ونحن أيضاً، سنصدعُ بالحقِّ***علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
أبو عبد الرحمن
المشرف على موقع الدرر السنية
[/URL]
المشاهدات 6656 | التعليقات 6
• فسَدُّ الذرائع - وهو حسم المواد المفضية إلى المفسدة - قد أخذ به علماء المؤسسة الرسمية في فتاواهم بالشروط المعتبرة تبعاً لجمهرة علماء الأمة قديماً وحديثاً، وقد أقام الإمام ابن القيم رحمه الله لهذا الأصل تسعة وتسعين شاهداً من الكتاب والسنة، ولكن تحقيق مناط هذا الأصل في الوقائع النازلة مما يسوغ فيه الاجتهاد. ثم إن العلماء أعرف بواقع الضغوط الدولية ومؤامرات المنظمات الحقوقية وتوصيات المؤسسات البحثية كتقرير "راند" والمطالبات الليبرالية مما يجعل المبالغة في سد الذرائع له ما يبرره، هذا على القول بالتسليم بالمبالغة أصلاً. فهل يُلام العلماء إذا سعوا إلى خير الأمة في وقت طغيان التبرج والانحلال تقليلاً للرذيلة والفاحشة. وهل من اللائق وصم العلماء بالمبالغة في الأخذ بهذا الأصل؟. إن اتهام العلماء بأنهم جعلوا أنفسهم "أوصياء على المجتمع" إنما تصدر من الذين ملؤا دنيا الصحافة والفضائيات ضجيجًا لا من طلبة العلم السلفيين!
أما الاختلاف غير السائغ فهو مجال الإنكار، فحينها يمكن أن يحكم عليه العلماء بالشذوذ (وتشذيذ الفتوى موجود قديماً)، وتفصيل هذا معلوم مشهور.
فليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا له حظٌ من النظر
يبقى هنا اختلاف وجهات النظر في سائغية الاختلاف من عدمها.
• أما الأعراف والعوائد، فإن لم تكن معارضة لأحكام الشريعة، وكانت حسنةً متسقة مع مقاصدها، فإنها معتبرة، فالعادة محكَّمةٌ، وشواهد الكتاب والسنة ناطقةٌ بذلك. ولكن الليبراليين(الإصلاحيين!) يسعون حثيثاً لطمس معالم الدين وأحكامه تحت شعار "هذه عادات وتقاليد لم يأت بها الدين".
• مسألة الاختلاط وحالاته : لقد نفى علمه بسبق أحدٍ إلى تناوله (طرحه) الشرعي، والواقع أن عددًا من أهل العلم والباحثين - كالشيخ د.لطف الله خوجه، له أبحاث ومقالات محررة منشورة في الإنترنت منذ سنوات، منها:"قولي في الاختلاط" و"المجروح" وغيرهما – قد سبقوا الشيخ حاتما في تحرير صور الاختلاط، وفرقوا بين الاختلاط الواقع للضرورة أو كان عابراً، وما كان منه مقصودا ومستديماً... إلخ. وكانت إجابات العلماء تنطلق بحسب الصورة المستفتى عنها، ويمكن الرجوع إلى فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله(10/35-43) وموقع الشيخين العثيمين، والفوزان في الإنترنت، وغيرهم.
• مسألة الطائفية: يكفي فيها موقف الشيخ القرضاوي – أخيراً - الصارخ المنذر المحذر من خطر الشيعة، فكان الواجب على الشيخ حاتم أن يوجه نداءه إلى الرافضة، فهم الذين يمارسون الطائفية كما في العراق وإيران، بل وفي التاريخ كله.
• مسألة التكفير ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: هناك ردود وكشف للشبهات المثارة حولها، منها: رد الشيخ بندر الشويقي، والشيخ سليمان الخراشي، بل والشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف وهو متخصص في دراسته العليا عن هذه الدعوة المباركة، وفنّد فيها دعاوى المناوئين لها. وقبل بضع سنين نبه بعض الأفاضل من طلبة العلم إلى إعادة النظر في بعض فتاوى "الدرر السنية" بأسلوب محترم ليس فيه استفزاز أو انفعال، وظلّ مقدّرا ومحترما من الجميع، بغض النظر عن صوابية وجهة النظر.
هذه الأمثلة تؤكّد بوضوح - ما ذكرته سلفاً - أن خصومة الشيخ إنما هي مع عامة العلماء وطلبة العلم، وليست مع المؤسسة الرسمية فحسب؛ لأن بعضها مما لم تتكلم فيه المؤسسة.
ثم أحقًّا أن المؤسسة الدينية الرسمية كانت ومازالت تعوِّق مسيرة الإصلاح المنشود (المزعوم)؟!
(7)
أتساءل : ما حقوقهم؟ أحقوقُ المواطنة؟! إنها مكفولةٌ لهم، فإن وقع تقصير عليهم، فغيرهم وقع عليه ذلك.
أم حقوقهم السياسية؟ هل من الكياسة والسياسة أن يتسنموا مناصب ذات حساسية في الدولة؟! ما تاريخ الوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي والبرامكة والفاطميين والصفويين وما يحدث الآن في العراق عنا ببعيد.
" أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا" ، "ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها(المؤسسة)" ، "ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة" ، "ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة"، " إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة" ، " فأصبح بعضُ من كان ينكر تلك الفتوى يتبجح الآن بالتفصيل". عجباً لأمر الشيخ! لم يعدْ لديه وقتٌ لمجاملة إخوانه ومخاطبتهم بكلمة رقيقة حكيمة؛ لأنها ستعرقل مسيرته الإصلاحية، التي مُنِيَتْ بخسائر متلاحقة!!.
أما الصدع بالحق علناً بصوت عالٍ أمام العلماء والتيار الديني السائد فقد رأيناه في هذا المقال. فهل سيتحفنا الشيخ ذات مرة بممارسة فضيلة الصدع بالحق أمام الحاكم – ولو بصوت منخفض - ولاسيما أنه عضو في مجلس الشورى؟
وهل حقُّ الصدع بالحق متاحٌ لكل أحدٍ أو أنه خاص بمن يمتلك مؤهلاته وأدواته وأساليبه؟
وهل جرَّب الشيخ إصلاح المؤسسة الدينية الرسمية بالاتصال بها رئيسا وأعضاء، فخاطبهم بصوت منخفض قبل أن يجأر به في مقال "الصدع بالحق"؟. تُرى لو كان الشيخ عضوا في هذه المؤسسة الرسمية أكان سيرضى بلهجة وأسلوب مقال حاتمٍ آخر ينتقد مؤسسته؟! أسئلة تتطلب المراجعة ومحاسبة النفس.
~
~
~
ولهذا ، كان الأولى بالشيخ إعمال النظر في "مآلات الأمور"، فإنه من الفقه المقاصدي المعتبر.
* أهلاً بك ياشيخ حاتم عضواً جديداً في نادي التنوير والنهضة ..
عبدالله التميمي
يبدي الدكتور الفاضل حاتم انزعاجه وتألمه من كون السلفيين يسرقون أفكاره، وأنهم يعارضونه أول الأمر ثم ينقلبون ويتبنون فكرته دون الإشارة لفضل سبقه.
المشكلة يادكتور حاتم أنك أنت قمت –للأسف- بنفس الدور، فهذه القضايا التي صدعت فيها بالحق لم تشر فيها لفضل من سبقك بتاتا بل نسبتها لنفسك على سبيل فخر الابتكار والابداع.
خذ القضايا التي ذكرتها:
1- قضية (مؤسسة الفتيا ومواكبة المتغيرات) فهذه سبقك بها الدكتور متعدد المواهب غازي القصيبي (حتى لاتكون فتنة، 1990م) وذكر نقولاً فقهية لدعم الفكرة عن (ابن تيمية، وابن القيم، والقرافي، وغيرهم).
2- قضية (أن أصل مشكلة التخلف ليست في السياسي، بل السياسي يريد التنمية لكن المشكلة في الفكر الديني الذي يعرقله) فهذه سبقك بها الاستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، بل هي كالماركة المسجلة باسمه (عشرات المقالات باسمه الصريح في جريدة الرياض، وباسمه المستعار في الشبكة الليبرالية)
3- قضية أن (فقهاء البلد لايصدرون في فتاواهم عن نظر في الدليل، بل هي عادات ممزوجة بالدين) فهذه سبقك بها الدكتور الأديب تركي الحمد (فصل بعنوان "التقاليد بين التقديس والتدنيس" في كتابه (السياسة بين الحلال والحرام، ط2، 2001م).
4- قضية أن (الوهابية فيها غلو في التكفير)، فهذه سبقك بها الشيخ حسن فرحان المالكي في كتابٍ مفصل تفصيلاً لاتفصيل بعده (محمد بن عبدالوهاب داعية وليس نبي، 2005).
5- قضية (تأنيث المحلات النسائية) سبقك بها فضيلة الشيخ د.ابراهيم المطلق في جريدة الرياض (11/5/2006م) وشرح مسوغاتها الشرعية.
6- قضية (مشروعية الاختلاط المحتشم) فهذه سبقك بها الاستاذ المكثر عبدالله ابوالسمح (منذ أول يوم طبعت فيه صحيفة سعودية!)
7- قضية (أن الردود السلفية على الشيعة تثير الطائفية) فهذه سبقك بها كل كتّاب "جريدة الوطن" بلا استثناء.
فهؤلاء كلهم سلفك في هذه الأفكار، وقد جحدت أسبقيتهم وفضلهم عليك في التنبيه على هذه الافكار، فجئت بعدهم ورددت نفس أفكارهم واستنسبتها لنفسك صراحة أوضمناً، فإذا كنت جحدت سلفك، فكيف تريد من غيرك أن يعترف بأنك سلف له؟!
ولذلك كانت عقوبتك من جنس جنايتك.
وكل هؤلاء ذكروا هذه المسائل ودعوا لها واستدلوا عليها حين كنت أنت خارج التاريخ تطحن وتعجن في قضايا ابن الصلاح وابن حجر!
ياسيدي حاتم .. حين تصل للمطار بعد إقلاع الطائرة فليس الحل أن تشتم الموظفين بالادعاء بأنك كنت موجوداً قبل المسافرين أصلاً، بل الحل أن تعترف بأنك تأخرت فعلاً، ليتدبروا لك مقعداً في حجوزات الانتظار على الطائرة اللاحقة.
أنا لا أقول أن ماذكرته في مقالتك لايستحق الحفاوة والاحتفال، كلا قطعاً، ولكنه ليس (احتفال ابتكار) بقدر ماهو (احتفال عضوية جديدة) فقط لتيار موجود مسبقاً، فنحن لسنا أمام (فكرة جديدة) بقدر ما إننا أمام (عضو جديد).
فأهلاً بك ياشيخ حاتم عضواً جديداً في نادي التنوير والنهضة ..
وإن كان لديك فتاوى جديدة تريد أن تصدع فيها بالحق، فتذكر أن للطبيبة ليلى الأحدب عشرات المقالات في (كشف الوجه)، وللغنامي كتاب في (عدم وجوب صلاة الجماعة)، وللنقيدان مقالات مبكرة في (مشروعية المعازف)، وللمزيني عشرات المقالات في (الأهلة)، ولأبا الخيل مقالة في (عدم تكفير المسالمين).
فكلي أمل يادكتور حاتم أن تتحلى بالشجاعة الأدبية في صدعك القادم، وتقر بفضل سلفك الذين نبهوك على هذه الأفكار، وطوروا لغتك الكتابية من قاموس (لاينبغي) (فتأمل يارعاك الله) (أصح قولي العلماء) إلى قاموس حديث صرت تتبجح بمفرداته (المؤسسة الدينية) (الاصلاح الديني) (الطائفية) (مواكبة المتغيرات) الخ ومع ذلك كله جحدت فضل سلفك ولم تنبه لأسبقيتهم وسرقت أفكارهم ومفرداتهم وجئت تنعى على السلفيين سرقة أفكارك!
عبدالله التميمي - ثادق
(دعوة الشيخ حاتم الشريف أنموذجاً)
22-10-2009
عبد الرحيم التميمي
منذ تصاعد دخان ركام أبراج مانهاتن في سبتمبر أيلول 21م, والتيار السلفي بكافة أطيافه أصبح الوجبة اليومية المفضلة للكثير من المفكرين والفقهاء والمثقفين, لقد تباينت الرؤى النقدية تجاه محدداته، ولكن لوحظ أن أغلبها نشأت وكُتبت في أجواء موبوءة ومشحونة، أسهمت في قصف الأدبيات السلفية بكافة أنواع الراجمات والصواريخ من داخل التيار السلفي أو خارجه.
وقد أدمت تلك الراجمات والصواريخ الجسد السلفي وأثخنته بالجراح، ولكنها لم تعالج إشكالاته أو تقدم مشروعاً بديلاً، لأن" المنهج الفكري" الذي يقتات ويعيش على هاجس مناكفته لمدرسة مغايرة، لا يمكن له أن يشيد بناء مستقلاً ذا هوية واضحة، يمكن الانضواء تحته والالتحاق بركابه.
لقد تملكني العجب من عنوان مقالة الشيخ الفاضل / حاتم الشريف حول التيار السلفي العام "سنصدع بالحق", بعد ثمان سنوات من أشرس هجمة فكرية وثقافية وفقهية تعرض لها المنهج السلفي المعاصر خلال القرن الحالي, لقد جاء هذا البيان بعد أن أصبح التيار السلفي ورموزه "مضغة" في أفواه أراذل الناس وسفهائهم سنين عدداً, فضلاً عن خيار الفقهاء والمثقفين من أمثال الشيخ الفاضل / حاتم الشريف, فموقف الشيخ المعلن لم يقدم جديداً لدى كافة المتابعين، عدا أنه سيكون وقوداً يستثمره "خصوم التيار السلفي" في معاودة القصف مرة أخرى في ظل "جو استثنائي" لا يُتوقع أن يطول, جعل المنهج السلفي ورموزه كالأيتام على موائد اللئام.
ليست المشكلة في نقد إشكالات فقهية أو دعوية لدى التيار السلفي العام، فكاتب هذه السطور مارس هذا النقد بشكل أو بآخر, وأداء رجالات التيار السلفي في السعودية وغيرها يظل جهداً بشرياً لا يمكن لمنصف أن يزعم عصمته وقدسيته, وبالتالي لا مانع من نقده والاختلاف معه, ولكن المعضلة أن بعض المشايخ، ومنهم شيخنا الفاضل / حاتم, بالغوا في تصوير مهمتهم الإصلاحية، كإصلاح التيار الديني أو حفظ التوازن في المجتمع إزاء الصراعات الفكرية, وبيان ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن تحميل التيار الإسلامي بوجهيه (الرسمي والمستقل) معضلة احتقان بعض الملفات المعقدة، كالطائفية وغيرها، فيه الكثير من استغفال القراء والمتابعين, نعم ثمة مشكلة في تعاطي التيار الإسلامي العام مع الملف الطائفي, ولكن القارئ الفاحص لهذا الملف بكافة تجلياته، يعلم جيداً أن هذا الموقف، الذي قد يوصف بالشدة، يتم إطلاقه أو إسكاته وفقاً لمعطيات الواقع السياسي, وبعيداً عن أي "نقاش فقهي" حول موقف أهل السنة من الشيعة, فإذا كان لدى الشيخ حاتم أو غيره من المشايخ والفضلاء أي رؤية إصلاحية بخصوص الملف الطائفي, فعليهم أن يوجهوا نقدهم "وصدعهم بالحق" لمن يمسك بخيوط اللعبة كلها, لا أريد من هذه النقطة إسكات أي ناقد بحجة عدم نقده للسلطة، ولكن "اختزال" المعضلة الطائفية في إشكالية الخطاب الديني من شيخ فاضل وعضو في مؤسسة دستورية، كمجلس الشورى، يعد تسطيحاً غير مقبول.
الوجه الثاني: مشكلة خطاب الشيخ الفاضل حاتم ومن رأى رأيه من الفضلاء والدعاة, أنه لا يملك هوية علمية وفكرية واضحة, إنه خطاب هلامي يربت على كافة الأكتاف، عدا أكتاف السلفيين, ولهذا نرى "عزفاً ترحيبياً" لا ينقطع من كافة خصوم المدرسة السلفية، أو ما يسميها خصومها "الوهابية"...
ربما ظن هؤلاء الفضلاء أن هذا الترحيب الاستثنائي بوجوه سلفية، يستهدف وئاماً فكرياً أو استقراراً اجتماعياً أو تنوعاً ثقافياً إيجابياً, وهذا وهم وخيال تكذبه العديد من البراهين والأدلة، بل ويكذبه واقع رموز تلك التيارات وأدائها في داخل مناشطها ومؤسساتها, إنها لا تعدو أن تكون فرصة لضرب الدوحة السلفية ببعض أغصانها لالتقاط الأنفاس, والنفاذ من خلالها لتحقيق مكاسب طائفية أو مذهبية أو فكرية.
إن أصحاب هذا الخطاب مع وافر تقديرنا لهم ولفضلهم ولعلمهم ونواياهم الطيبة، لن يكون خطابهم التعايشي سوى بالونا يُراد منه أداء دور محدد في هذه المرحلة, وإلباس خطابهم لباس الإصلاح الديني والاجتماعي، لن يفيد أصحابه كثيراً، لسبب جوهري وهو أن "مستوى التنظير" في خطابهم لا يتناسب مع قراءتهم "المعلنة" للواقع, إنه يقدم كلاماً "حلواً" عن الوئام والائتلاف, ولكنه أغفل منذ سنوات "حجر الزاوية" في أي عملية إصلاحية، وهو دور السلطة في تحقيق أي سلام اجتماعي, ورقي اقتصادي, واستقرار سياسي.
مجلة رؤية >> المنتدى
هل قلت: "إصلاح" ياشيخ حاتم؟!
2009-11-04
بقلم د . عبدالله المهند
فقد قرأت المقالة أول الأمر.. وقرأت ما نقله الشيخ من قصص الصدع بالحق في وجه المشركين.. قرأت ذلك فتخيلت الشيخ حاتماً ساجداً عند الكعبة، وسماحة المفتي يضع قدمه فوق عنقه يخنقه بعنفٍ. ثم يأتي الشيخ صالح الفوزان فيضع سلا الجزور فوق ظهره. فينصرف حاتم من صلاته، وهو يردد بثباتٍ: (أتقتلون رجلاً أن يقول: العباية على الكتف حلال؟!).. أعدت قراءة المقالة، فتخيلت الشيخ عبدالله بن غديان يضع حجراً فوق صدر الشيخ حاتم، ويصرخ في وجهه: أصبأت؟! فيردد حاتم بأعلى صوته: (أحدٌ.. أحدٌ.. الاختلاط فيه تفصيلٌ لم أسبق إليه).
كثيرون علقوا على قصة : (سنصدع بالحق)..
ولي تعليق على القصة الأخرى المكتوبة تحت عنوان: (دروس من صدعه صلى الله عليه وسلم بالحق). وهو المقال الذي عرض فيه شيخنا حاتم صوراً من هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- في الصدع بالحق، والصبر على سخرية المشركين منه!
فليصبر شيخنا إذن على ما سأكتبه.
فقد قرأت المقالة أول الأمر.
وقرأت ما نقله الشيخ من قصص الصدع بالحق في وجه المشركين.
قرأت ذلك فتخيلت الشيخ حاتماً ساجداً عند الكعبة، وسماحة المفتي يضع قدمه فوق عنقه يخنقه بعنفٍ. ثم يأتي الشيخ صالح الفوزان فيضع سلا الجزور فوق ظهره. فينصرف حاتم من صلاته، وهو يردد بثباتٍ: (أتقتلون رجلاً أن يقول: العباية على الكتف حلال؟!)
أعدت قراءة المقالة، فتخيلت الشيخ عبدالله بن غديان يضع حجراً فوق صدر الشيخ حاتم، ويصرخ في وجهه: أصبأت؟! فيردد حاتم بأعلى صوته: (أحدٌ.. أحدٌ.. الاختلاط فيه تفصيلٌ لم أسبق إليه).
وفيما هو في عناء وشدةٍ مرَّ به الصحافي الجليل تركي السديري، وقال له بكلماتٍ مؤمنة مطمئنة: (صبراً يا شيخ حاتم..فإن موعدك لقاء في جريدة الرياض). ثم يمر به صحافي آخر من السابقين الأولين، ويهمس في أذنه داعياً إياه للهجرة إلى أرض الحبشة حيث يوجد ملك لا يظلم عنده أحد من الصادعين بالحق. شيخنا حاتم!
قد فهمنا "المنهج المقترح" الذي تطالب به.
ولعل "مرسلك الخفي" وصل إلى ملك الحبشة.
وما ترمي إليه: باطلٌ بإجماع المحدثين على اشتراط سماع ولي الأمر من هيئته التي نصبها بنفسه وسماها: هيئة كبار العلماء.
وتذكر دائماً -أيها الشيخ- أن "الله لا يقبل تدليساً".
وتذكر أن شعبة قال: "لأن (...) أحب إليَّ من أن أدلس".
حدثتنا –أيها الشيخ- عن إصلاح سياسي تعوقه مؤسسة دينية!
فهلا حدثتنا عن إصلاحٍ ديني تعوقه مؤسسة سياسية!
وهلا حدثتنا عن إصلاح سياسي تعوقه مؤسسة سياسية!
إن كنت –حقاً- تريد الإصلاح. فانظر إلى بلدك، وستدرك أن من أعظم بلاياه أنه يعيش في عصر المؤسسات، في حين لا يوجد به قط مؤسسة تشريعية حقيقية.
فهل يمكن أن يقوم إصلاح بلا مؤسسات تشريعية؟!
أنت تجلس بمجلس شورى وعن يمينك وشمالك العشرات من "معاشر المتخصصين" يعقدون اجتماعات مطولة، كي يشاركوا فقط في "استطلاع للرأي"!
وبدل أن تطالب بالإصلاح الحقيقي، فتدعو لتحويل "مؤسسة استطلاع الرأي" إلى "مؤسسة تشريعية نافذة"، رأيناك تطالب بعكس ذلك تماماً.
رأيناك تذكر أن ببلدك (هيئة كبار علماء) على وجهها آثار قديمة لبقايا مؤسسة تشريعية، فأردت طمس هذا الأثر، فطالبت من بعيد بإكمال مسيرة الإصلاح العكسي، بتحويل الهيئة بالكامل إلى مؤسسة أخرى "لاستطلاع الرأي الشرعي"، يسوغ للسلطان أن يطأها بقدمه، وأن يأخذ برأيك ورأي رفاقك من معاشر المتخصصين الصادعين بالحق، الذين لا تأخذهم في الاختلاط لومة لائم.
كنت سأفهم لو أنك طلبت تطوير المؤسسة.
أو اعترضت على كفاءة بعض من فيها.
أو طالبت بتطوير آلية اختيار أعضائها.
أما أن تدعو صاحب السلطة إلى مزيد من الفردية و الاستبداد بالقرار، والإمعان في تطنيش المؤسسات المختصَّة، ثم تسمي كلامك إصلاحاً. فاحتمل المزيد من سخرية صناديد قريش.
لا تقل لي : "المؤسسة الدينية" غير معصومة.
فأنت و سائر "معاشر المتخصصين" –أيضاً- غير معصومين.
كما أن صاحب السلطة هو الآخر غير معصوم.
الحديث هنا –يا عضو الشورى- عن بلد يجب أن يسير على نظام، كي نستطيع أن نتكلم عن شيء اسمه إصلاح.
الحديث هنا –يا عضو معاشر المتخصصين- ليس عن العصمة. بل هو حديثٌ عن المؤسسة التي تملك صلاحية سن التشريعات الملزمة، حتى وإن جاز عليها الخطأ.
لن يصلح البلد إدارياً دون مجلس شورى نافذٍ القرار.
كما أنه لن يصلح دينياً دون مؤسسة إفتاء نافذة القرار.
تأمل هذا -أيها الشيخ- وستدرك أن الإصلاح الذي تدعو إليه ، هو عين الإفساد.
فإن كنت لم تبصر ذلك إلى الآن..فاستقبل المزيد من الأذى.
ولتصبر...
ولتواصل صدعك بالحق...
فقد تصل إلى الحبشة... لكنك لن تعود إلى يثرب!
المصدر / مجموعة القاسم
من أجمل ماقرأت حول الموضوع | عبد العزيز ...
أحببت أن أسجل إعجابي لهذا القلم لا أشكك في الشيخ العوني لكن ما ذكر هنا منطقي جدا أحب هذا النوع من الطرح شكرا لك د.عبدالله المهند وشكرا ل رؤية
ماهذا التحليل؟؟؟ | ابوفراس ...
والله ضحكت من تحليل هذا الدكتور العجيب,,, وقلت على الدكتور حاتم ان يتحمل ماياتيه من مثل هذا التهكم الراقي
ليت القديمي يقرأ لتعلم الانصاف | سلوى بنت عبدالخالق ...
اصبت يا عبدالله في كل كلمة سطرتها وليت القديمي (وهو أحد رفقاء حاتم الشريف في رحلة الإصلاح) يتعلم منك الانصاف ويبتعد عن العاطفة.
من يقف في وجه تأسيس المؤسسات أصلا؟ | قارئة ...
مقالتك جريئة وصريحة ولكن علي ان اسألك : من هو الذي وقف شوكة في حلوق المطالبين بدولة المؤسسات المدنية ؟؟ أظن انه لم يكن تركي السديري ولا الشيخ حاتم ولاحتى الملك عبد الله ولكنه شخص تعرفه واعرفه اسمه (سعد البريك) افنى سحابة وقته في الرد على هذه المسألة وهو لايفقه منها ابعد من قصره في المعذر المقالة جميلة وصريحة ولكنها بدلا من ان توجه للشيخ حاتم كان مفترضا ان توجه لبقايا المتطفلين المقتاتين على فتات السلاطين ومن يطبلون لفردية السلطان وتقديسه ، ومن ينادون بمزيد من تهميش المجتمع وتسميته با(العوام والغوغاء) وهذا هو عين مايفعله اعضاء هيئة كبار العلماء ومن شابههم من مطاوعة المكرفون والتائبين من الجهادية او مايسمون بالجامية الجدد ومسألة تحريم الاختلاط وعباءة الكتف فرضت على المجتمع بنفس الآلية التي يريد الشيخ حاتم أن يقاومها، فما المشكلة؟؟ لماذا على الشيخ حاتم وحده أن يعلق جرس المطالبة بالمؤسسات التشريعية وهل يجرؤ كاتب المقال أن يطالب بهذه المؤسسات على الجرائد والمنابر بنفس الجرأة التي انتقد بها الشيخ حاتم؟؟ هل تستطيع ان تكتب كتابا كما كتب الأستاذ عبد الله الحامد تطالب فيه بدستور ومؤسسات بدلا من السخرية بالشيخ حاتم الذي هو (فرد) يعبر عن رأيه؟ الجواب معروف لأن كلا منا يمد رجليه على قد لحافه، ويبدو ان لحاف مطاوعة 2009 لم يعد يتجاوز التواثب على مقالات من (شذّ) عن خطاهم لنقدها وعرمشتها بالسنان واللسان أوبالعربي : أبوي مايقدر إلا على أمي
الخير أم الشر | الغريب بن حمد ...
اتق الله فالإختلاط له مفاسد لايعلمها إلا الله ونحن ننظر إلى الشعوب الموجود بها إختلاط بماذا تقدموا وهم الآن يطالبون بفصل الجنسين عن بعضهم لما وجدوا من أضراره التي لاتخفى على الجميع أم كالحثالة نأخذ كل مايلفضونة من جميع سلبياتهم فلنراجع أنفسنا
أبو عبد الرحمن
( المصدر : من صفحة الشيخ في الفيس بوك)
19 أكتوبر، 2009، الساعة 03:34 مساءً
منخفضٍ عن قضايا ملحّةٍ كثيرة (في قضايا المرأة وغيرها) ، كانت لنا فيها وجهاتُ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء الرسمي
في المملكة . وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفي اعتراضنا على فتاواهم ؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها .
وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا , وأرجو أن لا نترك ذالك الترفُّـقَ ولا هذا التقبُّـلَ .
1- إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني ! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر ؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك .
وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها , بل قد يكون تَحَقُّقُ الإصلاح الديني في اجتهاداتٍ آتيةٍ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية ؛ لأن تلك الاجتهادات الآتية من خارجها قد تكون هي الأرجح , أوهي الأصلح لزمننا .
لا أشك في أن هذين السؤالين التقريريين جوابهما هو : نعم , لقد آن الأوان , أو نرجو أن نستطيع إدراك أوانه الذي قد فات .
ولقد كنت أذكر خلافي لذلك كله بصوت يعلو قليلا وينخفض كثيرا ؛ لا خوفًا من ضغوض التهميش , الذي لا يمكن في زمن الفضاء المفتوح والشبكة الدولية المتاحة لكل أحد . ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة بشتى الوسائل : من تجهيلٍ وتبديع , إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة . وإنما كان الصوت ينخفض كثيرًا : مراعاةً مني للمصلحة العامة المتمثلة في الحرص على وحدة الصف , أو تسامحًا مع الرأي القائل بأن المخالفين قادرون على تدارك الأخطاء إن وقعت , وأن جبهة الممانعة قوية , فلا داعي لإضعافها من الداخل . ويبدو أنني أخطأت في ذلك كله , وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض , وأن السكوت كان خطيئة لا تجوز.
د .حاتم بن عارف الشريف
1/11/1430هـ
تعديل التعليق