بداية عام ومحاسبة النفس

جابر السيد الحناوي
1430/12/25 - 2009/12/12 07:23AM
بســم الله الرحمــن الرحــيم

[glint]
بداية عام ومحاسبة النفس

[/glint]
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" ( آل عمران : 102 )
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " ( النساء : 1 )
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " ( الأحزاب : 70 )
أما بعد ...
بعد أيام يغرب عنا عام هجرى كامل ، أودعناه ما أودعناه من صالح العمل أو سيئه ، وملأنا خزائنه بما عملناه من خير أو شر ، فمن أودعه صالح العمل فالخير بشراه ، ومن فرط فيه فأحسن الله في عمره عزاه ، وسوف تطوى صحائف هذا العام ، و تكنز هذه الخزائن وتحفظ ، ولا يعاد فتحها إلا يوم الوقوف بين يدى الله سبحانه وتعالي:
" يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "( [1] )
" يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "( [2] )
" يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا ... " ( [3] )
ولابد للمسلم فى مثل هذه الأحداث من وقفات ، وقفات مع النفس يحاسبها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" ( [4] )
وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه ، وأنه ينبغي له أن يتفقدها ، فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه ، والتوبة النصوح ، وإن رأى نفسه مقصرا في أمر من أوامر الله ، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه ، وإتقانه ، ويقايس بين تقصيره وبين منن الله عليه وإحسانه ، فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة. ( [5] )
وأصحابُ القلوب السليمة والعقول الواعية عرفوا أن الله سبحانه وتعاليسيحاسبنا على كل شيء .. على الأنفاس والحركات ، على الصغير والكبير ، والفتيل والقطمير " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه "( [6] )
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم" " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ "( [7] )
فينبغي للعاقل أن يكون له في يومه ساعة يحاسب فيها نفسه ، كما يحاسب الشريك شريكه في شئون الدنيا ، إذ كيف لا يحاسب الإنسان نفسه في سعادة أوشقاوة الأبد.
علي العبد أن يفرغ قلبه ساعة لمحاسبة نفسه ، فيقول لها مالي بضاعة إلا العمر ، ولو توفاني الله لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا يوماً حتى أعمل صالحاً ، ومن ثم يدفع نفسه إلي فعل الخيرات ليكون من الرابحين.
يروي أن أحد التابعين وقد بلغ من العمر 60 سنة جلس يحاسب نفسه ، فحسب ايام عمره فوجد أنها زادت على العشرين الف يوم ... فصرخ : الله اكبر .. وقال : ياويلتا لو عصيت الله في اليوم بذنب واحد ، ءالقى ربي بعشرين الف ذنب ؟ فكيف لو كان في اليوم عشرة ذنوب أو مائة ذنب ؟ ثم خر مغشيا عليه .
أصحابُ القلوب السليمة عرفوا أن الله سبحانه وتعالي لهم بالمرصاد ، وأنه لن يُنجيهم إلا لزومُ المحاسبة ... محاسبة النفس .
وأنت يا أخى
قف مع نفسِك واسألها ، وحاسبها محاسبة الغريم ، فإنك إن لم تحاسبها اليوم ، أهلكتك غدا ، سلها عن الفرائض ، سلها عن النوافل ، سلها عن الصيام ، وعن الحج والاعتمار ، وعن الزكاة والإنفاق ، و سلها أولا عن العقيدة المحمدية الصحيحة ، الخالصة من شوائب الشرك ، الخالصة من البدع والخرافات ، سلها أين أنت من عقيدة رسول الله صلي الله عليه وسلمومن عقيدة سلف هذه الأمة الذين تلقوها صافية جلية واضحة ، من غير رتوش ، و من غير تلاعب ، و من غير تعصب أعمى لمذهب من المذاهب ، أو فرقة من الفرق ، أو نحلة من النحل ، أو حزب من الأحزاب ... وإنما كما جاءت عن الله سبحانه وتعاليفى كتابه العزيز وسنة نبيه المصطفى صلي الله عليه وسلم وليست كما جاءت فى كتب ومطبوعات أصحاب الفرق والمذاهب الضالة الذين وصفهم الله سبحانه وتعالي بقوله : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ..." ( [8] ) و ذمهم سبحانه وتعالي فقال : " فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " ( [9] )
حاسب نفسك ... قف مع نفسِك واسألها ، سلها و حاسبها عن الخسائر فى المعاصى والذنوب : سل عينك ماذا ترى ؟ سل أذنك ماذا تسمع؟ وسل لسانك بم ينطق ؟ سل يدك أين تمتد ؟ وسل رجلك أين تخطو ؟ سل فرجك أين يقع ؟ سل بطنك ماذا تأكل ؟
قال الفضيل بن عياض : من حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه ، وحضر عند السؤال جوابه ، وحسن منقلبه ومآبه ، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته ، وطالت في عرصات القيامة وقفاته ، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته ، وأكيس الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها ، وعمل لما بعد الموت ، واشتغل بإصلاح عيوبه وزلاته .
حاسب نفسك اليوم ... حاسب نفسك وأصلح الماضى : إن كنت أخطأت فعليك بالاستغفار والندم والتوبة والإقلاع عن الذنوب ، وصحح المستقبل : بالعزم والنية الخالصة على عدم مقارفة الذنوب ، وعلى الاستمرار والثبات على دين الله .
ولا تمر بك الأيام هكذا وأنت غارق في أمور الدنيا ، لا تدرى كيف تحاسب نفسك ، وإنما همك فقط الراتب والمعاش والسكن ، وكافة أمورك المادية تصلحها .
أما قلبك ، إيمانك ، عملك الصالح ، معاصيك ... فلا تراجع نفسك فيها .
والله ... ما ينفعك بعد هذه الحياة الدنيا إلا ما قدمت من عمل صالح ، أما مالك ، أما أولادك ، أما وظيفتك ، أما تجارتك ، التى تصرف لها وتصرف لهم جـُلَّ اهتمامِك ووقتِك ، فهذه كلها لا تنفع يوم القيامة : " وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ "( [10] )
إن قوماً فى هذه الدنيا حاسبوا أنفسهم ، فخف عليهم الحساب يوم القيامة ، وإن قوما غفلوا فكانت عاقبة أمرهم سوءا ؛ لأن المحاسبة أيها الإخوة أمر منطقى وعقلى تقوم عليه جميع أنظمة البشر ، مامن دولة إلا ولها ميزانية ، ما من مؤسسة أو شركة إلا لها ميزانية ، تحاسب نفسها فى نهاية العام على الإيرادات والمصروفات ، وعلى الخسائر والأرباح ... بل ما من رجل منا فى بيته إلا وعنده ميزانية ، كل واحد منا يعرف كم دخله ، وكم يصرف ، وكم يوفر ، وكم تحتاج مشروعاته المستقبلية ... هذه أيضا ميزانية ولكن بشكل مبسط ... فكلها ميزانيات للدنيا .
يقولون فى المثل : من أكل ولم يحسب ، افتقر ولم يعلم ، الذى يكون هكذا بدون محاسبة ولا إجراءات ، يقوم يحاسب نفسه فيجد نفسه غارقا فى الديون ، وعندها يقول يا ليتنى حاسبت نفسى منذ البداية .
كذلك الذى يعيش فى هذه الدنيا بدون حساب مع الله ، يغرق فى الذنوب ، وهولا يدرى ، ولذلك لابد أن تعرف مركزك ، وكما هو معروف فى الحسابات هناك ما يسمى بالمركز المالى ... المركز المالى للمؤسسة أو الوزارة أو الشركة ... حسابات : إيرادات ومصروفات ، خسائر وأرباح ، وبعدها يعالجون الأوضاع ، إذا وجدوا المؤشرات تشير إلى وجود خسائر، يعملون فورا من أجل تلافى هذه الخسائر ليكون المركز المالى مستو .
والمؤمن أيضا عليه أن يحاسب نفسه ، فالطاعة والفرائض هى رأس المال ، والمعاصي هي الخسائر ، والنوافل هي الأرباح ، وليعلم أنّ كلَّ نَََفَسٍٍ من أنفاس العمر جوهرةٌ نفيسة يمكن أن يشتري بها كنزا من كنوز الآخرة.
حاسب نفسك قبل أي عمل تقوم به ، هل هو لله أم لدنيا أم لشهوة ؟ فإن كان لله فاستعن بالله ، ثم حاسب نفسك أثناء العمل وأخلص النية ، ثم حاسب نفسك بعد العمل أن لا يخالطه عجب ولا رياء ، ثم استغفر من كل نقص .
ومن فوائد محاسبة النفس أنها تذكر الإنسان بالله ، وتبعث فيه الاستعداد للقاء الله عز وجل الذي سوف يكون بين يديه الحساب .
ومن فوائد محاسبة النفس إنها تعرِّف الإنسان بنعم الله عليه فيشكرها ، ويستخدمها في طاعة الله ، ويحذر من التعرض لأسباب زوالها قال سبحانه وتعالي : " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " ( [11] )
فبداية المحاسبه أن يقيس العبد ويوازن بين نعم الله عليه ، من عافية وأمن وستر وغنى ... الخ وبين ذنوبه ، فحينئذٍ يظهر التفاوت فيعلم العبد أن ليس له إلا عفوُ الله ورحمتُه أوالهلاك.
وبهذه المحاسبة يعلم العبد أن الرب رب بكرمه وعفوه وجبروته وعظمته ، وأن العبد عبد بذله وضعفه وفقره وعجزه ، وأن كلَّ نعمة من الله فضل ، وكلَّ نقمة منه عدل .
وكلما عرف الأنسان ربه حق المعرفة ، عرف أن ما معه من البضاعة والطاعة ، مهما عظمت وكبرت ، لا تساوي شيئا ولو جاء بعمل الثقلين .
حاسب نفسك لتعرف رصيدك من الخير والشر، لتري موقفك من الأرباح والخسائر فى ذلك العام المنصرم ، فإن وجدت ــ بعد المحاسبة ــ أن كل شيء عندك سليم ، وأنك تسير علي الطريق المستقيم ،"عَلَى الْبَيْضَاءِ " التى تركها لنا رسولنا صلي الله عليه وسلم " لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا " ( [12] ) ، إذا وجدت كل شيء عندك سليم ، فاحمد الله ، واطلب من الله أن يزيدك ، وأن يثبتك .
أما إذا رأيت خللا ، أو مؤشرا بأن هناك نقص عندك ، فسارع إلي تصحيح الوضع ما بقى من عمرك ، فإن عمر المؤمن لا قيمة له إلا بما يعمره من العمل الصالح ، فرحم الله عبدا اغتنم أيام القوة والشباب ، وأسرع بالتوبة والإنابة قبل طي الكتاب ، وأخذ نصيبا من الباقيات الصالحات ، قبل أن يتمنى ساعة واحدة من ساعات الحياة .
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد ... فرب غد يأتي وأنت فقيد
[align=center]*** *** ***[/align]
عباد الله
بعد أيام ينصرم من أيام الحياة عام هجري قد مضت أيامه ولياليه ، شاهدا لكم أو عليكم بما أودعتموه ، وطويت صحائفه وما تحويه ، وليس من سبيل إلي ما تلف فيه إلا بالتوبة النصوح ، التوبة الصادقة المقرونة بالندم علي ما سلف وكان ، والرجوع إلى الملك الديان .
نودع عاما ونستقبل عاما جديدا ، فانظروا لأنفسكم مادمتم في زمن الإمهال ، واغتنموا في حياتكم صالح الأعمال ، " وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ( [13] )
فعلينا أن نجدد العزم علي تقوى الله ، فإنها طوقُ النجاة من المخاوف ، وأن نتمسك بكتاب الله ، وسنة نبيه الكريم ، فإن فيهما ما يكفل السعادة والسيادة .
واعلموا أن شهر المحرم الذى يظلنا بعد أيام ، هو شهر مبارك كان رسول اللهصلي الله عليه وسلم يحث فيه على الصيام ، ولم يثبت فى هذا الشهر شيء من فضائل الأعمال إلا الصيام ، ففى صحيح مسلم أن رسولصلي الله عليه وسلمقال : " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ..." ( [14] ) هذا الحديث فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم بعد رمضان ، فعلى المسلم أن يتقيد بما جاء عن رسول صلي الله عليه وسلم وأن يكثر من الصيام فى هذا الشهر، مع لزوم الاستغفار " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " ( [15] )

[glint]وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .[/glint]
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )




[1] الشعراء 88 ، 89

[2] النحل 111

[3] آل عمران 30

[4] الحشر 18

[5] تفسير السعدي 1 / 853

[6] الزلزلة 7، 8

[7] الحاقة 18 ، وتفسير ابن كثير 1 / 134

[8] الأنعام من الآية 159

[9] المؤمنون 53

[10] سـبأ 37

[11] إبراهيم 7

[12] سنن ابن ماجه 1 / 50

[13] سورة الزمر الآيات 54 - 56

[14] صحيح مسلم بشرح النووى ج 6 ص 63

[15] سورة هود الآية52
المشاهدات 5463 | التعليقات 2

@جابر السيد الحناوي 1722 wrote:

ولم يثبت فى هذا الشهر شيء من فضائل الأعمال إلا الصيام ، ففى صحيح مسلم أن رسولصلي الله عليه وسلمقال : " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ..." ( [14] ) هذا الحديث فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم بعد رمضان ، فعلى المسلم أن يتقيد بما جاء عن رسول صلي الله عليه وسلم وأن يكثر من الصيام فى هذا الشهر، مع لزوم الاستغفار





لا سيما أن فيه يومٌ صيامه يكفر سنة كاملة ، ذلك هو يوم عاشوراء ، فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : " يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ " ( [1] ) وقد حث r أيضا على صيام اليوم التاسع معه لقوله r : "... َإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ " ( [2] )
والصائم لاترد دعوته فاجعلوا بعض دعائكم لأهل لمصر ... مصر التي أبهرت العالم أجمع ـ فى أول مرحلة إنتخابية إن دلت على شئ إنما تدل على عظمة الشعب بكل طوائفة ومؤسساته وهيئاته ، وأن هذا الشعب يعرف طريقه جيدا حينما تتاح له الفرصة الحقيقية للتعبير عن رأيه ... فهذه هي نتائج انتخابات المرحلة الأولي تعكس رغبة أغلبية المجتمع في اختيار الإسلام كمعبر آمن ومضمون لإنقاذ مصر من محنتها الحالية التي لا يرضي بها حبيب .
لقد صوتت الغالبية لصالح التيار الاسلامي ، وقد رأينا أن هذا يزعج التيارات الأخري الديموقراطية والليبرالية الموالية للغرب ، فسارعوا بشـن الهجوم علي الإسلام ، بعد أن أحسوا أن الشارع السياسي يلفظهم ، رغم كل ملايين دولارات أمريكا التي أنفقوها في حربهم لنشر ديموقراطيتهم القذرة وليبراليتهم المنحلة ... يفزعون الناس من الإسلام ، في مصطلح مخترع جديد أسموه : " معادلة تركيبة الشارع المصري " ... إن المرء ليعجب من أمر هؤلاء المخدوعين والضالين ... إما أن يوصلهم الشعب إلي مراكز الحكم وإلا فإن الشعب يسـتحق فرض الوصاية عليه .
فنسأل الله سبحانه وتعالي أن يرد كيدهم إلي نحورهم ، وأن يفرق شملهم ، وأن يجمع قلوب الأحزاب المسلمة التي خاضت هذه الانتخابات علي كلمة سواء تجمع الشـمل وترد كيد الأعداء .
كما نسأل الله عز وجل أن ينجي المستضعفين من المؤمنين فوق كل أرض وتحت كل سماء ، إنه ولي ذلك كله والقادر عليه .

[1] صحيح مسلم ج 6 ص 56

[2] صحيح مسلم ج 5 ص 479


ومن منطلق محاسبة النفس علي المؤمن أن يرقب الجوارح مخافة أن تبدو من اللسان كلمة ، أو من القلب تسخط ، وأحق الأشياء بالضبط اللسان والعين ، فترك اللسان يحصد في كل أرض يورد موارد التهلكة ، وإطلاق البصر في المحرم ينغص السعادة ، ويُكّدر العيش •