلك.
خامساً: يلزم من يمنع ذلك أن يطرد أصل المنع في كل ما لا دليل عليه ومن ذلك:
1- لم يأت دليل على تخصيص رمضان بخطب عن الصيام أو عن فضائل رمضان، أو عن الزكاة باعتبار أن كثيرا من الناس يوقتون إخراج زكاتهم في رمضان، والمانعون كانوا ولا زالوا يخطبون عن هذه الموضوعات ويلتزمونها في كل عام بلا دليل يدل على التزامها. ومثل ذلك كل المناسبات الشرعية: الحج، وعرفة، وعشر ذي الحجة، وعاشوراء، والصيام في شعبان، والصيام في محرم، وغير ذلك.
2- لم يأت دليل على التزام الحديث عن النوازل كلما وقعت، فإذا تكررت الزلازل، والتزم الخطيب الحديث عنها في كل مرة تقع يكون قد التزم بشيء لا دليل على التزامه، ومثل ذلك الفيضانات، والبراكين، والقحط، والكسوف ونحوها.
3- درج الخطباء على إنكار البدع الحولية في كل عام كالمولد والإسراء والنصف من شعبان، وغالبهم يختار الحديث إما عن البدع وآثارها، ويلتزمون ذلك في كل عام مع أنه لا دليل على ذلك، أو يختارون موضوعاً في السيرة أو فضائل النبي عليه الصلاة والسلام، مع أنه لا دليل على التزام ذلك.
فإن قيل: وجدت الأسباب الشرعية أو الكونية للحديث عنها والتزام ذلك، قيل: وكذلك وجد السبب الكوني للحديث عن الهجرة أو المحاسبة في آخر العام بكون الحدث المتكلم عنه وقع في ذلك التاريخ.
ولو قيل بلوازم هذا القول لأصبحت الخطبة في واد وحاجات الناس في واد آخر، ولفقدت الخطبة أهميتها عند الناس، ومعلوم أن الخطبة شرعت لتذكير الناس بما يحتاجون...
أكتفي بهذا القدر، واعتذر عن التقصير، وأستغفر الله تعالى من النقص والزلل والخطأ، وأوكد على أن ما ذكرته صواب يحتمل الخطأ، وما ذكره الإخوة المانعون خطأ يحتمل الصواب.. وبالله التوفيق.
الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل
شكر الله تعالى لك يا أبا عبد الرحمن، والتعريف الذي ذكرته أنا في تعريف البدعة هو تعريف الشاطبي رحمه الله تعالى، وليست الموضوع تعريف البدعة، وإنما تنزيل بعض أعمال الخطباء عليها، فهل الحديث عن نهاية العام أو الهجرة أو نحو ذلك من البدعة أم لا؟ هذا هو الموضوع بارك الله تعالى فيك.
تعديل التعليق