رحمة وليس كارثة (سيل جدة) اقتراح فما رأيكم؟
أبو عبد الرحمن
1430/12/21 - 2009/12/08 08:46AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
درج أسلافنا على تسمية الوباء الذي اجتاح البلاد قبل قرابة قرن من الزمان (سنة الرحمة) استرواحا لحديث البخاري:5402 حدثنا إسحاق أخبرنا حبان حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرتنا أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد تابعه النضر عن داود ،
ومن هذا المنطلق قد يناسب أن نطلق ذلك على سيل جدة ولما صح عنه صلى الله عليه وسلم في نحو ذلك من البلايا حيث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ( أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنما عذابها في الدنيا الفتن و الزلازل و القتل و البلايا.)تخريج الألباني
(صحيح) حديث رقم: 1396 في صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم:
(أمتي هذه أمة مرحومة ، ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا ، الفتن ، والزلازل ، والقتل )الراوي: أبو موسى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4278
خلاصة الدرجة: صحيح
وهذه جولة في معناه من عون المعبود
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا كثير بن هشام حدثنا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال
قال رسول الله صلىالله عليه وسلم أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل
عون المعبود شرح سنن أبي داود
( أمتي هذه )
: أي الموجودون الآن وهم قرنه أو أعم
( أمة مرحومة )
( أمة مرحومة )
: أي مخصوصة بمزيد الرحمة وإتمام النعمة , أو بتخفيف الإصر والأثقال التي كانت على الأمم قبلها من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة
( ليس عليها عذاب في الآخرة )
: أي من عذب منهم لا يعذب مثل عذاب الكفار قال المناوي : ومن زعم أن المراد لا عذاب عليها في عموم الأعضاء لأن أعضاء الوضوء لا يمسها النار فتكلف مستغنى عنه . وقال صاحب فتح الودود أي إن الغالب في حق هؤلاء المغفرة . وقال القاري في المرقاة : بل غالب عذابهم أنهم مجزيون بأعمالهم في الدنيا بالمحن والأمراض وأنواع البلايا كما حقق في قوله تعالى ( من يعمل سوءا يجز به ) : انتهى
( عذابها في الدنيا الفتن )
: أي الحروب الواقعة بينهم
( والزلازل )
: أي الشدائد والأهوال
( والقتل )
: أي قتل بعضهم بعضا , وعذاب الدنيا أخف من عذاب الآخرة . قال المناوي : لأن شأن الأمم السابقة جار على منهاج العدل وأساس الربوبية وشأن هذه الأمة ماش على منهج الفضل وجود الإلهية .
قال القاري وقيل الحديث خاص بجماعة لم تأت كبيرة ويمكن أن تكون الإشارة إلى جماعة خاصة من الأمة وهم المشاهدون من الصحابة أو المشيئة مقدرة لقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال المظهر : هذا حديث مشكل لأن مفهومه أن لا يعذب أحد من أمته صلى الله عليه وسلم سواء فيه من ارتكب الكبائر وغيره , فقد وردت الأحاديث بتعذيب مرتكب الكبيرة اللهم إلا أن يؤول بأن المراد بالأمة هنا من اقتدى به صلى الله عليه وسلم كما ينبغي ويمتثل بما أمر الله وينتهي عما نهاه . وقال الطيبي رحمه الله : الحديث وارد في مدح أمته صلى الله عليه وسلم واختصاصهم من بين سائر الأمم بعناية الله تعالى ورحمته عليهم وأنهم إن أصيبوا بمصيبة في الدنيا حتى الشوكة يشاكها أن الله يكفر بها في الآخرة ذنبا من ذنوبهم , وليست هذه الخاصية لسائر الأمم ويؤيده ذكر هذه وتعقيبها بقوله مرحومة , فإنه يدل على مزية تمييزهم بعناية الله تعالى ورحمته , والذهاب إلى المفهوم مهجور في مثل هذا المقام , وهذه الرحمة هي المشار إليها بقوله : { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون } إلى قوله { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } انتهى .
قال القاري : ولا يخفى عليك أن هذا كله مما لا يدفع الإشكال فإنه لا شك عند أرباب الحال أن رحمة هذه الأمة إنما هي على وجه الكمال وإنما الكلام في أن هذا الحديث بظاهره يدل على أن أحدا منهم لا يعذب في الآخرة , وقد تواترت الأحاديث في أن جماعة من هذه الأمة من أهل الكبائر يعذبون في النار ثم يخرجون إما بالشفاعة وإما بعفو الملك الغفار , وهذا منطوق الحديث ومعناه المأخوذ من ألفاظه ومبناه وليس بمفهومه المتعارف المختلف في اعتباره حتى يصح قوله إن هذا المفهوم مهجور , بل المراد بمفهومه في كلام المظهر المعلوم في العبارة ثم قول الطيبي رحمه الله , وليست هذه الخاصية وهي كفارة الذنوب بالبلية لسائر الأمم يحتاج إلى دليل مثبت ولا عبرة بما فهم من المفهوم من قوله عذابها في الدنيا الفتن إلى آخره , فإنه قابل للتقييد بكون وقوع عذابها بها غالبا انتهى .
قال المنذري : في إسناده المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي استشهد به البخاري وتكلم فيه غير واحد .
وقال العقيلي : تغير في آخر عمره في حديثه اضطراب .
وقال ابن حبان البستي : اختلط حديثه فلم يتميز فاستحق الترك . انتهى كلام المنذري .
والحديث أخرجه الحاكم وصححه وأقره الذهبي وفي مقدمة الفتح عبد الرحمن الكوفي المسعودي مشهور من كبار المحدثين إلا أنه اختلط في آخر عمره .
وقال أحمد وغيره من سمع منه بالكوفة قبل أن يخرج إلى بغداد فسماعه صحيح انتهى والله أعلم.
( ليس عليها عذاب في الآخرة )
: أي من عذب منهم لا يعذب مثل عذاب الكفار قال المناوي : ومن زعم أن المراد لا عذاب عليها في عموم الأعضاء لأن أعضاء الوضوء لا يمسها النار فتكلف مستغنى عنه . وقال صاحب فتح الودود أي إن الغالب في حق هؤلاء المغفرة . وقال القاري في المرقاة : بل غالب عذابهم أنهم مجزيون بأعمالهم في الدنيا بالمحن والأمراض وأنواع البلايا كما حقق في قوله تعالى ( من يعمل سوءا يجز به ) : انتهى
( عذابها في الدنيا الفتن )
: أي الحروب الواقعة بينهم
( والزلازل )
: أي الشدائد والأهوال
( والقتل )
: أي قتل بعضهم بعضا , وعذاب الدنيا أخف من عذاب الآخرة . قال المناوي : لأن شأن الأمم السابقة جار على منهاج العدل وأساس الربوبية وشأن هذه الأمة ماش على منهج الفضل وجود الإلهية .
قال القاري وقيل الحديث خاص بجماعة لم تأت كبيرة ويمكن أن تكون الإشارة إلى جماعة خاصة من الأمة وهم المشاهدون من الصحابة أو المشيئة مقدرة لقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال المظهر : هذا حديث مشكل لأن مفهومه أن لا يعذب أحد من أمته صلى الله عليه وسلم سواء فيه من ارتكب الكبائر وغيره , فقد وردت الأحاديث بتعذيب مرتكب الكبيرة اللهم إلا أن يؤول بأن المراد بالأمة هنا من اقتدى به صلى الله عليه وسلم كما ينبغي ويمتثل بما أمر الله وينتهي عما نهاه . وقال الطيبي رحمه الله : الحديث وارد في مدح أمته صلى الله عليه وسلم واختصاصهم من بين سائر الأمم بعناية الله تعالى ورحمته عليهم وأنهم إن أصيبوا بمصيبة في الدنيا حتى الشوكة يشاكها أن الله يكفر بها في الآخرة ذنبا من ذنوبهم , وليست هذه الخاصية لسائر الأمم ويؤيده ذكر هذه وتعقيبها بقوله مرحومة , فإنه يدل على مزية تمييزهم بعناية الله تعالى ورحمته , والذهاب إلى المفهوم مهجور في مثل هذا المقام , وهذه الرحمة هي المشار إليها بقوله : { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون } إلى قوله { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } انتهى .
قال القاري : ولا يخفى عليك أن هذا كله مما لا يدفع الإشكال فإنه لا شك عند أرباب الحال أن رحمة هذه الأمة إنما هي على وجه الكمال وإنما الكلام في أن هذا الحديث بظاهره يدل على أن أحدا منهم لا يعذب في الآخرة , وقد تواترت الأحاديث في أن جماعة من هذه الأمة من أهل الكبائر يعذبون في النار ثم يخرجون إما بالشفاعة وإما بعفو الملك الغفار , وهذا منطوق الحديث ومعناه المأخوذ من ألفاظه ومبناه وليس بمفهومه المتعارف المختلف في اعتباره حتى يصح قوله إن هذا المفهوم مهجور , بل المراد بمفهومه في كلام المظهر المعلوم في العبارة ثم قول الطيبي رحمه الله , وليست هذه الخاصية وهي كفارة الذنوب بالبلية لسائر الأمم يحتاج إلى دليل مثبت ولا عبرة بما فهم من المفهوم من قوله عذابها في الدنيا الفتن إلى آخره , فإنه قابل للتقييد بكون وقوع عذابها بها غالبا انتهى .
قال المنذري : في إسناده المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي استشهد به البخاري وتكلم فيه غير واحد .
وقال العقيلي : تغير في آخر عمره في حديثه اضطراب .
وقال ابن حبان البستي : اختلط حديثه فلم يتميز فاستحق الترك . انتهى كلام المنذري .
والحديث أخرجه الحاكم وصححه وأقره الذهبي وفي مقدمة الفتح عبد الرحمن الكوفي المسعودي مشهور من كبار المحدثين إلا أنه اختلط في آخر عمره .
وقال أحمد وغيره من سمع منه بالكوفة قبل أن يخرج إلى بغداد فسماعه صحيح انتهى والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي القرعاني
نقول -مستعينين بالله-: إنّ هذا الذي حلّ بأهل جدة قد يكون رحمة من ناحية أنّ لم يحلّ بهم ما هو أهول منه، وأشدّ وأنكى.
وأيضا هو عذاب في نفس الوقت من ناحية أن جدة معروفة بالذنوب من بين باقي مدن المملكة, ونسبة العقوبة الى الذنب والمعصية ليس بدعًا من القول؛ فقد كان السلف الصالح ينسبون أقل من هذه الكارثة الى أنفسهم, ويعلمون الذنب بأثره الواقع؛ قال أحد السلف: " إني لأجد أثر معصيتي في خلق دابتي وزوجتي ".
وقال سفيان الثوري رحمه الله: " حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته ".
وخير من هذا وذاك قول الله جلّ شأنه: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفُ عن كثير) الشورى، وقوله : ( ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم.
أمّا قول العامة الذي ذكرته ليس بشيء؛ لأن المعوّل عليه هو الشرع، ولكن لعلّه من باب تسيمة الولد المعاق سالما, وقول: (طهور) أو (سالم) عند زيارة المريض .
والله أعلى وأعلم، ولدينه أحكم,,
تعديل التعليق